0 تعليق
772 المشاهدات

الاستشارية التربوية د. هدى شعبان: كل طفل يعاني صعوبات التعلم قادر على النجاح



[B]

تركز الجمعية الكويتية لاختلافات التعلم برئاسة أمل الساير جهودها وفعالياتها على زيادة الوعي بموضوع صعوبات التعلم واضطراب فرط النشاط وتشتت الانتباه، وتسليح اولياء الامور والمختصين بالمعرفة اللازمة بكل ما يتعلق بهذا الموضوع، وخاصة بآليات التشخيص والتعامل التربوي العلاجي مع الطلبة الذين يعانون من هذه الصعوبات والمشاكل. وبينت د. هدى شعبان، الاستشارية التربوية ورئيس قسم التطوير والتنمية في الجمعية، قائلة:

– نقدم خدماتنا للفئة التي تعاني من صعوبات التعلم مع ذكاء متوسط وما فوق. ونؤمن بأن كل طفل يعاني من صعوبات التعلم، قادر على التعلم والنجاح في المدرسة والعمل والحياة الاجتماعية. ومن اهم مقومات هذا النجاح الوعي بطرق التشخيص والعلاج الافضل لكل طفل. ونعكف على التوعية من خلال حملات توعية سنوية تتضمن محاضرات ودورات ومؤتمرات في مدارس القطاع التعليمي الخاص. واطلقنا أخيرا حملة بعنوان «انا لست مشكلة، انا اعاني من مشكلة» شملت عمل ورشات عمل لأولياء الامور والمدرسين.

الفرق بين الصعوبة وفرط النشاط

سبب التمييز ما بين صعوبات التعلم واضطراب فرط النشاط وتشتت الانتباه يعزى الى كونهما حالتين منفردتين بحد ذاتهما، بحيث قد تجتمعان او قد يعاني الطفل من حالة دون الاخرى. ولتوضيح كل منهما، قالت د. شعبان:

– يعنى مصطلح صعوبات التعلم بمن لديه إعاقة تعليمية او صعوبة معينة تعيق وتصعب اكتسابه لمفاهيم ومهارات اكاديمية واجتماعية ويندرج تحتها الكثير من الحالات. ومن اكثرها شيوعا: الديسلكسيا (عسر القراءة)، الديسجرافيا (صعوبة الكتابة)، والديسبراكسيا (صعوبة التناسق الحركي).

اما مصطلح اضطراب فرط النشاط وتشتت الانتباه (ADHA)، فيشير الى الطفل الذي لا يتمكن من السيطرة على فرط حركته المزمن والاندفاع، وقد يرافق هذا الاضطراب عدم القدرة على التركيز والانتباه مما يشتت انتباهه او لا يرافقه، كما قد ترافق احدهما او كليهما صعوبة من صعوبات التعلم ايضا. وغالبا ما يلحظ معاناة هذه الحالات من خلل في الوظائف العقلية التنفيذية الاساسية التي تعنى بالذاكرة والتنظيم والادراك. ومن هنا تتضح خصوصية كل حالة وأهمية التشخيص وتحديد نقاط الضعف للطالب حتى يمكن وضع افضل طريقة تربوية علاجية للتعامل معه ومساعدته في تخطي الصعوبات وتحقيق النجاح.

ملاحظة ومتابعة

لا بد من التمييز بين الاختلافات الفردية في تطور الاطفال النمائية الطبيعية، وبين من يعاني الصعوبات او مشكلات في التعلم. ففي سن 3-4 سنوات (مرحلة الحضانة)، من الطبيعي ان يكون هناك تفاوت في تعلم الاطفال للمفاهيم او تطبيقها، ولكن لا بد من ان يكونوا قد اكتسبوا مهارات اساسية مثل اللغة والنطق.

وغالبا ما ترتبط صعوبات التعلم بمشاكل نمائية تتمثل في اضطراب العمليات الذهنية مثل التذكر والادراك والانتباه والتركيز.

وعند ملاحظة مواجهة احد الاطفال للصعوبات، يجب وضعه تحت الملاحظة والمتابعة والاهتمام. وغالبا ما تشخص الحالات مع بدء المرحلة الابتدائية، لوضع خطة التعامل المثلى مع نقاط ضعف الطفل.

