قد لا يشعر أفراد ذوي الاعاقة بإعاقتهم، ولا يرونها حاجزاً يفصلهم عن الإنجاز والامل والنجاح، لكنهم بالتأكيد يشعرون بتلك الاعاقة ان واجهوا نظاماً إداريا معاقاً لا يوفر لهم او لذويهم ابسط السبل لإنجاز المعاملات القانونية والروتينية التي تمتد إلى فترات طويلة.
وفي ظل البيروقراطية ودوامة المعاملات الإدارية بمراحلها الطويلة والمعقدة التي أحياناً تنتهي بلا نتيجة، بحثت القبس عن اوضاع ذوي الاعاقة وما التسهيلات التي توفّرها لهم الهيئة العامة لشؤون ذوي الاعاقة بمبناها الجديد، وهل هناك تحسّن في مستوى العمل وإنجاز المعاملات لهذه الفئة؟
وكشفت جولة القبس في أروقة الهيئة عن معاناة المعاقين بسبب بطء الإنجاز والروتين، فبعض المعاملات يستغرق 4 أشهر حسب المراجعين، وفي ما يلي تفاصيل الجولة:

أشاد كل من ايمان المحمد وحسين بوشهري، من ذوي الاعاقة الحركية، الذين تواجدوا في المبنى الجديد للهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة لإنجاز معاملاتهم، بأن المبنى وفّر لهم سهولة الحركة والتنقل ومساحة واسعة وتوفر المواقف وسرعة تخليص المعاملات، التي كان يعاني منها المبنى القديم.

الإنجاز

ولفت فاضل العتيبي ـــ ذو إعاقة بصرية ـــ الى ان توفير المبنى الجديد والمجهز لا يكفي، فمقياس النجاح هو الإنجاز. والمبنى الجديد والمريح لم يجد حلا لدوامة المراجعات المتكررة وساعات الانتظار التي تنتهي من غير نتيجة تذكر.
وأكدت فوزية العريعر ـــ أم لطفلين يعانيان من اعاقة حركية وزوج يعاني من اعاقة بصرية ـــ أن المبنى الجديد لا يعتبر إنجازاً %100، لكنه أفضل بكثير، فقد اختصرت ساعات الانتظار الطويلة من 6 ساعات إلى ساعة او ساعتين.

إجراءات مملة
وكشفت العريعر ان بعض الاجراءات غير منطقية، فعلى سبيل المثال ان الهيئة طلبت منها احضار شهادة إثبات اعاقة لولدها الذي يعاني إعاقة حركية شديدة ودائمة منذ الولادة على حسب الشهادة السابقة.
وتابعت ان الهيئة لم تقبل بتقرير المستشفى الذي يُعالج فيه من 1997 وتمت إحالته الى اللجنة الطبية ليحصل على شهادة إثبات إعاقة جديدة، على رغم ان ابنها الثاني الذي يعاني من الحالة نفسها، لم يطلبوا منه شهادة إثبات إعاقة جديدة!
كما تساءلت عن سبب وضرورة التجديد المستمر لبطاقة الإعاقة او للبطاقة المرورية، رغم ان ولديها يعانيان من إعاقة شديدة ودائمة.
وقالت ليلى عوض ـــ ام لطفل يعاني التوحد ـــ ان المبنى الجديد سيئ، حيث رأت من وجهة نظرها ان في المبنى القديم الادوار مقسمة، حيث كان بالإمكان مراجعة المدير للأمور التي تحتاج تخليصاً من قبل المدير، اما الآن فباب الإدارة مقفل، ولا يسمح الدخول الى هناك الى بورقة إذن من صالة المراجعين.
وأضافت العوض ان في حال الحصول على هذه الورقة وبعد مشقّة، فإن المدير او المسؤولين الاداريين إما أن يكونوا في اجتماع واما اجازة! ولا نتيجة حصدتها بعد 4 شهور من المراجعات، رغم صدور حكم من المحكمة وتنازل من الاب لحصولها على معاش ام المعاق.
وعبّر حسين العجمي عن سوء الخدمة والعمل البطيء الذي استمر مع المبنى الجديد بكل مزاياه، وتابع ان نظام العمل في الهيئة غير مقبول، حيث توزّع الأرقام في تمام الثامنة صباحاً، وقد لا يحالفك الحظ في الحصول على رقم بعد نصف ساعة، وبتمام الساعة الــ 12:00 تجد كاونترات الموظفين خالية!
واضاف العجمي انه في انتظار كتاب من اللجنة، كان يجب أن يحصل عليه خلال 3 اسابيع، لكن الأمر استمر حتى 4 شهور من دون نتيجة! وان حاول تقديم شكوى او طلب تفسير من الادارة لا يسمح له، وابواب الادارة مقفلة، وليست لديه واسطة او معرفة بأحد الموظفين.

الموظف الشامل قواعد بيانات
واستمرت جولة القبس برفقة مدير الهيئة، حيث كان يتم الإعداد خمس قواعد بيانات اساسية لأشخاص ذوي الإعاقة المسجلين بالهيئة والخدمات المقدمة لهم من طرف الهيئة والمدارس ومؤسسات المجتمع المدني وجمعيات النفع العام وكل ما يخص ذوي الاعاقة في دولة الكويت.
وقال الشطي إن هذا سيسهل عملية البحث العلمي وامكانية اعداد احصائيات دقيقة عن حالة ذوي الاعاقة بالكويت، التي بكل أسف لا توجد احصائيات دقيقة وشاملة عن هذه الفئة من المجتمع!
واختتمنا جولتنا في صالة المراجعين التي لاحظنا فيها احد رؤساء الاقسام لتخليص معاملات المراجعين، بسبب غياب احد الموظفين، وهذا امر يحسب للهيئة وموظفيها.
واشار إلى عدم التزام المراجعين بالدور والارقام، حيث كان يقف اكثر من 4 مراجعين على «كاونتر» واحد، رغم انه لم يصل دورهم، وفي هذه الحالة من الصعب التعامل معهم، حيث انهم لن يقبلوا بالنقاش ويسببوا حالة من الفوضى في الصالة.
واختتم الشطي قائلاً: إن الهيئة حريصة كل الحرص على تقديم الافضل، وهي تسعى سعياً حثيثاً من خلال مشاريع عدة لربط الهيئة بجميع الجهات ذات الصلة والعلاقة. الا أن ما يتم العمل عليه ليس سحراً، ويحتاج إلى وقت لنجني ثماره.

تواصل
أعلنت هيئة شؤون الإعاقة  عن حسابها الرسمي في تويتر، للتواصل مع المشمولين بخدماتها، وهو: Pada_kuwait@، وعن تفعيلها خدمة البدالة.

غصة
اشتكى ذوو الاحتياجات الخاصة وأولياء أمورهم من سياسة الأبواب المغلقة في أروقة الهيئة المعنية بتسهيل معاملاتهم ومتابعة قضاياهم، مشددين على ضرورة تطوير العمل.

فاضل العتيبي

المصدر : حوراء الوائلي \ جريدة القبس