0 تعليق
1160 المشاهدات

الصحة النفسية للصم



الصحة النفسية للصم

د. على صابر

 

هناك توزيع متشابه لدرجات الذكاء بين الصم وغير الصم.. وقد لوحظ ارتفاع نسبة الذكاء بين الصم ولادياً ووراثياً عنها بين الصم لآباء سامعين وقد أرجع الباحثون ذلك لسهولة الاتصال المبكر بين الطفل ووالده الأصم

أخطاء التشخيص شائعة بين الصم فكثيراً ما يعتبر أحدهم من ذوي الإعاقة العقلية أو فصامياً نتيجة إعاقته اللغوية وعدم استطاعة الاختصاصيين فهم حالته

ثقافة مجتمع الصم قد تؤدي إلى ظهور طرق تعبيرية يسيء السامعون فهمها

من أهم التوصيات لتمكين الأشخاص الصم:

التركيز على برامج التوعية والتثقيف الصحي وتوفير مترجمي لغة إشارة وجعل بيئة المستشفيات صديقة للأصم وإقامة الدورات التدريبية المتخصصة للعاملين في المجال وتشجيع المتخصصين على تعلم لغة الإشارة.. وغيرها

تطورت دراسات العلوم النفسية والاجتماعية فى مجال الاعاقة بشكل أسهم فى الفهم الأعمق للأشخاص من ذوي الإعاقة وذلك بغرض تقديم الخدمات الوقائية والارشادية والعلاجية والتأهيلية بصورة أفضل وأكثر نجاعة. ومما يلفت الانتباه أن الدراسات أصبحت تنحو إلى الاعتماد على الاحصاءات المستمدة من المسوح الميدانية والتجريب والعينات الضابطة والتحليل المقارن قبل التفسير واستنباط النتائج على غير الآراء القديمة التى شوهت فئة الأشخاص ذوي الإعاقة وألصقت بهم أوصافاً ووصمتهم بسمات نجاهد الآن لمحوها بعد ظهور خطأ من وضعوها.

وفى عرضي الحالي سأتناول الصفات النفسية للأشخاص الصم والأمراض النفسية وعلاقتها بهم كفئة فى المجتمع وعلاقة الخدمات النفسية بهم وجوانب النقص فيها ومقترحات التطوير لتلك الخدمات، وسأعتمد على المراجع التى ضمت تحليلاً مفصلاً لعدد كبير من الدراسات فى مجتمعات مختلفة مع ملاحظة أن هذا الميدان سيظل متغيراً لأن الوسائل الحديثة فى الاتصال والعلاقات الاجتماعية والاقتصادية الجديدة ستؤثر بلا شك على الأشخاص الصم ـ بشكل ايجابي أو سلبي ـ ولأن السمات النفسية للشخص الأصم هى نتاج تفاعل الوراثة والبيئة المباشرة والمجتمع الأكبر ـ كما سنرى.

الصفات البارزة في شخصية الأصم

ـ وضع Basilier (1964) مصطلح Surdophrenia أي (عقل الأصم) والذى يحمل مغزى ازدرائياً، وكانت تلك محاولة منه لوصف مجموعة السلوكيات التى تشيع بين الأشخاص الصم، وهذا المصطلح رفض لأسباب:

1

  • يعطي الانطباع أن هذا ليس وصفاً بل إعاقة عقلية مما يربك المتعاملين به.
2

  • المواصفات والسمات التى اعتمدها غير كافية لوضعه.
3

  • الترجمة الأدبية له تعني أن كل الأشخاص الصم يعانون بالضرورة من مشاكل صحية عقلية.
4

  • مجتمع الصم وجده مصطلحاً عدائياً ومنفراً.

