0 تعليق
619 المشاهدات

د. العوضى : تطور الطب والرعاية الصحية مكّن الأشخاص من التعايش مع متلازمة داون دون مشاكل



[B]أكثر ما يشغل الآباء والأمهات الحالة الذهنية لأطفالهم ومدى سلامتهم وخصوصا إذا كانوا يعانون من فرط نشاط أو قلة تركيز أو بعض الصعوبات باكتساب المهارات.

والطب التطوري اختصاص طبي حديث يدرس حالات تطور الأطفال بدءا من كونهم أجنة إلى مستويات تحصيلهم المدرسي، وخلال لقائنا بالدكتورة فاطمة العوضي استشاري طب الأطفال التطوري أكدت أنه يمكن منع إصابة الأطفال بالتخلف العقلي، في حال تشخيص الأسباب المرضية التي تسبب التخلف وعلاجها.

وشددت على ضرورة مراقبة الطفل وعلاج اي قصور غدي او هرموني فورا لأن أغلب حالات الإعاقة الذهنية تنتج عن اسباب قصور هرموني تعوق النمو الطبيعي للطفل.

وحول متلازمة داون اكدت انها نتاج خلل في الكروموسومات قبل ولادة الطفل، موضحة أن الطفل يمكن ان يتعايش معها بفضل تطور الرعاية الصحية، مشيرة إلى أنه لا يمكن علاج متلازمة داون لكن يمكن علاج الأمراض المصاحبة لهذه الحالات.

فإلى التفاصيل:

هل مرض متلازمة داون وراثة؟

٭ متلازمة داون عبارة عن خلل في الكروموسومات، كروموسوم 21 و 22 يحدث قبل الولادة، فيولد الطفل بمتلازمة داون وتسمى متلازمة بسبب عدة مشاكل تحدث معه فأي مرض يسبب خللا في اكثر من جزء بالجسم يسمى متلازمة وسميت كذلك نسبة الى اسم الشخص الذي اكتشفها، وهو داون لذلك تسمى متلازمة داون.

الطفل لا يرث هذا المرض عن اهله، انما جزء بسيط منه تقريبا 1% يعتبر وراثيا اذا كان الخلل موجودا عند احد الوالدين ولكن دون ان يسبب له المرض فعندما يورث الخلل الى الطفل يسبب المرض.

عموما متلازمة داون تعتبر طفرة وهي خلل بالكروموسومات حوالي 95% أو 99%.

هل يعيش مريض متلازمة داون الى عمر معين؟

٭ يمكنه ان يعيش فمع تطور الرعاية الطبية وتطور الطب في العالم والطفرات التي تحدث في المجال الطبي ادى ذلك الى زيادة عمر الانسان عموما، ومنها الامراض المزمنة التي كانت تسبب الوفاة في اعمار اقل اصبح الآن اصحابها يستطيعون العيش بأعمار اطول نتيجة للرعاية الطبية ونتيجة لتحسن حالاتهم الصحية، ومتلازمة داون احدة من هذه الامراض، فيمكنهم ان يعيشوا الى عمر معقول.

متلازمة داون

هل نموه طبيعي؟

٭ مريض متلازمة داون نموه يعتبر اقل قليلا من الطبيعي في الطول ولكن لا يوجد به قصر شديد ولا يطول كثيرا، نموه كوزن يعتبر معقولا واحيانا تكون لديهم زيادة في الوزن، والذي يتأثر هو النمو العقلي او النمو التطوري، فتطور القدرات والمهارات الذهنية هو الذي يتأخر لديهم، والكثير منهم يكون لديه نوع من التأخر الذهني.

