0 تعليق
616 المشاهدات

الطفل دعنا.. إصابته بالشلل الدماغي تحرمه من الحق الدستوري بالتعليم



قلة المدارس الدامجة وانعدام البيئة المدرسية الملائمة والشروط التعجيزية تحرم مئات الحالات من التعليم

لم تكن نور دعنا تتوقع أنها وعائلتها سيدخلون، بعد عودتهم من الإقامة بالسعودية، في دوامة لا تنتهي، بحثا عن ادماج ابنها المصاب بالشلل الدماغي (10 أعوام) في مدرسة تتوفر فيها تسهيلات بيئية لاستقبال من هم في مثل حالته أو بسبب شروط المدارس المتوافرة الصعبة لاستقبالهم.
تقول دعنا، إنه رغم إعاقة ابني فقد تمكنا من دمجه في مدارس متخصصة بالسعودية، حين كنا نقيم فيها، حيث “وفرت له احتياجاته التعليمية، وكانت تراعي إعاقته، ما جعل ابني يتفاعل معها”.
ابن دعنا هو طفل من مئات الحالات المصابة بالشلل الدماغي في الاردن، حيث يعرف هذا المرض علميا بأنه “فقدان السيطرة على العضلات لسبب دماغي، هو اصابة المناطق المسؤولة عن الحركة والحس في الدماغ (الجهاز العصبي المركزي)”.
تقول إن من حق هؤلاء الاطفال المصابين بالشلل الدماغي نيل فرص تعليم اساسي، أسوة بأقرانهم الأصحاء، لكنها تلفت الى ان هناك “نقصا في المدارس المعنية بتعليمهم، ممن تتوافر فيها تسهيلات بيئية”.
وتشير دراسة حديثة لمركز “هوية” حول واقع الاعاقة في الأردن، الى انه رغم ان الحق في التعليم وإلزاميته منصوص عليها في قانون وزارة التربية، لكن القانون يخلو من أي نص حول حق الأطفال ذوي الاعاقة في التعليم الدامج، مع غيرهم من طلبة اصحاء في المدارس الرسمية والخاصة، او توفير غرف مصادر وتسهيلات لهم، لمنحهم تعليما لائقا.
نور تقدمت بعد عودتها من السعودية بطلب الحاق ابنها بمدرسة متخصصة بالإعاقات الجسدية، فرفض الطلب لأن الطفل في عمر عشرة أعوام وثلاثة أشهر، ولم يدرس سابقا المناهج الاردنية، على غير ما تشترطه المدرسة، لإلحاقه بالتعليم الرسمي للصف الاول الابتدائي.
مشكلة عائلة دعنا والطفل لم تتوقف هنا، حيث قوبل طلبها ايضا بالرفض من قبل مدرسة متخصصة تتبع لجمعية متخصصة بأطفال الشلل الدماغي في عمان، لان الادماج بالمدرسة “يتعارض مع عدم قدرته على استخدام الحمام واعتماده على الفوط الصحية”، بحسب الجمعية.
معاناة الأسرة استمرت حتى بعد أن أدخلت ابنها لمركز تابع للقطاع الخاص، حيث آثرت الأم للتقدم والعمل في المركز لتضمن البقاء قريبة من ابنها. تقول “تعرضت لصدمة فتعامل المركز مع اطفاله، الذين يقدم لهم خدمات الإيواء كان سيئا جدا، فهم يتعرضون للضرب والاساءة اللفظية، وعدم الاهتمام بالنظافة، فلم أتحمل ذلك وقررت سحب طفلي من المدرسة”.
وتقدر نسب الاصابة بشلل الأطفال في الاردن بنحو 4 حالات لكل ألف ولادة، لكن لا توجد ارقام دقيقة لنسبة الأطفال المصابين بالمرض والملتحقين بالتعليم الرسمي، لكن آخر دراسة، وفق الاستراتيجية الوطنية لشؤون الاشخاص المعوقين، قدرت ان 57 % فقط من الأطفال ذوي الاعاقة، للفئة العمرية (5 إلى 14 عاما) مندمجون بالتعليم الاساسي.
وكشف تقرير “هوية” عن ان التعليم الدامج، يقتصر على عدد محدود جدا من المدارس الخاصة في الاردن، لكن تكاليف هذه المدارس “باهظة جدا”. وفيما صنفت مدارس حكومية ايضا بأنها مدارس دامجة، لكنها لا تقدم لذوي الاعاقة أكثر من الجلوس في غرف صفية، بلا امكانيات، توائم حالتهم المرضية، وبهذا لا يستفيدون منها.
تقول دعنا “ادماج طفلي في مدرسة حكومية او خاصة، يبقى ضربا من الخيال، خصوصا في ظل انعدام التسهيلات البيئية لذوي الاعاقة، ورفض ادارة تلك المدارس بالاساس استقبال مثل هذه الحالات”.
وتختم: “للأسف، يعتقد البعض بأن إشكالية أهالي الاطفال ذوي الاعاقة، تتعلق بالجانب المادي، لكنها تكمن بحرمان أبنائنا من حقهم في التعليم، أسوة بغيرهم، ليس لذنب اقترفوه، بل لمجرد أن الدولة عاجزة عن ضمان حقهم”.

المصدر: نادين النمري/ جريدة الغد الأردني .

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3600 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 3933 0
خالد العرافة
2017/07/05 4523 0