ـ أما الدكتور مصطفى فهمي 1965 فقد استنتج ثماني صفات بارزة في شخصية الطفل الأصم بعد استعراضه لأكثر من عشرة أبحاث غربية فى هذا المجال، وكانت تلك الصفات:

1

  • أن الطفل الأصم يميل بسبب إعاقته الحسية إلى أن ينسحب من المجتمع، ولذلك فهو غير ناضج اجتماعياً بدرجة كافية.
2

  • أن الأطفال الصم كمجموعة لديهم مشكلات خاصة بالسلوك، مثل العدوان والسرقة والرغبة فى التنكيل والكيد بالآخرين وتوقيع الايذاء.
3

  • أن الأطفال الصم يميلون غالباً إلى الاشباع المباشر لحاجاتهم، بمعنى أن مطالبهم يجب أن تشبع بسرعة.
4

  • أن استجابات الطفل الأصم لاختبارات الذكاء التى تتفق مع نوع إعاقته، لا تختلف عن استجابات الطفل السامع.
5

  • أن التكيف الاجتماعي غير واضح لدى الأطفال الصم، كما أثبت ذلك اختبار روجرز للشخصية، ومقياس براون للشخصية.
6

  • أن الأطفال الصم قد أظهروا عجزاً واضحاً فى قدرتهم على تحمل المسؤولية.
7

  • أثبت اختبار فاينلاند للنضج الاجتماعي أن الأشخاص الصم غير كاملين من ناحية النضج الاجتماعي، وذلك بسبب عجزهم عن التفاعل مع المجتمع، لأن التفاعل الذى يتم بين الفرد وأفراد المجتمع الآخرين يؤدي حتماً إلى نضجهم اجتماعياً.
8

  • أن المخاوف تظهر بصورة واضحة لدى البنات الصم، وأكثر هذه المخاوف ظهوراً هي الخوف من المستقبل.

ـ وفي العام 1997 وجد Cromwell أكثر الصفات شيوعاً بين الأشخاص الصم وهي: التفكير بالمحسوس والواقعي، الاندفاعية، الجمود الفكري، وضعف الاستبصار.

ـ بينما لاحظت Briffa 2001 أن أفراد العينة التى درستها فى أستراليا ذلك العام لوضع تقرير عن خدمات الصحة النفسية لأشخاص صم عانوا من: الاحساس بالضياع، الاكتئاب، ضعف الثقة بالنفس، القلق، قلة احترام الذات، مشاكل سلوكية، تعاطي المخدرات، الريبة والاحساس بالعزلة.

ـ وفي عام 2001 أجرى Woolfe الباحث فى جامعة شيفلد، والذى هو نفسه شخص أصم، بحثاً مركزاً على الأطفال الصم وأسرهم ليجد في النتيجة أن الطفل الأصم يحترم نفسه أكثر إذا كان أبوه أو أمه من الصم، حيث يمثلون بالنسبة له نموذج الدور في الواقع. كذلك وجد ميل الطفل الأصم للالتصاق والتقارب أكثر من الأب أو الأم الأصمين وكذلك الأخ الأصم عنه إلى أي منهم إن لم يكن أصماً.

ـ ونحن نلاحظ عندما يلتقي الصم معاً، أنهم يشعرون دائماً بأنه تجمع بينهم خبرات مشتركة مردها إعاقتهم، وهم يشعرون عموماً بالارتياح إلى أقرانهم لأنهم يستطيعون التخاطب معهم على قدم المساواة (اليونسكو 1987).

ـ كما لا يمكن اغفال السمات الشخصية قبل حدوث الصمم إذا كان مكتسباً وليس ولادياً، والتى تتغير بفعل الصدمة واختلاف القدرة على اشباع الرغبات والتعبير عنها وأحياناً المهنة أو مجال الدراسة.

