0 تعليق
6147 المشاهدات

أهمية تعليم اللغة للمعاق سمعياً “الأصم”



[B]أهمية تعليم اللغة للمعاق سمعياً "الأصم"

د-عطية عطية محمد
أستاذ الصحة النفسية المساعد
كلية التربية -جامعة الزقازيق

قد يبدو أن عملية تعليم الطفل الأصم أمر شاق نظرا لما يعانيه من فقد القدرة على الكلام وتعذر الاستماع والقدرة على تقليد الأصوات فى بادئ الأمر إلا أن كل هذا يجعلنا لا نفقد الأمل فى تعليمه لأن الطفل الأصم له كل آليات الكلام العادى. من حلق ولسان وشفاه ولا ينقصه إلا حاسة السمع وهذا الطفل يحس كما نحس ويتألم كما نتألم وكل ما يعانيه هذا الطفل هو حالة من الإعاقة تحول بينه وبين الاستفادة من حاسة السمع المطلقة لديه وهو لذلك لا يستطيع اكتساب اللغة بالطريقة العادية واللغة كما نعلم أداة للاتصال الجماعى الأولى عمد إليها الإنسان قبل التاريخ المكتوب لكى يتصل بغيره ويتعامل معهم وأصبحت بذلك المميز الرئيسى بين الإنسان وغيره من الكائنات الحية. بل تعد أكثر ميزة للإنسان والإنسان أقوى معبر عن شخصيته وعملية الإبداع اللغوى لأى كلام عملية معقدة أمكن التغلب عليها بالدراسات المثالية فى محيط التربية السمعية وأصبح الآن فى مقدورنا تعليم الطفل الأصم النطق والكلام وتفهم الشفاه.

وحينما يتم تعليم الأصم الكلام يبدو أن نذكر خواص الصوت والتنفس والعلاقة الصحيحة بين الفم والأسنان والشفتين واللسان وذلك فى حالة كل كلمة تعلمها وعليه عند قراءة حركة الشفتين أن نميز الكلمات عند خروجها من شفتى المتكلم وذلك يترجم الصلة بين حركات الفم والأسنان واللسان. وعليه بعد ذلك أن يخرج منها بعض مفهوم ومن هذا يتضح سبب التأخر فى الكفاءة العقلية والتقدم الدراسى خلال مراحل حياة الأصم.
كذلك الإدراك الذهنى لأى معنى هو الأساس لكى يتذوق الأصم المعوق تحتاج للغة لأنها بمثابة مفتاح الإدراك الذهنى ومن أمثلة ذلك الظواهر التطبيقية والحوادث اليومية والقيم والعلاقات الاجتماعية وغيرها ولهذا يستحيل على الأصم أن يتفهم روح الدعابة أو النكتة التى عبر عنها بالتعبيرات الصوتية.

ويلاحظ أن نمو الصم يتأخر عن العادى فى الجانب العاطفى والتطور الاجتماعى والملاحظ أيضاً أن الفروق واضحة بين هذه الفئة أى أن الأصم نفسه غير متجانس يختلف أفرادها كثيراً عن بعضهم البعض ويرجع التربويون هذا التباين إلى أسباب متعددة منها.
1. السن عند حدوث الصمم.
2. مدى مقدرات السمع ودرجته.
3. السن عند الالتحاق بالدراسة.
4. الجو الدراسى بالمدرسة والوسائل التعليمية التى يتدرب عليها.
5. نوع التدريب المهنى المقدم له.
6. الفرص الاجتماعية المهنية فى بيئة الأصم.
7. شعور الأسرة العاطفى نحو الأصم ومدى تقبله فيها.

ويلاحظ أن الوسائل التعليمية المستخدمة مع الصم تعتمد أساساً على الطريقة الشفهية التى هى أنجح الطرق وأحدثها ، والأساس فيها هو الكلام وقراءته عن طريق حركة الشفتين أما الطرق التقليدية الأخرى لتعليم الحروف الهجائية فلا يفضل استخدامها إلا عند الضرورة القصوى وهناك طرق أخرى أقل أهمية كالطريقة اليدوية لتعليم الأبجدية.
ويعتبر التعليم عملية هامة جداً للأصم لأن الوسيلة الوحيدة التى تربطه بعالم الثقافة كما تعتبر الأساس فى عمليات تدريب المهنى الذى يتوقف إلى حد كبير على عمليات التعليم للمبادئ الأساسية للقراءة والكتابة حتى يمكن تفهم مدلولات الأرقام والمقاييس وكذلك يلاحظ أن التعليم هو الطريق الوحيد لتكييف الأصم للحياة العادية وذلك حتى يستطيع التفاهم المستطاع مع العاديين كذلك يلاحظ أن عمليات التدريب تحتاج إلى تفاهم المدرس مع من يقوم بتدريب ولا يتأتى ذلك إلا عن طريق التعليم للقراءة والكتابة والملاحظ أن الصم يتأخرون عن العاديين فى التعليم بحوالى ثلاث سنوات كما أن التكيف الذاتى الأصم يتأخرون عن العاديين. كذلك يلاحظ أن عمليات التدريب تحتاج إلى تفاهم المدرس مع من يقوم بتدريبه ولا ينشأ فى ذلك إلا عن طريق التعلم للقراءة والكتابة.

والملاحظ أن الصم يتأخرون عن العاديين فى التعليم بحوالى ثلاث سنوات كما أن التكيف الذاتى للأصم متوقف إلى حد كبير على درجة التعليم التى بلغها وقدرته على التفاهم وبالتالى يمكن من اكتساب الخبرات والمهارات وتكوين العلاقات وكل هذا يؤثر بالتبعية فى نمو شخصيته وبهذا نجد كثيراً من الصم الذين لم تتح لهم فرص للتعليم يصادفون مشاكل كثيرة فى حياتهم العملية وفى اتصالهم بالغير، مما يدفعهم للإنطواع وممارسة الأعمال البسيطة .[/B]

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3593 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 3924 0
خالد العرافة
2017/07/05 4518 0