0 تعليق
759 المشاهدات

فلسفة دمج الأطفال المعوقين سمعياً في مدارس السامعين



الكاتب : الياس طباع

 

إن الخوض في موضوع دمج الأطفال المعوقين عموماً والأطفال المعوقين سمعياً خصوصاً يشكل أمراً ذا أهمية قصوى في فلسفة وبرامج التربية الخاصة والخدمات التي تقدمها دفاعاً عن حقوق المعوقين وتلبية لاحتياجاتهم واحتراماً لكرامتهم. ولن يتسنى لنا معرفة جدية هذا الأمر ما لم نضعه في إطاره الصحيح وسياقه المشخص ونتعرف على الاتجاهات السائدة في مدارسنا والمهيمنة على واقعنا والتي تشكل صمام الخطورة ومحور الإشكالية التربوية الثقافية في مجتمعنا. ومن الطرافة إن بعض هذه المدارس والمؤسسات التربوية تعيش حالة من الهجانة في بعدها عن محيطها الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والثقافي ولا تزال أسيرة ثقافة نخبوية منغلقة لا تقيم وزناً للعلاقة بين «الأنا» و«النحن» بين «الداخل والخارج».

ومن هذا الجانب يغدو الإعلام مقصراً بحق هؤلاء الأشخاص المعوقين، ولكن من جهة أخرى، فإن بذور الدمج قد نمت وترعرعت بفضل الحركات والمؤسسات الداعية للدفاع عن حقوق المعوقين وبفضل حملات التوعية الداعية لتغيير الاتجاهات نحوهم وبفضل البحوث والدراسات التي تشرع لمثل هذا الدمج الراشد والواعي.

ويمكن لنا من خلال التأمل في التطور التاريخي للتربية الخاصة أن نتبين التحول الكبير من ممارسة العزل والرفض نحو تطبيق الدمج والقبول، وصارت الكثير من دول العالم تتبنى فلسفة الدمج للجميع باستثناء ذوي الإعاقات الشديدة والتوجه الحالي يطالب معلم الصف العادي بمسؤولية تعليم الطلبة من ذوي الإعاقة مع توفير نظم الدعم التنظيمي والإداري والتدريسي.

غير أن معارضي هذه الرؤية وهذه الفلسفة يرون أن الدمج لن يحسن أداء المعلم في التربية العامة أو الخاصة ولن يطور التعاون بينهما وبأن هذا سيؤدي إلى الغاء مهنة التربية الخاصة حسب آرائهم وحساباتهم غير الواقعية وغير الدقيقة، معتقدين أن فلسفة الدمج تعني اغلاق فصول التربية الخاصة وتعليم جميع الطلبة من ذوي الإعاقة السمعية في مدارس السامعين.

فإذا لم يكن الدمج كذلك فماذا يعني؟

لقد عرف الدكتور جمال الخطيب المختص بالتربية الخاصة الدمج بقوله: ((الدمج يعني توفير فرص التعلم القائمة على المساواة للأطفال ذوي الإعاقات البسيطة من خلال الحاقهم بالبيئة التربوية الأكثر ملاءمة وقدرة على تلبية احتياجاتهم في الفصل الدراسي العادي (……..) أو في الأنشطة الاجتماعية والرياضية والفنية غير الأكاديمية)).

فإذا كان الدمج كهدف يتفق حوله الجميع فإن الاختلاف يبقى حول الشكل والوسيلة التي يتحقق بها هذا الدمج. وإذا كان مصطلح (الدمج) جديداً على دولنا العربية، إلا أنه كان يمارس وكان سائداً في مدارسنا قديماً بطريقة تلقائية ودون تصنيفات أو شروط أو تعديلات.. وإذا كان هناك فصل بين التربية العامة والخاصة فإن هذا الفصل وهذه الثنائية يكون ضحيتها كثير من التلاميذ الذين لا ينتمون كاملاً إلى التربية العادية ولا ينتمون كاملاً إلى التربية الخاصة وهم يوضعون في مدارس التربية الخاصة رغم أنهم ليسوا معوقين.