هل له علاج؟ وهل هو قابل للتعلم؟

٭ لا يوجد علاج للمرض نفسه لان ما حدث هو خلل يؤثر على كل خلايا الجسم بينما العلاج يكون للمشاكل التي تصاحب المرض فاذا كانت هناك مشكلة بالقلب تعالج سواء احتاج الى ادوية، او عمليات جراحية وكذلك اذا كان هناك مشكلة بالامعاء أو بالغدة، او بالقدرات الذهنية فكل هذه تعتبر علاجات وتدريبات للمشاكل المصاحبة لمتلازمة داون.

هل التعرف عليه بعد الولادة سهل؟ وفي اي عمر يتم التأكد من ذلك؟

٭ التعرف على متلازمة داون يكون عند الولادة لانه يعتمد على الشكل فمرض متلازمة داون لديهم ملامح وجه مميزة ومتشابهة تقريبا فيمكن ان يلاحظها الدكتور عند الولادة وتتضح اكثر خلال اول اسبوع من الولادة.

التعرف عليه سهل جدا والآن مع تحليل الكروموسومات بكل بساطة بقطرة دم تعطي النتيجة فسهل التعرف عليه وتشخيصه.

هل يمكن ان يولد طفل آخر بمتلازمة داون؟

٭ العائلة الموجود بها متلازمة داون احتمال حدوث المشكلة مرة اخرى بها اكثر من العائلة التي لا يوجد بها المرض ولكن يظل الاحتمال قليلا.

التأخر العقلي

هل التأخر العقلي هو تأخر في النمو الذهني؟

٭ كلا فالتأخر العقلي هو تأخر في اكتساب المهارات الذهنية ويؤدي الى ان قدرات الطفل تكون اقل من عمره الزمني.

فاذا كان عمره خمس سنوات، يكون اداؤه وتصرفاته وسلوكه وقدراته الذهنية في عمر اقل من ثلاث او اربع سنوات.

فالعمر الزمني مع العمر العقلي مختلفان، والعمر العقلي يكون متأخرا أكثر، فهو تأخر في قدرات اكتساب الطفل للمهارات، وربما يكون في البداية اكتسابه للمهارة الحركية كالجلوس والوقوف والسير يكون متأخرا عن أقرانه، والمهارات اللغوية كذلك، فهو يتأخر في اكتساب اللغات، وفي إصدار الأصوات، والمناغاة والمناداة وقول كلمات وتكوين جمل.

ربما يؤدي هذه الأشياء، ولكن بعمر بعد أقرانه الذين بعمره وعندما ينمو سيتضح أكثر تدني القدرات في المدرسة وغيرها.

الاختبارات التطورية

كيف يقاس النمو الذهني للفرد وكيف يقاس التأخر العقلي؟

٭ النمو الذهني والتأخر العقلي وجهان لعملة واحدة ويقاس بالاختبارات والتقييم فنحن كأطباء نعتمد على التاريخ المرضي وتاريخ الحمل والولادة لأننا لا ننظر إلى التشخيص فقط، ولكن نبحث عن سبب التأخر في النمو العقلي أو التأخر الذهني فننظر إلى الطفل من جميع النواحي: من ناحية التاريخ والفحص البدني الاكلينيكي.

وفي حالات متلازمة الداون ننظر إلى الشكل ونفحص القلب والأمعاء وهكذا وبعدها نعتمد على التقييم والاختبارات فإذا كان الطفل صغيرا في السن نعتمد على الاختبارات التطورية والتي تقيس قدراته في نواح متعددة كالناحية الحركية والناحية الذهنية، والناحية العملية والقدرات اللغوية وكذلك قدراته على التواصل والناحية الاجتماعية وبعدها نقيس الوقت الذي استغرقه الطفل لاكتساب مهاراته التي يحتاجها حسب عمره.

في العمر الأكبر وهو خمس أو ست أو سبع سنوات، نعتمد على اختبارات الذكاء وهي تقيس القدرات اللغوية والذهنية عن طريق الدمج، أو عن طريق الفصل.

ولكن في النهاية تعطينا نسبة ذكاء عامة، وهي تبين قدرات الطفل إذا كانت نسبة الذكاء متأخرة أو متدنية عن المتوسط فنعتبر أن لديه تأخرا ذهنيا.

