0 تعليق
1974 المشاهدات

سمية العتيقي: اضطراب التواصل اللغوي وراء «التأتأة»



قالت الاختصاصية في علاج النطق واللغة لدى الاطفال سمية العتيقي ان مهارات النمو تبدأ عند الجنين في بطن الام اذ يتأثر بما يسمع وبعد الولادة تتطور مهارات النمو اللغوي حتى سن ست سنوات.
وقالت ان بعض الاطفال تواجههم مشاكل التأخر في النطق واللغة لان مهارات التواصل لديهم لا تنمو على النحو السليم لأسباب عدة انمائية او مكتسبة او عضوية او وظيفية.
واضافت: الطفل في عمر السنتين يحب تقليد بعض الكلمات ويفهم ما يقارب من (300 الى 500 كلمة) ولكن يقول فقط (50 الى 200 كلمة) ويعبر باستخدام جمل بسيطة مكونة من كلمتين الى ثلاث كلمات.
وعملية التواصل اللغوي تعتمد على مرسل ومستقبل ووسيلة الاتصال (السمع والكلام) والرسالة المراد توصيلها فأي مشكلة في جانب الفهم او التعبير عن المهارات السابقة تعد موشرا لتأخر في اللغة او خلل سيحدث فيما بعد.
وسلامة عملية التواصل ستوجب شروطا سليمة وهو وجود متحدث بلغة مفهومة وواضحة ومستقبل مستمع لديه حاسة سمع جيدة وثالثا لغة واضحة ورابعا قدرة على التفاعل، وبالتالي يتم نقل وتبادل المعلومات مع الآخرين مع القدرة على انتاج رسائل مفهومة بشكل ناجح.
وزادت: «ولهذا فان اضطراب التواصل يعني خللا في عملية نقل وتبادل المعلومات مع الآخرين سواء في الارسال او الفهم او الاستقبال فيؤدي بالتالي الى فشل في عملية التواصل التي تتضح في عمليات السمع واللغة والكلام والتأتأة احد اضطرابات اللغة والكلام».