الديسلكسيا

الديسلكسيا اضطراب يندرج تحته كل من يعاني صعوبة في التعامل مع اللغة سواء في القراءة او الكتابة او استخدامها، وفيها يلحظ على الطالب مشاكل في التهجئة والقراءة والكتابة. وحول التشخيص قالت د. شعبان:

– تشير ابحاث دول العالم المتقدم الى امكان تشخيص اصابة الجنين بهذه الحالة وهو في رحم الام باستخدام علم الجينات، ولكننا في دولنا لا نتمكن من تشخيص الحالة بدقة الا بعد بدء تعامل الطفل مع اللغة بشكل أكاديمي (مرحلة التعليم الابتدائية).

طرق تشخيص إعاقة خفية

يمكن تسميتها بالإعاقات الخفية لان من يعاني منها يبدو طبيعيا في جميع اموره فيما عدا بعض الامور الخاصة. فهو لا يعاني من تدن في قدراته العقلية، وفسرت د. شعبان:

– قد يلحظ المدرس ان طالبا ينسى دائما ما يتعلمه او لا يتمكن من القراءة ويعتقد أنه كسول ويوبخه على تقصيره، بينما يكون في الحقيقة يعاني من صعوبة في التعلم. لذا، لا بد من رفع درجة وعي التربويين حتى يتمكنوا من اكتشاف من يعانون الصعوبات. لكن لا يجب عليهم التشخيص، بل ابلاغ ولي الامر ومن ثم تحويله الى الجهات المختصة للتقييم والتشخيص. فقد يكون ما يلاحظه المدرس من اعراض على الطالب لا ترجع الى صعوبة في التعلم بل الى مشكلة خارجية مثل ظروف اسرية او مرضية او حالة وفاة مثلا.

فرط النشاط وتشتت الانتباه

بالنسبة للطالب الذي لديه اضطراب فرط النشاط وتشتت الانتباه ADHD، فهو يتمتع بذكاء متوسط وما فوق، ويفكر خارج النطاق التقليدي للأمور، ومشكلته الرئيسية تكمن في عدم قدرته على الهدوء او التوقف عن الحركة. وفي حالات كثيرة يرافق ذلك ايضا ضعف قدرته على تركيز انتباهه على امر ما لفترة طويلة، ولا يتمكن من الالتزام بالقوانين والروتين ايضا.

بالإضافة الى ذلك، غالبا ما يكون لديه خلل في الوظائف الدماغية التنفيذية الاساسية: كالذاكرة والادراك والتنظيم. والنظر الى تشعبها، فمن المهم تشخيص الحالة ونقاط الضعف بدقة لتحديد طريقة التعامل الافضل وليتمكن الطالب والاسرة من تخطي المشاكل. وللتوضيح، تعزى هذه المشكلة إلى وجود خلل في مناطق دماغية معينة، ويعرف بأن الوراثة تعد عاملا اساسيا في الاصابة بها.

لذا، من الخطأ اعتقاد اولياء الامور أن اضطراب الطفل يرجع الى سوء تربيتهم او مشاكل نفسية في حين انها ترجع الى مشكلة فسيولوجية بحتة. كما لم تزد نسبة الاصابة بها ايضا مقارنة بالقرن الماضي، ولا تزال مشابهة لنسب الاصابة في دول العالم التي تتراوح بين 7 – %12 ولكن يرجع انتشار تشخيص هذه الحالات بين الطلبة الى زيادة الوعي بها، وتوافر الادوات اللازمة لاكتشافها مبكرا.

مؤتمر متخصص في فبراير

بناء على نجاح المؤتمر السابق الذي تناول مواضيع صعوبات التعلم واضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه بشكل عام، حيث تجاوز عدد الحاضرين 2500 شخص، سيعقد هذه السنة في 1 – 2 فبراير مؤتمر عالمي متخصص مقسم الى محورين، محور التقييم والتشخيص الموجه الى قطاع العاملين في طب الاطفال، ومحور الاستراتيجيات التربوية العلاجية الموجه الى المدرسين والتربويين واولياء الامور. وتحاضر فيه مجموعة مختارة من الخبراء العالمين، وسيتضمن 44 ورشة عمل وعرضا للمستجدات والابحاث الحديثة وندوات نقاشية مع المختصين والخبراء.

ووجهت د. شعبان رسالة الى اولياء الامور وقالت:

– اشجع اولياء الامور على حضور مؤتمر بهذا الحجم وعلى ان لا يكتفوا بترك الساحة للمعلمين لمساعدة ابنائهم. فمن الضروري ان يلعبوا دورا اساسيا في حياة اطفالهم ويزيدوا من وعيهم بطرق التعامل الصحيحة مع حالات اطفالهم وصعوباتهم. فهذا سيسهل من حياة اطفالهم ومن حياتهم الاسرية ايضا.[/B]

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3603 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 3942 0
خالد العرافة
2017/07/05 4525 0