قالت رئيسة مركز الأسرة للاستشارات النفسية والاجتماعية في كلية العلوم الاجتماعية في جامعة الكويت، الدكتورة أمثال الحويلة، اننا نعيش وسط تزايد المشكلات، في ظل التغيرات السريعة السلبية، تستدعي مواجهتها بآلية مؤسسية، وان الساحة الكويتية في حاجة ماسة إلى وجود دور لجامعة الكويت لتقديم الاستشارات والخدمات النفسية والاجتماعية، وجاء انشاء المركز في عام 2006 لتقديم الخدمات الاجتماعية والنفسية المتكاملة لأفراد الأسرة والمجتمع، وقد حقق المركز العديد من الانجازات، وله خطط مستقبلية عديدة، ولتسليط الضوء على المركز كان لـ هذا اللقاء مع الدكتورة الحويلة.
ماذا عن نشأة مركز الأسرة للاستشارات الاجتماعية والنفسية والخدمات التي يقدمها؟
- المركز تابع لكلية العلوم الاجتماعية جامعة الكويت، وانشئ عام 2006، وهو متخصص في تقديم الاستشارات النفسية والاجتماعية المتكاملة والمتعلقة بكل الجوانب التي ترتبط بالأسرة، كالمشكلات النفسية لافرادها. والمشكلات المرتبطة بالبناء الاسري كالزواج وما يتعلق به من قضايا، فرسالتنا تقديم خدمات متخصصة ومتميزة على أسس علمية ومهنية للفرد والأسرة في المجالات النفسية والاجتماعية.
ولمن تقدمون هذه الخدمات؟
- الفئة المستهدفة التي نقدم لها خدماتنا تتمثل في طلبة جامعة الكويت وأسرهم، والعاملين في الجامعة وأسرهم، بجانب أفراد المجتمع كافة، وأيضا قدمنا استشارات لبعض الحالات من دول مجلس التعاون الخليجي. ويقدم خدماته لجميع افراد الأسرة، وهذا انطلاقا من اسم المركز والهدف من انشائه.
لو تناولنا هذه الخدمات بتفصيل أكثر ماذا تقولين؟
- تتمثل مجالات الخدمة في الارشاد النفسي الذي يساعد الفرد على فهم ذاته واكتشاف قدراته ومعرفة مشاكله وكيفية التعامل معها، اما الارشاد الزوجي فيجعل الفرد قادرا على التعامل مع اشكال الحياة الزوجية المختلفة للوصول للاستقرار الزوجي.
ثالثا الارشاد الاسري، ويهيئ الفرد لفهم الحياة الاسرية وتخطي الصعوبات لتحقيق الاستقرار الاسري الذي ينعكس على تنمية المجتمع والمشكلات النفسية والاجتماعية التي تواجههم في حياتهم، وأخيرا الارشاد التربوي ويهدف الى مساعدة الطلبة على التأقلم مع الحياة الجامعية ومايواجههم من مشكلات لتحسين مسيرتهم الجامعية الحياتية.
وأيضا لدينا الخط الساخن لتلقي بعض المشاكل النفسية والاجتماعية وتوجيهها للمتخصصين، ومحاولة مساعدتهم لكيفية التعامل مع مشاكلهم.
ولماذا يتبع المركز كلية العلوم الاجتماعية؟
- لأن كلية العلوم الاجتماعية في جامعة الكويت هي الجهة الرئيسية المتخصصة في الكويت، التي تزخر بالخبرات الأكاديمية والمهنية كتخصصات علم النفس، علم الاجتماع، والخدمة الاجتماعية، والتي يمكنها أن تساهم بشكل فعال في أن تكون المرجع العلمي والمهني لمراكز المجتمع ذات الصلة بالشأن الأسري، وهي لديها القدرة والمهارات الكافية في التعامل مع هذه الحالات، اضافة الى تعاون المركز مع اطباء نفسيين ومعالجين أكفاء من وزارة الصحة، ومتخصصين في صعوبات التعلم من مركز تعليم وتقويم الطفل.
وما الانجازات وأهم الأنشطة التي قدمتموها؟
- قمنا باعداد العديد من المطبوعات والبروشورات والكتيبات التوعوية تحمل العناوين التالية «الاضطرابات الذهانية، اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، وصعوبات التعلم، اضطراب القلق، الاضطرابات الوجدانية، اساليب العلاج النفسي»، لزيادة الوعي بكيفية تجنب المشاكل التي نواجهها، اضافة الى بعض الحلول لتلك المشكلات التي تلحق بافراد الاسرة. كما شارك المركز في عقد مؤتمرات صحافية وحملات توعوية وندوات توعوية في السجن، وخصوصا «سجن النساء»، كخطة تعاون مع وزارة الداخلية ومدارس الكويت في جميع المحافظات والمراحل التعليمية، أيضا قدمنا محاضرات تخدم فئة ذوي الاعاقة.
