تمت دعوة د.سميرة السعد مديرة مركز الكويت للتوحد للمشاركة في اجتماع هام لمنظمة الصحة الدولية (WHO) تم تخصيصه للمرة الأولي للتوحد والخدمات المطلوبة في كل دولة في العالم .. وتحت عنوان من التوعية إلى بناء القدرات .
وقالت د.سميرة بأن كلمة الافتتاح للدكتور شيكر ساكسنيا ( رئيس إدارة الصحة العقلية في منظمة الصحة الدولية وحفظ الحقوق عن الإساءة والعنف ) ورئيس الاجتماع أنه اجتماع مختلف فعادة نواجه مصاعب كثيرة مثل هذه الاجتماعات الدولية حيث لا يحضر أكثر من 10 إلى 15 شخص يحضرون رسمياً من دولهم يدونون ثم يخرجون من الاجتماع ليقدموا التقرير لدولهم ولا توجد متابعة جادة لاحقة ولكن هذا الاجتماع مختلف فقد تم الإعداد له من أكثر من ثمانية أشهر وتم إعداد قائمة بثلاثين اسم من العالم ووجدنا ثمانون من المشاركين المهتمين وعشرون متخصصاً من منظمة الصحة الدولية أيضاً .. فحضور مئة من المشاركين ليس من العادة أن يكون في مثل اجتماعات الصحة الدولية .
وهذا الاجتماع بوجود نخبة العلماء وأولياء الأمور الفعالين ومؤسسي المراكز والخدمات بالطبع سيثري الموضوع والنتيجة لهذا الاجتماع سوف نقدمها لهيئة الأمم لإصدار قانون التوحد الذي نرجو أن يعم العالم في التطبيق، وكل دولة تحتاج للتوعية بالتوحد مع بناء الخدمات مع ملاحظة أنه عندما تكون التوعية أسرع وأكثر توزيعا من وجود الخدمات الفعلية يصبح المؤشر خطراً في هذه الحالة .فنحن نريد التوعية بالتوحد متوازنة مع الخدمات التى تقدمها الدولة .
ومنظمة الصحة الدولية لها من البيروقراطية ما يمنع أحياناً من البدء بموضوع إلا بعد اقتناع أعضاءها بأولوية مناقشته وهو ما أخذ أكثر من ثلاث سنوات في المنظمة لنصل لهذا الوضع اليوم وليكون التوحد من الأهمية بأن يفرد له اجتماعات وقوانين خاصة به .. وهو نجاح كبير للمصابين بالتوحد وأسرهم والعاملين معهم والمدافعين عن حقوقهم .
وأشاد بقرار الأمم المتحدة 12/2012 والذي رفعته بنغلادش وتمت الموافقة عليه والذي يمكن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من وضع التوحد وإعاقات أخرى تطورية محط انتباه جميع الدول الأعضاء ومنظمات الأمم المتحدة وأن يشمل الأهداف للألفية القادمة المتفق عليها دولياً وكذلك بالتوعية العالمية من خلال الموافقة على الاحتفال بيوم التوحد عالمياً في الثاني من أبريل سنوياً وذلك عام 2008 والذي تم رفعه من دولة قطر ( المشاركة في رابطة التوحد الخليجية حيث بدأت الرابطة بالاحتفال بيوم التوحد منذ 2002 في كافة دول الخليج المشاركة بالرابطة) .
وهذه القرارات سوف تدعم النداء العالمي للعمل على توفير خطوات ملموسة للعثور على علاجات أكثر فعالية وتدخل ناجح للإصابة بالتوحد .
وقد تم تقسيم الجلسات خلال الثلاث أيام إلى دراسة الواقع في الدول الغنية والفقيرة بنفس الوقت ومناقشة أدوات الاختبار الموجودة وكيفية تقنينها وتوفيرها للدول الفقيرة كأول خطوة في مساعدة الفرد والأسرة بتشخيص صحيح للإعاقة .