الأعراض والأمراض النفسية بين الصم وغير الصم

نورد هنا ملخصاً للمراجعة الشاملة التى أجراها Vernon & Andrews 1990

1

  • اعاقات التعلم: 
    هناك توزيع متشابه لدرجات الذكاء بين الأشخاص الصم وغير الصم. بينما لوحظ ارتفاع نسبة الذكاء بين الصم ولادياً ووراثياً عنها بين الصم لآباء سامعين، وقد أرجع الباحثون ذلك لسهولة الاتصال المبكر بين الطفل ووالده الأصم.
2

  •   اضطرابات قلة الانتباه:
    نسبة انتشار اضطرابات الانتباه أكبر بين الأشخاص الصم عن السامعين، ربما لوجود تلف بالمخ أو اضطرابات بالغدد الصماء تسببت في الإعاقتين معاً.
3

  •   تعاطي المخدرات والكحوليات:
    لا تختلف أنماط وأعداد المتعاطين بين الصم والسامعين، وإن افترض بعض الباحثين أن العزلة والبطالة والشدة النفسية التي يتعرض لها الصم قد تؤدي إلى زيادة نسبة شرب الكحوليات، إلا أن آخرين قالوا إن قلة انتشار الاكتئاب بين الصم سيؤدي من جهة أخرى لتقليل أعداد من يشربون الكحوليات وبالتالي تتعادل الأرقام.
4

  •   اضطرابات القلق:
    الوسواس القهري، والقلق، وشدة ما بعد الصدمة والمخاوف تحدث بنفس نسبة الانتشار بين الأشخاص الصم والسامعين.
5

  •   الاضطرابات النفس جسمية:
    لها نفس نسبة الانتشار بين المجموعتين.
6

  •   اضطرابات السيطرة على الاندفاع:
    يزيد الاندفاع بين الصم نتيجة عوامل عضوية. بينما لم تزد الاندفاعية بين الصم الذين تعرفوا في سن مبكرة إلى لغة الاشارة، وكان آباؤهم صماً، وحصلوا على مستويات عالية من التعليم الأكاديمي. ولهذا يستنتج الباحثون أن نقص تلك العوامل البيئية الثلاثة هو الذي يؤدي إلى زيادة الاندفاعية.
7

  •   اضطرابات الشخصية الفصامية والبارانويا:
    لا يبدو أن اضطراب الشخصية الفصامي يزيد بين الأشخاص الصم عن السامعين. بينما نجد فى الدليل الاحصائي للأمراض العقلية فى طبعته الثالثة تنويهاً لزيادة البارانويا بين من أصيبوا بالصمم بعد سن تعلم الكلام، وأرجع الباحثون ذلك لزيادة الارتياب بين هؤلاء الصم.
8

  •   اضطرابات الشخصية النرجسية والحدية: 
    هناك زيادة لانتشار النرجسية بين الصم لم يجد لها الباحثون تفسيراً، ولكن اجتهادهم أن قلة الخبرة والمعلومات والمعارف العامة التى يلتقطها الأصم تؤثر سلباً على نمو الحس العام لديه مما يجعله يبدو نرجسياً. أما عن غياب التقارير بخصوص الشخصية الحدية فقد فسروه بسبب صعوبة التشخيص وليس لعدم حدوث هذا الاضطراب بين الصم.
9

  •   اضطرابات الشخصية التجنبية والاعتمادية والقهرية والسلبية العدوانية:
    تؤدي الدينامية الاجتماعية للصمم إلى زيادة انتشار اضطرابات الشخصية التجنبية والاعتمادية بين الصم. بينما اضطراب الشخصية القهرية ليس أكثر شيوعاً بين الصم، إلا أن اضطراب الشخصية السلبية العدوانية يزيد بين الأشخاص الصم نتيجة للفشل المتكرر في اتصالهم برموز السلطة حولهم مما يؤدي إلى ظهور طرق تعبير مباشرة واندفاعية تنم عن مقاومة داخل الشخص الأصم.
10

