0 تعليق
1011 المشاهدات

متلازمة الشلل الدماغي



متلازمة الشلل الدماغي

اعداد :محمد فوزى يوسف

 

إن مصطلح متلازمة الشلل الدماغي (Cerebral Palsy Syndrome {C.P.S}) مصطلح حديث نسبياً مقارنة بالتسمية الشائعة أو المتعارف عليها والمتداولة بين الناس والأشخاص الذين يتعاملون مع هذه المتلازمة – وهي عبارة أو مصطلح الشلل الدماغي أو الشلل المخي – وهي بشكل عام أي متلازمة الشلل الدماغي مصطلح يطلق للإشارة إلى مجموعة من الأطفال الذين تظهر لديهم مجموعة من الأعراض أو العلامات والاضطرابات في مجال الحركة وعملية التوازن والوضعية الجسمية السليمة والتي غالباً ما تنتج عن إصابة أو تحطم في أحد أجزاء الدماغ البشري خلال المرحلة الجنينية أو الطفولية الأولى والذي يؤثر بدوره في تناغم وتوازن حركة العضلات والحركات الإرادية عند هؤلاء الأطفال وتستمر هذه الأعراض معهم مدى الحياة بدرجات متفاوتة وأشكال مختلفة.

وتعتبر متلازمة الشلل الدماغي من أكثر أسباب الإعاقة الحركية عند الأطفال وتحتاج إلى الكثير من الإمكانيات في علاجها والحد من مشاكلها المصاحبة. وكان هذا الامر معروفاً منذ قديم الزمان حيث كانت هناك حالات كثيرة تشابهت أعراضها مع أعراض متلازمة الشلل الدماغي حيث دلت بعض المنحوتات والتماثيل الفرعونية القديمة أنها لأشخاص كانوا من ذوي متلازمة الشلل الدماغي.

لم تحظ متلازمة الشلل الدماغي بالاهتمام الكافي إلا في القرن التاسع عشر الميلادي عندما قام الطبيب الجراح وليام ليتل (Little) في عام 1843 بوصف الأعراض المصاحبة لمتلازمة الشلل الدماغي وصفا طبيا وذلك من أجل الكشف المبكر عن هذه الحالات وقد حدد هذه الأعراض في كتابه (التشوهات) الذي نشره في عام 1853 وذكر فيه أن التشوهات تعود إلى تأثير عصبي، ثم بدأت متلازمة الشلل الدماغي تعرف بمرض ليتل (Little Disease) آنذاك.

في العام 1897 قام سيجموند فرويد بعمل بحث على 35 طفلاً أشار فيه إلى وجود علاقة بين الأطفال الخدج والإصابة بمتلازمة الشلل الدماغي. أما في العام 1900 فقد بدأ الاهتمام في علاج متلازمة الشلل الدماغي حيث قام الدكتور برنسون بعمل تمارين عضلية لمعالجة ذوي متلازمة الشلل الدماغي. وفي عام 1916 قامت كولبي بتطوير بعض التمارين الجسدية للشلل الدماغي وبعض هذه التمارين ما يزال يستخدم حتى الآن مع بعض التعديل. وكذلك في العام 1937 تم إنشاء أول مركز رئيسي لمعالجة متلازمة الشلل الدماغي وقد أنشأه الدكتور فيلبس. ثم ازداد الاهتمام بالمشلولين دماغياً بعد الحرب العالمية الثانية حيث ظهر علم العلاج الطبيعي كفرع من العلوم الطبية وفي عام 1947 أنشأت الأكاديمية الأمريكية للعناية بمتلازمة الشلل الدماغي. وتوالت الاهتمامات والنظريات حيث ظهرت بوباث في الخمسينيات وفويتا في الستينيات وبيتو في السبعينيات وفي الوقت الحاضر يوجد العديد من المراكز المتخصصة بمعالجة متلازمة الشلل الدماغي.

ومع بداية العام (2000) أي في بداية القرن الواحد والعشرين تعالت الأصوات ليطلق على مجموعة الأعراض هذه اسم (متلازمة الشلل الدماغي) (Cerebral Palsy Syndrome {C.P.S}) وإلغاء التسمية القديمة وذلك لأنها تتكون من جمع مختلف من الأعراض والتي تتنوع بين شخص وآخر ومن النادر أن نجد شخصين لديهما نفس الجمع بين هذه الأعراض.

