0 تعليق
1614 المشاهدات

قاهرتا السرطان : بالابتسامة والأمل نغزو الألم



«الصحة» كرّمت السعودية شريفة الحقباني والكويتية شوق الجويهل سفيرتي محاربي المرض

 

بسلاح غير تقليدي، وبروح محاربة، قهرت السعودية شريفة الحقباني والكويتية شوق الجويهل مرضا يتحاشى الكثيرون التلفظ باسمه ناهيك عن التعاطي معه، فتقلدت كل منهما عن استحقاق وجدارة لقب سفيرة محاربي السرطان، الاولى في السعودية والأخرى في الكويت.

«الراي» التقت الحقباني التي تحل ضيفة على الكويت لمدة خمسة أيام بدعوة من السفير الكويتي في السعودية الشيخ ثامر الصباح في زيارة حملت شعار «لنكن مع المرض أقوى»، وكذلك شوق الجويهل، خلال تكريمهما من وكيل وزارة الصحة الدكتور خالد السهلاوي.

وتحدثت الفارستان عن تجربتيهما وكيفية تغلبهما على المرض، كما تطرقتا إلى طبيعة العلاقة التي نشأت بينهما عبر وسائل التواصل لمدة سنتين، حيث تقاسمتا معا هاتين التجربتين بكل ما فيهما من ألم وأمل، راسمتين خارطة طريق لقهر هذا المرض بالابتسامة والأمل والتفاؤل وتحري الثقة بالخالق.

في ما يلي ما جاء في لقاء شريفة الحقباني متبوعا بمجريات الحوار مع شوق الجويهل لتبيان جوانب هاتين التجربتين المفعمتين بالتحدي والانتصار:

• شريفة الحقاني… دعينا نبدأ بلحظة اكتشاف إصابتك بسرطان الدم، بم شعرت؟

– تخوفت، وجال في ذهني أني سأموت، وأن أيامي معدودة.

• كيف تغلبت على تلك الحال؟

– عندما كنت في المستشفى أعلموني بطبيعة المرض، وقسم الخدمة الاجتماعية بالمستشفى والأهل كانوا دائما يذكرونني بأن هذا قضاء الله وقدره وابتلاء من رب العالمين، وان الصبر والتفاؤل والأمل مفاتيح للتغلب على المرض، والحمد لله عزمت على محاربة السرطان والتغلب عليه.

• من منحك لقب سفيرة محاربي السرطان في المملكة؟

– قسم الخدمة الاجتماعية بالمستشفى، حيث إن أختى منال الرشيد عندما رأت إصراري على تحدي المرض أطلقت ذلك على، والحمد لله كنت أول طفلة تنال لقب سفيرة مرضى السرطان على مستوى المملكة العربية السعودية.

• كيف كان شعورك عندما تلقيت دعوة الزيارة للكويت؟

– كان شعورا جميلا، سعدت كثيرا بأني سأذهب الى دولتي الثانية الكويت، وأكثر ما أسعدني أنى سأرى أختي شوق.

• إلى أي مرحلة من مراحل العلاج وصلت؟

– انا الآن في مرحلة العلاج الوقائي.

• ماذا عن مقطع الفيديو الذي سجلته بعنوان «ابتسم انت في نعمة»؟

– هناك مجموعة «ابتسم انت في نعمة» وهم عبارة عن مجموعة مكونة من شباب وبنات متطوعين يزورن المستشفيات للتخفيف عن المرضى وينظمون بعض المسابقات للترفيه عنهم وكانت هناك احتفالية وذهبت معهم، وقمت بتسجيل هذا المقطع.

• كيف ترين إمكانات العلاج التي أتيحت لك في السعودية؟

– الحمد لله شعرت بالراحة والاطمئنان وبوجود اهلي معي، الذين عرضوا علي امكانية العلاج في اميركا أو لندن أو المانيا فاخترت العلاج في وطني في المملكة، والحمد لله العلاج متوافر وأشكر خادم الحرمين الشريفين لتوفير كل العلاجات.

• لم رفضت العلاج في أي من تلك الدول الاجنبية؟

– لم أفضل ذلك، فعندما أكون بين أهلي وإخواني أشعر بالطمأنينة، ويجعل الحال النفسية أفضل بخلاف الغربة.

