أثرت حالة "جوليانا ويتمور" في الكثيرين عندما انتشرت صورها تحت عنوان "الطفلة التي ولدت بلا وجه" و لكن للقصة أبعاد كثيرة ، فلا تعيش "جوليانا" مأساة كما يتخيل البعض ، بل أنها أصبحت مصدر إلهام لملايين من الأشخاص. لم ينكر أحدا صدمته عند ولادة "جوليانا" ، فقد أذهل شكلها جميع الموجودين بحجرة الولادة بما فيهم الفريق الطبي ، و ظلت أمها تهمس لوالدها : أين هي ؟ .. أين وجهها ؟! . و كانت هذه المفاجأة لأن "جوليانا" تعاني من متلازمة وراثية نادرة تدعى Treacher Collins Syndrome ، و التي يولد بها الطفل فاقدا مجموعة من العظام المكونة للوجه ، و في الواقع تعتبر حالة "جوليانا" هي الأسوأ في العالم حيث تفتقد نحو 40% من عظام وجهها .
لكن "جوليانا" تحيا حياة طبيعية و تتواصل مع أصدقائها و عائلتها بشكل ممتاز ، و تحظى بمحبة و تقدير أصدقائها ، و ذلك لأن شخصيتها تجذب كل من يتعامل معها ، و هو ما دفع الكثير من الأمهات لاتخاذها مثالا لأبنائهم عن نموذج الجمال الحقيقي للإنسان و الذي يكون منبعثا من داخله . في الوقت نفسه فإن عائلة "جوليانا" تحاول بكل السبل مساعدتها كي تبدو طبيعية ، فخضعت الطفلة إلى 45 عملية جراحية في وجهها خلال 11 عاما ، و لا تزال قائمة العمليات الجديدة في الانتظار ، كما أنهم تبنوا بعد محاولات استمرت لعامين كاملين طفلة من أحد الملاجئ تعاني من حالة مشابهة لحالة "جوليانا" كي يكونا سندا لبعضهما البعض و يتفهما معا ما يدور لهما.
المصدر ©كل يوم معلومة طبية
