0 تعليق
6103 المشاهدات

التوحُّد.. أسباب ومقدمات



تقول دراسة لباحثين من جامعة كاليفورنيا إن عمر الأم يتحمل جانباً كبيراً من مسؤولية إصابة الطفل بالتوحد، فالمرأة التي تلد وهي في الأربعين تزيد احتمالات إصابة وليدها بالتوحد بنسبة 50 % عن طفل المرأة التي تلد وهي في المرحلة العمرية بين 25 و29 عاماً.

نسمع ونقرأ الكثير عن التوحد، لكن من المؤكد أن القليلين يعرفون ما يكفي عن حالة الاضطراب الخلقي هذه، خاصة أن نسبة كبيرة مما ينشر في وسائل الإعلام كحقائق، لا يعدو أن يكون مجرد تكهنات أو نظريات في حاجة لمن يثبتها، ولعل الأكثر طرافة من بين ما يتردد تلك الخرافة التي تتهم اللقاحات الطبية، التي تحمي الصغير من الأمراض، أنها تسبب التوحد، وقد أثبت الطب أنها لا تمت الى الحقيقة بصلة.

وجه الخطورة في الموضوع هو جهل أولياء الأمور، أو لنقل غالبيتهم، بحقيقة التوحد. ما هو؟ وما عوارضه؟ وما أسبابه؟ لأن معرفة عوارض التوحد في مرحلة مبكرة قد تفيد الصغير في تخفيف حالته بتنمية مهاراته الاجتماعية واللغوية وزيادة قدرته على التكيف مع الحياة والناس.

[CENTER] [IMG]http://www.alamal.com.kw/ar/contents/myuppic/052087be1a1b19.jpg[/IMG]
[/CENTER]

طيف واسع

من الأقوال الشائعة بين المتخصصين أنك حين تلتقي شخصاً مصاباً بالتوحد، فهذا معناه أنك التقيت شخصاً واحداً فقط، ولا يجوز التعميم، بمعنى أن كل حالة تختلف عن الأخرى، ونادراً ما تجد حالتين متشابهتين، إذ أن التوحد عبارة عن طيف واسع جداً وغير متجانس من الاضطرابات، التي تؤثر على الإنسان من حيث علاقاته الاجتماعية وقدراته على التواصل مع الآخرين وعلى فهمه واستيعابه لما يجري حوله.هنا يبرز السؤال الأكثر أهمية: طالما أن كل حالة تختلف عن الأخرى ضمن هذا الطيف الواسع جداً، هل هناك طريقة بسيطة لفهم التوحد؟

لأسباب غير معروفة حتى اليوم، تبلغ حالات التوحد بين الذكور خمسة أضعاف مثيلاتها بين الإناث.
[CENTER]
[IMG]http://www.alamal.com.kw/ar/contents/myuppic/052087bf0f0bbd.jpg[/IMG]
[/CENTER]

أعلام حمراء

يقول المتخصصون إن الطفل المصاب بالتوحد يقوم عادة بحركات وأعمال لا يقوم بها الطفل العادي، وهذه أول إشارة خطر يمكن أن ترفع العلم الأحمر أمام الوالدين لعرض الصغير على الطبيب المختص وبسرعة.

في عام 2007 أصدرت أكاديمية طب الأطفال في الولايات المتحدة مجموعة من التوصيات في هذا الشأن، تقضي بضرورة عرض الأطفال على الأطباء المتخصصين حين يكملون الشهر الثامن عشر وقبل بلوغ السنتين لفحصهم، والتأكد من عدم إصابتهم بالتوحد. فإذا كان الصغير لا يزال عاجزاً عن لفظ جملة ذات معنى من كلمتين فهذا دليل على وجود مشكلة تستدعي استشارة الطبيب.

من المؤكد أن غالبية الأطفال الذين يتم تشخيص حالاتهم وإصابتهم بالتوحد تكون البداية مع عدم قدرتهم على الاستجابة لمناغاة الأب أو الأم، أو عدم قدرتهم على تركيز أنظارهم والتحديق في وجوه وعيون من يلاعبهم.