كما ان المركز أعد العديد من الدراسات المتخصصة والمحاضرات التوعوية حول اهمية الاستشارات، وعلى صعيد الانجازات فإن المركز استقبل الحالات ونظم مقابلات إرشادية للطلبة وأسرهم في كليات الجامعة، وشهدت اقبالا متزايدا، وتم تقديم الاستشارات عبر الهاتف لمن تعذر عليه الحضور، حرصا من المركز على تقديم خدماته لأكبر شريحة ممكنة.
هل تعتقدين أن المجتمع في حاجة لمثل هذا المركز؟
- بالقطع، لأننا نعيش في مجتمع متغير وتواجه الانسان الكثير من المشاكل والعقبات في حياته، سواء على المستوى الشخصي او المهني او التعليمي، وتزايد للمشكلات والظواهر السلبية سواء الفردية أو الأسرية او الاجتماعية، والتي تستدعي ضرورة مواجهتها بآلية مؤسسية، كذلك تزايد الوعي بالمجتمع وتنامي المطالبة بضرورة وجود جهة متخصصة بكلية العلوم الاجتماعية للتعامل مع المشكلات، وأيضا حاجة الساحة الكويتية الماسة إلى وجود دور للجامعة في الاستشارات والخدمات النفسية والاجتماعية، وضرورة التنسيق بين الجهات الميدانية المهنية (مراكز الاستشارات) مع الجهة الأكاديمية المتمثلة في كلية العلوم الاجتماعية وتضافر الجهود في دعم المسيرة التنموية.
من خلال عملكم ما أكثر المشاكل التي تواجه الافراد؟
- كل حالة تختلف عن غيرها، فالمتزوجون لهم مشاكلهم وضغوطاتهم، والطلبة الدارسون والأطفال لهم اضطراباتهم، ويختلفون عن الاخرين، وبشكل عام، يصابون بالاكتئاب والقلق والخوف من الامتحانات والمشاكل الزوجية، والاكثر انتشارا الاضطرابات النفسية المختلفة والمتراكمة، سواء كانت اجتماعية او دراسية او مهنية او مادية وتسبب ضغوطا نفسية بعد ذلك، وتؤثر في الفرد وعلاقته بشكل عام داخل الاسرة وحاجاتها.
مَن الفئات الاكثر ترددا على المركز؟
- فئة الاناث، سواء كن من الطالبات او الامهات، لان طبيعة المرأة تجعلها تحكي مشاكلها وتعبر عنها، على عكس الرجل الكتوم بطبعه، ويستشعر الخجل احيانا في الاعتراف بمشاكله، لكن هذا لا يمنع من تردد عدد من الرجال على المركز
هل هناك وعي بأهمية الصحة النفسية؟
- نعم، وبكل تأكيد زاد الوعي في المجتمع الكويتي بأهمية الصحة النفسية وتأثيرها في حياة الفرد، فبدأوا يطرقون الابواب لطلب المساعدة والاسترشاد، وخاصة اولياء الامور تجاه اولادهم؛ من مشاكل في صعوبة التعلم والتبول اللارادي وصعوبات سلوكية ونشاط زائد، وبدورنا نحول الحالات التي تحتاج الى علاج دوائي للاطباء المختصين.
هل لديكم خطط للمستقبل؟
- نعم، فنحن نعمل على ربط كلية العلوم الاجتماعية بمؤسسات المجتمع التي تخدم مجالات العمل في المركز، كما نسعى لتأسيس مكتبة متخصصة في المجال الاسري، وعمل قاعدة بيانات للمعلومات العلمية المتعلقة بهذا المجال والاختبارات والمقاييس التي تساعد على التشخيص، والمساهمة في اعداد الكوادر المهنية المتخصصة في الاستشارات النفسية والاجتماعية.
وأيضا عمل اتفاقيات تعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي. حيث تم تقديم محاضرات في الرياض ودبي لمؤسسة التنمية الاسرية التابعة لإمارة أبوظبي والبحرين وسلطنة عمان. ونسعى لمزيد من الانتشار في تقديم خدماتنا.
