0 تعليق
183 المشاهدات

الكشف المبكر عن الاضطرابات السمعية

ارشيفية
يمكن معالجة أي ضعف سمعي، حتى لدى الأطفال، وهذا ما يفسر أهمية الاختبار الذي بدأ يُستعمَل بعد الولادة ثم يُستكمَل عبر متابعة حالة كل طفل بانتظام لأن السمع عامل أساسي لتطوير النطق.
ثمة نوعان من الاختبارات السمعية التي يمكن استعمالها مع المواليد الجدد، أبرزها اختبار “الإمكانات السمعية الآلية الصادرة”. هو اختبار مستهدف ويدوم لبضع دقائق ولا يسبب الألم، ما يعني أنه لا يتطلب أي مشاركة من الطفل. يمكن إجراؤه أيضاً حين ينام. بعد تمديده، توضع سماعات صغيرة أو أجهزة استشعار في أذنيه ثم جهاز ثالث في أعلى رأسه. يبث الجهاز تحفيزاً سمعياً بقوة 35 ديسبل. يسمح هذا المستوى الضعيف جداً برصد الاختلالات السمعية الخفيفة. إذا اشتغل الضوء الأخضر في الجهاز، يعني ذلك أن الوضع جيد وأن المعلومات السمعية وصلت إلى دماغ الطفل. وإذا لم يعطِ الجهاز أي تفاعل، لا بد من تكرار الاختبار نفسه مجدداً في اليوم التالي. بعد الاشتباه بوجود خلل في السمع، يجب انتظار مرور شهرين أو ثلاثة أشهر قبل اللجوء إلى اختصاصي لإجراء تقييم أعمق. لكن يمكن أن يعطي الاختبار نتيجة “إيجابية” مزيفة مع المواليد الجدد. لذا يجب متابعة حالة الأطفال بعد أول اختبار. لحسن الحظ، لا يتم تشخيص الخلل السمعي في جميع الحالات وتتراجع نسبة المصابين باضطرابات مماثلة وتظهر المشكلة بدرجات متفاوتة. الزرع ممكن بدءاً من عمر السنة ثمة نوعان من الصمم: الصمم داخل قوقعة الأذن والصمم في العصب السمعي. في الحالة الأولى، لا تقوم خلايا الأذن الداخلية المسؤولة عن نقل المعلومات إلى العصب السمعي بدورها على أكمل وجه. منذ 25 عاماً، بدأ الأطباء يعالجون المشكلة عبر زرع قوقعة. يمكن إجراء هذه العملية منذ عمر السنة وقد تحسنت كثيراً اليوم. تترافق مع إعادة تأهيل النطق وتعديلات منتظمة للأجهزة المزروعة على يد خبراء السمعيات. تسمح هذه التدابير للطفل بتطوير اللغة. بهذه الطريقة، يمكن أن يفكر والداه بإدخاله إلى مدرسة عادية. لكن إذا كان الصمم مرتبطاً بالعصب السمعي، يعطي الزرع نتائج متفاوتة جداً. حتى لو لم يستفد المريض من هذا العلاج، تتحسن النتيجة كلما كُشِفت المشكلة في مرحلة أبكر، وهكذا سيتعلّم التواصل مع محيطه بطريقة مختلفة، وتحديداً عبر تعلم لغة الإشارة. متابعة المراقبة في المنزل لا تعني النتائج الجيدة في الاختبار السمعي الذي يحصل بعد الولادة التوقف عن مراقبة مستوى السمع لدى الطفل خلال الأشهر والسنوات اللاحقة. يمكن أن يظهر بعض الاختلالات مع مرور الوقت. قد تصبح المشكلة نهائية وغير قابلة للعلاج إذا كانت الحالة وراثية بطبيعتها، أو يمكن أن تنجم عن التقاط عدوى معينة عند الولادة مثل فيروس الهربس والحماق والقوباء المنطقية... كذلك، قد تكون المشكلة عابرة بسبب تراكم السائل في الأذن الوسطى. لرصد هذه الاضطرابات، يطلب طبيب الأطفال هذا الاختبار في الشهر التاسع ثم في الشهر الرابع والعشرين. هذه المرة، لا يستعمل الطبيب الجهاز الاعتيادي بل يقف وراء الطفل ثم يشغّل ألعاباً سمعية بدرجات مختلفة وبوتيرة متلاحقة. الهدف هو رؤية ما إذا كان يبدي أي رد فعل ويحرك رأسه في اتجاه الأصوات. تستمر المراقبة في المرحلة اللاحقة عبر طبيب المدرسة. لكن يجب التنبه أيضاً إلى سلوك الطفل في المنزل. ألا يستدير حين تناديه؟ ألا يعطي أي رد فعل حين يرن الهاتف؟ هل تأخر نطقه؟ في هذه الحالة، يجب استشارة الطبيب لأن هذا الوضع مشبوه وقد يصبح مثيراً للقلق.
        المصدر : جريدة الجريدة

اترك تعليقك :

كتـاب الأمـل

+
أ. ياسمين القلاف
ياسمين القلاف
2016/08/20 590 0
36e305f5-e802-45ab-9e2b-898785186122_thumb.jpg
عذراء الرفاعى
2016/06/13 450 0
يوسف الزنكوي
يوسف الزنكوى
2016/06/10 418 0