0 تعليق
1062 المشاهدات

المكفوفون في أروقة الروتين: معاملاتنا تتأخَّر.. والحكومة لا تُبصر معاناتنا



دوامة معاناة مستمرة في مرافق وأروقة وزارات الدولة.. وإجراءات تعسّفية عقيمة.. تهميش وتجاهل مجتمعي صريح.. وأجهزة تعويضية ومعينات لا تواكب متغيّرات العصر..
باختصار، هذه هي حال العديد من المكفوفين الذين باتوا يئنون من كثرة الألم وسيل المطالبات والصرخات التي لا تجد من يسمع صداها ويبصر معاناتها. القبس التقت عدداً من المكفوفين وسلَّطت الضوء على معاناتهم وهمومهم في أروقة وزارات الدولة والمرافق العامة، حيث شدّدوا على أهمية تمكين ذوي الاعاقة البصرية من حقوقهم المشروعة ومساواتهم بباقي الإعاقات الحركية والسمعية، معتبرين أن نظرة المجتمع إليهم ما زالت «قاصرة».
واشتكى المراجعون المكفوفون من الارتباك الذي يطول الموظفين العاملين في وزارات وأجهزة الدولة، بسبب عدم اجادتهم كيفية التعامل مع اعاقتهم وتجاهل وجودهم، منتقدين تعسّف بعض جهات الدولة التي تعيق إنجاز معاملاتهم واشتراط وجود كفيل عنهم (معيناً لهم).

موسى كاكولي: بعض الإجراءات تعسّفية
اعتبر موسى كاكولي أن وزارات الدولة غير مهيأة بالنسبة الى ذوي الإعاقات البصرية، من حيث البنية والخدمات المقدمة، فضلا عن جهل بعض الموظفين بآلية التعامل مع المراجعين المكفوفين، مشيرا الى الارتباك الذي يطول بعض الوزارات، من حيث عدم ادراك بعض موظفيها وإجادتهم للتعامل مع المراجعين من هذه الشريحة.
وانتقد كاكولي التعقيدات والإجراءات التعسفية التي تنتهجها بعض الوزارات، مثل وزارة العدل التي تشترط على المراجع الكفيف اصطحاب مرافق معه، ليكون معينا له، للتوقيع على التوكيل الخاص بالمراجع الكفيف، علما بأن قانون المعاقين يُلزم وزارات الدولة بتوفير معين المكفوف لتولي هذه المهمة، لافتا إلى عدم تفعيل قانون المعاقين في الوزارات بشأن إعفاء المكفوفين من دفع الرسوم.
وأبدى كاكولي أسفه من امتداد التعسف الإجرائي الى القطاع الخاص، حيث إن بعض شركات الاتصال (شركة زين) تشترط إحضار مرافق للعميل الكفيف عند شرائه خط هاتف، ولا يختلف هذا الأمر كذلك في البنوك، حيث تشترط على عملائها من هذه الشريحة، الحصول على حكم من المحكمة يفيد بان الشخص الذي يرافقه هو (المعين له) وينطبق هذا الإجراء على كل المعاملات البنكية بما فيها عمليات فتح الحساب.
وأضاف: ان البنك المركزي (وهو المشرف العلم على كل البنوك) متغافل عن هذا التعامل، رغم وجود تصريح صادر عن أحد مسؤولي البنك المركزي يفيد بان إجراءات المكفوفين في البنوك تسير على ما يرام، علما بأن هذا الكلام مخالف للواقع.
واشتكى من انعدام ثقافة التعامل مع المراجعين من هذه الفئة وعدم احترام وجودهم، لافتا الى تصرف الموظفين في بعض وزارات الدولة ممن لا يجيدون التعامل مع هده الشريحة، من خلال توجيه كلامهم للمرافق المعين، متجاهلين تماماً صاحب المعاملة الكفيف.
وتحدث عن معاناة طلبة الجامعة من عدم مواءمة بعض المواد العلمية في مختلف الكليات، مثل الفيزياء والكيمياء ومبادئ الإحصاء مع قدرات الطلبة المكفوفين، مطالبا بمواءمتها أو بإعفائهم منها.
وأشار إلى أن الجامعة لا تصدر لوائح تلبي احتياجات طلبة ذوي الاعاقة، خصوصا المكفوفين، حيث لا توجد قرارات تخدم الاخيرة بشأن آلية توفير المراجع الخاصة بالمكفوفين بطريقة «برايل».