مفهوم متلازمة الشلل الدماغي

لقد تعددت المحاولات لوضع تعريف شامل ودقيق لمتلازمة الشلل الدماغي ومن هذه التعريفات المتعددة:

 

  • اضطراب حسي حركي يحدث نتيجة عدم اكتمال نمو الدماغ قد تصاحبه مشكلات في النطق والسمع والإبصار وأنماط متعددة من اضطرابات الإدراك والإعاقة العقلية ونوبات الصرع (بوباث 1980).
 

  • اضطراب في الحركة يحدث بسبب تلف في مناطق الحركة وهذا الاضطراب لا يزداد سوءا مع الأيام (باكس 1964).
 

  • خلل دائم ـ ولكن قابل للتغيير ـ في الحركة والوضعية ويكون الخلل غير متطور يصيب الدماغ الغض (بيرت 1991).
 

  • اضطراب مستمر في الأداء الحركي والوضع الجسمي ناتج عن عملية مرضية غير متنامية للدماغ غير مكتمل النضج (ايكاردي وباكس 1992).

وهناك مجموعة أخرى من التعريفات:

 

  • إصابة مبكرة وغير متطورة ـ لا تزيد مع الأيام ـ تصيب الأنسجة العصبية في الدماغ وتؤدي إلى مجموعة من الأعراض التي تؤثر على أجهزة الجسم المختلفة ويعتمد ذلك على شدة ومكان الإصابة.
 

  • اضطراب نمائي ينتج عن خلل في الدماغ ويظهر على شكل عجز حركي تصحبه غالباً اضطرابات حسية أو معرفية أو انفعالية.

وهناك تعريف آخر شمل معظم التعاريف:
هو متلازمة تستخدم لوصف عدد من الاضطرابات الحركية والأوضاع والقوام الجسمي تتميز بخلل في الحركات الإرادية ناتج عن مشاكل نمائية تحدث قبل أو خلال أو بعد الحمل مؤدية إلى خراب في الجهاز العصبي المركزي قبل عمر الخمس سنوات من حياة الإنسان وهو عبارة عن مصطلح وليس تشخيص للتعريف بالأطفال الذين لديهم هذا الاضطراب غير المتطور في أشكال من التيبس والخزع أو الحركات غير الإرادية (مارك 1998).

ومن جميع التعريفات السابقة خلص الخطيب (1992) إلى أن متلازمة الشلل الدماغي هي:

 

  • ناتجة عن تلف في أنسجة الدماغ.
 

  • تكون الإصابة في المراحل العمرية المبكرة.
 

  • الاضطراب يتمثل في الأنماط الحركية والأوضاع الجسمية.
 

  • اضطراب الحركة مزمن ولكن لا يزداد سوءا مع الزمن.
 

  • تستجيب للتدخل العلاجي وخصوصا المبكر ولكن في الوقت ذاته فهي غير قابلة للشفاء التام.
 

  • ليست وراثية باستثناء بعض الحالات النادرة.

نسبة انتشار متلازمة الشلل الدماغي

دلت الدراسات أن متلازمة الشلل الدماغي يمكن حدوثها لدى جميع فئات المجتمع فهي لا تتصل بالعرق أو اللون أو الوضع الاقتصادي فيمكن أن تصيب الغني والفقير الأبيض والأسود.

ومن المعروف أن نسبة انتشار متلازمة الشلل الدماغي متباينة وغير محددة وذلك يعود إلى الاختلاف في التعريف المعمول به وكذلك إلى أدوات التشخيص المتنوعة والمتعددة،.. فمثلاً النسبة في معظم البلدان المتقدمة تتراوح بين 1 إلى 3 بالألف من مجتمع الأطفال، وكذلك تشير الدراسات الحديثة إلى أن نسبة شيوع متلازمة الشلل الدماغي في البلدان النامية قد تصل إلى 5 حالات لكل ألف أو 1:200.