لا يبدو عليهم أي اهتمام حين يدخل أحد الغرفة أو يقترب منهم، حتى ولو كان القادم هو الأب أو الأم.. ولا تبدو عليهم أي رغبة في مشاركة الغير ألعابهم أو أشياءهم، وإذا قال الأب أو الأم: هذه اللعبة لك أنظر إليها لن تبدو عليه أي دلائل على الإثارة أو السعادة، وربما لن ينظر إلى اللعبة، وإذا نظر فسرعان ما سيبعد نظره عنها.

الزيادة 6 أضعاف

تشير أرقام رسمية في الولايات المتحدة إلى أن عدد الأطفال الذين تم تشخيص إصابتهم بالتوحد بين عامي 2009 و2010 يبلغ ستة أضعاف الأطفال الذين تم تشخيص إصابتهم بين عامي 1999و2000.

وفي حين وصف البعض هذه الزيادة الهائلة بالوباء الذي يجتاح أميركا، أعاد آخرون الزيادة إلى انتشار حملات التوعية بالمرض والاهتمام الرسمي والشعبي، والرعاية الخاصة التي بات أطفال التوحد يلقونها في المدارس والمؤسسات المتخصصة.

[CENTER]
[IMG]http://www.alamal.com.kw/ar/contents/myuppic/052087bff336db.jpg[/IMG]
[/CENTER]

عوارض التوحّد

من الطبيعي أنه بات يتوجب على أولياء الأمور ملاحظة كل كبيرة وصغيرة في تصرفات أطفالهم لكشف الإصابة بالتوحد، إذا وجد وهو في مراحله الأولى.

وفيما يلي بعض العلامات الحمراء الدالة على التوحد، كما أوجزها تقرير حديث أصدرته الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، لكن ملاحظة هذه العلامات أو أي منها يجب ألا تكون سبباً لإصابة أولياء الأمور بالرعب بقدر ما تكون دافعاً لهم لتنبيه الطبيب المختص وبسرعة إلى التفاصيل التي يعرفونها لتسهيل مهمته في التعامل مع الطفل وحالته:

نادراً ما يبتسم

يعشق الأطفال الابتسام، خاصة حين يبادلهم الكبار من حولهم الابتسام، فإذا لاحظت أن طفلك نادراً ما يبتسم، على الرغم من أنه أكمل شهره الثالث، فهذا دليل محتمل على وجود تأخر في النمو والتطور.

لا يضحك

من الطبيعي أن يضحك الصغير، بل يقهقه حين يشاهد من حوله كبيراً يضحكه بحركة يقوم بها أو بصوت يصدره، فإذا لاحظت أنه لا يضحك ولا يستجيب لضحكك أو لحركاتك وأصواتك المضحكة، فالأمر يستدعي استشارة الطبيب المختص.

التحديق في العيون

يعشق معظم الأطفال النظر في وجوه من حولهم والتحديق في عيونهم، خاصة الأب والأم والأشقاء والشقيقات إذا وجدوا، فإذا لاحظت أن طفلك يجد صعوبة في التواصل بعينيه مع من حوله، على الرغم من أنه أكمل شهره السادس، فاستشارة الطبيب فوراً هي القرار الصائب.

هديل الحمام

ليس أحب على الوالدين من سماع الصغير وهو يصدر أصواته الأولى التي تشبه هديل الحمام، كما لو كان يجرب نفسه مع الكلام بـ«المُكاغاة أو المُناغاة»، خاصة بعد أن يكمل شهره السادس، فإذا لم يصدر مثل هذه الأصوات التي تشبه الغرغرة أو الكركرة، وهو في شهره التاسع، فهذا دليل على وجود مشكلة تستدعي استشارة الطبيب.

لا يعرف اسمه

ما بين الشهر السادس وبلوغ السنة الأولى يصبح من الطبيعي جداً أن يستجيب الصغير في معظم الأحيان لمناداته باسمه، وذلك بتحريك رأسه نحو مصدر الصوت، فإذا ظل الصغير لا يعرف اسمه حين بلوغه عامه الأول، فهذا إشارة خطر حمراء.

