تسير بقدمين تطلقها نحو الطريق الذي تختاره , و أنت تبصر النور حتى يدخل قلبك و يستقر به , تمضي الأيام و أنت لاه بما خطط أم بما تأخذك دنياك إليه دون إذن منك , و لكن هل فكرت يوماً بأنك قد تفقد نعمة , نعم نعمة كالصحة أو نعمة البصر أو أي نعمة أخرى بسبب حادث مروري تكون السرعة هي الطريق لهلاكك أو استهتار أحدهم لأنانيته .
صعب جداً أن تتعود أن تستيقظ كل نهار و ترا النور و هو يملئ صباح أمل و بهجة , ثم تختفي تلك النعمة , فتصبح دنياك كلها بلون واحد باللون الأسود , و يهبط بعد ذلك هذا اللون على قلبك يؤثر على إيمانك و ينتزع منك أحلامك , أو قد تفقد قدرتك على السير .. الجري , تحريك قدمك أو حتى ظهرك , مؤلمة تلك الفكرة و محزنة هي تلك الصورة .
لهذا ما أود قوله , أن بعضهم يولد و هو عاجز عجز عقلي أو جسدي و يتغلب على هذا المحنة بالتدريب و كسر الخوف و التحدي , و مجهوده و بمساعدة من هم حوله , و لكن ذلك الذي يقود سيارته على عجلة من أمره أو يقودها بأنانية و كأن الشارع قد ترك له و قيل له بأن السرعة مفتوحة لك , و لك وحدك , كيف سيواجه واقعه الجديد ؟ و كيف سيتغلب على تلك الصدمة ؟
أظن بأن نزول البلاء على المؤمن أخف و أهون من أن يأخذ الإنسان بيد نفسه لهلاكه , فأحرص على نفسك و تذرك دائماً أنك نعمة بكل ما أوتيت فحافظ على حياتك و صحتك و نجاتك من شر الطريق و ما فيه .
و تذكر .. أن ما بيدينا يعوض إلا الصحة لا نعوضها بأموال الدنيا .