مواقف المعاقين

في حادثة غريبة تعكس مدى استهانة البعض بالقوانين وانحطاط الأخلاق لديهم وعدم احترامهم لحقوق الآخرين وبالأخص الوقوف في المواقف المخصصة للمعاقين.الحادثة وقعت الأسبوع الماضي حين توقفت فتاة بموقف مخصص للمعاقين في مواقف جمعية الشامية وترجلت من السيارة سيرا على قدميها دون وجود ما يشير الى انها معاقة، هذا الأمر أثار حفيظة إحدى النساء ممن يتحلون بالأخلاق ويحترمون القانون فكلمتها بلطف:ـ لو سمحت انت تقفين في موقف مخصص للمعاقين وهذا الأمر ممنوع ومخالف للقانون.

التفتت إليها الفتاة وردت عليها ردا ينم عن مدى احتقارها للقانون وانعدام الأخلاق عندها:

ـ ما شأنك أنت؟ فحين تكونين معاقة وأتمنى ان تكوني كذلك وتطلبين مني نقل سيارتي فسأنقلها الى المواقف الآخر.

اتجهت الفتاة الى داخل الجمعية دون اي مبالاة، أما المرأة فأصيبت بصدمة شديدة جعلتها تتوقف في مكانها حزينة لا تعرف ماذا تفعل، هل تبلغ الشرطة بعد ان غادرت المرأة، أم تذهب الى حالها حتى لا تتأخر عن ارتباطها بموعد مهم؟!

سوء الأخلاق وعدم احترام القانون كثيرا ما نشاهده لدى البعض في الوقوف عمدا بالمواقف المخصصة للمعاقين، ومثل هؤلاء يجب التصدي لهم بحزم، ولكن كيف؟ فدوريات الشرطة لا تتواجد في كل الأوقات لمخالفة هؤلاء المستهترين، كما ان الهيئة العامة لشؤون الإعاقة باتت غير مبالية بحقوق المعاقين، فماذا يعني ان تهمل القيام بواجبها في عدم صرف وتركيب القطع المعدنية على السيارات المستخدمة من قبل المعاقين المسجلين لديها بل تطلب منهم شراء أي قطعة كرتونية من السوق وتعليقها في مقدمة السيارة من الداخل.

في الدول المتقدمة تم تطبيق نظام جديد يتمثل في تركيب جهاز مثبت به كاميرا أمام المواقف المخصصة للمعاقين، فما ان تقف السيارة في الموقف حتى يبدأ بقراءة القطعة المعدنية المثبتة في مقدمة السيارة، فإذا كانت غير موجودة فإنه يلتقط المخالفة فورا للسيارة.

وزارة الداخلية مطالبة بإجبار الهيئة العامة لشؤون الإعاقة على تطبيق تلك الأنظمة لحماية المعاقين من البعض ممن لا أخلاق لهم ولا يخافون القانون إلا عند تطبيقه.