حركات طفولية

حين يكمل الصغير شهره العاشر يصبح من الطبيعي أن يتجاوب ويتفاعل مع من حوله بحركات يديه ورجليه.. يحاول الإمساك بالأشياء أو بملابس أو شعر القريبين منه، فإذا لم يفعل فهذا دليل على إشارة خطر حمراء.

لعبة دون غيرها

من الطبيعي أن يتعلق الصغير بألعابه مهما كان عددها كبيراً، ويلهو بها كلها، وربما في وقت واحد، أما إذا لاحظت بعد أن يكمل عامه الأول تعلقه بلعبة معينة غالباً ما تكون سيارة أو قطاراً، وإهماله بقية الألعاب، فهذا دليل على إشارة خطر حمراء.

عدم الكلام

لا مشكلة إذا تأخر الصغير في لفظ الكلمات البسيطة أو في المشي، لكن إذا صار في شهره الثامن عشر ولم يلفظ كلمة ماما أو بابا أو دادا يصبح من الضروري عرضه على الطبيب المختص.

حركات غير طبيعية

إذا لاحظت أن طفلك يكثر من تكرار حركة معينة، كأن يشد أو يصلب ساقيه أو ذراعيه ويحرك جسمه إلى الأمام وإلى الخلف أو إلى اليمين وإلى اليسار، فهذا دليل على أنه مصاب بالتوحد.

فقدان المهارات

إذا لاحظت أن طفلك ما عاد يعرف أشياء أو حركات أو كلمات كان يعرفها، أو مهارات كان قد اكتسبها و«طارت» منه فجأة، فالمسألة في حاجة لاستشارة الطبيب المختص.

التواصل مع الآخرين

بصورة عامة لا يبدي الصغير المصاب بالتوحد أي رغبة في التواصل مع الآخرين، وغالباً ما يتأخر في الكلام أو في فهم ما يقال له، أما الصفة الغالبة فهي تكراره حركات وسلوكيات معينة، كالطرق على قطعة معدنية أو على طاولة بيده أو قدمه أو بقطعة يمسكها. ويحلو للطفل المصاب بالتوحد أن يُكَوِّم ألعابه فوق بعضها.

تقول الجمعية الأميركية لأطباء الأعصاب إنه من غير الطبيعي ألا يصدر الطفل أصواتاً غير مفهومة حين يبلغ السنة الأولى من عمره، أو ألا يكون قادراً على لفظ كلمات بسيطة حين يبلغ شهره السادس عشر، أو التلفظ بجملة مفيدة من كلمتين حين يكمل سنته الثانية، أما إذا لم يفعل فهذا دليل على أنه غير طبيعي، مما يفرض استشارة الطبيب المختص.

بعد سن الثالثة غالباً ما يكرر الطفل المصاب بالتوحد حركات معينة كالتصفيق أو هز جسمه أو الدوران حول نفسه أو حول أشياء أمامه.

حقيقتان طبيتان

من المهم جداً تأكيد حقيقة طبية معروفة وهي أن التوحد يطوي تحت أجنحته مجموعة كبيرة جداً من الاضطرابات، مما يعني أنه ليس بالضرورة أن تظهر كل العوارض المذكورة آنفاً، وتلك التي سنأتي على ذكرها على كل الأطفال المصابين بالتوحد، وفي المقابل فبعض العوارض تظهر على الأطفال العاديين.

الحقيقة الطبية الثانية هي أنه ليس كل الأطفال المصابين بالتوحد يتشابهون في عملية التطور، فالبعض تظهر عليهم عوارض الإصابة ابتداء من الشهر الرابع، في حين أن قرابة ثلاثين في المائة منهم يبدو عليهم أنهم عاديون في كل شيء تقريباً، إلى أن يكملوا سنتهم الأولى أو سنة وثلاثة شهور، فيبدأون مرحلة الانكفاء والنكوص، وهذا ما يزيد عملية التشخيص صعوبة.

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3592 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 3922 0
خالد العرافة
2017/07/05 4518 0