التخلف العقلي

هل يمكن منع الإصابة بالتخلف العقلي؟

٭ يمكن لأن هناك أسبابا مرضية تؤدي إلى التأخر الذهني، من المهم جدا أن نقي الطفل من هذه الأمراض، منها المحافظة على صحة الحامل فمنذ الحمل تبدأ الوقاية، أو قبل الحمل يمكن للمرأة والزوج اللذين يخططان للحمل قبله بثلاثة اشهر ان يبدآ بالعناية بصحتهما بتناول الفوليك أسيد ليكون الحمل نوعا ما طبيعيا.

بعد حدوث الحمل، تحاول الأم الحفاظ على صحتها بتناول الفيتامينات والفوليك أسيد، وإذا كانت لديها مشاكل صحية كالسكر أو الضغط تعالجهما لأنها تؤثر على الطفل، ما يؤدي إلى تأخر ذهني، أو يؤدي إلى مشاكل صحية.

الشيء الآخر هو أنه عند الولادة يجرى مسح لبعض الحالات التي تشمل الأمراض الوراثية أو التي تتعلق بالتمثيل الغذائي والانزيمات، وهي موجودة في مستشفيات الكويت فيجرى مسح شامل لبعض الحالات القابلة للعلاج، لتتم السيطرة عليها، فتمنع التأخر الذهني، منها الغدة الدرقية، فإذا اكتشفت وعولجت يعيش الإنسان حياة طبيعية وإذا ولد الطفل بها يكون هناك نقص في وظيفة الغدة الدرقية.

فنقص الهرمون يؤدي إلى نقص في القدرات الذهنية والعلاج سهل فمجرد إعطاء هرمون الغدة الدرقية، يجعل الطفل يعيش حياة طبيعية ويكتسب مهارات بشكل طبيعي.

مرحلة الإعاقة

متى يدخل الشخص ضمن فئة الإعاقة العقلية؟

٭ عندما يكون لديه تأخر ذهني فالإعاقة العقلية تكون عند وجود مشكلة أو قصور في القدرات العقلية يعيق الطفل عن أداء واجباته في المجتمع بصورة طبيعية.

فهنا يدخل ضمن الإعاقة، والإعاقة معناها إعاقة الإنسان عن أداء وظيفته في المجتمع وليس معناها وجود مرض أو خلل، بل هذا يسمى قصورا في الإنسان، ولكن عندما يعيقه هذا القصور عن أداء وظائفه في المجتمع يصل إلى مرحلة الإعاقة فأي خلل يؤدي إلى قصور في القدرات العقلية وقصور في الاداء العقلي للإنسان، ما يعيقه عن أداء واجباته ويعيش حياته في المجتمع حياة طبيعية يدخل ضمن الإعاقة العقلية منها حالات الداون والتأخر الذهني وحالات التوحد.

ما الفرق بين التأخر العقلي والمرض العقلي؟

٭ المرض العقلي عادة يدخل ضمن الأمراض العقلية والنفسية كالشيزوفرينيا، وهي الفصام وتكون عادة في مستوى أقل فالأمراض العقلية تصل إلى مرحلة أعلى من العقل.

أما التأخر العقلي، فهو تأخر في القدرات وفي اكتساب المهارات وتأخر في الأداء العقلي أي كل ما يحتاجه العقل لكي يعمل وعادة تدخل ضمن القدرات الحركية اللغوية والفهم والأداء المدرسي.

