0 تعليق
171 المشاهدات

داخل أسوار «رعاية الأحداث»: 518 نزيلاً منهم 399 كويتياً يتلقون تأهيلاً ورعاية نفسية واجتماعية وتربوية

مدير إدارة رعاية الأحداث حمد الخالدي
 

أطفال في عمر الزهور، براعم خضراء غضة ندية، تتأثر بالأنواء والتقلبات الاجتماعية والظروف الأسرية بشدة، المحيط المجتمعي حوّلهم الى منحرفين او معرضين للانحراف، دون ذنب اقترفوه، الا انهم لم يجدوا من يوجههم نحو الطريق الصحيح.

الأسرة مفككة، الأب متوفى أو مسجون والحضانة للأعمام والأم متزوجة من آخر والابن ضائع في دهاليز الحياة، تعددت الأسباب والمصير واحد «الانحراف» والعيش داخل اسوار «رعاية الأحداث»، فقد منّ الله علينا في الكويت بقيادة وحكومة تحترم الإنسانية، فكانت من أوائل الدول العربية التي وضعت قانونا خاصا لرعاية وتأهيل الأحداث، وأنشأت دورا خاصة لتأهيل الفئة المعرضة للانحراف وبنائها نفسيا واجتماعيا وعلميا، أنشأت مدارس وورشا تدريبية داخل دور الرعاية لإكساب النزلاء المهارات العملية وتقوية الوازع الديني لديهم في الوقت نفسه.

«الأنباء» ارتأت قضاء يوم داخل أسوار الدور التابعة لإدارة رعاية الأحداث لتطلع على احوال النزلاء وتتعرف على قصصهم وحكاياتهم والتي نستطيع القول انها من غرائب الزمان، حيث يبلغ عدد المستفيدين من خدمات الإدارة في مختلف الدور 518 حدثا منهم 399 كويتيا و119 غير كويتي، منهم 4 حالات بقسم الاستقبال و8 حالات في «الضيافة»، و9 بدار الملاحظة، 9 حالات موقوفة على ذمة التحقيق، 30 حالة محكومة، و8 حالات في دار التقويم محكومة، 315 حالة تحت المراقبة القضائية و37 حالة للبحث الاجتماعي و107 حالات في مراقبة نيابة الاحداث.

وفي أحد الدور 4 اخوة من أسرة واحدة اكبرهم لم يتجاوز الـ 15 ربيعا وأصغرهم 10 سنوات، والأم تعيش حياتها مع زوج آخر والأب لديه أسرة أخرى مستقرة والجدة ذات الـ 80 عاما لا قدرة لها على متابعتهم فكان رفاق السوء لهم بالمرصاد ليكون الشارع منزلهم والسرقة والتخريب مهنتهم، ويقول اكبرهم بدأنا بارتكاب الجرائم على أساس انها لعبة أطفال وانتقلنا لتخريب وتحطيم زجاج السيارات وإتلاف كل ما تقع ايدينا عليه حتى وصلنا الى هنا وبدأنا نشعر بما اقترفت ايدينا من جرائم وبفضل جهود العاملين في الدار عدنا الى مقاعد الدراسة وسنخرج من هنا افضل كثيرا.

وهناك حدث آخر لم يتجاوز الـ 14 عاما مسجل اكثر من 10 قضايا إتلاف ممتلكات وتخريب وحدث في عمر الـ 12 سنة متهم بهتك عرض وآخر لم يبلغ الحلم بعد ومسجل عليه اكثر من 10 قضايا سرقة ورابع كل ذنبه أسرته لا تريده وتعتبره شؤما على الأسرة، حيث تفننت الأم والأب في تعذيبه حتى هرب من المنزل واختار الشارع ليصل الى «رعاية الأحداث»، وقصة اخرى لحدث لم يتجاوز الـ10 سنوات تقطن أمه خارج البلاد لا يعلم عنها شيئا وأبوه لا يسأل عنه وكان يذيقه من صنوف العذاب.

وعلى هامش الجولة التقينا مدير ادارة رعاية الأحداث حمد الخالدي، حيث أكد ان الإدارة تتولى إعادة تأهيل النزلاء نفسيا وتعليميا واجتماعيا وتحرص على ان يخرجوا أسوياء نافعين لوطنهم.

وأوضح ان هناك برامج تأهيلية وتدريبية ومعالجة نفسية وتربوية لكل نزيل على حدة بما يتوافق مع طبيعة حالته ووضعه وفق برامج محددة زمنيا. وفيما يلي التفاصيل:

في البداية، حدثنا عن قانون الأحداث الجديد؟

٭ قامت الإدارة بالتعاون مع إدارة الشؤون القانونية بالانتهاء من اللائحة التنفيذية الخاصة بقانون الأحداث الجديد رقم 111 لعام 2015، وسيتم إصدارها قريبا وسيتم العمل بها بدءا من تاريخ 1يناير 2017، وفي هذا الإطار أيضا تحرص الإدارة على إقامة دورات للتعريف بالقانون الجديد، وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية.