  •   ذهان الشيزوفرينيا:
    مرة أخرى لا يختلف انتشار الشيزوفرينيا بين الأشخاص الصم والسامعين، مع ملاحظة صعوبة تشخيص الذهان مع وجود الصمم. وإن لوحظ زيادة أعداد الذهانيين الصم فى المستشفيات عن السامعين وبقاؤهم لفترة أطول داخلها بسبب صعوبة الاتصال وبالتالي متابعة نتيجة العلاج، بالاضافة إلى خطأ التشخيص الشائع بوجود بارانويا وصعوبات تعلم لدى الأشخاص الصم وايداعهم عنابر الأمراض المزمنة لفترات مطولة قد تصل لسنوات.
11

  •   الاكتئاب:
    من الملاحظ ندرة الاكتئاب بين الأشخاص الصم، وذلك لقلة تعرض الأطفال الصم للآراء والتنبيهات من الآباء والمجتمع وبالتالي عدم اكتمال نمو الأنا العليا.
12

  •   التوحد:
    لا تزيد نسبة الأشخاص التوحديين بين الصم إلا إذا كان سبب الصمم هو الحصبة الألمانية قبل الولادة فترتفع النسبة إلى 4 و7% مقارنة بالنسبة المعتادة بين السامعين وهي 7%.

مشكلات التشخيص والتقييم

أخطاء التشخيص شائعة بين المرضى من الأشخاص الصم، فكثيراً ما يعتبر أحدهم شخصاً من ذوي الإعاقة العقلية أو فصامياً نتيجة اعاقته اللغوية وعدم استطاعة الاختصاصيين فهم حالته. فإن اختلاف ثقافة مجتمع الصم قد يؤدي إلى ظهور طرق تعبيرية يسىء السامعون فهمها. ولا نغفل احتمالات عدم تشخيص بعض الحالات المرضية لذات السبب Thacker 1990.

وهناك تفسير آخر يرجع لميل الشخص الأصم للتعبير عن غضبه وعدم رضاه بشكل جسماني وعنيف أحياناً، يفسرها قليلو الدراية بسيكولوجية الصم على أنها أعراض مرض عقلي Elliott 1981.

وللأسف فإن نظم التصنيف المعتمدة للأمراض العقلية لا تسعف الاختصاصيين، حيث أن الأعراض المستخدمة فيها للأمراض مستقاة من دراسات على مجاميع المرضى السامعين وليسوا الصم، وأوضح دليل على ذلك قدمه Elliott 1981، حيث وجد أن الخمسة عشر علامة وعرض للفصام والتي حددتها ثلاثة نظم تصنيف منفصلة، يوجد ستة منها بين الصم الذين لا يعانون من الفصام أصلاً.

ولهذا فإن التشخيص المحدد للأمراض العقلية يكون صعباً جداً فى حالة المريض الأصم. وعليه فقد وضع Zieziula 1982 أربعة أسئلة على الباحثين فى هذا الميدان الشائك أن يجيبوا عليها قبل استخدام أو استنباط أدوات القياس النفسية وهي:

1

  • هل يتكون الاختبار من بنود لغوية أم بنود أدائية؟ وخاصة أن مستوى قراءة اللغة لا يزيد لدى الشخص الأصم فى المتوسط عن المرحلة الرابعة.
2

  • هل تعليمات تنفيذ الاختبار تحتاج للاتصال اللغوي؟ لأن الاختبارات الأدائية غالباً ما تحتاج لتعليمات لغوية قد تؤدي ترجمتها إلى لغة الاشارة إلى التشكك في مصداقية النتائج التي تسفر عنها الاختبارات في النهاية.
3

  • هل هناك بنود فى الاختبار تميز ضد الأصم؟ فعلى سبيل المثال، يشمل اختبار النضج الاجتماعي لفينلاند على بنود (يجري مكالمات تليفونية) و(يتكلم بجمل قصيرة). وقائمة الشخصية متعددة المراحل لمينسوتا تتضمن جمل مثل: (قدرتي السمعية جيدة مثل معظم الناس). ومن الواضح أن استنباط هذه الاختبارات جرى لأناس يسمعون فى تجمع السامعين.
4

