0 تعليق
568 المشاهدات

التوحد بين التوعية والتقبل

أ. ياسمين القلاف
اصبح مصطلح التوحد متعارف عليه عند العديد من الناس .. وكل عام يزداد الوعى باضطراب التوحد بين افراد المجتمع وبما ان هناك توعية ولابد من نشر ثقافة متوازية مع الوعى وهى ثقافة تقبل الاختلافات و تقبل ذوى التوحد. حيث ان نشر التوعية فقط من غير نشر ثقافة التقبل تعتبر توعية ناقصة . قد يغيب عن البعض ماهو مفهوم التوحد وفيما تتمحور الصعاب التى يعزون فيها الافراد من ذوى التوحد من صعوبات اجتماعية . والاضطرابات الحسية التى قد تتسبب لهم فى العديد من الصعوبات والتى غالبا ما تشكل عائق لمن لديه هذا الاضطراب فى تلقى المعلومات من حوله . فهولاء الاطفال \ الافراد يرون ويستقبلون العالم بطريقة مختلفة عدا لذلك من الطبيعى تكون ردود افعالهم للبيئة المحيطة مختلفة ايضا . فقد ترى طفل يرفرف بيده معبرا عن فرحه او حزنه او تجد طفل يصرخ ويبكى فجأة ومن غير توقف فعادة ترجع هذه السلوكيات التى يظهرها الطفل للاضطرابات الحسية التى يعانيها و ايضا يستخدم هذه السلوكيات لتوصيل رسالة ما . وكما نعلم انه لا يوجد شئ ظاهر على هذا الشخص يبين ان لديه توحد ولكن عدم رؤيتنا لهذا الاضطراب لا يعنى ابدا انه لايحمله , فقد يعتقد البعض انه هذا الطفل " دلوع " او اهله غير قادرين على السيطرة عليه وهذا ليس هو الحال , ولكن كما ذكرت سابقا هو طفل يعانى من مشاكل غير ظاهرة تحتاج الى تفهم وتقبل ز نعم ... رغم التوعية الموجوده حاليا لكن ما زال هناك صورة خاطئة عن الاضطراب , فعلى سبيل المثال قد يعتقد البعض بأن الافراد ذو التوحد لا يحبون الاحتكاك بالاخرين ويحبون العزلة والوحدة . وهذا للاسف قد يرجع الى بعض ما يوصله الاعلام بشكل عام عن التوحد . بالحقيقة منهم يحبون الاحتكاك بالاخرين ولكن يعتمد هذا الشئ كليا على مقدرة هذا الشخص او هذا الطفل. فالبعض منهم يجد صعوبة فى البدء فى تكوين العلاقات فهذه المهارة لا يكتسبها بعض ذوىالتوحد مثل الاخرين وانما يحتاجون الى تعلمها. والبعض منهم تجده يتقرب من الناس من خلال الحديث معهم عن اهتماماته الخاصة فقط. ومنهم من ينتظر من الاخرين المبادرة للتحدث معهم. ومن الوصمات المتعلقة بأطفال التوحد وهى انه طفل لايتكلم ولا يتواصل تواصل بصرى وانه ليس لديه القدرة على التعلم الاكاديمى ولا يفهم مشاعر الاخرين, ومن الخرفات التى نتمنى ان يتوقف استخدامها هى ان ذو التوحد ليس لديهم مشاعر تجاه الاخرين ولا يفهمونها . بالواقع لا نستطيع ابدا وضع كل الاشخاص فى صندوق واحد , كذلك ذوى التوحد لايوجد ابدا حالتين متشابهتين وكذلك جميع البشر فمن الطبيعى ان يكونوا مختلفين فيما بينهم. فهناك من اطفال التوحد من هو لايستطيع القيان بأبسط الامور الحياتية وهى اطعام نفسه مثلا . بينما نجد من لديه المقدرة على القراءة والكتابة ويطور هذه المهارة حتى قبل اقرانه والبعض منهم يستخدم نظام الصور او لغة الاشارة للتواصل والبعض الاخر لديه المقدرة على الكلام والتواصل والبعض منهم من يجد صعوبة فى قراءة الجسد ولكن هذا لايعنى انهم لا يفهمون المشاعر ولا يستطيعون اظهارها للغير . وهنا استطيع ان اقول انه لا يوجد الى الان تعريف واضح وصريح يشمل كل الافراد ذو التوحد تحت مظلته. ومن هذا المنطلق نود التوضيح ان الجميع تحت مظلة اضطراب طيف التوحد يحتاج الى دعم وتدريب حتى يصل كل منهم الى مرحلة يستطيع من خلالها الاعتماد على الذات . وفى ظل ازدياد نسبة اطفال التوحد سنة تلو الاخرى و فى ظل عدم معرفة وكيفية علاجه , اذا ممكن يكون هناك من هو ابنك , اختك , قريب لك او حتى صديق لك بالعمل قد يكون لديه هذا الاضطراب لذلك التقبل مهم بشأنه . تقبلهم بالمجتمع والبدء بالتخطيط الصحيح باستقبالهم والترحيب فيهم فى عالم ليس عالمهم و تهيئته لهم فبتقبلنا لهم حتما سنساهم ولو بشكل بسيط فى حل جزء من الصعوبات التى يواجهونها . ايضا هذا العالم الكبير ليسع الجميع وان حقوق الافراد ذو التوحد هو من حقوق الانسان بصفة عامة سواء فى التعليم او الصحة ... الخ. فالعديد من الافراد ذوى التوحد وذويهم يودون ان يحضوا بفرص تعليمية و وظيفية متساوية للفرص المتاحة للجميع حتى يثبتوا للعالم انهم موجودين ومن حق العالم عليهم ان يتقبلهم كما هم دون السعى الى تغيير شخصهم.ومن حق المجتمع ان يتعرف عليهم من كتب وهذا لا يتم الا من خلال الدمج التعليمى الشامل والسليم والدمج الاجتماعى . وبالنهاية ارى ان التوعية نظريا ممتازة لان من خلالها نستطيع ان نعرف الناس عن التوحد, لكن عمليا التقبل هو ما يحتاج ان ينتشر وينادى به . فمن الضرورى توصيل مفاهيم صحيحة عن الاضطراب ومحاربة المفاهيم والمعتقدات والوصمات الخاظئة بشأنه وهذا دور التقبل المصاحب للوعى .   " توعية من غير تقبل كأننا لن نوعى ابدا "   بقلم \أ. ياسمين القلاف ناشطة ومهتمة فى مجال التوحد وعضو مجلس ادارة الجمعية الكويتية لمتابعة قضايا المعاقين

اترك تعليقك :

كتـاب الأمـل

+
أ. ياسمين القلاف
ياسمين القلاف
2016/08/20 569 0
36e305f5-e802-45ab-9e2b-898785186122_thumb.jpg
عذراء الرفاعى
2016/06/13 431 0
يوسف الزنكوي
يوسف الزنكوى
2016/06/10 404 0