0 تعليق
2600 المشاهدات

العمل التطوعي في الكويت … قليل من المتعة كثير من التحديات



عرف عن الشعب الكويتي حب عمل الخير منذ القدم وشهد تاريخ الكويت العديد من الأمثلة على انخراط أبنائها في الأعمال التطوعية أثناء الأزمات والكوارث التي مرت بها البلاد.

ولا يزال حب التطوع سائداً في المجتمع بل امتدت جهود العمل التطوعي على أيدي الشباب الى خارج البلاد مع ما يواجهونه من تحديات في هذا المجال محلياً وخارجياً.

وشكل توجه الكويت إلى دعم انخراط الشباب في العمل التطوعي المحلي بيئة خصبة لجذب الكثير منهم للانتساب إلى مجموعات وفرق تطوعية مختلفة الأهداف والمقاصد كما ساهمت الأوضاع الانسانية الصعبة التي طالت شعوب مناطق كثيرة من العالم في الآونة الأخيرة في توجه الكثير من الشباب الكويتي الى التطوع لمد يد العون إلى هذه الشعوب رغم التحديات الكبيرة التي تعترض سبيلهم.

ويواجه الشباب الكويتي الراغب بالتطوع العديد من التحديات لعل أهمها محدودية الأماكن التي يستطيع التطوع بها ورغبته بالتطوع خارج الكويت والتي تعترضه عدة عقبات منها عدم ترحيب بعض الجهات التطوعية بالنساء والجهات الأخرى تحدد مقاعد معينة وتجعل التطوع يقتصر على عدد قليل.

وأظهر استطلاع للرأي مع عدد من الشبان والشابات ممن خاضوا غمار التطوع في مجالات مختلفة وآخرين لديهم الرغبة لكنهم واجهوا عقبات حالت دون انخراطهم في العمل التطوعي عن اتفاقهم على محدودية مجالات التطوع داخل البلاد واقتصاره في الخارج على فئة معينة كمشاهير التواصل الاجتماعي أو الشخصيات التي تحظى بمتابعة جماهيرية أو أصحاب المال والنفوذ.

وقالت المتطوعة مريم الفرج إنها دخلت غمار التطوع في الـ 19 من عمرها في أحد المستشفيات المتخصصة بتغذية الأطفال في أميركا من خلال منظمة خيرية انتسبت اليها عبر موقعها الالكتروني مؤكدة ان مساهمة المتطوع بوقته وجهده في تغيير حياة أشخاص نحو الأفضل يشعرك بـ «لذة التطوع».

وأوضحت أن مجالات التطوع في الكويت «محدودة» غالباً ونشاطاتها متكررة مبينة ان تجربة التطوع في المستشفيات محلياً ليست سهلة كما هي في الخارج كما ان نظام التطوع في البلاد «غير متاح من خلال مواقع إلكترونية ترشدك الى أي مؤسسة تلجأ إليها» عند الرغبة في التطوع إضافة إلى أن الكثير من الجهات الخيرية في الكويت لا ترحب بالنساء وتفضل ان يكون المتطوعون من الرجال فقط.

من جانبها قالت المتطوعة أميرة الخالدي إن «هناك الكثير من الفتيات يطمحن الى التطوع داخل البلاد او خارجها إلا أنهن يواجهن صعوبة في اقناع ذويهن لاسيما وأن هناك الكثير من الأسر المحافظة ترفض ان تسافر بناتها للتطوع أو غيره ما يجعل فرصها في التطوع محدودة لاسيما خارج البلاد».

وأضافت ان «مجال التطوع محليا يتم غالباً بجهود ذاتية ينقصها المهنية ودون ترتيب مسبق إضافة إلى أنه (محدود وفي الغالب يعاني البيروقراطية) مدللة على ذلك بصعوبة التطوع في دور الرعاية التي ترعى الأيتام والمسنين وقد يحتاج الراغب في التطوع إلى توصيات لقبوله).

وذكرت ان «هذا يتعارض مع ثقافة التطوع التي تتم بسلاسة في الدول الغربية إذ تتوافر لديها العديد من مجالات التطوع سواء في المستشفيات أو دور المسنين والأيتام ومع ذلك هناك دوماً تحفظ على تطوع النساء حتى من قبل المؤسسات الانسانية أو حتى المستشفيات في الكويت تحت ظن أن المرأة لا تحتمل التطوع .

من ناحيتها قالت المصورة المحترفة والمتطوعة عذوب الشعيبي إنها طلبت التطوع مع بعض الجهات الخيرية للعمل مصورة في رحلات خارجية لكن طلب منها ان يتم سفرها على حسابها الشخصي وقامت بذلك أكثر من مرة دون اعتراض حتى بات ذلك يشكل عبئاً مادياً عليها داعية تلك الجهات إلى تخصيص ميزانية للإعلام والمصورين كما تفعل مع «مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي».

وشددت على ضرورة تحري الدقة عند اختيار التطوع لدى الهيئات الخيرية والإنسانية لتجنب تلك التي تعمل وفق اجندات خاصة لا تتماشى مع مضامين العمل الإنساني .

ومن ناحيتها قالت المتطوعة فيّ الفهد إن بدايتها مع التطوع داخل البلاد كانت في المرحلة الابتدائية ثم انتقلت الى العمل التطوعي الخارجي بعد التحاقها مع فريق انساني عن طريق إحدى وسائل التواصل الاجتماعي لمساعدة اللاجئين السوريين في الأردن.

وأشارت الفهد إلى صعوبات واجهتها في اقناع ذويها للقيام بهذا العمل وذلك لخشيتهم على سلامتها، مبينة أن اصرارها على تحقيق حلمها في التطوع لخدمة اللاجئين مكنها من اقناعهم بالسماح لها بالسفر.

من جهته أبدى عبدالله الشمري رغبته في الالتحاق بالعمل التطوعي لكن خشيته من امتلاك بعض الجمعيات العاملة في هذا المجال لأجندات مشبوهة وفي ظل تهم طالت بعضها بالتستر في العمل الخيري لدعم الإرهاب حد من هذه الرغبة.

وأشار الشمري أيضاً إلى عدم ترحيب بعض الجمعيات بالمتطوعين الجدد «إلا اذا كان يملك تبرعاً كبيراً والمفترض في العمل التطوعي هو التطوع بالوقت والمجهود وليس بالضرورة المال».

بدوره قال جراح الجسار (وهو حديث التخرج ولا يعمل ويرغب بالتطوع) إنه يرغب في استغلال وقت الفراغ بالتطوع في إحدى جهات العمل التطوعي لكنه يجهل «إلى من وأين يتجه؟» مشيراً إلى ان الجهات التطوعية ضعيفة إعلامياً.

من جانبه أكد نائب رئيس مجلس ادارة جمعية الهلال الأحمر الكويتية أنور الحساوي ان الجمعية تستقبل الراغبين في التطوع من سن 16 سنة فما فوق ومن الجنسين.

وذكر أن «الجمعية تستقبل المتطوعين من المقيمين أيضاً ومن جميع الجنسيات انطلاقاً من حرصها على تحقيق هدفها في غرس حب التطوع عند جميع فئات المجتمع».

 

 

المصدر : جريدة الراى

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3592 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 3922 0
خالد العرافة
2017/07/05 4518 0