0 تعليق
902 المشاهدات

الحاسوب ودوره في تنمية قدرات الطلبة ذوي الإعاقة



الكاتب : روحى مروح عبدات

 

الطلاب ذوو الإعاقة لديهم القدرة على تعلم الحاسوب بقدر أكبر وفي وقت أقل

تطوير مهارات الطلاب ذوي الإعاقة من خلال اختيار الوسيلة المثلى في التعلم

في إطار الاهتمام المتزايد لقياس مدى استجابة الطلاب ذوي الإعاقة لوسائل التقنية الحديثة وتعاملهم معها أظهرت دراسات متخصصة في هذا المجال أن الطلاب ذوي الإعاقة الذين تتاح لهم فرص استخدام الحاسوب في التعليم والتدريب يكونون أكثر حماساً وفاعلية من غيرهم تجاه الموضوعات التي يدرسونها، ويستطيع الطلاب ذوو الإعاقة عند استخدام الحاسوب أن يتعلموا بقدر أكبر وفي وقت أقل، وكذلك فإن قدرتهم على التذكر تتسع وتزداد، إضافة إلى ازدياد حبهم للموضوعات التي يدرسونها، والمواقف الإيجابية التي تتكون لديهم نحو التعليم ككل.

وأشارت الدراسة إلى أنه لا يجب أن تأخذ الحواسيب مكان المعلم، حيث أن استخدام الحاسوب ما هو إلا تعزيز ورفد للمدرس بوسائل أفضل وعلى الرغم من توفر إمكانية استخدام الحواسيب في فصول التربية الخاصة إلا أن 60% فقط من المدرسين يستخدمونها وترجع الدراسة السبب في ذلك إلى عدم وجود البرامج المناسبة، وإلى مشكلات تتعلق بالتنظيم الزمني لاستخدام الحاسوب، وافتقار المعلمين إلى التدريب المناسب، ومن هنا يمكن القول إن التعليم والتدريب المستند إلى الحاسوب يمكن أن يكون أداة تعليمية فعالة، في حالة وجود تطبيق وتنظيم مناسبين.

فئات الإعاقة المستفيدة من الحاسوب

وفي إشارة منه إلى استفادة الطلاب ذوي الإعاقة من تعلم الحاسوب أوضح معد الدراسة أن الطلاب من ذوي الإعاقات العقلية البسيطة يستفيدون من الحواسيب في مجالات القراءة والإملاء والقدرة على التكيف مع المجتمع وتعزيز المهارات الدراسية، وكذلك يستفيد من هذه التقنية الطلاب الذين لديهم مشكلات تخاطبية، وذوو الاضطرابات التي تعيق التواصل والفهم.

وأضاف أن الحواسيب تساعد ذوي الإعاقات الحركية بمختلف أنواعها في الجانب التعليمي، وفي الجانب المنزلي حيث تقدم لهم ألعاباً مسلية، وعلى المستوى المجتمعي تقوم الحواسيب بتقديم الخدمات والإرشادات التي تساعدهم في تنظيم وقت العمل وكيفية التعامل مع المؤسسات الخدمية كالمصارف، ومساعدتهم على الحركة باستخدام الكرسي المتحرك المبرمج حاسوبياً، أو بمساعدتهم على الوصول إلى المعلومات عن طريق الشبكة العالمية، وكذلك فالحاسوب له آثار إيجابية كبيرة على الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية والسمعية، حيث يمكن تركيب الكلام عن طريق الحاسوب وتحويل النصوص المكتوبة إلى كلمات مسموعة أو العكس.

مجالات استخدام الحاسوب في التربية الخاصة

وفي إطار إستخدام الحاسوب في مجال التربية الخاصة أوضح عبدات أن تطبيقات استخدام الحاسوب في تخطيط التدريس، وتنظيمه وتنفيذه أصبحت واسعة جداً في الوقت الحالي مما يقتضي من طاقم التدريس معرفة إمكانيات استثمارها لأقصى درجة ممكنة لأن الكمبيوتر أداة تعلم مؤثرة ومن بين تلك المجالات: التعلم التفاعلي حيث أصبح الكمبيوتر أكثر الأدوات التكنولوجية استخداماً في مجال التربية الخاصة، فبرامجه ذات التصميم الجيد تزود الطلبة بالانتباه الفردي، والتغذية الراجعة المتواصلة، وهي تعتمد على مبادئ التعزيز الايجابي، إضافة إلى أن الكمبيوتر هو وسط تعليمي تفاعلي يسمح للمستخدم المعاق بالسيطرة الكاملة على عملية التعلم الفردية، ويسهم في تطوير الإحساس بالإنجاز الشخصي، كذلك فإن الطلبة يستطيعون من خلال أسلوب التواصل استخدام المعلومات باستخدام النموذج الحسي الأقوى لديهم ويستطيعون التحكم بسرعة تقديم المعلومات، وبذلك فهم يركزون انتباههم على محتوى المعلومات وليس على عملية الاستقبال ذاتها، كما أن التواصل التعبيري لديهم يتحسن تبعاً لنفس الأسلوب الذي يتحسن فيه التواصل الاستقبالي.