• كيف ترين زيارتك للكويت؟

– شيء جميل، وجميل ان نجلس كمحاربتي سرطان لنقدم اقتراحاتنا والاستماع اليها لعمل دارسة، فهناك اهتمام بالمرضي من محاربي السرطان، كما أنني سعدت بتكريم وكيل وزارة الصحة الدكتور خالد السهلاوي لنا وسعدت أيضا باهتمام رئيس المكتب الاعلامي بوزارة الصحة الدكتورة غالية المطيري كما سفير الكويت في المملكة الشيخ ثامر الصباح… الله يسعدهم مثلما أسعدوني.

• لماذا حرصت على تأليف كتاب عن رحلتك مع المرض؟

– كتبت الكتاب والحمد لله لأنني وددت تسجيل رحلتي مع المرض، كما ان الفكرة لاقت استحسانا ودعما من الاهل والحمد لله كان الكتاب الأكثر مبيعا على مستوى معرض الرياض الدولي 2016.

• ما الهواية التي تفضلين ممارستها؟

– الرسم والتصوير.

• جسدت أيضا رحلتك العلاجية من خلال البوم صور، فما الرسالة من ذلك؟

– أحب فن التصوير، وكنت دائما ألتقط صورا لوضعها في حسابي على الانستغرام وفكرت في عمل الألبوم كدعم في المستقبل لمحاربي مرض السرطان فإن زرت أحدا سأعرض عليه الصور وأخبره كيف كنت، وكيف أصبحت لتشجيعه على التحلي بقوة الامل والصبر والعزيمة.

• ماذا تقولين لمرضى السرطان؟

– لا تيأسوا واجعلوا الأمل في ربكم، وكونوا على ثقة بأن أيأمهم ستكون أجمل وأجمل، فكل فترة من المرض عليها أجر كبير، ودائما ما أقول تفاءلوا، ولو شعرتم يوما من الايام باليأس فحاولوا أن تجددوا التفاؤل، فبه نعيش ونستطيع هزيمة المرض والتغلب عليه.

• شوق الجويهل… متى اكتشفت أنك تعانين المرض؟

– اكتشفت ذلك في شهر يناير 2013، وكان عمري وقتها 14 عاما.

• هل من علامات معينة ظهرت عليك في بداية المرض؟

– في البداية شعرت بالتعب، ووجهى كان شاحبا، ولم أستطع المشي وفي شهر يناير 2013 أجريت فحصا، وأخذوا عينة من النخاع، واكتشفوا ان هناك خلايا سرطانية واخبروا اهلي بضرورة نقلي الى مستشفى البنك الوطني لأمراض الدم، وهناك تم اجراء عدة تحاليل وتم ولله الحمد التشخيص الدقيق وأخبروني أن المرض من الدرجة الثانية، وحددوا لى مراحل العلاج، وأنها ستكون لمدة سنتين ونصف السنة.

• وكيف كان العلاج؟

– أخبرونا أن هناك خطتين للعلاج، سيقومون بالأولى وإن فشلت فستكون هناك حاجة لزراعة نخاع، والخطة الاولى كانت تتضمن وضع جرعات من العلاج الكيماوي في الظهر وعن طريق الوريد، ثم أخذ حبوب كيماوي.

• كيف كانت المرحلة الاولى من العلاج؟

– كانت مدتها سنتان ونصف السنة، والحمد لله سارت الامور بشكل جيد ولم تفشل الخطة الاولى، ولكن في بعض مراحل العلاج وقع شعري وأوقفت قيدي بالدارسة ثلاث سنوات لكن كان لدي إصرار وعزيمة على هزيمة المرض والحمد لله اليوم تخلصت منه، وخرجت من المرحلة الخطرة، وأخبروني انه سيكون هناك متابعة لمدة 4 سنوات، والحمد الله اني مررت من مرحلة الخطر وهزمت المرض.

• كيف ترين العمل التطوعي وكيف تنظرين لزيارة بعض الفرق التطوعية الى مرضى السرطان؟

– العمل التطوعي جدا رائع، وزيارة الفرق التطوعية تخفف عن المرضى وتشعرهم بالسعادة ولدينا فريق تطوعي لبيت عبدالله وقد زاروا المرضى مرات عديدة ووزعوا هدايا وهذا شيء جميل.

