0 تعليق
2916 المشاهدات

عادلة الرومي اسم لمع في رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة ولن تنساها الكويت



الوطن حاورتها لاستعادة اجمل الذكريات الرياضية في تاريخها

في البداية وعلى الرغم من أنها رياضية غنية عن التعريف الا اننا نود ان نعرفكم قراءنا الاعزاء بشخصية رياضية كافحت وناضلت من اجل تحقيق الانجازات للكويت بمختلف الألعاب الرياضية المتعلقة بذوي الاحتياجات الخاصة وهي البطلة الاولمبية عادلة الرومي صاحبة 7 ميداليات ذهبية في بطولة العالم في عام 1979 في بريطانيا وايضاً صاحبة فضية وذهبيتين في بطولة هولندا الأولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة والعديد من الانجازات الدولية والتي عجز عنها اعتى لاعبي ولاعبات العالم.
ومرورا على حياتها الرياضية فقد شاركت في العديد من البطولات الرياضية وحازت على 100 ميدالية تقريباً تراوحت بين ذهبيات وفضيات وبرونزيات كما فازت بخمسة كؤوس والعديد من شهادات التقدير من مختلف المنظمات الرياضية الدولية والمحلية.
فمنذ عام 1979 ولغاية 1989 مارست الألعاب الرياضية من سباقات الكراسي المتحركة (100 م، 200 م و400 م) وقذف القرص ورمي الرمح والجلة وسباق الموانع للكراسي المتحركة. وفي عام 1990 بدأت رحلتها في رفع الاثقال بعد الغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت منذ 1990 حتى 1997حيث بدأت بفئة الوزن 63 كيلوغراما وهي البطلة الوحيدة التي تمكنت من رفع 132.5 كيلو غراما في هذه الفئة في ملبورن/ استراليا محققة رقما قياسيا عالميا جديدا.
وشاركت في اربع بطولات أولمبية أولاها في هولندا 1980 فازت فيها بـ3 ميداليات (ذهبيتان وفضية وحيدة) وفي عام 1984 في بريطانيا فازت بميدالية ذهبية وبرونزية وفضية، في عام 1988 في كوريا الجنوبية حققت الفوز بميداليتين ذهبيتين وفضية واحدة، وفي عام 1992 في أسبانيا فازت بميدالية فضية.
ولا يتوقف تاريخ البطلة الأولمبية الكويتية الرياضية عند تلك البطولات فقد خاضت العديد من البطولات الدولية وحطمت حواجز الاعاقة الواحد تلو الاخر لتكون مثالاً يحتذى به في اثبات الذات والوجود والوصول الى القمة على الرغم من الصعوبات والمعوقات المختلفة.
وللوقوف على هذه المسيرة الحافلة للبطلة عادلة الرومي اجرت «الوطن» حواراً مطولا حاولنا خلاله سبر أغوار تاريخ حافل لصاحبة الانجازات العديدة وايضاً لتذكرها بأن الكويت لا تنسى ابطالها ولا تنسى من قدموا لها الغالي والنفيس في اي مجال كان واليوم سيكون الحوار بمثابة اعادة نشر للذكريات الجميلة الرياضية والتي ميزت البطلة العالمية عادلة الرومي عن جميع المتنافسين وجاء الحوار كالاتي:
< كيف بدأت مشوارك الرياضي؟ - عندما كان عمري حوالي الثانية عشرة زرت المعسكر الرياضي لذوي الاحتياجات الخاصة وانبهرت من الحماسة وروح الاصرار في التدريب لدى اللاعبين واللاعبات وأصبح حلمي ان أصبح مثلهن وان اصل الى العالمية عملت من اجل ذلك حتى أصبحت بطلة عالمية.