هنادي العماني: المطلوب أجهزة تعويضية متطورة.. وطابعات بطريقة «برايل»
في الوقت الذي أقرت هنادي العماني (وهي أول كفيفة كويتية تحصل على رخصة مزاولة مهنة المحاماة) بحصول المكفوفين على حقوقهم، لفتت إلى أن ما زالت هناك حقوقاً لم تحصل عليها هذه الشريحة، تتمثل في عدم مساواتهم بالإعاقات الأخرى.
وطالبت هيئة المعاقين بتوفير الأجهزة التعويضية للإعاقات البصرية، بحيث تواكب البرامج والأجهزة المتطورة، امتثالا بأقرانهم من الإعاقات الحركية والسمعية، مطالبة بتغيير نظرة المجتمع التي وصفتها بــ «القاصرة» تجاه شريحة المكفوفين.
واستعرضت معاناتها وأقرانها من الشريحة ذاتها في وزارات الدولة، مشيرة الى انه على الرغم من الأولوية التي يتم منحها لهم، فانه ما زال هناك عدم اهتمام من جانب العاملين في تلك الجهات حول كيفية التعامل مع اعاقتنا.
وطالبت بتوفير طابعة «برايل» في كل الجهات الحكومية والبنوك حتى يتسنى لهم تسلّم مستنداتهم ومعاملاتهم بطريقة «برايل» من دون الحاجة إلى مرافق معهم، مبدية استغرابها من اشتراط التسهيلات على الكفيف بإحضار كفيل له، لإنجاز معاملته!
وتساءلت: لماذا هذا الشرط، وراتبنا الحكومي لا يحتاج إلى كفيل؟!! مجددة مطالبتها بتوفير الفرص الوظيفية للمكفوفين، بما يتلاءم ومؤهلاتهم العلمية وقدراتهم.
وطالبت العماني بتوفير أجهزة الصرف الآلي الناطقة بطريقة «برايل»، مثلما هو معمول به في السعودية والإمارات، حتى تسهل على الكفيف عملية السحب من دون الحاجة إلى معين، آملة في أن يتم تخصيص مركز لتأهيل ذوي الاعاقة البصرية، لا سيما لفاقدي البصر بسبب مرض السكر او حادث عرضي، حيث يشعر بعض هؤلاء المكفوفين حديثاً بصعوبة تقبّل الحياة والتعايش مع الإعاقة المفاجئة.
واستشهدت بتجربة بريطانيا وأميركا في انشاء كليات متخصصة في تأهيل المكفوف نفسيا واجتماعيا في التعامل مع حياته الجديدة وفن الحركة.

أيمن الشومان: بعض البنوك ترفض إقراضنا
اشتكى أيمن الشومان (كفيف) وهو موظف بوزارة التربية، رئيس مطبعة النور، من عدم اعتراف بعض الوزارات بأولوية المراجعين من ذوي الاعاقة البصرية في إنجاز معاملاتهم ومراجعة الجهات الحكومية، مطالبا بتزويد الأخيرة بتعميم نشرة صادرة من قبل الديوان الأميري حول هذا الأمر.
وأشار إلى نقص التوعية لدى العاملين في هذه الجهات ومراجعيها بشأن أحقية المكفوفين في الحصول على الأولوية، مستذكرا الواقعة التي واجهته مع احد مراجعي مستشفى الأميري بسبب أولوية الدخول عند الطبيب.
وأشار إلى مشكلة أخرى تواجه شريحة ذوي الاعاقة البصرية في بعض البنوك التي ترفض منحهم قروضا، وكذلك الأمر لدى بعض شركات السيارات التي لا تسمح لهم بشراء سيارات بالتقسيط، لافتا إلى عدم السماح لأي مواطن من ذوي الاعاقة يحصل على إعانة من الهيئة العامة لشؤون ذوي الاعاقة بشراء سيارة بالتقسيط.
وبالحديث عن قطاع التعليم في مدارس التربية الخاصة بحكم عمله في هذا المجال، شدد
الشومان على ضرورة مواءمة المناهج الدراسية لتناسب قدرات الطلبة المكفوفين، وذلك من خلال إشراك هذه الشريحة في أعداد المناهج العلمية لأنهم الأكثر دراية بظروفهم وإمكاناتهم.

أين المواقف؟
لم تخل شكوى الشومان من الحديث عن معاناته من مواقف السيارات، وهذا حال العديد من أقرانه من الشريحة ذاتها، مطالبا بتخصيص مواقف لذوي الاعاقة البصرية، امتثالا بأقرانهم من ذوي الاعاقة الحركية لتيسير عملية تنقلهم في المرافق العامة.

الأجهزة التعويضية مكلفة
أشار الشومان الى ارتفاع تكاليف الأجهزة التعويضية للمكفوفين، وكذلك المعينات الخاصة بالقراءة والكتابة، مطالبا بتوفير الدعم الحكومي لهذه الاحتياجات التي تساعد الكفيف على ممارسة حياته بشكل طبيعي، مثل أقرانه الأسوياء.

أصدقاء ذوي الإعاقة
اقترحت هنادي العماني تشكيل مكتب أصدقاء ذوي الاعاقة في وزارات الدولة التي يتردد عليها أفراد هذه الشريحة، بمن فيهم المكفوفون ـــ مثل: «العدل» و«التربية» و«الإسكان» و«الشؤون» ــ لمساعدتهم ومتابعة متطلباتهم، لا سيما أن بعض المراجعين يتوجهون الى هذه الجهات من دون مرافق، سوى السائق.

 

المطلوب الاهتمام بقضايا المكفوفين (أرشيفية)

المطلوب الاهتمام بقضايا المكفوفين

 

 

هنادي العماني

هنادي العماني

 

أنشطة وبرامج

أنشطة وبرامج

 

 

المصدر : مى السكرى \ جريدة القبيس

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3592 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 3923 0
خالد العرافة
2017/07/05 4518 0