0 تعليق
500 المشاهدات

ظلمه المجتمع لكونه معاقاً..فمن ينصفه؟

ظلمه المجتمع لكونه معاقاً..فمن ينصفه؟
أريد العيش كإنسان عادي"، بهذه الكلمات عبر أحمد رامي قصي عنتابي عن حلمه، الذي يشاركه الكثيرون من ذوي الاحتياجات الخاصة في سورية، عجز عن تحقيقه معظمهم، "رغم النضال" من أجله لسنوات طويلة. أحمد، المولود في عام 1977 بالرياض، والمصاب بإعاقة نطقية وقصور في الحركة، نتيجة "إهمال الطبيب مرض اليرقان الذي زاره بعد 4 أيام من ولادته" في المملكة العربية السعودية، "لم يشعر بإعاقته إلا بعد العودة إلى سورية قبل 3 سنوات، فالمجتمع السوري برأيه "مجتمع متخلف ولا يرحم". أحمد..وقصة شاب سوري حاول تحدي الإعاقة لم تكن "إعاقة أحمد " عائقاً أمام متابعة تعليمه في السعودية، التي رفضت تسجيله في مدارس معوقين، "لأنه مصاب بقصور حركي وإعاقة نطقية، لا ذهنية"، حتى بلوغ الصف العاشر، حينما بدأ يشعر بصعوبة التفاعل في المدرسة مع زملاء لا يعانون ولا يلزمهم وقت طويل مثله للتحدث والتعبير عن أفكارهم. ويروي أحمد قائلاً "تركت المدرسة، واتجهت إلى دورات الحاسوب، والتحقت بعدة معاهد خاصة في المملكة لتعليم أنظمة الحاسوب، ومن ثم انتقلت للبرامج الاختصاصية". عمل أحمد كمدير لشركة سعودية متخصصة في مجال التكييف والتبريد، وكان مسؤولاً عن قسم المحاسبة والتحويلات المالية فيها. بالتزامن مع عمله، نجح أحمد في التخصص بمجال التصميم الإعلاني عبر مجموعة من البرامج الاحترافية (كوريل وفوتوشوب)، وبدأ بخلق تصاميمه الخاصة، التي كانت كرت الزيارة الخاص به، أولها. العودة إلى الوطن..و"خيبة الأمل" أجبرت الظروف أحمد وعائلته المكونة من أب كهل، قضى سنوات عمره في الغربة، ووالدته، وشقيقته، على العودة إلى سورية، في حين بقي شقيقه الأكبر المتزوج يعمل في السعودية سعياً في إعالة أسرته وأهله، الذين لا مصدر دخل لهم سوى "إعانات" ابنهم البكر وراتب البنت الأصغر. يقول أحمد "بعد العودة إلى سورية، بدأت رحلة بحثي عن عمل يشعرني بإنسانيتي، ورحت أتجول على محلات ألعاب الحواسيب، وبيع الأقراص، ومقاهي الانترنت، والمطاعم والمطابع ومكاتب الدعاية والإعلان، لكن طلبي هذا قوبل بالرفض، ولم تشفع لي مهارات الحاسوب التي أتقنها، لأنني ببساطة إنسان معاق في نظرهم". وحسب أحمد فإن "الفارق كبير جداً بين المجتمعين السعودي والسوري، ففي السعودية يمكن للمعاق أن يعيش حياته الطبيعية ويمارس جميع أنشطته، في حين أن المجتمع السوري عامة، والحلبي خاصة، متخلف، ولا يقبل التعامل، أو حتى مجرد التحدث مع إنسان معاق". باءت جميع محاولات أحمد في إيجاد فرصة عمل في القطاع الخاص، يشعره بفاعليته كأحد أبناء هذا المجتمع، بالفشل، حتى جاء قرار توظيف ذوي الإعاقة في دوائر الدولة. ويروي أحمد قائلاً "تفاءلت بهذا الإجراء كثيراً، فالدولة بنظري هي الأم الرؤوف والحنون على كل أبنائها، فتقدمت بطلب رسمي لمكتب العمل، مؤمناً جميع الأوراق التي طلبوها مني رغم صعوبة ذلك، كشهادة الإعدادية السعودية مصدقة من وزارة الخارجية، وبطاقة الإعاقة، التي وصفت حالتي بشلل دماغي، وشلل كعبي حركي قادر على المشي بجذوري، لكن دون جدوى". ويضيف "والمضحك في الأمر أنهم اعتذروا عن توظيفي لسوء حالتي حسب إدعائهم، وفي نفس الوقت أخبروني بعدم أحقيتي بالحصول على راتب من الشؤون الاجتماعية والعمل لأن إعاقتي ليست حركية". الملل والإحساس بالفراغ، دفع أحمد إلى محاولة إشغال نفسه بالتسوق وممارسة رياضة المشي لساعات طويلة، لكنه "دائماً اصطدم برفض سائقي سيارات الأجرة لنقله، والمعاملة السيئة لأصحاب المحال، وكأنه يطلب منهم المال أو الرحمة". أما الصدمة الأكبر بالنسبة لأحمد فكانت "رفض طلبه للحصول على شهادة قيادة، بعد أكثر من 10 سنوات قيادة في المملكة السعودية، بداعي "الإعاقة"، رغم "أنني أتحدى القائمين على فحص السواقة بقيادتي". الهروب من الحياة الطبيعية إلى العالم الافتراضي ويرى أحمد أن "العمل مهم جداً في ظل عدم وجود نظام صحي واجتماعي في بلدنا، فإلى متى يمكن الاعتماد على الأخ والأخت.، كما أن مزاولة أي نشاط يشعر المرء بوجوده، فقد انهارت معنوياتي العالية جداً، بعد قدومي إلى سورية، وعجز جميع من يحيطني عن تأمين عمل لي، فتحولت إلى عاطل عن العمل، بعد أن كنت الآمر الناهي في الشركة التي بقيت أدير قسم المحاسبة فيها بالمملكة لسنوات طويلة". ورغم تأكيد أحمد على "قدرته بممارسة معظم أشكال المهام الإدارية، التي لا تتطلب العلاقة المباشرة مع الزبائن، أو العمل في مجالات الحاسوب المكتبية والتصميمية"، لكنه ما زال يعاني من قسوة مجتمعه الذي "ظلمه وحطم معنوياته"، ليلازم زاوية المنزل، متحولاً إلى الحياة الافتراضية على الانترنت، "بقضاء الوقت عبر مواقع التواصل الاجتماعي وسيريانيوز، التي قرر عرض قصته عبرها". أحمد رامي قصي عنتاببي نموذج عن الكثير من الشباب المحيط بنا، الذين "ظلمهم المجتمع" فمن ينصفهم؟. [IMG]http://www.mo3aq-news.com/images/image/mo33.jpg[/IMG]

اترك تعليقك :

كتـاب الأمـل

+
أ. ياسمين القلاف
ياسمين القلاف
2016/08/20 590 0
36e305f5-e802-45ab-9e2b-898785186122_thumb.jpg
عذراء الرفاعى
2016/06/13 450 0
يوسف الزنكوي
يوسف الزنكوى
2016/06/10 417 0