ومن الطرق الهامة لاستخدام الحاسوب في التربية الخاصة ـ يقول الأستاذ روحي عبدات ـ الأدوات المساندة التي تركت أثراً كبيراً في حياة الأشخاص ذوي الإعاقة، حيث مكنت لوحات وطابعات برايل الأشخاص المكفوفين من دخول عالم الكمبيوتر وشبكة المعلومات الدولية، مما ساعد على قراءة وطباعة المواد المتوفرة لعامة الناس، وسمحت الأدوات التكنولوجية المكيفة كلوحات التواصل الالكترونية، وأدوات المسح الخاصة والمفاتيح التي تعمل باللمس ذوي الإعاقات الجسمية وغير الناطقين من التواصل مع الآخرين في المدرسة والبيت، وأماكن العمل.

وأضاف أن مسؤوليات معلم التربية الخاصة لا تقتصر فقط على التعليم فقط، فهو مطالب أيضاً بالعمل مع فريق عمل ومن بينهم اختصاصي علم النفس للقيام بالملاحظات وتوثيق مستوى التقدم الذي يحرزه كل طالب.

وأضاف أن التكنولوجيا أصبح ينظر إليها على أنها وسيلة لتنفيذ تقييم أفضل وفي وقت أقل، وفي العقدين الماضيين، بينت البحوث المتصلة بالتقييم المستند إلى الكمبيوتر كيف أن هذه الأدوات التكنولوجية يمكن أن تحاكي التقييم الذي يقوم به الاختصاصيون بشكل يدوي، وكيف أن هذه الأدوات التكنولوجية يمكن أن تكون أكثر جدوى وفاعلية من العمل اليدوي المرهق الذي يستغرق وقتاً طويلاً.

التأهيل المهني أحد أهم الاستخدامات الحديثة للحاسوب للأشخاص ذوي الإعاقة

وحول استخدام الحاسوب في مجال التأهيل المهني ذكر أن الحاسوب لا تقتصر استخداماته على التعليم الأكاديمي فقط فمع الاهتمام المتزايد بتيسير انتقال الطلبة ذوي الإعاقة من المدرسة إلى عالم العمل تزداد الحاجة إلى توظيف الحاسوب في برامج التأهيل المهني، ولأن بعض المهن تعتمد على إدارة المعلومات أكثر مما تعتمد على إدارة الأشياء، فإن الكمبيوتر من حيث المبدأ يسهم في إتاحة فرص عمل أفضل للأشخاص ذوي الإعاقات الجسدية، ومن الأمثلة على هذه المهن، التحرير وبرمجة الكمبيوتر، قراءة وكتابة تحرير العينات في المختبر مثلاً، واستناداً إلى ذلك فثمة حاجة إلى إجراء دراسات لإعادة تصميم بعض بيئات العمل.

استخدامات متنوعة ومستحدثة للحاسوب في مجال الإعاقة

وأخيراً أشار عبدات إلى أن استخدام الحاسوب لا يقتصر على مجال التربية الخاصة فقط بل يتعداها إلى مجالات التعليم والتدريب والترفيه وتنمية التواصل والتأهيل مما يعني تنامي استخدامه في مختلف مجالات حياة الأشخاص ذوي الإعاقة، وعلى الرغم من هذا التفاؤل إلا أنه تظل هناك حقائق ومشكلات عالقة ينبغي الانتباه لها عند استخدام الحاسوب في مجال التربية الخاصة، والتي تتمثل في كيفية استخدام هذه التكنولوجيا بالشكل الأمثل لمساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة على اكتساب مختلف المهارات المطلوبة، وفي مختلف أماكن تواجدهم كالمدرسة والبيت وأماكن الترفيه والعمل.

 

 

 

 

 

المصدر : المنال رؤية شاملة لمجتمع واع

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3592 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 3921 0
خالد العرافة
2017/07/05 4518 0