تأسست في 20 اكتوبر 2009
تعتبر الإعاقة بما تسببه من أزمات نفسية واجتماعية داخل محيط الأسرة أو عند مقارنة الفرد بأقرانه سببًا في إيجاد التحديات، وتدور تساؤلات كثيرة ومتعددة حول إمكانات ذوي الاحتياجات الخاصة، وحول قدراتهم على تأدية المهمات المطلوبة منهم كأفراد في المجتمع، ومع تطور التربية الخاصة لم يعد البعض منهم معتمدا على من حوله اعتمادا كليا، وإنما يمكن أن يقوم بكثير من الأدوار الحيوية إذا تم تدريبه وتأهيله لذلك بالشكل المناسب. ويعرف الطفل ذو الحاجات الخاصة بأنه "ذلك الطفل الذي ينحرف أداؤه انحرافا ملحوظا عما يعد عاديا سواء أكان من الناحية العقلية أو الحسية أو الناحية الانفعالية أو الاجتماعية، بحيث يستدعى هذا الانحراف نوعا من الخدمات التربوية تختلف عما يقدم للطفل العادي، حيث يحتاج الطفل ذو الحاجات الخاصة إلى تعليم خاص وخدمات تربوية خاصة.
وهناك من يجتمع لديه أكثر من إعاقة ويطلق عليه متعدد العوق. وتحتاج فئة متعددي الإعاقة إلى دراسات من نوع خاص تتميز وتختلف عن الدراسات المتعلقة بنوع واحد من الإعاقة، حيث إن هناك اختلافا في مجال البحث في حاجاتهم وبرامجهم وأساليب واستراتيجيات التعامل معهم، وهذا المجال لم يأخذ حظه من الدراسات السابقة وهو بحاجة إلى مزيد من التعمق لفهم خصائصهم، والوقوف على أهم احتياجاتهم، ومعرفة كيفية التعامل معهم.
وفي هذا الكتاب بفصوله المختلفة معلومات وافية ومستخلصة من نتائج الأبحاث العلمية والدراسات السابقة عن طبيعة الإعاقات المتعددة وحاجات متعددي الإعاقات وتحسين الخدمات التي تقدم لهذه الفئة بهدف المساهمة في سد النقص ونشر الوعي، لتوضيح حاجاتهم الجسمية والتربوية والاجتماعية والانفعالية، وتوفير معلومات تساعد الاختصاصيين في مراكز التربية الخاصة وأسر الأفراد الذين يعانون من الإعاقات المتعددة، وبالتالي كيفية التعامل معهم وكيفية تربيتهم والعناية بهم، من خلال البرامج المعدة خصيصا لهذه الفئة.