مهارات التأقلم

ما مهارات التأقلم اللازمة لهؤلاء وما الفرق بينها وبين مهارات الذكاء؟

٭ مهارات التأقلم هي مهارات التدريب، فعادة الأطفال الذين يكون لديهم أي نوع من التأخر نحاول أن نجري لهم أنواعا من التدريب، تساعدهم لاكتساب المهارات المتأخرين فيها ويسرعون في ذلك وربما يكتسبون المهارات ولكن ببطء، فيمر الزمن أكثر من سرعة اكتسابهم للمهارات، فالبرامج التدريبية تساعد الطفل على اكتساب المهارات التي يحتاجها في الفترة الزمنية الموجود بها وفي العمر الزمني الذي يعيشه بصورة أسرع لتزيد من قدراته.

التأقلم هو تأقلمه مع الناس وتأقلم الناس مع قدراته دون أي ضغط عليه، ودون أن تحدث له مشاكل من المجتمع حوله ولكن التأقلم ليس بأهمية تدريبه وقدرتنا على تنمية مهاراته ومساعدته إلى ان يصل الى أقصى مهارات لديه، نستفيد منها بدلا من ضياعها.

هل ممكن للمعاق ذهنيا ان يتزوج؟

٭ يعتمد على أي مستوى من الإعاقة الذهنية، فصاحب الإعاقة الذهنية البسيطة يمكن ان يتزوج، ويتمثل مستوى الإعاقة في كم هو يعتمد على نفسه ويستطيع ان يتحمل احتياجاته اليومية، واحتياجاته الخاصة ويتحمل مسؤولية نفسه ومسؤولية أن يتزوج وان يكون لديه أولاد.

عادة بعض العائلات يزوجون المتأخر ذهنيا لمن يستطيع ان يهتم به ولكن يمكن ان يتزوج، ويعتمد على قدراته، باعتماده على أي مستوى وصل.

صعوبات التعلم

ما مدى انتشار صعوبات التعلم؟

٭ صعوبات التعلم فئة مختلفة عن التأخر الذهني فصعوبات التعلم عادة هي اختبارات الذكاء او قدرات الإنسان تكون طبيعية فهو من ضمن القدرات التي نطلق عليها «المتوسط» فالمتوقع ان قدرات الإنسان ونسبة ذكائه ضمن المتوسط، يستطيع ان يؤدي وظائفه ويستطيع ان يعمل ويتعلم، فإذا عدنا الى الطفولة، لرأينا ان الطفل عمله هو الذهاب الى المدرسة والتعلم.

فالمفروض ان يكون قادرا على التعلم، ولكن هناك نسبة من الأطفال ضمن المستوى المتوسط للذكاء، والقدرات الذهنية المتوسطة او الطبيعية لكن أداءهم في المدرسة في التعليم الأكاديمي متدن بطريقة غير متوقعة، حتى لو كانت متدنية وهي النجاح، ولو اننا متوقعون منه اكثر فبعضهم ينجح والبعض الآخر لا ينجح، فهنا ندخل في صعوبات التعلم الأكاديمي في تعلم القراءة والكتابة والتهجئة.

وكذلك في تعلم الحساب والرياضيات تكون لديهم صعوبات في تعلم باقي المواد، لأن كل هذه المواد تعتمد على القراءة والنسبة كبيرة نوعا ما قد تصل في بعض الدول من 5% ـ 10% من الأطفال.

متى تظهر صعوبات التعلم عند الفرد؟

٭ صعوبات التعلم كتشخيص، مرتبطة بالأداء المدرسي، ولكن هناك علامات مميزة قد تجعلنا نقلق وننتبه الى وجود مشكلة، فهذه العلامات قد تظهر في سن مبكرة، فمثلا يكون هناك تأخرا في الكلام، وطريقة التواصل بالروضة والحضانة مع ان الطفل في مرحلة الروضة الحركة وقلة التركيز مصاحبة لعمره من الناحية التطويرية في هذا العمر مناسبة، ولكن قد تستمر.