ما أبرز المشروعات التطويرية التي قامت بها الإدارة خلال الفترة الأخيرة؟

٭ نظمت الإدارة سلسلة من المحاضرات التوعوية بمدارس وزارة التربية والتعليم بهدف حماية النشء من الانحراف والعنف والإساءة وحماية المجتمع من الظواهر السلبية والدخيلة على قيمنا.

وتمثلت خطوات تنفيذ المشروع في ترشيح محاضرين من الإدارة، التنسيق مع إدارة الخدمات الاجتماعية والنفسية بوزارة التربية، واستهدفت المحاضرات الطلبة وأولياء الأمور، وسينفذ المشروع من بداية العام الدراسي 2016 ـ 2017 حتى نهايته، ومن المتوقع ان يحد من ظاهرة الانحراف والعنف والإساءة، وحماية المجتمع من الظواهر السلبية، وتوعية الأسر من مخاطر العنف.

كما قامت الإدارة بإنشاء ورشة للحاسب الآلي، تهدف إلى تدريب الأبناء على اتقان استخدام الحاسوب وتدريبهم على البرامج الحديثة والمتطورة.

وتستهدف الورشة الأبناء النزلاء والعاملين في الإدارة ويبدأ تنفيذ المشروع منذ شهر يوليو وحتى ديسمبر 2016، ومن المتوقع ان يتعلم النزلاء كيفية استخدام الحاسوب، من حيث برامجه المختلفة بالاضافة الى تطوير أداء الموظفين.

أما المشروع الثالث فيتمثل في إنشاء وتجهيز ناد سينمائي تربوي يساهم في غرس مجموعة من القيم والمبادئ في نفوس الأبناء، وسيتم اختيار المكان وتجهيز قاعة للعرض السينمائي، ومخاطبة القطاع الخاص لدعم المشروع التربوي، توفير مادة تربوية تغرس القيم في نفوس الأبناء، ويستهدف الأبناء وأولياء الأمور، طلبة المدارس والجامعات، وزوار الإدارة، ويبدأ من أكتوبر المقبل ولمدة 3 أشهر، ومن المتوقع ان يساهم في ربط السينما بالقيم والمبادئ التربوية، والمواد الدراسية كالتاريخ والعلوم والأدب والتربية البدنية والتربية الوطنية، وتعديل سلوك الحدث من أجل تكوين فرد منسجم مع ذاته وأسرته.

كم تبلغ نسبة الكويتيين من الأحداث، وما أبرز الجرائم التي ارتكبوها؟

٭ تصل نسبة الكويتيين من إجمالي عدد الأحداث المنحرفين 50%، حيث يشكلون النصف تقريبا بينما النصف الآخر من باقي الجنسيات الأخرى من المقيمين في البلاد.

وتأتي في مقدمة الجرائم التي يرتكبها الأحداث المشاجرات والعنف والسرقات، وفي هذا الاتجاه أنصح الشباب وأسرهم بضرورة الحرص وتوخي الحذر من وقت الفراغ القاتل والذي قد يولد لديهم انحرافات تدمر حياتهم.

ما الآليات والاستراتيجيات المتبعة للتعامل مع تلك الشريحة؟

٭ لدى إدارة رعاية الأحداث توجه عام نحو تطبيق استراتيجيات جديدة وشاملة في التعامل مع الأحداث، حيث تتم دراسة الحالات كل منها على حدة، وذلك لتطبيق النظم الحديثة والمتمثلة في التواصل مع الحدث بشكل دوري لاكتشاف مهاراتهم واتجاهاتهم الاجتماعية، ومن ثم وضع الإطار المستقبلي والخطط المتاحة، وتقوم الإدارة في هذا الإطار أيضا برسم الخطط المستقبلية من خلال تنظيم الدورات التدريبية والتأهيلية الرامية إلى توعية المجتمع بمفاهيم قانون الأحداث الجديد الذي تم إقراره.

متى سيجري تطبيق قانون الأحداث الجديد؟

٭ يجري الآن إعداد اللائحة التنفيذية للقانون الذي يحمل رقم 111 لعام 2015، وذلك بالتنسيق مع قطاع الشؤون القانونية بوزارة الشؤون الاجتماعية، حيث يتم توضيح وتحديد اختصاصات الجهات والوزارات المعنية بالقانون مثل وزارات التربية والتعليم والداخلية والعدل، على أن يتم البدء في العمل مع بداية يناير 2017.