ومن هنا يبدو جلياً أن فلسفة الدمج لابد لها من تحقيق بعض الشروط لتنفيذها ونجاحها، ومن هذه الشروط العامة:
1

  • التعديل في الفصل الدراسي من الناحية المادية والمعنوية.
2

  • توفير خبرات ووسائل تعليمية متعددة الحواس.
3

  • حث الأطفال غير المعاقين على قبول الأطفال المعوقين.
4

  • توفير المناهج المناسبة من حيث أهدافها وآلية تطبيقها والإشراف عليها وآلية تدريب العاملين عليها.
5

  • مشاركة الأسرة الفاعلة في العملية التربوية.
6

  • اعتماد تشريعات وسياسات تكفل للجميع حق التعليم لأقصى حد.
7

  • إقامة دورات تدريبية مكثفة للمعلمين حول نظام المدرسة الشاملة، لأن استطلاعات الرأي الأخيرة والتي طبقت على 22 مدرسة عادية تمارس الدمج وشملت 110 معلمين للصفوف العادية بينت أن الغالبية العظمى من المعلمين والمعلمات تعارض مفهوم الدمج وتعتقد أنه غير مفيد للطلاب غير المعاقين أو الطلاب المعاقين وبذلك كانت اتجاهات المعلمين سلبية حيال هذا الأمر.

.

وأما حول دمج الأطفال المعوقين سمعياً في مدارس السامعين، فإن الأهداف الأساسية من هذا الدمج هي التالية:
1

  • مد الطفل بلغة وكلام طبيعيين بما يتفق وسنه وتنمية سمعه ونطقه في المواقف الاجتماعية الطبيعية.
2

  • إضافة وسط لغوي يربط بين نشاط الطفل في اللعب ونموه المعرفي.
3

  • الاسراع بمستوى الطفل العلمي ومستوى انجازه.
4

  • توسيع الفرصة أمامه ليكمل تعليمه في المدرسة العادية.
5

  • اشتراك الطفل المعوق سمعياً مع الطفل العادي في أنشطة المناهج يزيد من ثقته بنفسه والشعور بانتمائه لجماعة أكبر.

والآن ما هي مواصفات الطفل الأصم المناسب للدمج

أهم المواصفات التي ذكرها (جاري نكس ـ 1976) هي التالية:

1

  • اكتشاف إعاقة الطفل السمعية منذ سن مبكر والتدرب على برنامج أسري للتربية الخاصة.استعمال الطفل لسماعة مناسبة منذ وقت مبكر.
2

  • استخدام السماعة باستمرار وطوال اليوم.
3

  • تقليل الفروق بين الطفل الأصم وأصدقائه السامعين من حيث:
    أ
  • العمر الإستماعي.
  • ب
  • العمر اللغوي.
  • ج
  • العمر الاجتماعي والعاطفي.
  • د
  • المهارات الأكاديمية.
  • هـ
  • مستوى القراءة.
4

  • أن يتحلى بمعدل ذكاء متوسط أو عال.
5

  • الابتعاد عن الشخصية المنطوية الصامتة إلى الشخصية الاجتماعية.
6

  • أن يكون لديه قدر مناسب من المفردات للتواصل السمعي والشفوي واستخدامها في الفصل الدراسي .
7

  • القدرة على التعلم في مجموعة كبيرة ومع مواد تعليمية جديدة.
8

  • أن تكون هناك مجموعة من الأخصائيين لمتابعة الطفل وأسرته في الإرشاد والتوجيه النفسي والخدمات التعليمية العلاجية.

وأي طفل معوق سمعياً سواء كانت إعاقته شديدة أم بسيطة إذا توفرت له هذه الشرط يمكن أن يحقق الدمج الناجح، وإذا لم تتوفر فالدمج في هذه الحالة يضره ويضيع وقته.

وعلى هذا فالأطفال المعاقون سميعاً غير القابلين للدمج هم:
1

  • الذين تكشف إعاقتهم مؤخراً ويتأخرون في التدريب.
2

  • الصم الذين يجمعون بين أكثر من إعاقة.
3

  • الأطفال الصم غير الناضجين اجتماعياً وانفعالياً.
4

  • الصم الذين لا يستخدمون السماعات بشكل منظم.

أما الأسس الصحيحة للدمج فتتمثل بالأمور الآتية:

1

  • تخصيص غرفة مصادر أو فصل خاص للصم مجهز بالأجهزة المناسبة للتدريب السمعي والنطقي.
2

  • توفير مجموعة من المدرسين المختصين برعاية الصم.
3

  • تهيئة الأطفال الصم للمنهج الجديد والمدرسة الجديدة ولزملائه السامعين قبل تحقيق الدمج.
4

  • اختيار الأطفال الصم المناسبين للدمج من حيث ذكائهم وعمرهم الاجتماعي والانفعالي واللغوي وتعاون أسرهم وغير ذلك.

أخيراً، أن تكون هناك علاقة وطيدة بين مدرس الصم والمدرس العادي من جهة وبينهم وبين أسرة الأصم من جهة أخرى.

 

 

 

 

المصدر : المنال رؤية شاملة لمجتمع واع

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3564 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 3885 0
خالد العرافة
2017/07/05 4490 0