اختبارات الذكاء

صعوبات التعلم أساسا كتشخيص تتم في المدرسة باختبارات الذكاء والتقييم التي تكون في المستوى الطبيعي المتوسط، وكذلك الاختبارات والتقييم التحصيلي اي كمية تحصيله من العلم كلغة عربية او إنجليزية او رياضيات وهنا يتضح الفارق بينهم، ان القدرات الموجودة قدرات طبيعية وقد تكون عالية والتحصيل متدن، فالاختلاف بين الاثنين يدخلنا في مشاكل صعوبات التعلم.

بم يختلف الطلاب عن بعضهم البعض؟

٭ الاختلافات الفردية موجودة بين الأطفال لذلك كل صف يكون به الأول والمتوسط والمتدني ولكن لا نريد ان يفقد المتدني اكتساب مهارات تعليمية، ويفقد التعلم الذي يحتاجه فيما بعد في السنوات المقبلة.

فمن يكونون في الجزء الأقل يجب ان نتأكد انهم ليس لديهم مشاكل سببت هذا التدني، وزمننا هذا به مغريات كثيرة للأطفال، فبدلا من الدراسة، يتجهون الى الآيباد، والتلفزيون وأشياء أخرى، يستطيع ان يستفيد منها او يقضي وقته فيها فيعتمد على الأشياء التي يحبها الطفل، فأغلب الأطفال في المستوى الطبيعي من الذكاء يؤدون بنسب متفاوتة لكن يؤدون ويتعلمون بطريقة مرضية لهم.

فرط النشاط والتركيز

ما أسباب صعوبة التركيز؟

٭ صعوبة التركيز او اضطراب فرط النشاط وقلة التركيز به جزئيتان: قلة التركيز وفرط النشاط فالأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب ثلاثة أنواع: أطفال يعانون من فرط النشاط وتركيزهم طبيعي وأطفال يعانون من قلة التركيز، لكن نشاطهم جيد وأطفال يعانون من الحالتين معا وهما فرط النشاط وقلة التركيز، وهذه تسبب لهم مشاكل كثيرة، خاصة بالمدرسة لأنهم يكونون كثيري الحركة، يزعجون الطلبة والأساتذة، ولا ينتبهون ولا يجاوبون وهؤلاء نسبة ذكائهم وقدراتهم طبيعية ولكنهم يفقدون القدرة على التعلم، ويصاحبه صعوبات التعلم، حين يدخل في هذا الموضوع تصبح هناك مشاكل أكبر.

ومن لديه فرط نشاط وسلوك نوعا ما متعب للمدرس وللفصل ولديه قصور او صعوبة في التعلم، فهذه الأشياء تجعلنا نطلق عليه مسميات كثيرة مثل مهمل، ولا تركز ومزعج وغبي.

وعلينا ان نعرف ان هؤلاء الأطفال طبيعتهم كذلك لا يقصدون ان يكونوا مزعجين او مهملين.

المراهقة وصعوبات التركيز

أوضحت د.فاطمة العوضي ان صعوبات التركيز يمكن ان تظهر متأخرة عند المراهقة، وذلك لأنهم لا يشخصون في مرحلة الطفولة، فعندما يدخل الطفل في مرحلة المراهقة، تظهر المشاكل أكثر، خصوصا من لديه فرط نشاط وقلة تركيز فهؤلاء لديهم جزئية التركيز أكثر من جزئية فرط النشاط وأغلبهم من البنات اللواتي تتضح عندهن مشكلة التركيز أكثر ولكن الأولاد يكون لديهم فرط النشاط أكثر ولا يقيمون، لأنهم غير مزعجين.

وربما في بداية أعمارهم يكون تركيزهم قصير فلا يستطيعون تسيير حياتهم الدراسية وعندما يحتاجون تركيزا أكثر عندما يكبرون يتعبون، فهؤلاء الذين لم يشخصوا وعندما وصلوا الى مرحلة المراهقة بدأت المشاكل تتضح، وربما تكون الأمور ليست لها علاقة بالاضطراب إنما هي طارئة مثل فترة البلوغ والهرمونات، وحياتهم تبدأ تتغير.