شعاري بالحياة لا شيء مستحيل وان كنت تريد شيئا ستحققه عندما تبذل قصارى جهدك! أما بدايتي في البطولات الرسمية فكانت في عام 1979 عندما شاركت في بطولة العالم في بريطانيا وحينها تمكنت من تحقيق سبع ميداليات ذهبية في سباقات الـ100 متر و200 و400 متر وقذف القرص ورمي الرمح والجلة وسباق الموانع للكراسي المتحركة وحقيقة كان شعورا رائعا جداً، خصوصا عند رفع العلم الكويتي وعزف النشيد الوطني حيث كنت أشعر بالفخر وأحاول ان أسيطر على دموعي المنهمرة من الفرحة. ولم أتوقف عند هذه الانجازات بل تجاوزتها في بطولة هولندا في العام 1980 عندما فزت بميداليتين ذهبيتين واخرى فضية. < وهل توقفت الانجازات عند هذا الحد؟ - بالطبع لم أتوقف فقد كنت اتعطش للمزيد والمزيد حينها وتنافست في العديد من البطولات العالمية في مختلف أنحاء العالم وفزت بالكثير من الميداليات وحققت الأرقام القياسية العالمية والأولمبية. ونلت أيضا لقب افضل رياضية في سويسراً مرتين في العامين 1979 و1980 وتمت دعوتي لتمثيل المنتخب السويسري في عديد من المناسبات الا أني رفضت العروض المقدمة منهم بسبب حبي للكويت وولائي لدولتي العزيزة. في عام 1988 اخترت كأفضل شخصية العام الرياضية في مجلة (المجلة) السعودية. في عام 1992 تم اختياري كأفضل رياضية في مجال الرياضة العربية. وفي عام 1994 حصلت على جائزة تعرف باسم القدرة الداخلية على تحديد الهدف والشجاعة في مواجهة المعوقات. < وراء كل انجاز دوافع اما مادية او معنوية فما كانت دوافعك لتحقيق انجازاتك؟ - الاعتزاز بتمثيلي لدولة الكويت بالمحافل الدولية المختلفة وحبي لاتقان عملي بنسبة %100 ومن هذا المنطلق اندفعت لمقارعة الكبار واحتلال ابرز المراتب العالمية في الرياضة الدولية، ولأن الرياضة هي عشقي لذا تنازلت خلال مسيرتي الرياضية عن عطلتي السنوية التي كانت مدتها أربعة أسابيع في السنة. فقد كنت أتدرب لوحدي في سويسرا ولم أحصل على أي دعم، أنظم كل شيء لوحدي مثل خطة التدريب والسفر. < هل كانت اعاقتك مصدر ازعاج وحاجز مانع من الوصول للاهداف؟ - على العكس تماماً أصبحت قوية جدا بسبب اعاقتي.حيث ترعرعت في المستشفى بسويسرا مع 120 طفلا وهناك تتعلم القتال حتى لا تغرق ولم تمنعني اعاقتي من تقديم كل ما يمكن تقديمه للكويت بل وتحقيق انجازات كبيرة عجز عنها البعض ولم يكن ذلك ليكون لولا دعم القيادة السياسية حينها متمثلة بأمير القلوب الراحل الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح وسمو ولي عهده آنذاك الشيخ سعد العبدالله الصباح والشهيد فهد الاحمد المغفور لهم باذن الله، والشيخ ناصر المحمد الصباح حفظه الله ووالدتي العزيزة المذهلة التي كانت تعمل المستحيل من الناحية الاعلامية لتنظيم اللقاءات الصحافية والتلفزيونية لي حفظها الله. < رغم نجاحاتك الا ان حياتك كانت مليئة بالصعوبات والعقبات في دراستك وحلك وترحالك وايضاً اثناء المعسكرات التدريبية حدثينا عن تلك الصعوبات؟ - في تلك الأوقات كنت اشعر في بعض الأحيان انني على الطريق السريع فكانت حياتي مليئة بالتوتر الشديد لكنها أيضا ناجحة، الرياضة هي مدرسة جيدة للحياة والدروس التي تتعلمها فيها صعبة جدا خاصة واني كنت اضطر للتنسيق بين استعداداتي رياضياً ودراستي فاليوم اسافر الى زيورخ وغدا أجد نفسي في الكويت وبعد قليل اجد نفسي استعد للدراسة والاختبارات وتلك من ابرز الصعوبات التي واجهتني في الحياة الرياضية. < ما الذي تقدمينه للمعاقين الجدد جراء الحوادث المختلفة؟ - حاليا انا أساهم بالمساعدة على اعادة تأهيل المصابين الجدد نفسيا وذهنيا وأعلمهم كيفية التعامل مع اعاقتهم واصاباتهم وعدم الخجل منها وايضاً اعلمهم التعايش مع الاصابات وتحويلها الى انجازات ودافع والنظر الى الحياة بعد الاصابة بايجابية. < تعملين حالياً على كتابة سيرتك الذاتية فكيف يسير ذلك؟ - في جيلنا عندما كنا نحقق الانجازات والنتائج في البطولات العالمية كانت تلك الحقائق تدون كتابيا ولم تكن هناك وسائل متطورة كالانترنت والوسائل الاعلامية الالكترونية لجمع المعلومات حيث كان التقاط النتائح وحصرها أولا بأول وبسرعة هو الهاجس. ولانني شاركت في عدة بطولات لاأذكر متى وما هي النتائج التي حققتها بالضبط.فانني اعكف حاليا على كتابة سيرتي الذاتية وأحتاج لنتائجي المدونة وبصورة عاجلة لأكمل سيرتي الرياضية.منذ مدة سألت النادي وادارة النادي ولكن بلا نتيجة حتى الآن! ليس من واجب الرياضيين ان يقوموا بأرشفة للنتائج.لقد قمت بواجباتي تجاه دولتي الحبيبة الكويت وكل ما اطلبه من النادي الرياضي للمعاقين هو سجل بسيط لتواريخ وارقام البطولات التي شاركت فيها بمشواري الرياضي. ومن المحزن انني على الرغم من تلك الانجازات والتاريخ الطويل يتم نسيان ما حققته من بطولات لبلدي الحبيب. < ما هي اصعب واطرف مواقفك في الرياضة عامة؟ - من اصعب المواقف واطرفها حين كنت امارس تمارين رفع الاثقال وتحديدا في وزن 110 كيلو جرامات حيث سقط «البار» على أنفي وأصبت بكسر مفتوح وقد توجهت للمستشفى لعمل الاشعة والاسعافات اللازمة ولكني لم استوعب ما حصل الا بعد العلاج حيث استفسرت من الدكتور المعالج عن مدى امكانية عودتي للتدريبات من جديد. حادثة اخرى كانت خلال مشاركاتي فبينما كنت مستعدة للانطلاق لسباق 100متر وكنت في وضعية الاستعداد للانطلاق عند نقطة البداية انفجر اطار الكرسي المتحرك الخاص بي فيما انطلق المتسابقون بعد سماع انفجار اطاري ظنا منهم انها شارة الانطلاق. وفي رياضة رفع الأثقال كانت منافسة بيني وبين امرأة أريد ان افوز عليها وهي كانت أكثر من فئة وزني فاضطررت لشرب أكثر من لتر من الماء ليصبح وزني أكثر لأكون معها في الفئة نفسها. < كيف تحققت انجازاتك ونجاحاتك بمختلف البطولات؟ - بدون عمل وبدون تعب لن تحصل على اي ميدالية او انجاز او فوز لقد كنت اجتهد واتدرب بصورة يومية ومتعبة جداً الى ان حققت مرادي واحتاج ذلك مني الى التصميم والارادة وعدم التكاسل والتسامي فوق الذات خاصة واني من ذوي الاحتياجات الخاصة وتدريباتنا تتطلب جهوداً مضاعفة للوصول الى الاهداف المرسومة، صحيح انني تمكنت من الفوز الا اني واجهت المتاعب الجمة بقلب وبروح وباصرار وعزيمة الابطال وهكذا يجب ان يكون العمل. < كيف كنت تتعاملين مع الاصابات المختلفة؟ - في الحقيقة لايوجد رياضي بدون ألم أو اصابة حيث ان التمرين يستمر لعدة ساعات يوميا لكننا تعلمنا العيش والتعامل مع ذلك، وأسوأ ما قد يحدث للرياضي، ان تتدرب سنة كاملة بجهد من اجل يوم البطولة وبهذا اليوم أو قبله تشعر بالألم الشديد حيث لا تتمكن من المشاركة.