•اخترت العلاج في الكويت، فلماذا ؟

– في البداية أخبرني الاهل بإمكانية العلاج في لندن لكن أنا طلبت أن أعالج في الكويت والحمد لله العلاج متوافر وكل الامكانات جيدة ووزارة الصحة «ما قصروا».

• بم تنصحين المصابين بالسرطان؟

– تحملوا واصبروا والالم فترة وتعدي بإذن الله، وستأتي عليكم أيام أحلى وأحلى بإذن الله، وليست هناك مشكلة اذ خسرت شعرك أو صحتك لفترة معينة لأن كل تعب وراءه شيء جميل.

• ماذا عن هوايتك خلال الفترة الحالية؟

– كتابة القصص وحاليا بإذن الله أنوى كتابة قصتي مع المرض.

الرياضة

شريفة تحب نادي الهلال السعودي، متمنية أن يحرز الدوري العام المقبل، ويأخذ كأس آسيا، كما أنها تشجع نادي برشلونة على المستوى العالمي، في حين ذكرت شوق أنها لا تحب الرياضة لكنها تشجع برشلونة، اما على المستوى المحلي فتشجع القادسية.

تعارف سفيرتي محاربي السرطان

بسؤال الفارستين عن كيفية تعارفهما قالت شريفة الحقباني «عرفت شوق من خلال الانستغرام وتقريبا كان في 2014 وكانت أمنيتي أن أقابلها والحمد لله جئت الكويت وقابلتها».

كما قالت شوق الجويهل «إن التواصل كان من خلال الانستغرام في وقت المرض، وأصبحنا قريبتين جدا والحمد لله اليوم تقابلنا وذلك أسعدني جدا جدا».

شريفة وشوق بارقة أمل

أكد وكيل وزارة الصحة الدكتور خالد السهلاوى في تصريح لـ«الراي» على هامش تكريمه أمس سفيرة محاربى السرطان السعودية الطفلة شريفة الحقباني وزميلتها الكويتية شوق الجويهل على «إنهما يمثلان بارقة أمل لجميع الأطفال المصابين بالسرطان من خلال قوة عزيمتهما وصبرهما»، مشيرا إلى أن «ذلك يشكل دون شك حافزا للأطفال وأولياء الأمور على تجاوز محنة المرض».

وشدد السهلاوي على «الاهتمام الكبير الذى توليه الوزارة بمرضى السرطان ودعمهم نفسيا، لما لذلك من أثر ايجابي كبير في التغلب على المرض والشفاء التام منه»، لافتا الى «الجهود التي قامت بها الوزارة لمكافحة المرض ومحاولة القضاء عليه وسياسة الوزارة في هذا الشأن من خلال البرامج التوعوية والكشف المبكر عن المرض واستخدام أحدث التقنيات العلاجية التي أدت دون شك الى ارتفاع نسب العلاج لتتجاوز في بعض انواع السرطان 80 في المئة اذ ما تم اكتشافها في مراحلها الاولى».

وأشاد بـ«الدعم المستمر لمرضي السرطان من قبل وزير الصحة الدكتور علي العبيدي وحرصه على توفير أحدث التقنيات التي تتماشى والمعايير العالمية».

اهتمام بالعوامل النفسية للمرضى

قالت رئيسة المكتب الاعلامي لوزارة الصحة الكويتية الدكتورة غالية المطيري «إن استضافة وزارة الصحة للحقباني وتكريمها وزميلتها الكويتية شوق الجويهل يأتي في اطار اهتمام الوزارة بالعوامل النفسية للمرضى خاصة للأطفال».

وقالت المطيري «ان زيارة شريفة الحقباني للكويت تمثل دعما كبيرا للأطفال المصابين بالسرطان نفسيا ومنحهم الأمل والعزم في ظل ما تتحلى به ضيفة الكويت وزميلتها شوق محمد الجويهل من عزم وقوة ارادة وأمل ما مكنهما من التغلب على كثير من مراحل المرض وهزيمته».

 

 

المصدر : عمر العلاس \ جريدة الراى

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3586 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 3905 0
خالد العرافة
2017/07/05 4510 0