في حين أشارت بعض الدراسات إلى انخفاض نسبة الإصابة بمتلازمة الشلل الدماغي في بعض الدول، وفي دراسات أخرى تشير إلى أنها قد ازدادت أو لم تتغير (أي بقيت النسبة ثابتة).

أما بخصوص الجنس فإنها تصيب الذكور أكثر من الإناث حيث تبلغ النسبة 55% للذكور مقابل 45% للإناث من ذوي متلازمة الشلل الدماغي.

ولكن للأسف لا تتوفر أية دراسات دقيقة في الوطن العربي حول نسبة انتشار الإصابة بمتلازمة الشلل الدماغي في البلدان أو المجتمعات العربية ولكن أشارت نشرات مؤسسة العناية بمتلازمة الشلل الدماغي في المملكة الأردنية الهاشمية إلى أن نسبة انتشار متلازمة الشلل الدماغي في الأردن تبلغ حوالي (7 ) لكل (1000) شخص وهي دراسة محدودة وقديمة. (E 16,20).

وفي دراسة تحليلية حديثة تم نشرها مؤخراً في مجلة علم أعصاب الأطفال الدورية العدد الرابع والصادر بتاريخ (4/11/2006) في الصفحة من 251 إلى 255 حول العلامات السريرية لمتلازمة الشلل الدماغي في الأردن من خلال دراسة تحليلية لما مجموعه (200) طفل وطفلة.

وتتلخص هذه الدراسة التحليلية من خلال تقييم الصفات السريرية لما مجموعه (200) طفل وطفلة لديهم متلازمة الشلل الدماغي في الأردن من مواليد ما بين عامي 1990 و 2005 تمت مقابلتهم في ثلاثة مستشفيات تعليمية في الأردن وهي مدينة الحسين الطبية ومستشفى الأميرة رحمة التعليمي ومستشفى الملك عبد الله الجامعي، حيث تم تجميع البيانات من خلال الفحص السريري ومقابلة الأهل. وقد أشارت نتائج هذه الدراسة إلى أن متلازمة الشلل الدماغي التشنجي شكلت ما نسبته (64.5%) من مجموع الأطفال وكذلك شكلت نسبة الأطفال الذين لديهم متلازمة الشلل الدماغي الرباعي (36%) من مجموع الأطفال حيث كان هذا النوع من أكثر الإصابات شيوعاً، أما متلازمة الشلل الدماغي التخبطي فشكلت ما نسبته (10.5%) بينما كانت نسبة شيوع النوع الخزعي (18%) من مجموع الحالات وكان هذا كله في حالات متلازمة الشلل الدماغي الولادية، أما في حالات متلازمة الشلل الدماغي الناتجة عن نقص الأوكسجين فشكلت في مجموعها (33.5%) من مجموع الأطفال .

كذلك أوضحت الدراسة أن نسبة شيوع الإصابة بالنوبات الصرعية للأطفال الذين لديهم متلازمة الشلل الدماغي والتي شملتهم عينة الدراسة بلغت (56%) وهي من أكثر المشاكل المصاحبة شيوعاً بناءً على ما ظهر في هذه الدراسة.

كذلك لوحظ في هذه الدراسة إلى أن ما نسبته (15.5%) ممن شملتهم العينة أظهرت صورهم الشعاعية بواسطة الرنين المغناطيسي للدماغ أنها كانت طبيعية.

العلامات المبكرة لمتلازمة الشلل الدماغي

هناك مجموعة من المظاهر التي يمكن ملاحظتها بشكل مبكر والتي قد تحمل دلائل على الإصابة بمتلازمة الشلل الدماغي وبالتالي يمكن الحصول على البرامج والخدمات العلاجية بشكل مبكر مما يقلل من مخاطر العجز في المستقبل ومن أهم هذه العلامات المبكرة:

 

  • صعوبة بالرضاعة.
 

  • تأخر في ظهور المنعكسات الأساسية الأولية.
 

  • يكون الطفل لديه هدوء شديد أو بكاء شديد.
 

  • تشنج في الأطراف العلوية أو السفلية (مثل صعوبة في أبعاد الأرجل عند غيار الحفاض).
 

  • ارتخاء في الأطراف أو العنق.
 

  • خروج اللسان بشكل متكرر.
 

