0 تعليق
744 المشاهدات

550 طفلاً معاقاً ينادون.. «أبونا هاشم»



[B][COLOR=#030302]■ أول عربي يتم اختياره رئيساً للجنة التعليمية في منظمة التأهيل الدولي والتي مضى ع‍لى تأسيسها نحو 90 سنة، وهذا ما يعكس قيمة ودور هاشم تقي على المستوى العالمي، وهو المنخرط حتى العظم في العمل التطوعي برعاية المعاقين منذ 36 سنة متواصلة وبدون انقطاع من خلال الجمعية الكويتية لرعاية المعوقين، ولذلك كان «وجهاً في الاحداث».

■ اضاف للكويت سمعة وقيمة من خلال هذا التواجد والتكريم الذي منح له، فقد كان وعلى مدار العشرين سنة الماضية عضواً في لجنة الاختيار التي تستقبل كل الترشيحات لانتخابات الرئيس ونوابه ورؤساء اللجان، وفي كل دورة يتم انتخابه والتجديد له، نظراً للمكانة التي يحتلها والحيادية التي يلتزم بها والثقة التي يتمتع بها، فمنظمة التأهيل الدولي انشئت عام 1922 كأول منظمة عالمية تعنى بشؤون المعاقين، فيها خمس لجان وتنتشر في خمس قارات جغرافية.

■ عندما يتذكر وصية والدته تسبقه الدمعة والعثرة، يوم ان واجه مصاعب بالدخول الى الجمعية الكويتية لرعاية المعاقين. يومها قالت له، هذا اختبار من رب العالمين يا ولدي، اذا كنت رايح برغبة ومساعدة الناس عن حب ومؤمن بهذا العمل فلا تتردد او تيأس، وتعامل مع الموضوع كأنه تحد الى شخصك، وفعلا انتسب الى هذا العالم الغني بالعطاء والانسانية ولم يزل، واجمل ما في الدنيا عند «ابو محمد» ان يناديه الاطفال المعاقون «بابا هاشم».

■ هاشم تقي، كان عمره 24 سنة عندما طلب منه ان يتولى ادارة الجمعية الكويتية لرعاية المعوقين بعد ان دخلها متطوعا سنة 1976، في ذاك الوقت كان لدى الجمعية 30 طفلا و12 موظفا، اليوم لديها 550 طفلا و320 موظفا و5 مراكز على مستوى دولة الكويت.

■ حياته الاجتماعية كلها في الجمعية، اعطى من وقته ومن عمره لفئة الاطفال المعوقين كل ما يستطيع ان يقدمه، احلى شيء في الدنيا عنده ان يجد طفلا معاقا يحبه ويفتقده عندما يغيب عنه يسأل: اين بابا هاشم.

■ في الغزو المشؤوم، استطاع ان يحافظ على الجمعية ومحفوظاتها، بالرغم من مطاردته وتهديده ونصب المدافع فوق سطح مبنى الجمعية، لعب مع الاحتلال لعبة القط والفأر، قام بعمل انساني وبطولي خارق، بان نقل 45 طفلا معاقا من مبنى الجمعية واسكنهم في بيته، وكان على صلة دائمة مع قيادات المقاومة الوطنية والهلال الاحمر الكويتي، ابقى هؤلاء الاطفال بمساندة زوجته وابنائه المخلصين تحت رعايته وسهره والفريق الذي عمل معه لنحو ثلاثة اشهر.

■ شخص منفتح بثقافته واحتكاكه مع جنسيات واعراق مختلفة، يرتبط بصداقات على مستوى العالم، محظوظ بصداقاته التي يعتز بها ومن كل الاديان المسيحية واليهودية والاسلام، يدين بالفضل للعرب ولأولئك الذين ساهموا في بناء الدولة والتعليم على وجه الخصوص سواء من الفلسطينيين او المصريين، يرى ان قوة الكويت بهذا التنوع من الجنسيات التي تتواجد على ارضها، المهم ان نعرف كيف نستفيد من تلك المجاميع لخدمة المجتمع.