فعندما يدخل الشخص في فترة المراهقة ويحاول ان يبحث عن نفسه ويثبت نفسه ووجوده ويفرض شخصيته عندها تبرز مشاكل السلوكيات ومنها: فرط النشاط والعناد، والرد على الأهل، وارتفاع صوته، وهنا يدخل في مشاكل لها علاقة بهذه الفترة.

الكويت تحتضن مؤتمراً طبياً عن صعوبات التعلم

أشارت العوضي الى ان الجمعية الكويتية لاختلافات التعلم ستنظم المؤتمر الدولي الثاني المتخصص في صعوبات التعلم واضطراب تشتت الانتباه ـ فرط النشاط «تقييم وعلاج» بالتنسيق مع شركة فوزية السلطان التعليمية وجمعية الشرق الأوسط النفسية، وذلك في الأول والثاني من شهر فبراير المقبل ويهدف المؤتمر الى تسليط الضوء على أهمية التشخيص وعمليات التقييم النفسي ـ التربوي في تحديد التدخلات العلاجية النفسية والتربوية الضرورية، ليحقق الطلاب الذين يعانون صعوبات التعلم نجاحا دراسيا يؤهلهم الى عيش حياتهم بفاعلية.

ويشهد المؤتمر في دورته الثانية مشاركة كوكبة من المتخصصين تبلغ 64 محاضرا متخصصا من الكويت، وعدد من الدول العربية، والهند، والولايات المتحدة الأميركية، وبريطانيا.

المرض… واجهوه بالأمل والتفاؤل

يخشى الجميع المرض، أو أقله الأمراض الخطيرة لهذا السبب، يصعب على الناس أحيانا التلفظ بكلمة «سرطان»، ولابد من بذل جهد كبير للتحدث عن هذا الموضوع بشكل تلقائي.

من الملاحظ أيضا أن المحيط الاجتماعي يبتعد أحيانا عن الشخص المريض كما لو كان مصابا بمرض معد. ينطبق ذلك على حاملي فيروس الإيدز أو المصابين بأمراض نادرة تشعر الناس بالانزعاج كونهم لم يعتادوا مواجهة حالات مماثلة. تنشأ العلاقة المعقدة نفسها عند مقابلة أو معاشرة أشخاص أو أطفال معوقين. فيعمد الناس غالبا إلى الابتعاد عنهم.

حين يبدي الناس هذا النوع من المواقف، يصعب عليهم الاعتراف بأن المشكلة تكمن فيهم. كذلك، يصعب عليهم تخيل ما سيشعرون به فعليا في حال تلقوا هذا النوع من الأخبار السيئة.

قد يحاول المحيط أحيانا الانسحاب، لكن يصعب فعل ذلك على المدى الطويل أو المتوسط حين يصاب المرء نفسه بالمرض. وحتى لو كان الأشخاص المقربون من المريض لا يفارقونه، إلا أن خبرا مماثلا قد يبث فيه شعورا عميقا بالوحدة.

نظريا، من المعروف أنه يستحيل علينا وضع أنفسنا في مكان الآخر. وحين تكون حياة هذا الآخر عرضة للخطر، من الطبيعي أن أحدا لا يستطيع فعليا التخفيف من الصدمة التي يواجهها.

الإعلان عن الإصابة

يرتفع عدد المرضى الذين يلومون الأطباء على إعلان إصابتهم بمرض السرطان تحديدا أو إعاقة تطاول أحد أطفالهم بطريقة لا تراعي مشاعرهم.

يواجه الأطباء والممرضات هذا النوع من الإشكاليات بشكل متواصل، بل يوميا أحيانا، فيضطرون إلى التعامل عادة مع أشخاص لا يمتون إليهم بصلة، وبالتالي من الطبيعي أن يصبح الأمر عاديا بالنسبة إليهم مع مرور الوقت، فيبدو عليهم شيء من اللامبالاة عند إعلان الخبر السيئ.