مخارج الحروف

< سألناها.. ماذا تعني التأتأة؟ - التأتأة هي اضطراب في طلاقة الكلام يؤدي الى صعوبة في خروج الكلام بسلاسة ومن غير جهد وهذا الاضطراب قد يصيب الاطفال والكبار والجنسين. < هل مخارج الحروف وسلامة مراكز النطق واعضاء الكلام تساهم في ظهور التأتأة؟ - مشاكل النطق تختلف عن التأتأة، اعضاء النطق والتباس مخارج الحروف يؤثران في نطق الكلمة بوضوح وبشكل مفهوم اما التأتأة فهي خاصة بطلاقة الكلمة وبسرعة خروجها من الفم وهذا يرجع لأسباب مختلفة. واضافت: التأتأة تحتاج الى جلسات تدريبية علاجية لزيادة الطلاقة وتحسين الحالة فمثلا من التأتأة الطبيعية عند الاطفال من سن سنتين الى خمس سنوات تكرار الحرف الاول فقط او جزء من الكلمة مثل «انا ارى سسس سيارة» ولكن بشرط الا تتعدى نسبة هذه الحروف المتكررة %10 من 100 كلمة من كلام الطفل، ويعد هذا نموا لغويا طبيعيا متناسبا لهذا العمر، اما اكثر من هذه النسبة فنحن نستطيع القول بان هناك مشكلة التأتأة. تواصل لغوي واكملت: أي طفل لديه خلل في مخارج الحروف او اعضاء النطق يبدأ بإبدال الاصوات او الحروف وبالتالي تكون الفاظه غير مفهومة على خلاف تماما التأتأة كما ذكرت من تكرار حرف او جزء من كلمة، او حتى الاطالة في نطق الاصوات او توقف مفاجئ للصوت وهذا على خلاف عملية التأخر اللغوي عند الطفل الذي يرجع عادة الى قصر مدة اكتساب اللغة للظروف الاجتماعية مثل عدم وجود اطفال يشاركونه الكلام والتفاعل او وجود الطفل لمدة طويلة مع الخادمة فبالتالي كل هذه الامور تؤخر التواصل اللغوي عنده وليس بالضرورة ان يصاب فيما بعد ذلك بالتأتأة. واضافت: من اخطر الامور التي تؤخر النمو اللغوي عند الطفل الاستغراق لساعات امام شاشة التلفزيون او الآي باد او الموبايل بعيدا عن ممارسة الام لدورها الاساسي ثم زيادة المكتسبات اللغوية لطفلها. < هل للتأتأة انواع ومظاهر تختلف من طفل لآخر؟! - بالتأكيد للتأتأة انواع او بالاحرى درجات ومظاهر اولية وثانوية، وهناك انواع تحدد بساطة التأتأة وشدتها او توسطها وهذا الامر يخضع الى اختبارات تجرى للطفل لتحديد درجة التأتأة عنده وفقا للمرحلة العمرية، وعادة يصاب بها الجنسان وتحديدا الذكور بنسبة اكبر من الاناث بنسبة 2:1. اما مظاهر التأتأة وتسمى الاولية فهي تكرار الحرف او الكلمة مثل «اي ابي ابي ماء»، وكذلك الاطالة في نطق حرف قد يصاحب هذه الاطالة تشنج او حركة لا ارادية في العين او الوجه والتي تقود عادة الى مظاهر ثانوية مثل الايماءات او الحركات التي يلجأ اليها الطفل لتساعده على خروج الكلمة مثل هز الرجلين او الجذع او حتى رمش العين، وكذلك كثرة استخدام كلمات فاصلة متكرة بين الجملة مثل (اممم، اااا) وبعضهم يستخدم جمل «تجنبية» ويكررها مثل (ما اعرف) (مابي) لان هذه الجملة تمثل له جمل مساعدة او تصرفات تعود عليها واصبحت جزءا من تأتأة وتختلف شدتها من فرد لآخر». < ما اكثر الاسباب التي تسبب تأتأة الطفل في الكويت؟ - من اكثر اسباب التأتأة شيوعا في مجتمعنا تغيير نمط الحياة الذي يطرأ على الجو الاسري من استقبال مولود جديد او فقدان شخص عزيز، وايضا لجوء الام احيانا كثيرة للمقارنة بين ابنائها ومراحل النمو الاخ او بين ابناء عمومته في نفس سنه. وتابعت: كذلك التعرض لضغوطات الحياة والخلافات الاسرية تدفع بظهور هذه الحالة وزيادتها بالاضافة الى وجود عامل وراثي يدفع بها وكذلك مشاكل تتعلق في الاتصالات العصبية او خلل في الجهاز العصبي او الاصابة باعاقة ساعدت على ظهور هذه المشكلة. واضافت: نقول دائما «امي هي لغتي» اذ تلعب الام دورا رئيسيا في لغة الطفل واكسابه مفرداته خاصة في مراحل نموه الاولى منذ ولادته وحتى السنوات الخمس الاولى من حياته، وكذلك الصبر على الطفل والتركيز على ما يقول وليس على كيفية كلامه حتى لا تزداد المشكلة لديه. وزادت: وكذلك الاصابة بالاعاقات الذهنية عادة ما تصيب مركز النطق في المخ فيصاب المريض بتأتأة وصعوبات نطق تجعل كلامه على الاغلب غير مفهوم. انصتوا إليهم < ما نصائحك للآباء والامهات؟ - بداية عند اكتشاف حالة تأتأة شديدة تتجاوز %10 من 100 كلمة او جملة ينطقها الطفل لابد من الاستعانة باختصاصي نطق ومن ثم الالتزام بارشاداته اثناء فترة الصلاحية وغالبا ما نطلب من الامهات والآباء اعطاء الطفل وقتا لمشاركته حياته ولعبه بعيدا عن وسائل التكنولوجيا الحديثة، ثانيا عدم اشعاره بان التأتأة نقص او عيب ولذلك يجب بذل مجهود معه وفقا لارشادات المتخصص. ولا ننصح الام بالتركيز على كيفية كلام الطفل بقدر فهم الرسالة التي يريد توصيلها وكذلك عدم المبادرة لتكملة الجملة بل الصبر عليه حتى ينطقها وان يأخذ وقتا. وكذلك بعض الامهات تجتهد في قراءة القصص لطفلها بأسلوب شيق يحمل تغييرا للصوت مع كل شخصية تجعله يندمج معها في احداث القصة وتستطيع من خلال اسلوبها اعادة الجمل ببساطة ووضوح مع مراعاة استخدام الجمل القصيرة السهلة. كذلك من المهم جدا الانصات والاستماع لما يريد الطفل التعبير عنه ولا تقاطعه والابتعاد عن اسلوب العنف والصراخ.

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3601 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 3935 0
خالد العرافة
2017/07/05 4523 0