0 تعليق
662 المشاهدات

الإعاقة السمعية عند المسنين



الكاتب : د. غسان شحرور

 

بمناسبة اليوم العالمي للمسنين والذي يصادف الأول من شهر اكتوبر تنشر «المنال» هذه الدراسة التي تلقي الأضواء على الجوانب الاجتماعية والصحية لحياة المسنين وسبل النهوض بها.

الكشف المبكر يجعل من الممكن تطبيق التدبير المناسب قبل ظهور الآثار الاجتماعية والنفسية الضارة للإعاقة السمعية

تمكن عدد قليل من الناس العيش عمراً طويلاً في الماضي، بيد أن أعدادهم لم تشكل إلا نسبة ضئيلة من السكان. وقد شهدت العقود القليلة الماضية زيادة كبيرة في متوسط العمر المتوقع في العديد من بلدان العالم نتيجة ازدياد مستوى الرعاية الصحية، ومكافحة الأمراض السارية والمزمنة.

تعتبر منظمة الصحة العالمية أن الشيخوخة هي المجموعة العمرية من سن الخامسة والستين فما فوق، هذا وتشير العديد من الدراسات الاحصائية، إلى أن هذه الفئة تشهد تزايداً كبيراً خلال الأعوام والعقود الأخيرة، كما أنه من المتوقع أن يتضاعف عدد الأشخاص الطاعنين في السن الذين وصلوا إلى سن الثمانين أو أكثر.

وتستدعي زيادة عدد ونسبة المسنين في المجتمع ضرورة وجود خدمات اجتماعية وصحية خاصة تتلاءم وحاجات هؤلاء المسنين. ومن هنا تتضح الحاجة الملحة إلى زيادة التوعية بنتائج شيخوخة السكان، واتخاذ الاجراءات التي من شأنها تحسين ما يتوفر من خدمات بالإضافة إلى تدريب المهنيين المساعدين وعناصر الفريق الطبي حول حاجات هؤلاء المسنين وطرق رعايتهم.

حاسة السمع والشيخوخة

يتعذر فصل شيخوخة السمع عن المظاهر العامة للشيخوخة بأبعادها النفسية والاجتماعية والصحية، ومما لا شك فيه أن ضعف السمع الذي يتزايد مع تقدم العمر قد ترافقه صعوبة في فهم وتمييز الكلام، وهو بدوره يلقي عبئاً ثقيلاً على كاهل الفرد بل قد يلحق الأذى بعلاقاته الأسرية والاجتماعية إلى درجة تقود إلى الإحباط والانسحاب التدريجي من المجتمع. وقد زاد من أهمية السمع ما شهدته الحياة المعاصرة من تطور تقني كبير إذ اشتد الاعتماد على العديد من الأجهزة الالكترونية كالهاتف والمذياع والتلفزيون وغيرها.

وجدير بالذكر أن حوالي 60% من الأشخاص فوق الخامسة والستين من العمر يعانون من درجة من الضعف السمعي المتفاوت في الشدة، ويكون ثنائي الجانب يأخذ في الازدياد التدريجي مع التقدم في العمر، وقد أوضحت الدراسات أنه أكثر شدة في الرجال.

الأسباب

تتوضع التغيرات الشيخية في أجزاء الأذن الباطنة وبشكل خاص في عضو السمع كورتي، وتمتد إلى ألياف العصب السمعي، والطرق السمعية حتى الدماغ، وتزداد شدة نقص السمع في بعض الفئات من المسنين كالمصابين بالداء السكري وبعض الأمراض الإنتانية، وكذلك الذين تناولوا أدوية ضارة بالأذن لمدة طويلة وعلى سبيل المثال الذين يتناولون الأدوية المدرة للبول التي تخفض الضغط، وكذلك بعض المسكنات كمادة الأسبرين.
هذا ولاحظت الدراسات أيضاً ازدياد شدة نقص السمع عند التعرض المديد للضجيج في بعض المهن. وفي بعض الحالات الخاصة يصاحب نقص السمع هذا الشعور بالدوار والطنين.

الكشف المبكر

يتأخر الكثيرون عن مراجعة الطبيب رغم ارتفاع نسبة انتشار نقص السمع عند المسنين، بل قد يتأخر بعضهم أكثر من عشر سنوات قبل كشف وجود نقص السمع الأمر الذي يزيد آثاره الاجتماعية السلبية.
إن معظم أجهزة قياس السمع قادرة على كشف وجود ضعف السمع وتحديد شدته بالإضافة إلى اختبارات فهم وتمييز الكلام ويلاحظ بوضوح نقص سمع الأصوات ذات اللحن الحاد أي ذات التواترات المرتفعة. وينبغي هنا التأكيد على ضرورة الكشف المبكر عن نقص السمع وذلك من خلال تطبيق المسح الجماعي، وتدريب العاملين في المراكز الصحية. إن الكشف المبكر يجعل من الممكن تطبيق التدبير المناسب قبل ظهور الآثار الاجتماعية والنفسية الضارة.

تدبير نقص السمع عند المسنين

يخطئ من ينظر إلى هذه المشكلة من الزاوية الطبية فقط، فهي مشكلة ذات أبعاد عديدة، ينبغي أن تتضافر الجهود لمعالجتها وتدبيرها، وهذا ما يمكن مشاهدته في برنامج التأهيل السمعي الذي يأخذ بعين الاعتبار حالة كل فرد على حدة وذلك وفق إصابته السمعية، حالته النفسية، الاجتماعية، ثقافته وبيئته.

يشمل برنامج التأهيل السمعي ما يلي:

1

  • التدريب على الاستفادة من المعينات السمعية:

    وهذا ينطبق على المسنين الذين يستفيدون من المعينات السمعية، وهذا التدريب يعمل على تعميق الاستفادة من هذه الوسيلة. ومن المفيد التأكيد هنا على أن المعينات السمعية لا تعطي نتائج كاملة كما هي الحال في بعض النظارات الطبية، فهي تعوض إلى حد ما عن النقص في القدرة السمعية، كما أنها تحسن القدرة على فهم وتمييز الكلام المسموع.
    ولابد أن نذكر هنا أن هذه الفوائد المتوخاة تعتمد على حسن استخدام هذه المعينات وعلى طبيعة وشدة الإصابة السمعية، كما أنها تحتاج إلى المزيد من الوقت والتدريب.

2

  • تدريب منتظم على الاصغاء:

    من خلال جلسات منتظمة تقام بإشراف الاخصائي وتحتاج إلى تعاون وتفهم المتدرب.

3

  • التدريب السمعي البصري:

    ويشمل الاطلاع على بعض الإشارات والتدريب على قراءة الشفاه، وهي تزيد من فعالية التواصل والاندماج في الأسرة والمجتمع.

4

  • جلسات الإرشاد الفردي:

    مع توعية وتدريب الأهل على طرق ووسائل مساعدة الشخص على التغلب على الضعف السمعي وآثاره الاجتماعية.

ومن المفيد التأكيد على أن نجاح برنامج التأهيل السمعي يعتمد كثيراً على تفهم وتعاون الفرد والأسرة من أجل إعادة وتأهيل دمج المسن ضعيف السمع في المجتمع.

 

المصدر : المنال رؤية شاملة لمجتمع واع

 

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3592 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 3921 0
خالد العرافة
2017/07/05 4518 0