لذا بدأت بعض الجمعيات تطالب بتوعية الأطباء حول هذا الموضوع وضرورة القيام بهذه المهمة بكل هدوء، مع ذكر التحذيرات المتعلقة باستعمال العلاجات.

عمليا، لا تعني البراعة في تشخيص الأمراض والكفاءة العالية في المجال الطبي بالضرورة التمتع بالقدرة على فهم حالة المريض النفسية. حتى أن بعض الأطباء يكون مقتنعا بأنه يتلقى أجره مقابل تقديم أفضل العلاجات للمرضى من دون أن يتخطى الأمر حدود ذلك.

لكن من المفيد أن يحاول الطبيب وضع نفسه مكان المريض والتساؤل عن الطريقة السليمة لإعلان خبر مماثل لزوجته مثلا أو لأي فرد من عائلته. صحيح أن قول الحقيقة عامل أساسي، لكن من الضروري أيضا إعطاء المريض فسحة أمل.

لا شك في أن مهمة الإعلان عن الأخبار السيئة ليست سهلة بأي شكل، إذ يتطلب الأمر تعاطفا شديدا وإحساسا صادقا وتدريبا حقيقيا في حال الافتقار إلى الخبرة في هذا المجال.

غالبا، تنجم حالة الهلع التي يشعر بها المريض عند إحساسه باقتراب الموت. يختلف الأمر عن التعرض لحادث سيارة أو إصابة رياضية، إذ يبقى هذا الاحتمال بعيدا وغير مرجح. لكن حين يصاب المرء بالمرض، يبدو له أن شبح الموت يقترب منه، حتى لو تحقق الشفاء بعد العلاج.

في لحظة تلقي الخبر، يترسخ الخوف في دماغ المريض، إلى جانب الشعور بفقدان السيطرة على الجسم، الأمر الذي أدى في الأصل إلى تطور المرض بصمت. هذا الشعور باقتراب النهاية الأصعب حتما لحظة تلقي الخبر وفي الأيام التي تليه. كذلك، يشكل هذا الخبر صدمة بالنسبة إلى العائلة والمقربين من المريض، إذ ستشهد حياتهم أيضا انقلابا جذريا.

ردة الفعل الأولى

تكون ردة فعل المريض غالبا سلبية نسبيا في البداية، وفي هذا المجال تؤدي ردة فعل أفراد العائلة دورا أساسيا. قد تشمل ردة الفعل جميع أنواع المشاعر من ثورة، وأسى، وبكاء، وصمت، والبحث عن الوحدة، ونوبات الجنون. تبرز أهمية الدعم النفسي في هذه المرحلة، وسرعان ما يسود التفكير المنطقي لدى الجميع وتبدأ العلاجات الطبية الإلزامية خلال فترة قصيرة.

يستلزم الوضع غالبا مساعدة علم النفس، لكن تبقى هذه الخطوة طوعية. يوافق عليها عدد كبير من المرضى الذين يشعرون بحاجتهم إلى ذلك أو ببساطة يفكرون بأن الأمر لن يضرهم.

في المقابل، يفضل آخرون مواجهة وضعهم من دون تلقي مساعدة من هذا النوع، بل عبر اللجوء إلى الشريك أو صديق مقرب، أو شقيق، أو أم، أو زميل.. لكن يميل البعض أيضا إلى الغرق في حالة من الصمت، لكن سرعان ما يحل اليوم الذي يشعرون فيه بضرورة التعبير عن حالتهم بطريقتهم الخاصة.

قد تتكامل المقاربتان بما أن المقربين من المريض يعرفونه جيدا ويكونون مستعدين لتقبل ردود فعله الأكثر تطرفا، بينما يتصرف الطبيب النفسي بناء على نظرته الموضوعية وخبرته الواسعة في هذا المجال.

