وصل قارب (رحلة الامل) اليوم إلى ميناء مدينة (برشلونة) التي تعد ثاني محطة له في اسبانيا ضمن إطار جولته العالمية الهادفة الى التعريف بقضايا ذوي الاعاقات الذهنية وتوصيل رسالة إنسانية سامية منشؤها دولة الكويت.
وكان في استقبال القارب لدى دخوله ميناء المدينة الواقعة في شمال شرق اسبانيا القائم بالأعمال بالنيابة في سفارة دولة الكويت لدى مملكة إسبانيا المستشار مشعل السعيد ومندوب حكومة (كاتالونيا) مستشار العلاقات المؤسسية خوسيه فورنيل.
وقال السعيد ان تلك المبادرة تسلط الضوء على اهتمام دولة الكويت وحرصها على دعم جميع مكونات النسيج الاجتماعي لاسيما فئات ذوي الاحتياجات الخاصة وامكانية تسهيل دمجهم في المجتمع.
وأضاف ان الرحلة القادمة من ميناء جزيرة (ايبيزا) الاسبانية حيث قضت فيها اربعة ايام جاءت بدعم من سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح وبمتابعته وتعليمات النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح مشددا على ان هذه الرحلة عالمية الابعاد وذات مصاعد واهداف انسانية.
وذكر السعيد ان السفارة قامت بإعداد برنامج تحت إشراف سفير دولة الكويت لدى مملكة اسبانيا الدكتور سليمان الحربي لزيارة الجمعيات المعنية بذوي الاعاقات الذهنية في المدينة خلال الزيارة التي تستمر لغاية 14 يوليو الجاري مشددا في هذا السياق على أن ذلك يعد جزءا من القطاعات التي تقوم بها الكويت في خدمة العمل الاجتماعي للمواطن الكويتي.
وأوضح ان الهدف من زيارة الوفد لهذه الجمعيات هو نقل تجربة دولة الكويت وتطورها في هذا المجال كما ستتم اقامة معرض في احد أهم مراكز التسوق في المدينة للتعريف بالإنجازات الكويتية في مجال رعاية ذوي الاعاقات الذهنية وكذا التعريف بقارب (رحلة الامل) ورسالته السامية.
ولفت السعيد الى ان السفارة الكويتية ستقيم حفل افطار مساء اليوم على شرف أعضاء الوفد الكويتي الذين نقل لهم تحيات السفير الحربي وأعضاء السفارة متمنيا لهم السلامة في حلهم وترحالهم وداعيا إياهم الى إيصال الرسالة الإنسانية المرجوة إلى العالم أجمع.
من جانبه قال عضو مجلس أمناء (رحلة الامل) رئيس فريق الإبحار جاسم الرشيد البدر ان الرحلة التي جاءت برعاية سمو امير البلاد لاقت دعما منقطع النظير من مختلف وزارت الدولة ولاسيما وزارات الاعلام والدفاع والخارجية كما لاقت تأييدا كبيرا من قبل سفارات الكويت في مختلف الدول التي مروا بها.
وأضاف ان القارب مر حتى اللحظة ب 11 دولة ومن المقرر أن يواصل رحلته الى فرنسا ثم الى بريطانيا ومنها الى العاصمة الامريكية واشنطن لتقديم رسالة شكر للأولمبياد الرياضي الذي قدم الكثير للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وساهم في تطوير قدراتهم الذهنية والبدنية عبر البطولات التي ينظمها سنويا منذ عام 1995 والتي دأبت دولة الكويت على المشاركة بها.
واوضح ان الرحلة تأتي ثمرة للتعاون المشترك بين كل قطاعات الدولة الامر الذي يرتقي بها الى مستوى وطني رفيع مشيرا في هذا السياق الى ان (رحلة الأمل) تهدف أيضا الى إظهار إمكانيات الكويت في تعاملها مع الاعاقات الذهنية وتطورها القانوني والإداري في هذا المجال.
وأعرب البدر عن أمله في توثيق التعاون مع البلدان العربية الأخرى في هذا المجال لاسيما أنه التمس خلال زياراته لدول مجلس التعاون الخليحي وعدد من الدول العربية تطورا كبيرا في رعاية ذوي الاعاقات الذهنية واطلع على تجارب غنية مشددا على ان التعاون والتكافل ضمن ذلك الإطار سيعود بالفائدة على افراد تلك الفئة في تلك البلدان.
وشدد على ان تسليط الضوء على قضايا ذوي الاعاقات الذهنية وطرحها بشكل صحيح لاسيما في وسائل الاعلام من شأنه المساهمة بشكل فاعل في تشكيل الوعي وتصحيح الأفكار الخاطئة وتعريف المجتمع بأعداد تلك الفئة وأوضاعهم ومعاناتهم وأيضا انجازاتهم الجميلة عندما تتاح لهم فرصة تطوير أنفسهم.
واعتبر ان (رحلة الامل) بمثابة محاضرة طويلة تستغرق سبعة أشهر وتهدف الى تأكيد ضرورة منح الافراد ذوي الاعاقات الذهنية الفرصة لتطوير قدراتهم وانخراطهم في سوق العمل وإطلاق دورات تدريبية خاصة بهم فضلا عن تشجيع أولياء الأمور على الأخذ بأيديهم نحو آفاق جديدة دون توجس وكذلك ابراز أهمية العمل التطوعي.
واشار في سياق متصل إلى أنهم سيقومون في برشلونة بزيارة عدد من الجمعيات المماثلة المعنية بقضايا ذوي الاعاقات الذهنية اضافة الى اجراء عدد من اللقاءات والمشاركة في ورشات عمل لتحقيق الأهداف الإنسانية للرحلة والتعريف بتجربة الكويت الرائدة في هذا المجال.