هذا ما حدث لي أكثر من مرة لكنني كنت شابة ومتعطشة دائما للمشاركة في اللعب ولا أريد ان أفقد فرصة احراز الميداليات، لذا سمحت باعطائي ابر التخدير اثناء البطولات حيث لا يوجد حل آخر لاكمال المنافسة واكتشفت لاحقاً انها كانت من الاخطاء الكبيرة في مسيرتي. اليوم ادركت أنه كان له اثار سلبية على كتفي ودفعت ثمن ذلك غالياً وبقساوة وهو السبب لانهاء مسيرتي الرياضية بانقطاع 3 أوتار في الكتف اليمنى، واجراء عملية جراحية، ثم منعني الدكتور المعالج من مزاولة المجهود الرياضي على الرغم من حصولي على التأهل للمشاركة في دورة أولمبياد سيدني عام 2000 لرياضة المعاقين في استراليا. < تحدثنا كثيراً عن الجانب الرياضي من حياتك ونود التطرق لحياتك الاجتماعية وبداية ماهو طموحك واهدافك حالياً؟ - منذ صغري وأنا مرتبطة برعاية الحيوانات، وهذا ليس بشيء جديد، لدي رغبة قوية بتكريس طاقتي نحو المساهمة في نشر التوعية في الكويت بما يتعلق بالرعاية والرفق بالحيوانات والكويت دولة غنية ولا يوجد قوانين فعالة لحماية حقوق الحيوانات والرفق بها ومعاقبة كل من يلحق بها الأذى، فالاسلام دين رحمة ورحمة الاسلام لا تختص بالانسان فقط بل للانسان والحيوان قال تعالى: {وما أرسلناك الا رحمة للعالمين}، ان تعاملنا مع الحيوان قد يكون سببا في دخولنا الجنة أو النار كما ذكر عن الرسول صلى الله عليه وسلم ان امرأة دخلت النار بسبب هرة حبستها. حلمي وأمنيتي بالحصول على قطعة أرض بالوفرة لأقيم ملجأ للحيوانات. < هل من الممكن ان تحدثينا عن كونك نباتية؟ - عندما توقفت عن الرياضة أصبحت مهتمة أكثر فأكثر بمصادر الأكل الحي (الحيوانات)، كيف يتم تغذيتها؟ وكيف يتم نقلها الى المسالخ؟ وكيف تعاني عند الذبح؟! قرأت كتابا وشاهدت فيلما وثائقيا بكاميرات مخفية.لذا بات واضحاً لدي بأنني لا أريد ان أدعم ذلك وفوراً توقفت عن أكل اللحوم وكان ذلك سهلا بالنسبة لي وخلال سنة كاملة كنت نباتية وتعلمت أيضا العديد عن مصانع الألبان.عندما نفكر ان البقرة عمرها الطبيعي 25 سنة.لكننا نستخدمها كسلعة لصناعة الألبان والحليب والجبن والزبدة والكريم..الخ، وبعد 5 سنوات لا يمكن الاستفادة منها فتذبح لتنتهي ولتكون وجبة سريعة. بسبب كل ذلك أصبحت نباتية صرفة منذ 3 سنوات.يعني أنني لا أتناول أي منتج حيواني.علينا ألا ننسى ان حياة النباتية الصرفة صحية جدا «لأنك ما تأكله»، فقط المنتجات الحيوانية هي مصدر الكوليسترول.كرياضية اعتدت على عمل فحص طبي كل سنة ومنذ ان أصبحت نباتية صرفة نتائج الفحص الطبي أصبحت أفضل بكثير مما كانت في السابق.لقد كنت في السابق أحضر جميع المنتجات التي أحتاجها من سويسرا أما الآن فهي متوفرة في الغالب وفي بعض مراكز التسوق المتنوعة.نعيش في دولة الوجبات السريعة ومرضى السكر لذلك أسعدني عندما علمت ان في الكويت مجموعة من المهتمين بصحتهم أكثر فأكثر اتبعوا الطريق الصحيح بالاتجاه للنظام الغذائي النباتي انهم في الطريق لاشهار جمعية النباتيين لتثقيف الناس عن هذا النظام النباتي الصحي. شكراً لصاحب السمو أمير البلاد وجهت عادلة الرومي وأسرتها شكرها وثناءها للقيادة السياسية ممثلة بحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وولي عهده الأمين الشيخ نواف الأحمد الصباح على دعمهما المتواصل للرياضة الكويتية ومتابعتهما المستمرة لجميع المستجدات على الساحة الرياضية. المصدر : يعقوب العوضي جريدة الوطن

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3600 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 3932 0
خالد العرافة
2017/07/05 4523 0