ولا ننسى أن المرضى لا يعبرون بالضرورة عن مشاعرهم بالطريقة عينها أمام شخص قريب وآخر يعتبر غريبا.

شعور بالظلم

لكن علينا ألا ننسى أن الصدمة، مهما كانت عنيفة بالنسبة إلى المريض، فهي تكون كذلك بالنسبة إلى الأشخاص الذين يحبونه أيضا، لذا تتأثر الأسرة بأكملها بهذا الحدث المؤسف. تتمثل ردة الفعل الطبيعية عادة بالسؤال التالي: «لماذا أنا؟ أو لماذا هو/ هي؟»، غالبا، ينشأ شعور بالظلم، لكن سرعان ما يتلاشى مع مرور الوقت، لأن المريض يشاهد حالات مماثلة أو أصعب من حالته حين يواظب على زيارة المستشفى.

يستفيد المريض فعليا من التعرف إلى أشخاص عانوا الحالة نفسها، مثل بتر الأطراف أو الصدمات الحادة، ومع ذلك لايزالون صامدين وقادرين على التحدث معه ومساعدته وطمأنته بوجود أمل بالشفاء. لكن يجب ألا تحصل هذه المواجهة مع مرضى آخرين في مرحلة مبكرة، لأن المرء يكون تحت أثر الصدمة وفي حالة من الثورة على واقعه.

التكلم لتفريغ المشاعر

يساهم الطبيب النفسي في إعطاء المريض فرصة التكلم عن حالته، فضلا عن التوصل إلى هدوء نسبي يسمح له باستيعاب المعلومات المتعلقة بالعلاج، إذ يصعب عليه في البداية فهم المعلومات والمؤشرات التي لا ترتبط بالمرض.

بالتالي، لا يمكن استيعاب طبيعة العلاج ونتائجه إلا بعد فترة من الوقت.

كذلك، قد يساعد الطبيب النفسي في توجيه المريض على طريق العلاج وإقناعه بمنافعه. يظن بعض المرضى في المرحلة الأولى ألا أمل في الشفاء، وبالتالي لا ضرورة للخضوع الى العلاجات التي يصعب تحملها أحيانا.

لا يجب تجاهل دور الطبيب النفسي إذن، بل على المريض أن يشعر بالراحة في هذا النوع من العلاقات، علما أنه يستطيع إيقاف الجلسات والتوجه إلى شخص آخر.

لا داعي للخضوع الى علاج نفسي على المدى الطويل بل تكفي الاستفادة من شخص يصغي إليك لفترة محددة أو الاستعانة بمساعدة أحد الاختصاصيين عندما يشعر المريض بالحاجة إلى ذلك. ولا يتعلق الأمر بحل المشكلة بل بتقبلها بغية مقاربة الوضع بطريقة أوضح واستيعاب الخيارات الممكنة.

ضيفتنا في سطور

د.فاطمة العوضي، استشاري طب الأطفال التطوري، حاصلة على شهادة الطب من جامعة الكويت عام 1987 وحاصلة على دبلومة في طب الأطفال من جامعة ايرلندا عام 1989، زميلة في الكلية الملكية البريطانية من لندن وحاصلة على التخصص الدقيق في الطب التطوري والإعاقة من جامعة أدنبرة في اسكتلندا عام 2000.

رئيسة وحدة الطب التطوري من عام 2000 وحتى عام 2005، والآن تعمل في العيادة الخاصة.

شاركت في عدة مؤتمرات وعملت مع المجلس الأعلى للمعاقين من عام 2001 الى عام 2011 وهي زميلة الأكاديمية الأميركية لشلل الأطفال والطب التطوري.

زميلة الأكاديمية الأوروبية لإعاقات الطفولة وهي الآن عضوة في مركز تقويم وتعليم الطفل وعضوة في الجمعية الكويتية لاختلافات التعلم.[/B]

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3603 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 3942 0
خالد العرافة
2017/07/05 4525 0