ضمن فعاليات مهرجان السينما الإيرانية
|
واصل مهرجان السينما الايرانية الذي تقيمه المستشارية الثقافية لدى الكويت تقديم عروضه لليوم الثالث على التوالي، بعرض فيلم «حوض الرسم». وتروي قصة الفيلم حياة أسرة مكونة من أب وأم من ذوي الاحتياجات الخاصة وابن سليم.
الفيلم يقدم معاناة من نوع خاص حيث يعمل الأب والأم معا في مصنع أدوية وتتصل مشاهد الفيلم بسرد واقع تلك الاسرة حيث نرى الأم «مريم» تعد الطعام بينما الولد يستذكر دروسه بصوت مرتفع وتردد الأم الكلمات محاولة اكتساب المعرفة وتتواصل معه بكراس ترسم فيه رموز من الطير والشجر حيث تعرضه على الابن كي يعطيها علامة.
من هذا المشهد تتضح تلك العلاقة القائمة على تبادل المعرفة الذي يقوم فيها الابن بدور المعلم لوالدته مريم.
من خلال توالي المشاهد تتضح مدى اعاقة الأبوين في الحركة واستقبال العالم الخارجي حيث تعاني الأم الخوف حتى في اجتياز الشارع ولكنهما بدافع الفطرة يقومان بمهام الأب والأم المعاقين.
وفي ذروة الدراما الحسية والانسانية يظهر استياء الولد من تلك الام المعاقة والاب المعاق، يتجسد ذلك في عدة مشاهد منها عدم فهم الأم لتعاليم المدرسة والتي يشعر معها الابن بالخجل كونها أمه لا تفهم كما ان رغبة الابن في ارتياد مدينة الألعاب وركوب الأرجوحة تصيب الأم بالذعر وتمنع الابن من التمتع كأي طفل عادي.
يتفجر الصراع وبكاء الابن فيواجههما بضعفهما وعجزهما وينعتهما بالمجانين ويترك المنزل وتتضح حاجته لرعاية معلمته السليمة المعافاة التي تناقض الأم المعاقة في طريقة التربية فهي قادرة على رعايته.
لقطات
< الفيلم يستعرض بطريقة حسية معاناة الأم والأب بعد ان هجر طفلهما البيت، شعور مؤلم بالفقد وتلقي الأم اللوم على الأب الذي صفع الطفل وكان سببا لهروبه، ومعاناة من نوع اخر حين يفقد الأب عمله ولا يستطيع ايجاد عمل في ظل وجود الاعاقة.
< الفيلم يعتمد على تعبيرات وجه الأم والأب حيث لم نشعر ولو للحظة أنهما ممثلان كانت درجة الصدق في التعبير في المشي واللفتات وطريقة الكلام عبقريه في الاداء.
< من المشاهد المؤثرة حين ذهب الأب والأم للمدرسة للقاء الابن الذي يرفض مقابلتهما، ووقوف الأب بجانب الشباك وذلك الحوار العميق والصادق والذي يقول فيه الأب «عندما ولدت كنت مثل الضفدع وخفت ان ترث عجزي والآن أنت رجل وتستطيع ان تفهم، ارجع فالحمامات في سطوح البيت تنتظرك وتسأل عنك».
< وفي نهاية الفيلم نجد استخدام المخرج للكاميرا التي تصعد تدريجيا من باحة المنزل الى أعلى حتى يتسع المشهد وتظهر المدينة والبيوت من أعلى فتترك شعورا بالحنق على تلك المدن الكبيرة التي لا تستطيع مساعدة تلك الفئة.
< فيلم «حوض الرسم» اخراج ماريا ميري بطولة شهاب حسيني ونغار جواهريات وترجم الى التركية والعربية والانجليزية والفرنسية وحصل على جوائز «افضل فيلم طويل» في مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل وجائزة «العنقاء البلورية» في مهرجان فخر السينمائي.
لقطات تكتبها ليلى أحمد
من الواقع اليومي بسينما ليلى جاليري حيث تدور فعاليات مهرجان السينما الايرانية، التي اختتمت امس الأربعاء ترى «النحلة» أمورا تسعد وتستحق نشرها والاشادة بها، وتمنيات اخرى اتمنى لو تتحقق.. فالى التفاصيل:
< حضر السفير الايراني دكتور محمد رضا عناياتي عرض فيلم «حوض الرسم» وابدى سعادة بالغة، بالاحتفاء الصحافي بالكويت بمهرجان السينما الايرانية، وشكرني تحديدا أنا المواطنة الصالحة الناقدة ليلى احمد، لأني كنت اكتب رؤيتي النقدية بصحيفة «الوطن» مسلطة الضوء على جوانب لم يكن يعرفها، الشكر موصول لجريدة «الوطن» وكل الصحافة الكويتية التي ابرزت بمساحة كبيرة وجميلة فعاليات المهرجان السينمائي الايراني..شكرا سعادة السفير.
< بسبب الاقبال الجماهيري الكبير على عروض الافلام السينمائية، حلت المستشارية الثقافية بالسفارة الايرانية الأمر في اقامة عرضين للافلام في اليوم الواحد، الأول يبدأ الساعة الخامسة والثاني السابعة والنصف.. برافووووو.. دكتور عباس خامه يار وطاقم المستشارية فوجودكم اليومي يحل سريعا اي مشكلة طارئة، فخفت الزحمة.
استغرب ان يغيب أغلب السينمائيين من الشباب الكويتي من الجنسين والذين ينتجون أفلاما طوال العام، ولم يحضروا العروض ليروا سينما مختلفة، قد تطور امكانياتهم.. مدري شلون مثقفين ومهتمين بالفن السابع ولا يطلعون على تجارب مذهلة بالسينما الايرانية التي وصلت للعالمية بشكل حقيقي.
كانت الترجمة العربية لفيلم «حوض الرسم» في منتهى السوء اذ اعتمدت على اللهجة اللبنانية، ما أثر بعض الوقت على نفسية المشاهد، بالنسبة لي على الأقل، حيث تفصلك اللهجة اللبنانية على فيلم ايراني عن الاندماج الاقصى بالفيلم فشعرت بحالة اغتراب بين لغة الابطال الفارسية، وبيئة المكان في الفيلم، ولأن الفيلم كان جميلا جدا، تجاوزت الامر بعد نصف ساعة.. برافوووو ام اللول.
الكثيرات من السيدات الكويتيات من نخبة المجتمع من قطاعات العمل والاعمال ومن جامعة الكويت، حضرن جماعات عروض الافلام الايرانية.
أجمل ما في جمهور الصالة من عامة الناس، هذا الاحترام الكبير أثناء عرض الفيلم، فلا تسمع صوت أحد على الرغم من وجود أطفال مع ذويهم.. انصات تام يدهشني وضحكة خجول في المشاهد الكوميدية.
المصدر : سهام سالم \ جريدة الوطن