0 تعليق
168 المشاهدات

أول عضو كفيف في «الشورى» يتمنى هيئة عامة لذوي الإعاقة

الدكتور ناصر بن علي الموسى

هاجم المجلس قبل الانضمام إليه وأضحى يدافع عنه

  لم تقف الإعاقة البصرية عائقا أمام تحقيق تطلعاته، إذ واصل تعليمه رغم فقده نعمة البصر قبل أن يكمل عامه الأول.. بدأ خطواته الأولى نحو النجاح في معهد النور للمكفوفين، الذي فتح له باب الأمل في تلقي التعليم بعد أن رفضته مدارس التعليم العام بحجة أنه كفيف.
وابتعث إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليواصل تعليمه الجامعي والعالي، حتى حصل على درجة الدكتوراه في تخصص التربية الخاصة، وعاد من هناك ليمارس العمل الأكاديمي في جامعة الملك سعود، ثم تولى الإشراف على إدارة التربية الخاصة في وزارة التربية والتعليم، حتى أصبح واحدا من أهم الشخصيات الفاعلة في المجتمع، وشارك بفعالية في مشروع عالمي أضاف الكثير لذوي الاحتياجات الخاصة تمثل في تطويع الحاسب الآلي ليكون في خدمة المعوقين.
الدكتور ناصر بن علي الموسى الذي سجل اسمه أول عضو كفيف في تاريخ مجلس الشورى في الدورة الحالية، شدد في حديثه لـ«عكاظ» على أنه لا يختلف عن بقية الأعضاء في طرح مواضيعه ومناقشتها.
طريقتان للمداخلة
وعن كيفية تقديم مداخلاته تحت القبة، يقول: أتبع طريقتين، الأولى، الكتابة بطريقة برايل إذا ما كان الأمر يتعلق بتقديم مداخلات على تقارير الجهات الحكومية، كونها تتطلب الدقة والتركيز في كتابة المداخلة التي تبنى على قراءة فاحصة ومتأنية للتقرير والتحكم في وقت المداخلة (لا يزيد على 5 دقائق). أما الطريقة الثانية، فهي الشفوية (الارتجالية)، وأنا أعتمدها كثيرا عند مناقشة التوصيات الإضافية، أو الموضوعات العامة، أو المشاركات الفورية.
ويضيف: من خلال عضويتي في السنوات الثلاث الماضية، أشعر أن المجلس حقق إنجازات عظيمة في كمها ونوعها في المجالين التشريعي والرقابي، وأدرك تمام الإدراك أن هذه الإنجازات تترك أثرا عميقا على حياة المواطنين، غير أنه ينبغي أن أوضح أن العمل في المجالس البرلمانية – بشكل عام – يتسم بشيء من البطء، ويعود ذلك إلى طبيعة العمل البرلماني المتعلق بالجوانب التشريعية والرقابية، ولا يعود – بأي حال من الأحوال – إلى عدم فعالية هذه المجالس، يضاف إلى ذلك أن الأداء في المجالس البرلمانية يعتمد على العمل الجماعي، فهو يمر عبر العديد من اللجان، بالإضافة إلى المجلس بكامل أعضائه، وعليه فإن المنتج النهائي لا يخرج إلى حيز الوجود إلا بعد أن يكون قد نضج تماما، وأخذ حقه كاملا في الدراسة والتمحيص والتدقيق والمراجعة.
• كيف ترى لقاءكم اليوم مع خادم الحرمين الشريفين في مقر الشورى؟
•• يتطلع الأعضاء جميعا والعاملون في المجلس إلى هذه الزيارة الميمونة باعتبارها مناسبة عظيمة يتشرفون من خلالها بالسلام على خادم الحرمين الشريفين، ويقدمون له شكرهم وتقديرهم وعرفانهم وامتنانهم، على دعمه الدائم لمسيرة المجلس لتمكينه من القيام بدوره في خدمة الوطن والمواطن في مجالي التشريع والرقابة. وهم يعتبرون الخطاب الملكي نبراسا للتوجيه ومنهلا للاستفادة وخارطة طريق لعملهم طوال سنتهم الشورية المقبلة. وأنا على يقين تام بأن الخطاب الملكي هذا العام سيكون له تأثير عميق على كافة الأصعدة المحلية والإقليمية والعالمية.
نظرة سلبية
• لماذا لا يشعر بعض المواطنين بفعالية المجلس وتأثيره؟
•• يعود ذلك إلى طبيعة الدور التشريعي والرقابي للمجلس، وبعض المواطنين يتوقعون أن يقوم المجلس بأعمال تنفيذية ويقدم لهم الخدمات بشكل مباشر. نعم هو يسعى إلى تحقيق ذلك، ولكن من خلال الدورين الأصيلين المنوطين به، وبشكل عام فإن استطلاعات الرأي العام حتى في بعض الدول المتقدمة تظهر أن نظرة الناس نحو المجالس البرلمانية تميل إلى شيء من السلبية.