  • التأخر في استخدام الأيدي أو استخدام إحدى اليدين دون اليد الأخرى.
 

  • ازرقاق في الشفاه أو الشحوب.
 

  • نوبات تشنج أو حالة من الصرع.
 

  • التأخر في الاستجابة للمثيرات الخارجية.
 

  • ضعف القدرة على التركيز البصري على المثيرات البصرية المحيطة.
 

  • التحكم المبكر بالرأس قبل سن شهرين له دلالة كما للتأخر بالتحكم.
 

  • بقاء اليد منقبضة ويكون الإبهام داخل القبضة.
 

  • أطفال الخطر (وهم الأطفال الذين تكثر لديهم احتمالية الإصابة بمتلازمة الشلل الدماغي مثل تعرض الام للأشعة أو الحصبة أو إصابات معينة).

أسباب متلازمة الشلل الدماغي

لم يستطع العلم الجزم بأسباب متلازمة الشلل الدماغي فهناك أكثر من 50% من حالات متلازمة الشلل الدماغي غير معروفة السبب إلا أن أكثر الأسباب احتمالية هي تلك الأسباب المتعلقة بالحمل والولادة. وتقسم الأسباب أو العوامل المؤدية إلى متلازمة الشلل الدماغي:

1

  • الأسباب الجينية والوراثية أو الخلقية (الفطرية): وهي الأسباب التي لها علاقة بالجينات الموروثة والطفرات الوراثية مثل اضطراب في تكوين الجينات العصبية أوفي الخلايا الدماغية وتكوينها أو ضمور في نمو الخلايا الدماغية.
2

  • الأسباب المتعلقة بالحمل والولادة: وهي من اكثر الأسباب احتمالية وشيوعا وتقسم إلى:عوامل ما قبل الولادة (خلال فترة الحمل): مثل مضاعفات الحمل كالنزيف وتسمم الحمل والإصابة بالسكري والأمراض الفيروسية كالحصبة الألمانية أو التعرض للأشعة السينية وتناول الأدوية بدون استشارة الطبيب بالإضافة إلى تعاطي الام الكحول أو المخدرات أو الإدمان على التدخين كذلك عدم المباعدة بين الولادات أو التعرض لإصابات مباشرة.عوامل خلال الولادة: مثل الولادات المتعسرة والمبتسرة بكافة أشكالها كتعرض الطفل للاختناق أو النقص الحاد بالأوكسجين وتعرض الأم للنزيف الحاد عند الوضع.

    أسباب بعد الولادة مباشرة:مثل التعرض لليرقان الشديد، الإصابة بالانتانات الجرثومية والفيروسية، الإصابات أثناء الولادة.

3

  • الأسباب المكتسبة خلال المراحل العمرية الأولى للطفل (أسباب رضية والتهابية): كالحوادث بشكل عام مثل السقوط أو الضربات المباشرة على الرأس أو الالتهابات الدماغية والأذيات الدموية والكسور والحروق والحوادث الناتجة عن الكوارث الطبيعية.

أنواع / تصنيف متلازمة الشلل الدماغي

هناك 4 أشكال أساسية لمتلازمة الشلل الدماغي تعتمد بشكل أساسي على مكان الإصابة الدماغية:

أولاً

  • متلازمة الشلل الدماغي التشنجي Spastic Cerebral Palsy Syndrome

    وينتج هذا النوع عن إصابة الخلايا الدماغية في القشرة المخية وهو من أكثر الأنواع شيوعاً وهذه المنطقة مسؤولة عن التحكم بالحركات والتحكم بوضع الجسم ويوجد من هذا النوع 3 أشكال سريرية وهي:

    1
  • ـ الشلل التشنجي الرباعي المعقد Complex Spastic Diplopia Quriplegia
    وهو من أكثر الأنواع شدة حيث تكون الأطراف الأربعة (السفلية والعلوية) متأثرة وفي بعض الأحيان يكون الرأس والرقبة متأثران ويطلق عليه الشلل التيبسي المتعمم (Tetraplegia) وفي الغالب يكون هؤلاء الأطفال غير قادرين على تعلم المشي أو الجلوس بدون مساندة، ويكون في الغالب لديهم مشاكل مصاحبة.
  • 2
  • ـ الشلل التشنجي الرباعي (Spastic Diplegia)
    وفيه تكون الأطراف العلوية أقل تأثراً من الأطراف السفلية ويكثر هذا النوع في أطفال الولادات المبكرة. وهناك مجموعة كبيرة من هذه الفئة تتمكن من المشي أو الاعتماد على الذات في التنقل والحركة، وعندما يمشون تكون المشية على شكل المقص.
  • 3
  • ـ الفالج الشقي التشنجي (Spastic Hemiplegia)
  • ويكون هنا الجزء المتأثر أحد أجزاء الجسم الأيمن أو الأيسر وغالباً ما يكون هؤلاء الأطفال قادرين على المشي وذلك بالاعتماد على الجزء السليم.

ثانياً

  • متلازمة الشلل الدماغي التخبطي (Dyskinetic C.P.S)

    وينتج هذا النوع عن إصابة عميقة في الدماغ الأوسط في منطقة النوى القاعدية ويتميز بوجود حركات غير إرادية وغير مسيطر عليها ويظهر على 3 أشكال:

    1
  • ـ الالتوائي (Athetoid)
    وهو يتميز بوجود حركات لا إرادية بطيئة وواسعة، ويكون التوتر العضلي متذبذباً (متغيراً) بين الشد والارتخاء بسرعة ويكون مدى الحركة كاملاً، وتزداد الحركات اللاإرادية عندما يكون الشخص متضايقاً وتختفي وقت النوم والراحة.
  • 2
  • ـ الاهتزازي (الرقص الاهتزازي Chorea)
    وهو كذلك يتميز بالحركات اللاإرادية ولكن تتركز في اليدين والرقبة وفي أحيان كثيرة يكون هناك دمج بين النوعين السابقين ويعرف بما يسمى بالاهتزاز الالتوائي (Choreoathetosis).
  • 3
  • الشد الموضعي الآني غير المنتظم (Dystonia)ويتميز بوجود تشنجات عضلية شديدة ومفاجئة وقد تستمر لعدة دقائق وتؤثر على الوضع الجسمي بحيث يستقر الجسم بأوضاع شاذة أحياناً ويؤدي هذا التشنج إلى الألم.
ثالثاً

  • متلازمة الشلل الدماغي اللاتوازني / الخزع Ataxic C.P.S) )

    ويحدث نتيجة لإصابة المنطقة المسؤولة عن التوازن في الدماغ وهي المخيخ حيث يواجه المصابون صعوبة في التوازن وتناسق الحركات في الأيدي وغالباً ما يسقطون خلال المشي.

رابعاً

  • متلازمة الشلل الدماغي المختلط (Mixed C.P.S)

    حيث تكون الإصابة في أكثر من منطقة دماغية ويصبح هناك خلط بين أكثر من نوع واحد مثل التشنج التخبطي والخزع التشنجي.

    وهناك تصنيف آخر لمتلازمة الشلل الدماغي يعتمد على شدة الإصابة، ودرجة العلامات الحاصلة في الاعتماد حيث يقسم إلى:

