«الطموح لا يعرف إعاقة» هذا ماجسدته فتاة سعودية تدعى هيلة المحيسن؛ والتي لم تقف أسيرة لإعاقتها؛ بل تغلبت عليها واحترفت الرسم التشكيلي، وأخذت ترسم بأصابع رجليها مبهرةً مَن يشاهدها ويتمعن بطريقة رسمها الدقيق رغم صعوبته على الفنانين التشكيليين الأصحاء الذين يرسمون بأيديهم وأصبحت مضرب مثل للطموحين المثابرين فعوّضها الله عن ذراعيها.
“المحيسن” .. حالة نادرة بالسعودية وُلدت دون ذراعين في إحدى قرى منطقة القصيم ومنذُ صغرها تولدت لديها نزعة الإصرار حتى تفوقت في دراستها وأصبحت أحد أبرز الفنانين التشكيليين بالسعودية، ورغم قسوة المجتمع تصدّت والدتها لذلك وساندتها في طفولتها وشحذت همة صغيرتها وابنتها الكبرى لتكون مبدعة ومفخرة وطنية.
وتقول والدتها وفقا لما ذكرته«صحيفة سبق»: “وُلدت هيلة دون ذراعين، والحمد لله، هذا خلق الله، وكانت جدتها وجدها يخشيان عليها من نظرة المجتمع ويطلبان مني عدم إخراجها لقسوة المجتمع حين ذاك، ويخشيان على مشاعرها من أن تُجرح بكلمة”.
وأضافت: “قبل ١٨ سنة لم يكن هناك تثقيف وكانت نظرة الآخرين للمعاقين قاسية؛ بل قاسية جداً، وأتذكر عندما ذهبت أسجلها بالروضات رفضوها واضطررت أن آخذها معي لمدرستي كوني أعمل معلمة”.
وزادت: “وأتذكر كذلك إحدى مديرات المدارس الابتدائية عندما رفضت تسجيل هيلة، وقالت أخشى أن تُخيف الطالبات، وطلبت مني أن أُسجلها بمدرسة ذوي الاحتياجات الخاصّة على الرغم من أن عقل ابنتي سليم”.
واختتمت: “ابنتي لديها موهبة الفن من أيام المتوسطة، وعندما لمست ذلك ألحقتها ببعض الدورات في هذا الفن، وأبدعت به وواصلت مشوارها وفازت بجائزة (حلمي أنا)، وعدد من جوائز الرسم، وتشارك في معارض ومحافل الفن التشكيلي وحصدت عدداً من الجوائز”.
المصدر : جريدة الراى اليوم
