الكاتب : الياس طباع
يشكل موضوع الإعاقة في النطق والكلام واحداً من الموضوعات التي تهتم بها التربية الخاصة وهو موضوع واسع تكثر فيه أنواع الإعاقات المتصلة بعملية الاتصال بأشكالها المسموعة والمقروءة والمكتوبة ولكننا الآن سنهتم بما يتعلق بإعاقة النطق والكلام والتدابير الوقائية والعلاجية والتربوية.
هو الطفل الذي يختلف كلامه عن كلام الآخرين لدرجة أنه يجذب انتباه الآخرين لما يثيره لديهم من ضيق وملل. وذلك نتيجة وجود صعوبة ما عنده؛ عضوية أو نفسية، الأمر الذي يتطلب اجراءات علاجية وتربوية.
وتشتمل كل مظاهر التشوه أو سوء التركيب في جهاز النطق مثل: عدم انتظام الأسنان، أو التهاب الأعصاب المتصلة بحركة الشفاه أو الحنجرة أو اللسان أو العيوب الولادية المتصلة بسقف الحلق والانشقاق فيه أو العيوب في منطقة الكلام بالقشرة الدماغية أو وجود نقص في القدرة السمعية أو العقلية أو العصبية، وقد تكون هذه التشوهات منذ الولادة أو بسبب الأمراض أو الحوادث والصدمات.
وهي من الأسباب التي لا تتعلق بآفات عضوية إنما تتصل بأسباب نفسية أو اجتماعية أو تربوية وتؤدي إلى اضطرابات كثيرة تختلف في نوعها وشدتها وفقاً لمدى قوة هذه الأسباب وتأثيرها في الفرد.
وتشمل اضطرابات التواصل الأنواع التالية:
وترجع الأسباب هنا إلى تلف في أعصاب جهاز النطق أو شذوذ تركيب الفم أو التشوهات الخلقية وضعف السمع.
وتعود الأسباب التي تتحكم في نوعية الصوت إلى: التهاب الحنجرة، أو تلف في أعصابها، أو أورام في الغشاء المخاطي، أو خلل في كمية الهواء التي تمر عبر تجويف الأنف، أو الشفة الأرنبة، أو شق الحلق أو اللهاة.
وقد يتأخر نمو اللغة عند بعض الأطفال بسبب الحرمان البيئي من الخبرات والمثيرات اللغوية وقد يتوقف النمو اللغوي تماماً إذا أصيب السمع أو المخ بتلف شديد نتيجة الحوادث والأمراض، ويعتبر هذا أمراً خطيراً إذا حدث في مرحلة الطفولة المبكرة عند تعلم اللغة والتمكن من استخدامها.
إن تكوين اللفظ السليم منذ سن مبكرة مهمة أساسية من المهمات التربوية في دور الحضانة ورياض الأطفال وذلك للأسباب التالية:
والمدخل الأساسي للإجراءات التربوية والوقائية من أمراض الكلام يقوم على معرفتنا بآلية الكلام والأقسام التي تنطوي عليها هذه الآلية، فهناك ثلاثة أجهزة فيزيولوجية عضوية هي:
أما الجهاز التنفسي فهو الذي يسمح بدخول الهواء إلى الرئتين وخروجه منها ماراً بأعضاء النطق لاحداث الأصوات، وتتألف الرئتان من نسيج اسفنجي مرن وتتوضعان في القفص الصدري، وعندما يتم الشهيق يتمدد الحجاب الحاجز ويتحرك القفص الصدري للأعلى، الأمر الذي يؤدي لزيادة حجم التجويف الصدري ويقلل من ضغط الهواء داخل الرئتين حيث يندفع الهواء للداخل وفي حال الزفير يتم العكس يندفع الهواء عبر القصبات الهوائية ويصطدم بالحبال الصوتية محدثاً اهتزازات فيه منتجة للأصوات، أما الصوت المندفع من الحنجرة فيتصل بالفم والتجويف الحلقي والأنف واللسان والشفتين وهذه تؤلف معاً آلية النطق المرتبطة بالجهاز العصبي المركزي.
المعالجة تكون ذات جدوى إذا بدأت في سن مبكرة وتقل فائدتها إذا تأصلت هذه العيوب عند صاحبها. ولهذا يجب على المربية أن تراعي المعايير التربوية التي تهدف إلى تطوير الكلام الطبيعي في النشاطات اليومية. وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن التعبير بالكلام الواضح يقوم على التنفيذ الصحيح للتنفس وعلى التلقي الدقيق للصور السمعية، فإن المعايير التربوية يجب أن تنطوي على جملة من التمارين التي تشمل التنفس والنطق والسمع الصوتي الفونيمي فلابد من التمارين التالية:
المصدر : المنال رؤية شاملة لمجتمع واع