    1
  • متلازمة الشلل الدماغي البسيط أو الخفيف (Mild C.P.S): وهي التي تنتج عن إصابة في الدماغ وهذه الإصابة تكون خفيفة أو طفيفة وغالباً ما يستطيع هؤلاء الأشخاص في التمكن من الاعتماد على أنفسهم في مهارات التنقل والحركة وفي بعض الأحيان قد يحتاجون إلى وسائل أو أجهزة مساعدة أو معينة مع وجود عدم توازن بسيط إلا أنهم بشكل عام يحتاجون إلى الوقت والتدريب للوصول إلى مرحلة المشي المستقل بدون الاعتماد على الآخرين.
  • 2
  • متلازمة الشلل الدماغي المتوسط (Moderate C.P.S): وهي التي تنتج عن إصابة في الدماغ إصابة متوسطة وفي غالب الأحيان يحتاج الأشخاص من هذا النوع إلى استخدام وسائل أو أدوات أو معدات تساعدهم على أداء مهارات الحياة اليومية المختلفة وجزء منهم قد يتمكن من المشي باستخدام بعض الوسائل المساعدة ويترافق هذا الأمر مع وجود صعوبات متفاوتة في عملية استخدام الأطراف العلوية في مهارات متنوعة.
  • 3
  • متلازمة الشلل الدماغي الشديد (Severe C.P.S): وهي التي تنتج عن إصابة في الدماغ وهذه الإصابة شديدة وفي الغالب لا يتمكن الأشخاص الذين لديهم هذا النوع من الاعتماد على أنفسهم بشكل كامل في مهارات التنقل والحركة وقد يستخدمون وسائل كهربائية تساعدهم على ذلك إذا كانت قدراتهم العقلية تسمح لهم بذلك ، ويستوجب علينا حينها مساعدة الطفل وتدريبه على كيفية الجلوس وعلى القيام بواجباته الحياتية اليومية بأكبر قدر ممكن من الاستقلال دون الاعتماد على الآخرين.
  • 4
  • متلازمة الشلل الدماغي الاعتمادي (Profound C.P.S): وتنتج عن إصابة في الدماغ وتكون هذه الإصابة شديدة جداً وعادة ما يحتاجون هؤلاء الأشخاص من هذا النوع إلى رعاية ومساعدة دائمة من قبل الأشخاص الآخرين. (يوسف. 2010).

المشاكل المصاحبة لمتلازمة الشلل الدماغي

هناك مجموعة من المشاكل المصاحبة لمتلازمة الشلل الدماغي:

1

  • الإعاقة العقلية وصعوبات التعلم:ليس بالضرورة أن يكون كل أطفال من ذوي متلازمة الشلل الدماغي لديهم إعاقة عقلية حيث أن (50 ـ 60%) من المصابين بمتلازمة الشلل الدماغي لديهم تأخر في القدرات العقلية وهناك (10%) من ذوي متلازمة الشلل الدماغي ذكاؤهم فوق المتوسط والبقية قدراتهم العقلية في المستوى الطبيعي أي حوالي (30 ـ 40%).وإذا عدنا إلى السبب الرئيسي وراء متلازمة الشلل الدماغي وهو التلف الدماغي فمن المنطقي جدا الافتراض بأن هؤلاء الأفراد قد يكون لديهم ضعف في الإحساس والإدراك والانتباه وكذلك التركيز وإذا وضع بعين الاعتبار الارتباط الوثيق في مرحلة الطفولة بين الحركة والقدرة على التعامل مع البيئة المحيطة وبالتالي التأثر والتأثير بالمحيط والاكتشاف وبالتالي التعلم والإدراك وهذا بالتأكيد يكون فيه خلل بدرجات متفاوتة لدى ذوي متلازمة الشلل الدماغي.
2

  • المشكلات السمعية والنطقية: حوالي 65% من المصابين بمتلازمة الشلل الدماغي لديهم درجات مختلفة من صعوبات ومشاكل في النطق وكذلك فإن 81% منهم لديهم إعاقة سمعية وهذا كله يؤثر على النواحي الادراكية والنفسية وكذلك النواحي الاجتماعية.
3

  • المشكلات البصرية: هناك 50% من المصابين بمتلازمة الشلل الدماغي لديهم مشكلات بصرية سواء كانت عيوباً عصبية أو عضلية.
4

  • نوبات الصرع: حوالي ثلث ذوي متلازمة الشلل الدماغي لديهم مشاكل في كهربية الدماغ ولكن النوبات لديهم تختلف عنها عند الكبار.

علاج متلازمة الشلل الدماغي

إن علاج متلازمة الشلل الدماغي مسألة معقدة وتحتاج إلى فريق متكامل يتم فيه دمج مجموعة من الخدمات التي قد تغطي احتياجات المعالجة المكثفة والمركبة لمتلازمة الشلل الدماغي:

 

  • خدمات طبية من متابعة طبية وتمريضية إلى العمليات الجراحية.
 

  • الخدمات التأهيلية والطبية المساعدة من العلاج الطبيعي والوظيفي والنطقي والأجهزة والأدوات المساعدة.
 

  • الخدمات التربوية من تمكين وتعليم وتدريب ورعاية.
 

  • الخدمات التأهيلية المهنية.