نظام رعاية المعوقين
• وماذا تتطلع أن تقدم قبل نهاية هذه الدورة؟
•• على المستوى الشخصي، فإن من أهم الأمور التي كنت أتمنى إنجازها، تعديل نظام رعاية المعوقين، حيث إن هذا النظام – مع الأسف الشديد – لم يفعل بالشكل المطلوب، إذ لم يشكل المجلس الأعلى لشؤون المعوقين الذي نصت على إنشائه المادة الثامنة من هذا النظام، ولم يتم تكوين الأمانة العامة للمجلس كما تضمنت ذلك المادة الثانية عشرة، ولم يتم اعتماد الميزانية المخصصة للمجلس كما دعت إلى ذلك المادة الرابعة عشرة، مما أدى إلى تعثر تنفيذ مضامين هذا النظام، وبالتالي عدم استفادة الفئات المستهدفة بالشكل المناسب.
ويتمحور التعديل المطلوب في مجالين أساسيين: أولهما، تطوير وتحديث المفاهيم والمضامين التي يقوم عليها النظام الحالي، وترتب على ذلك تغيير الاسم ليصبح «نظام حقوق ذوي الإعاقة»، بدلا من «نظام رعاية المعوقين في المملكة».
ويترتب على ذلك التحول من المفاهيم الرعوية إلى المضامين الحقوقية والتنموية.
أما التعديل الثاني فيتلخص في تضمين النظام بعض المواد التي تنص على إنشاء هيئة عامة لذوي الإعاقة تحل محل المجلس الأعلى لشؤون المعوقين في النظام الحالي، وهذا ينسجم تماما مع التوجهات العامة للدولة، كما أن التجارب أثبتت أن الهيئات أكثر فاعلية، وتقوم على الجوانب التنفيذية.
وهناك أيضا اقتراح بمشروع نظام جديد متخصص يعنى بتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة في المملكة، تحت مسمى «نظام تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة»، وهو يعد مكملا ومتمما لنظام حقوق ذوي الإعاقة.
حضور الشعر في الشورى
• ما هي قصة بيتي الشعر اللذين دوت القبة تصفيقا لهما من الأعضاء، وما الذي تعنيه بهما؟ وهل أعانك الشعر على الوصول لما أردت؟
•• كنت أدافع عن نفسي.. لعدم موافقتي لما خرجت به اللجنة الخاصة بشأن مشروع تنظيم زواج السعوديين بغيرهم.. في جزئية تحديد فارق السن بين الزوجين بواقع 25 عاما.. كون السن ليس هو المتغير المهم للمتقدم للزواج.. فهناك متغيرات أخرى أكثر أهمية كالصحة الجسمانية والنفسية والقدرة المالية والاستقرار الاجتماعي، ولذلك قلت: وإن ابتلاك بزوجة شكاية وصلاك منها تعنت وجدال فاصبر فصبرك بلسم وشفاء ودليل نبل يعتليه احتمال
نعم انتقدت الشورى
• وماذا عن انتقادك للشورى في مقال قبل التحاقك به؟
•• كان ذلك حول موضوع «مجلس الشورى الذي لا يستشير»، فقد أصدر المجلس قرارا يتعلق بذوي الاحتياجات الخاصة، وشعرت وقتها أن هذا القرار يعمل على تأصيل مفاهيم قديمة قد تجاوزها الزمن، وأرجعت السبب في ذلك إلى أن المجلس لا يستعين بالخبراء والمتخصصين في الأمور المتخصصة، وبعد التحاقي بالمجلس ومعرفتي بطريقة العمل فيه أدركت أن اللجان المتخصصة تقوم بجهود جبارة في التواصل مع كافة الأطراف المعنية، وهي أحيانا تجد صعوبة كبيرة في اختيار الأشخاص الذين يتمتعون بالخبرة والرأي والمشورة. وأنا على قناعة تامة الآن بأن الكثير من الذين ينتقدون المجلس، وهم بعيدون عن مجريات العمل فيه، سوف تتغير نظرتهم نحوه لو أتيحت لهم فرصة الالتحاق به.
المصدر: محمد الغامدي (الرياض)/ جريدة عكاظ .

اترك تعليقك :

كتـاب الأمـل

+
أ. ياسمين القلاف
ياسمين القلاف
2016/08/20 590 0
36e305f5-e802-45ab-9e2b-898785186122_thumb.jpg
عذراء الرفاعى
2016/06/13 450 0
يوسف الزنكوي
يوسف الزنكوى
2016/06/10 417 0