تلاها ضرورة التدخل المبكر حتى بأبسط الإمكانيات وتدريب الأسرة على التدخل ومحاولة توفير الخدمات الأساسية كما تم طرح تجارب ناجحة ومؤثرة لأولياء الأمور ومنظمات المجتمع المدني في العالم وقوة هذه المنظمات ودورها في دفع الحكومات لرسم دور أكبر في توفير الخدمات للأعمار المختلفة سواء أطفال أو بالغين مصابين بالتوحد .. كما تم استعراض تجارب ناجحة في تشغيل المصابين بالتوحد وقد استعرضت د.سميرة السعد مديرة ومؤسسة مركز الكويت للتوحد مراحل تطوير البرنامج ليصل إلى إستراتيجية العمل المؤسسي المنظم ومن خلال توفير أسس وخطوات العمل الإداري والفني في المركز والحصول على شهادة الأيزو للكفاءة الإدارية والإعتماد العالمي للبرنامج كشهادة للنجاح في هذا الأمر ، كما استعرضت الوسيلة المستخدمة في بناء القدرات وجعلها نموذج يمكن تكراره سواء داخل الكويت أو خارجها وكما حدث مع الدول الشقيقة والمشاركة في الرابطة الخليجية للتوحد والتى تم تأسيسها عام 2002 والدول المشاركة في الشبكة العربية للتوحد والتى تم تأسيسها عام 2010 وتجارب المركز في التعاون مع الدول الشقيقة في الخليج في تطوير وبناء القدرات وفتح فصول وتدريب العاملين كما حدث مع وزارة التنمية بسلطنة عمان مؤخراً ومع برامج أخري خلال السنوات السابقة.
كما شاركت د.سميرة السعد في مجموعة العمل الخاصة بالخدمات الشاملة والمندمجة للتوحد : حيث أنهت المجموعة إلى عدد من التوصيات التي يمكن لمنظمة الصحة الدولية رفعها في اجتماع هيئة الأمم القادم والخاص بالتوحد ليصبح قراراً يتم تفعيله في جميع دول العالم ومنها :
– ضرورة مخاطبة جامعات الطب والتعليم والتدريب لوضع التدريب العلمي مع التوحد في حيز التنفيذ السريع وذلك لنقص التدريب لدي الخريجين الحاليين من الأطباء والمعلمين وأخصائي النطق وغيرهم من الخبرة اللازمة للعمل مع المصابين بالتوحد .
– مساعدة منظمة الصحة الدولية بإعداد مناهج تدريب للعاملين مع التوحد ووسائل تشخيص سهلة وقليلة التكلفة ووسائل متاحة لجميع الدول في العالم خاصة الفقيرة منها مع سهولة الوصول لها .
– تحديد الأولوية في مواضيع البحث المطلوبة .
– دور المؤسسات الناجحة في العالم لتكرارها .
– تحديد مقاييس النجاح في تطبيق البرامج التشخيصية والتعليمية والتدريبية ونشرها عالمياً
والجدير بالذكر أن ثلاثين دولة شاركت في هذا الاجتماع الهام حيث كان من نتائجه وتوصياته :-
(1) تعزيز دور الحكومات والتزامها بتوصيات منظمة الصحة الدولية .
(2) البدء بتشكيل شبكة دولية وبدءاً بحضور هذا الاجتماع .
(3) إصدار المعلومات ذات الدليل العلمي الصحيح مثل ( أدوات الاختبار – مقاييس النجاح للبرنامج –وسائل التدخل الصحيحة – توفير مواد التدريب ) .
(4) دعم الدول الغير قادرة .
(5) تنظيم وتعبئة الموارد المساندة لهذا الحدث .
وانتهى الاجتماع بعد ثلاث أيام مكثفة ليتم الإعداد لتقديم النتيجة لاجتماع هيئة الأمم في نيويورك لاعتماده بإذن الله .
[CENTER]
[IMG]http://www.alamal.com.kw/ar/contents/myuppic/05242a6c5bc699.jpg[/IMG]
[IMG]http://www.alamal.com.kw/ar/contents/myuppic/05242a6c5bca8c.jpg[/IMG]
[/CENTER]