0 تعليق
684 المشاهدات

الصم والثقافة الدينية



الكاتب : باسم عبدالغفار

 

(الملائكة لا تعرف لغة الإشارة، لذلك يمكنني الكذب كما أشاء ولن تكتب عند الله سيئة)

تبرير أحد الأشخاص الصم وعمره 20 عاما لكذبه المتكرر

يعد الصمم من الإعاقات اللغوية في المقام الأول، حيث يؤدي الصمم بشكل أو بآخر إلى الانعزال عن المجتمع الكلي والثقافة العامة، لتتكون ما بين مجتمع الصم نوع من الثقافة الفرعية Sub-Culture تعرف بــ ثقافة الصم Deaf Culture.

وعلى نفس المنوال، فالأصم ينتمي الى طبيعة لغوية فرعية تنفصل عن اللغة العامة – اللفظية – المستخدمة في المجتمع لتجعل موقفه اللغوي يتشابه مع موقف الأقليات اللغوية التي تحتفظ بلغتها الخاصة وسط اللغة التي يستخدمها المجتمع حولها.

ولعل من أهم المكونات الثقافية واللغوية التي يجد الأصم صعوبة في الوصول إليها هي المكونات الثقافية الدينية. وللثقافة الدينية خصوصية تجعلها أصعب في الوصول على الصم أكثر من غيرها من المكونات الثقافية،

ومن هذه الصعوبات:

 

  • غالبية الخطاب الديني يحمل معاني مجردة، مغرقة في الرمزية يصعب نقلها الى لغة الإشارة.
 

  • استحالة ترجمة النصوص المقدسة الى لغة الإشارة، ويكتفى بترجمة معانيها بعد عمل التعديلات المضمونية والسياقية اللازمة لجعلها مستساغة بلغة الإشارة.
 

  • إحجام معظم مترجمي الإشارة عن ترجمة النص القرآني بلغة الإشارة لعدة أسباب لغوية، ودينية، وثقافية.

ومن الجدير بالذكر في هذا المقام أن عرض النصوص المقدسة بطريقة مكتوبة على الصم استراتيجية لا تحل المشكلة، حيث أن الصعوبات اللغوية لدى الصم تطال اللغة المكتوبة أيضا، حيث ان الكتابة لا تعدوا كونها شكل مطبوع من اللغة اللفظية صعبة الوصول للصم.

وكون الشخص الأصم يعيش بالمنطقة العربية، حيث الثقافة الدينية متأصلة في الوجدان الجمعي، والسلوك اليومي حتى بين غير المتدينين، يجعل الأصم مثله مثل غيره من السامعين يحاول الوصول الى معلومات دينية تساعده في الاندماج في المجتمع من خلال أداء الطقوس والعبادات، ولإشباع حاجاته الروحية، وضبط سلوكه بما يتلاءم مع معايير المجتمع وما هو متوقع.

وعندئذ تواجه الأصم العديد من المشكلات تعوق وصوله الى ما يبحث عنه من المعرفة الدينية، ومن أهم هذه المشكلات:

 

  • رجال الدين المؤهلون عادة لا يتقنون لغة الإشارة، ولا يحل وجود مترجم الإشارة هذه المشكلة، حيث انه ينقل ما يقال بعد المرور على فهمه هو للدين وترشيح وإعادة صياغة الخطاب الديني بما يتلائم مع عقيدته هو أولا قبل ترجمته.
 

  • ينتحل الكثير من الأدعياء صفة رجل الدين ويفتي ويعظ الصم اعتمادا على اتقانه للغة الإشارة وبعض المعارف والمظاهر الدينية السطحية.
 

  • غالبية المصادرة المكتوبة مصاغة بلغة متقعرة، غير مباشرة، تحمل الكثير من الأساليب البلاغية والعبارات الطويلة.

وينتج عن المشكلات والصعوبات السابقة الذكر العديد من الاضطرابات في النسق الديني لدى الشخص الأصم نتيجة الفهم الخاطئ والمعلومات السطحية التي يكتسبها عن الدين، ومن أهم الخصائص التي تميز النسق الديني عند غالبية الصم:

 

  • الجمود وعدم القدرة على تحمل تعدد الآراء وعدم تقبل الآخر.
 

  • تعميم الأحكام الدينية والمعنوية دون النظر في خصوصية كل حالة.
 

  • الإغراق في المظاهر الدينية والطقوس على حساب الفهم العميق للعقيدة ومقاصدها.
 

  • التشدد الزائد، أو التفريط الزائد.

وهناك العديد من الحلول المقترحة والتي من شأنها العمل على حل المشكلة، ومنها:

 

  • إعداد دعاة مؤهلين ومتقنين للغة الإشارة.
 

  • اصدار مواد مطبوعة ذات صياغة لغوية مناسبة للصم.
 

  • الاهتمام بالتعليم الديني لأسر الأطفال الصم وتزويدهم بالمواد المناسبة.

 

المصدر : المنال رؤية شاملة لمجتمع واع

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3589 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 3911 0
خالد العرافة
2017/07/05 4513 0