  • هل شملت العينة الضابطة لاستنباط الاختبار على أناس صم؟

ـ ومع ذلك فهناك اختبارات طورت وقننت خصيصا لتقييم حالات الصم نذكر منها:

WISC. R. Adaptation by Ray, Stanford Achievment Test (Hearing Impaired Edition), and Geist Picture Interest Invetory: Deaf, Male Form, Hiskey, Nebraska Test of Learning Aptitude, Leiter International Performance Scale.

ماذا تشمل خدمات الصحة النفسية؟

تشمل هذه الخدمات؛ التعرف على وتقييم وتشخيص وعلاج الأشخاص ذوي الاحتياج لرعاية صحية عقلية، وتشمل المرض العقلي ولكنها لا تقتصر عليه، وكذلك الإعاقة العقلية والادمان. وتقدم هذه الخدمات فى الأقسام الداخلية والعيادات الخارجية الملحقة بالمستشفيات، وذلك بواسطة المرشدين والاخصائيين النفسيين والأطباء النفسيين والاخصائيين الاجتماعيين، أو أي اختصاصيين آخرين بالرعاية الصحية العقلية. كما تشمل الخدمات التى تقدم فى أنظمة الرعاية الصحية العقلية الخاصة والعامة.

ما هي التوصيات لتمكين الصم من تلقي خدمة صحة نفسية جيدة؟

1

  • نظراً لقلة دراية الأشخاص الصم بالأمراض والأعراض النفسية عموماً، لذلك ينبغي التركيز على برامج التوعية والتثقيف الصحي في هذا المجال لفئة الصم.
2

  • توفير مترجمي إشارة وكذلك وسائل التقنيات الاتصالية الحديثة فى أماكن توفير خدمات الصحة النفسية كى يتمكن المريض الأصم والقائم على رعايته من التواصل الفعال.
3

  • يجب جعل بيئة المستشفيات صديقة للأصم، على سبيل المثال توفير وسائل الانذار الضوئية وليس الصوتية والتليفونات التي يتبادل بها الأصم الاتصال مع الغير كتابة وكذلك الفيديو والتلفاز الذي يترجم المذاع بالاشارة، إلى غير ذلك.
4

  • إقامة الدورات التدريبية المتخصصة للعاملين في المجال لاحاطتهم بسيكولوجية الأصم واحتياجاته الخاصة وكيفية التعامل معه والاختلافات الضرورية في وسائل التشخيص والمتابعة وبرامج العلاج.
5

  • تدريب مترجمي الاشارة على المصطلحات الخاصة بالصحة النفسية وكيفية الوصول بها إلى فهم الأصم.
6

  • محاولة تشجيع المختصين في المجال على تعلم واتقان لغة الاشارة بأنفسهم، لأن بعض الحالات النفسية والعقلية تحتاج إلى التواصل المباشر مع المريض ولفترات طويلة وربما كان لتواجد مترجم الاشارة في هذه الأحوال مردود سلبي على نتائج العلاج وعلى احساس الأصم بالخصوصية.
7

  • تشجيع الباحثين على استنباط الاختبارات التي تناسب ثقافة مجتمع الصم وتخرج منه وتكون طريقة اجرائها ملائمة لقدراتهم ووسائلهم في الاتصال والتعبير ومقننة على ذلك. مع عدم اغفال تعديل الاختبارات التى ثبت نجاحها مع السامعين لتناسب مجتمع الصم.
8

  • وكأمل مستقبلي طموح، نشجع الأشخاص الصم أصحاب الاستعداد أن يتخصصوا فى المجال نفسه بما يلائم قدراتهم ومتطلبات المهنة.

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3563 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 3883 0
خالد العرافة
2017/07/05 4489 0