0 تعليق
213 المشاهدات

«باريس غاليري» توظف شباباً من ذوي الإعاقة الذهنية

موظفات أكدن أن العمل سيساعدهن على الزواج وتكوين أسرة

24 مواطناً استفادوا من المبادرة

  تقف المواطنة فاطمة الشحي، التي تعاني إعاقة ذهنية، في متجر «باريس غاليري» في مركز تسوق في دبي، تستقبل العملاء بابتسامة وكلمات ترحيب، ثم تتولى تغليف مشترياتهم من الهدايا، قبل أن تودعهم بابتسامة أخرى. وفاطمة واحدة من 24 شاباً وفتاة من المواطنين المعاقين ذهنياً، الذين نجحت مجموعة «باريس غاليري» الإماراتية في توظيفهم في متاجرها ومستودعاتها، ضمن مبادرة هي الأولى من نوعها في الدولة، لتأهيل الشباب المواطنين المعاقين ذهنياً، والمعاقين حركياً، للعمل في وظائف حسب قدراتهم. وأسهمت المبادرة في تدريب 32 مواطناً معاقاً، وتوظيف 24 معاقاً ذهنياً، وحولتهم إلى منتجين ومتفاعلين مع المجتمع. وقال الرئيس التنفيذي للمجموعة، محمد عبدالرحيم الفهيم، إن المجموعة أطلقت مبادرة لتوظيف المواطنين المعاقين، بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية في دبي، واستقبلت عدداً كبيراً منهم، وتولت تدريبهم، وتوزيعهم على وظائف تناسب قدراتهم العقلية والحركية. وأضاف لـ«الإمارات اليوم»: «يرى البعض صعوبة شديدة في التعامل مع المصابين بإعاقات ذهنية، ويعتبر توظيفهم أمراً غير مقبول عملياً، لكننا تحدينا هذا الاعتقاد، ونجحنا في تأهيلهم وتحويلهم إلى أشخاص منتجين». وأكمل الفهيم: «أذكر أننا حين أبلغنا وزارة الشؤون الاجتماعية بأننا بصدد توظيف معاقين ذهنياً، لاقت مبادرتنا استغراباً من الوزارة، كونها فريدة من نوعها، ونجح قسم الموارد البشرية في المجموعة في تدريبهم وتوظيفهم في مجالات تناسبهم، فمنهم من التحق بالعمل في متاجر المجموعة في مراكز التسوق الكبرى، وآخرون عملوا في مجال التخزين وتنظيم السلع». وأضاف: «وجدنا أنهم يتمتعون بنسبة إدراك جيدة، وبعضهم يعاني صعوبات في النطق، وكان لابد أن نهتم بهم أثناء انتظامهم في العمل، حتى نخرجهم من عزلتهم، وندمجهم في المجتمع، وبعد فترة كانت النتائج مبشرة، إذ انتظموا في وظائفهم، وأدوا المهام المطلوبة منهم بصورة جيدة، وبعضهم تطور مستواه، ما أسهم في ترقيته لوظائف بمهام إضافية». وأكد الفهيم أن بعض المعاقين ذهنياً عملوا في وظائف تتطلب التعامل المباشر مع الزبائن في المتاجر في مجال تغليف الهدايا، ولاقت التجربة ثناءً كبيراً من العملاء، الذين رحبوا بالتعامل مع الموظفين المعاقين، وبعض الزبائن يأتون خصيصاً للشراء منهم، بعد أن نشأت بينهم علاقات صداقة. ولفت إلى أن التحدي الأكبر الذي واجه المجموعة كان هو كيفية الحفاظ على هؤلاء المعاقين، وحمايتهم من أي خطر أثناء العمل، مضيفاً: «نحن نعتبر أنهم أمانة لدينا، وتمكنا من التغلب على هذا التحدي، بعد تسكينهم في وظائف لا تعرضهم لأي خطر». وأشار إلى أن المجموعة تلقت رسائل من ذويهم، أثنوا خلالها على قرار توظيف أبنائهم، الذين كانوا يعانون عزلة شديدة، ويشكلون عبئاً بالغاً على الأسر، لكن بعد انتظامهم في الوظائف، تحولوا إلى أشخاص اجتماعيين، ويسعدون بالتعامل مع الآخرين، وبدأوا يفكرون بصورة مختلفة في مستقبلهم، فبعضهم بدأ يفكر في الزواج وتكوين أسرة، وهو أمر كان بعيداً عن تفكيرهم في الماضي». وأكد أن المبادرة مستمرة في استقبال الشباب من ذوي الإعاقة، وتأهيلهم ودمجهم في المجتمع، عبر وظائف تناسب قدراتهم، مشيراً إلى أن المجموعة ستتعاون مع الجهات الحكومية لتوظيف هذه الفئة. وقال الفهيم إن المجموعة حريصة على إطلاق المبادرات المجتمعية، ومهتمة بتوظيف المعاقين، ليس في الإمارات فقط، بل في كل أفرع المجموعة في دول الخليج، مؤكداً أن على المجتمع الاهتمام بهذه الفئة، بدعمهم مالياً، ومساعدة أسرهم على تربيتهم، وتوفير الأنشطة الترفيهية لهم، وتوظيفهم، حتى يشعر كل معاق بأنه قادر على إفادة مجتمعه. من جهته، قال عبدالله غلام (19 عاماً)، وهو يعاني إعاقة ذهنية، إنه التحق بالعمل في المجموعة منذ عامين، في مجال تنظيم السلع، وهي وظيفة تناسبه، ويؤدي المهام المطلوبة منه دون أية صعوبات. وأضاف غلام: «حاولت الالتحاق بالمدرسة، لكن واجهت معوقات شديدة في التعلم، فبقيت في البيت، ولم يكن لدي أي نشاط، حتى جاءت هذه الوظيفة التي جعلتني أحب العمل، وأصبح لي أصدقاء كثيرون»، لافتاً إلى أن «العمل سيساعده على الزواج وتكوين أسرة». أما زميله، شجاع إبراهيم، فأكد أن أسرته أصبحت سعيدة به جداً بعد أن التحق بالوظيفة، وأصبح متميزاً في عمله، مشيراً إلى أن أسرته تأتي به كل صباح إلى العمل الذي يبدأ من الساعة الثامنة صباحاً حتى الواحدة ظهراً، وقبل الوظيفة كان يعتمد على الأهل في تسيير شؤون حياته، والآن يعتمد على نفسه بصورة كلية. وأشارت الموظفة، نادية جمعة، إلى أنها سعدت جداً بالعمل في المجموعة، خصوصاً أن وظيفتها تقتضي التعامل المباشر مع العملاء، ناصحة من يعاني إعاقة بالبحث عن فرصة عمل، لأنها ستغير حياته بصورة كبيرة.   المصدر: أحمد عاشور ــــ دبي/ جريدة الإمارات اليوم .  
  • موظفان يعملان على تغليف العطور مستفيدين من دورات تأهيلية في هذا المجال.
 

اترك تعليقك :

كتـاب الأمـل

+
أ. ياسمين القلاف
ياسمين القلاف
2016/08/20 590 0
36e305f5-e802-45ab-9e2b-898785186122_thumb.jpg
عذراء الرفاعى
2016/06/13 450 0
يوسف الزنكوي
يوسف الزنكوى
2016/06/10 417 0