0 تعليق
235 المشاهدات

تأسيس نادٍ لأمهات المعاقين.. للإرشاد النفسي والتربوي والدينى بقلم \ عزة الغامدى

كلنا مبتلى وتختلف ابتلاءاتنا من شخص لآخر، فهذه هي الحياة بحيث نمتحن ليعلم الله مدى صبرنا وقوة ايماننا وتمسكنا به، وقد تكون الإصابة بإعاقة الأبناء من اجل الابتلاءات التي يواجهها المرء في حياته. إلا ان التعامل مع مثل هؤلاء الأبناء يحتاج الى وعي ودراية ودراسة بحيث ليست كل أم قادرة او مهيأة نفسيا وبدنيا للتعامل مع طفلها المعاق. لذلك نجد ان كثيرا من الأمهات اللاتي لدى ابنائهن إعاقة يواجهن متاعب ومصاعب متعددة وعلى الرغم من الاهتمام الذي تلقاه فئة ذوي الاحتياجات الخاصة على النطاق العالمي إلا انه لايزال هناك قصور في التطوير من آليات التعامل وتطوير الخدمات الموجهة لهذه الشريحة. وعلى الرغم من التزام الحكومة بتوفير الرعاية والخدمات الطبية للأشخاص ذوي الإعاقة على قدم المساواة مع الآخرين، رغم ما يكلفه ذلك الامر من مبالغ طائلة تتحملها الدولة، فضلا عن مزايا لمن يرعى معاقا، رغم كل ذلك فإن جانب التأهيل والإرشاد التربوي والديني والنفسي لأمهات المعاقين لايزال مفقودا. وعلى الرغم من وجود الجمعية الكويتية لرعاية المعاقين التي تأسست عام 1971 وذلك لتقديم خدمات الرعاية والدعم لذوي الإعاقة، إلا ان محور الاهتمام في هذا الصدد ليس بالمعاق وحده ولكن من يرعى هذا المعاق؟. فالأم التي يولد لها معاق غالبا ما يشكل لها نبأ ولادتها لطفل معاق صدمة بالغة التأثير تنتقل بعد ان تتجاوزها الى المرحلة الأخرى وهي كيفية التعامل مع هذا الطفل المعاق وكيفية اشباعه عاطفيا وكيفية التمكن من إسعاده والتواصل معه، وجعله يتكيف مع العالم المحيط به والأخذ بيديه بعد ان يكبر لتحدي الصعاب وإثبات ذاته في المجتمع الذي يحيط به متى ما كانت اعاقته لا تشل حركته تماما ولديه قدر من الوعي والإدراك. إن كل هذه المهارات التي لابد ان تكتسبها أمهات المعاقين لابد ان يتم توجيهها من خلال كوادر متخصصة وذلك عن طريق تأسيس ناد يضم في عضويته كل الامهات ممن لديهن أطفال معاقون والبدء في تزويدهن بالمهارات في كيفية التعامل مع هذا الطفل المعاق وما حقوقه وواجباته على الأسرة وكيف ان القانون غلظ العقوبات الخاصة برعاية المعاقين بحيث تصل الى السجن لمن يهمل في رعاية المعاق، إن مثل هذه الالتزامات القانونية التي حددها القانون لأبد ان يتم تسليط الضوء عليها باستمرار وشرحها لأولياء أمور المعاقين حتى يكونوا على بينة ووعي بالحقوق والواجبات الخاصة بهذا الطفل المعاق وان أي تقصير في حقوقه وواجباته على أسرته سيعرضهم للمساءلة القانونية. ويأتي هنا دور النادي وذلك للتوعية والإرشاد من خلال المحاضرات التثقيفية والتنويرية والبرامج التدريبية، لشرح اولا الإعاقة بمفهومها العام وتقسيم الأمهات العضوات في النادي طبقا لنوع الإعاقة التي يعاني منها ابناؤهن وخلق روح التواصل والألفة فيما بينهم وخلق أجواء صداقة بين الأمهات للتمكن من تخفيف حدة انفعالات كل واحدة منهن مع نقل خبراتهن وتجاربهن بين بعضهن البعض للاستفادة فيما بينهن. ان انفراد حالات الإعاقة وعدم محاولة خلق أجواء تواصل بين أسر المعاقين سيزيد من حدة انفعال الأمهات بحيث ستنزوي كل واحدة منهن بعيدا عن مجتمعها لأنها لن تجد من تستطيع مشاطرتها اهتماماتها والوقوف لدى نقاط الألم التي يشعرن بها. حيث ان اندماج