■ دائما يردد، «انا عود في حزمة» والانجازات التي تحققت وراءها فرق عمل وموظفون وقياديون ومؤسسون، هم من وضع حجر الاساس ونحن نكمل المشوار ونضيف عليه بقدر حبنا الى هذا العمل، فالجمعية الكويتية لرعاية المعوقين هي اول جمعية خيرية تأسست في الكويت عام 1971 تهتم بفئة الاعاقة الشديدة والمركبة، وأول مؤسسة ساعدت لخدمة المعاقين، واول مؤسسة اهلية نشرت وعي الاعاقة واول من اخرجت المعاقين من بيوتهم.

■ يتحدث بلسان المجموعة، يبتعد عن الشخصانية، يكن قدرا كبيرا من الوفاء لأم المعاقين موضي السلطان التي اصدر كتابا عنها يخلد ذكراها، وللسيدات الفاضلات امثال منيرة المطوع وشيخة العبدالله ومنيرة القطامي، اللواتي كان لهن الدور الرائد في التأسيس والمتابعة، وغيرهن الكثيرات ومساهمتهن بافتتاح النادي الكويتي الرياضي للمعاقين.

■ من حق هاشم تقي ان يفخر بكونه «عود في حزمة» فالجمعية الكويتية لرعاية المعاقين صاحبة المبادرة بوضع قانون للمعاقين قدمته لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية، والمساهمة بتعديله وهو انجاز يحسب للكويت التي كانت من اوائل الدول العربية التي اصدرت قانونا خاصا للمعاقين، وهي التي فتحت الباب امام المنظمات الدولية ومنظمة التأهيل الدولي والحراك الدولي وغيرها لدول العالم العربي للانتساب اليها.

■ يحز في نفسه ان تبقى الكويت خارج الدول الموقعة على المعاهدة الدولية لحماية الاشخاص ذوي الإعاقة، ويشعر هاشم تقي بالألم من جراء هذا الامتناع، وهو من شارك بصياغتها ضمن وفود ولجان كويتية، خاصة ان الكويت من الدول السباقة في خدمة المعاقين منذ الخمسينات ومن أكثر البلدان برعاية ذوي الإعاقة وهي التي ساهمت بإصدار القانون الدولي، ومع هذا فقد بقيت خارج اطار الدول الموقعة على تلك المعاهدة.

■ اليوم صارت الكويت ملزمة بتطبيق بنود المعاهدة، سواء وقعت أم لم توقع. فقد صارت ملزمة بعدما وصلت مرحلة المصادقة والسؤال: لماذا لم توقع؟ بحسب خبرة ومعرفة أبي محمد هاشم تقي، فقد كان التخوف مصدره شيئان، الأول، ان المعنيين فسروا الزامية منح المعاق الجنسية عند ولادته بأن عليها اعطاءه جنسية الدول، بينما المقصود هو اعطاؤه جنسية والديه، والعنصر الثاني موضوع التبني بكونه غير شرعي من وجهة نظر إسلامية، علماً ان السعودية وقعت على المعاهدة.

■ رأى في المعاهدة انها جاءت لتؤكد إنسانية الأشخاص ذوي الإعاقة، وتوثق حقوقهم التعليمية والصحية والاجتماعية والتأهيلية، واستشعر مبكراً ان هناك معاناة وربما استحالة تنفيذ بنود تلك المعاهدة وتطبيقها على الأرض، متسائلا: كم من معوقي العالم العربي سيحصلون على التعليم والتأهيل المطلوبين، وكم فرداً سيرتادون الأماكن العامة، وهو في تساؤله يدرك اننا لا نزال متأخرين جداً عن العالم الغربي بعدما منحت هذه المعاهدة الحق لكل معوق ان يقف ويعلن بأعلى صوته اعاقته ويطالب بكل قوة وثقة بحقوقه التي يكتسبها كإنسان وليس كعاجز.

■ الاتجاه العالمي بشأن رعاية المعاقين، كما يشرحه هاشم تقي، هو الغاء المؤسسات الخاصة التي تهتم بالمعاقين، ودمج الأشخاص ذوي الإعاقة بالمدارس العادية والمرحلة القادمة ستقوم على فكرة حصولهم على التعليم اللازم والتدريب وصولاً للتأهيل الكامل بهدف الحصول على عمل ووظيفة تتناسب وقدراتهم، بعبارة أوضح، ان يدمج المعاق كلية بالمجتمع.
[/COLOR]
[/B]

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3589 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 3911 0
خالد العرافة
2017/07/05 4513 0