ما الجديد في قانون الأحداث وفقا للبنود المقررة من خلاله؟

٭ القانون الجديد يضم العديد من البنود التي من شأنها أن تحمي الحدث، ولكن أبرز ما جاء بها هو تحديد سن الحدث بعمر 16 والذي كان محددا وفقا للقانون القديم بسن 18، كما يؤكد القانون على أهمية تضافر الجهود بين الجهات المعنية بهدف تدشين مراكز توعية معنية بإعادة تأهيل الأحداث وتثقيفهم عبر اختصاصيين اجتماعيين ونفسيين، عوضا عما أوصى به القانون بشأن محاكمة الأحداث بأن يحضر الجلسات خبراء ومختصون من وزارتي الشؤون والداخلية، لتقديم تقارير بشأن الحدث وتقديمها أثناء جلسات الحكم، حتى يتسنى إصدار الأحكام المناسبة التي تتوافق مع حالة الحدث.

ما طبيعة عمل إدارة رعاية الأحداث في وزارة الشؤون؟

٭ «رعاية الأحداث» من الإدارات التي تتبع قطاع الرعاية الاجتماعية بالوزارة، حيث تتميز بطابع فني يختص بإيواء ورعاية الأحداث المنحرفين، وذلك بهدف تعديل وتقويم سلوكياتهم، بما يتوافق مع قيم ديننا الحنيف وعاداتنا الكويتية الاجتماعية.

كما تعمل الإدارة على إعداد البرامج التي من شأنها ان تحسن البيئة المحيطة بهم، وزيارة الوعي الديني والتربوي، وذلك بهدف تهيئة بيئة مناسبة وحياة أفضل له بعد خروجه واحتكاكه مع المجتمع.

هل هناك زيادة في عدد الأحداث بالكويت، وما مدى تأثيرها على المجتمع؟

٭ الزيادة في عدد الأحداث بسيطة، نتيجة لعدة عوامل يأتي في مقدمتها ضعف المتابعة والرقابة التي يؤديها أولياء الأمور على أبنائهم وخاصة فيما يتعلق بالجوانب الدراسية، بالإضافة إلى غياب وانعدام لغة الحوار وأولياء الأمور وأبنائهم، وهو ما ينتج عنه خلل في التوجيه.

وتلك الزيادة تسهم بشكل أو بآخر في زيادة عدد القضايا التي تؤثر بشكل سلبي على المجتمع، نتيجة غياب دور الأسرة مما يجعلهم عرضة لرفقاء السوء، وأداة سهلة لارتكاب الكثير من الجرائم.

ماذا عن ميكنة الخدمات التي تقدمها الإدارة؟

٭ هناك توجه عام من وزارة الشؤون والوزيرة هند الصبيح ووكيل الوزارة د. مطر المطيري لميكنة كافة قطاعات الوزارة ومن ضمنها إدارة رعاية الأحداث، حيث يتم التنسيق إدارة الحاسب الآلي في الوزارة بهذا الشأن، حيث نقوم حاليا بإعداد كراسة الشروط الخاصة بالعمل الفني لميكنة خدمات وأعمال الإدارة وأقسامها والجهات الخارجية ذات العلاقة.

ما الخطط الإنشائية الجديدة الخاصة بـ«رعاية الاحداث»؟

٭ تم الانتهاء من إعداد تصاميم المبنى الجديد لدار رعاية الأحداث، من ثم تسليمها إلى وزارة الأشغال التي بدأت بإعداد المبنى في منطقة الصليبية لطرحها في القريب العاجل كمناقصة لبدأ العمل في تنفيذ المشروع، ويتميز المبنى الجديد بتصميم يتوافق مع أحدث معايير الجودة بما يتناسب مع طبيعة عمل إدارة الأحداث، إلى جانب الوسائل الأخرى المتعلقة بمعايير الأمن والسلامة والحرص على تقديم كافة سبل الرعاية للأحداث.

هل تم حل مشكلة دور الرعاية الخارجية؟

٭ بالنسبة للدور الخاصة بالأحداث ولاسيما الخارجية، فتغطي الأعداد الحالية، غير أنه ينقصها بعض المستلزمات الخاصة ببرامج التدريب، ونسعى حاليا من خلال المبنى الجديد للإدارة، إلى أن يكون مجهزا تجهيزا كاملا لفئة الأحداث، ويكون بمواصفات خاصة تواكب شغل أوقات فراغ الأبناء، ورعايتهم وحسن تربيتهم ليقوموا بخدمة مجتمعهم كمواطنين صالحين يشاركون في التنمية والبناء.       المصدر : بشرى شعبان - كريم طارق \ جريدة الانباء

اترك تعليقك :

كتـاب الأمـل

+
أ. ياسمين القلاف
ياسمين القلاف
2016/08/20 582 0
36e305f5-e802-45ab-9e2b-898785186122_thumb.jpg
عذراء الرفاعى
2016/06/13 441 0
يوسف الزنكوي
يوسف الزنكوى
2016/06/10 412 0