الأمهات مع بعضهن البعض في مثل هذه الملتقيات سيخلق لهن مجتمعا تشعر كل واحدة منهن بمشكلة الأخرى فيتعاون فيما بينهن للمطالبة باحتياجات ابنائهن ومحاولة المطالبة بإضافة تشريعات لقوانين لضمان مستقبل افضل لأبنائهن وذلك من خلال التواصل مع المسؤولين في الدولة من خلال الملتقيات الثقافية التي يقيمها النادي لجمع أمهات المعاقين وايصال صوتهن للمسؤولين في الدولة عبر الاجتماعات الدورية معهم. إن ولادة طفل معاق ليس بالأمر الهين على الإطلاق فالشعور بالقلق والخوف على مستقبل هذا الطفل غالبا ما يولد هاجسا لدى الأمهات واولياء الأمور حول مصير هذا الطفل ومستقبله. فكيف سيحيى ومن سيرعاه في المستقبل؟ كل هذه الهواجس دوافع تؤدي الى الإحساس بالقلق المستمر، لذا لابد أن تكون هناك ورشات عمل للتأهيل النفسي لهؤلاء الأمهات للتخلص من حدة هذه الانفعالات والقلق الدائم المستمر من خلال تصور مشاريع تعرض على الدولة لضمان حياة كريمة لهذا المعاق. وعلى الرغم من كثرة عدد المتخصصين في علم النفس إلا أن مجال محاكاة المعاق وتأهيل ذويه على الصعيد النفسي في كيفية التعامل مع طفلهم المعاق نجد فيه قصورا كبيرا على الصعيد العلمي. لذلك، فنحن بحاجة الى برامج اعلامية مستمرة لنقل آخر التطورات العلمية في مجال سيكولوجية المعاق وكيفية اندماج هذا المعاق مع عائلته. وقد يكون لتأسيس النادي السالف الذكر دور في تشكيل لجنة ثقافية لمحاولة تسليط الضوء الإعلامي على احتياجات المعاق وذويه. بيد انه في بعض الأحيان يراود ذوي المعاقين الإحساس بالخجل من البوح عن وجود معاق في العائلة وهنا تحتاج مثل هذه الأسر الى توعية اجتماعية ودينية حتى لا يتم التعامل مع هذا المعاق بالخجل. إن نادي أمهات المعاقين من الضروري أن تكون ركيزته الأساسية هي محاولة دمج امهات المعاقين في المجتمع وخلق أواصر تواصل اجتماعي فيما بينهن مع مختلف شرائح المجتمع لنقل الخبرات والتجارب وتحقيق الفائدة العامة. من جانب آخر، يعمل مثل هذا النادي على توعية امهات المعاقين بالحقوق التي ضمنتها الدولة لفئة المعاقين القادرين على العمل بحيث ضمنت الدولة العديد من المزايا لهذه الفئة بحيث كفلت لهم الدولة الأولوية في التعيين والحصول على الترقيات. حيث من الضروري ان تعي امهات المعاقين جميع هذه الحقوق التي ضمنها القانون لأبنائهن ويكون لهذه التوعية دور في التخفيف من حدة الانفعال العاطفي لديهن من قلق وتوتر على مصير أبنائهن. وعلى الرغم من خوف الكثير من الأمهات على ابنائهن المعاقين الا أننا نرى في حالات نادرة اهمال بعض أمهات المعاقين لابنائهن على الرغم من أن الإسلام كفل لهم كل الحقوق أسوة بأخوتهم الأصحاء بحيث كفل الإسلام حقوق المعاق على ابوية وفرض على الابوين ضرورة رعايته والاعتناء به، كما اكد العلماء أن من ابتلي بمعاق فلا بد ان يؤمن بأن الله هو الخالق المدبر فليحمدوا الله وليصبروا وليحتسبوا كما أمرهم الله تعالى وعليهم بالإكثار من الدعاء لأنفسهم ولمعاقهم وعليهم بالحذر من الضجر والتبرم بالمعاق فربما حملهم ذلك على التقصير في رعاية ابنائهم المعاقين فيأثمون .   بقلم الكاتبة \ عزة الغامدى

اترك تعليقك :

كتـاب الأمـل

+
أ. ياسمين القلاف
ياسمين القلاف
2016/08/20 581 0
36e305f5-e802-45ab-9e2b-898785186122_thumb.jpg
عذراء الرفاعى
2016/06/13 439 0
يوسف الزنكوي
يوسف الزنكوى
2016/06/10 412 0