تحول مجموعة من المعاقين ذهنيا إلى منتجين قادرين على اكتساب المهارات البدنية والحسية والحركية والاستجابة للتعليم والتعلم والتدريب.
وكانت صناعة الشمع بأنواعه وأشكاله المختلفة حرفة أتقنها فئة المعاقين ذهنيا, لتثبت تجربة “بيت الفلك” بمركز سمالوط بالمنيا خطأ نظرة المجتمع لفئة وشريحة كبيرة من المعاقين.
غرفة صغيرة لا يزيد حجمها عن 16 مترا، تحولت لورشة ضمن مجموعة ورش “بيت الفلك” لصناعة الشمع الأبيض وشمع العسل, بعد أن احترف مجموعة من المعاقين ذهنيا الصناعة وأتقن كل منهم مرحلة من مراحلها, ومن خلال التخصص وتقسيم العمل بعد فترة التدريب, دخل الأداء حيز الآلية والحرفية بفضل مدربين أكفاء آمنوا بالفكرة وبقدرة المعاق وضرورة إدماجه وإشراكه في المجتمع ومجال العمل.
الغرفة تضم غسالة تستخدم في تنقية المادة الأصلية للشمع من الشوائب وتحويلها لمادة جاهزة, وكذا بوتاجاز وأنبوبة لتسخين المادة الشمعية المتصلبة, ومنضدة للأستكة, ورخامة كرخامة المطبخ المنزلي لصب المادة الشمعية السائلية في قوالب ذات أشكال مختلفة.
إبراهيم بشري مدرب ورشة الشمع بـ”بيت الفلك” يقول معي عدد 5 معاقين هدفنا دمجهم وتحويلهم لمنتجين يتقاضون أجرًا أسبوعيا عن عملهم بالورشة بعد خضوعهم لفترة تدريب تعرفوا خلالها بطبيعة الشمع وملمسه ومكوناته وأنواعه ومراحل صناعته.
وقد أتقنوا خطوات الصناعة تدريبهم, ويضيف” لدينا نوعين من الشمع وهما الشمع الأبيض وهو شمع الكنائس والذي يعتمد عليه وقت انقطاع التيار الكهربي, وشمع العسل, ونركز على النوع الأخير المستخلص من خلايا النحل والذي يتحول بعد صناعته لأكثر من 150 شكل بيتلون.
“بدر” نموذج لأحد المعاقين والعاملين حاليا بالورشة كان يعيش مع زوجة والده بعد وفاة والدته وتعرض على يدها للمضايقات التي دفعته لقضاء معظم أوقاته بالشارع وقد دفعه استهزاء الصبية والتسول للعيش واستغلال البعض له بدنيا وجنسيا, إلى الانضمام لفريق عمل ورشة صناعة الشمع وذلك بحسب رواية مدير الورشة.
وعن صناعة شمع العسل يقول “بشرى” إن مراحل الصناعة تبدأ بوضع شمع النحل فيما يسمي بغسالة العسل لتنقية الشمع من الشوائب والرواسب كالنحل الميت وغيره, وجميعها تترسب بقاع الغسالة ثم تخرج المادة السائلة النقية من ماسورة الغسالة.
ويتم وضعها بأواني معدنية “حلل” ثم في أجولة, وتترك فترة في الهواء لتتحول لمادة صلبة, يتم تخزينها لحين تكسيرها وتسخينها على درجة حرارة مرتفعة من خلال البوتاجاز.
وبعد أن تتحول لمادة سائلة نتيجة التسخين, تصب بعدها في قوالب ذات أشكال مختلفة معدة من خلال عملية أستكة, وتترك لمدة ساعة كاملة حتي تتصلب مرة أخري علي شكل القالب الذي يحويها, وتخرج أخيرا كمادة شمعية معدة وجاهزة للبيع أو العرض.
“بيت الفلك” يضم مجموعة من الورش يعمل بها فئة المعاقين ذهنيا ومنها ورش الدواجن والماعز والشمع وزراعة الفاكهة والخضر, وتدر جميعها دخلا ماديا للمعاقين كما توفر لهم مساحة لممارسة الأنشطة والهوايات.