العلاج الطبيعي ومتلازمة الشلل الدماغي

يتم الاستفادة من خدمات العلاج الطبيعي لذوي متلازمة الشلل الدماغي من خلال طرائق علاجية كثيرة يستخدمها الاختصاصيون في العلاج الطبيعي للعلاج ومن أهم هذه الطرق:

* طريقة بوباث

ينبثق أصلها من منحنى التطور العصبي النمائي وتعتمد أساساً على منع الحركات غير المرغوب فيها وتسهيل الحركات المطلوبة، وتتم المعالجة فيها على شكل مراحل متسلسلة من الخبرات الحس حركية وتزداد تعقيداً شيئاً فشيئاً بهدف تعليم الأطفال مهارات حركية جديدة.

* طريقة التعليم الايصالي

وتعرف كذلك بطريقة بيتو وهي منتشرة في البلدان الغنية كونها طريقة مكلفة، تتعامل هذه الطريقة مع الأطفال على أن لديهم مشكلة في التعلم وليس في الحركة، حيث يتم توظيف عدد كبير من الاختصاصيين ويتم علاج الأطفال على شكل مجموعات ويتم التركيز على كافة النواحي النمائية الجسمية والعقلية.

* طريقة فوتيا

وتسمى بالطريقة الشرقية تعتمد أساسا على الضغط على مناطق معينة في جسم الإنسان تسمى نقاط التحرير أو النقاط الحركية ويتم من خلال الضغط على هذه النقاط حث الطفل على القيام بأهم المراحل الحركية وهي: الزحف والانقلاب، وبواسطة الضغط المنتظم يمكن تحسين قدرة الطفل على الحركة.

* طريقة كابات نوت

ترتكز على تحفيز المستقبلات الذاتية عند الإنسان وتعتمد بشكل أساسي على توظيف الأجزاء القوية والسليمة من أجل تقوية وتحسين أداء الأجزاء الضعيفة حيث تصلح هذه الطريقة لحالات محددة دون غيرها وخصوصاً حالات الشلل النصفي.

* طريقة دومان ديلاكتو

تستند هذه الطريقة على العلاج الانعكاسي العضلي وتعرف بطريقة التنميط حيث أن الحركة تعتمد على أنماط معينة من النشاط العضلي وليس على استجابات عضلية فردية، حيث يتم تطوير القدرات الحركية عن طريق تطوير الأنماط الحركية المختلفة.

* طريقة رود

تعتمد هذه الطريقة على العلاج العصبي الفسيولوجي وتهدف بشكل أساسي إلى زيادة مستوى النشاط العضلي بواسطة الوسائل العلاجية الطبيعية التقليدية مثل: الحرارة والبرودة والمساج وغيرها من الطرق الطبيعية المختلفة.

* العلاج باستخدام البدلات الخاصة (Therapy Suit)

في بدايات التسعينات من القرن العشرين (1990) بدأت تظهر الأصوات إلى ضرورة العلاج المكثف لأطفال متلازمة الشلل الدماغي من خلال استخدام بدلات علاجية خاصة والكثير من المراجع ترجح تاريخ استخدام هذه البدل الخاصة إلى عهد حرب الفضاء حيث بدأ استخدام هذه البدل في بداية الأمر في روسيا وكان ذلك لمواجهة الآثار السلبية (مثل: ضمور العضلات وهشاشة العظام) والتي عانى منها رواد الفضاء (وذلك بسبب انعدام الجاذبية الأرضية) أثناء رحلاتهم الطويلة في الفضاء الخارجي وكانت هذه البدلة الأصلية والتي تم تطويرها فيما بعد لتستخدم في علاج الأطفال والتي كان يطلق عليها آنذاك اسم (Penguin). وفي العام (1997) بدأ استخدام هذا الأسلوب العلاجي في أمريكا.

أمور علينا تذكرها دوماً

1

  • يجب عمل تقييم للقدرات الحركية قبل البدء في العلاج.
2

  • يجب التدخل بالعلاج الطبيعي منذ البداية قدر المستطاع.
3

  • إن أساس أي برنامج تعليمي علاجي هو التكرار والتعزيز.
4

  • الاعتماد على حث الطفل عن طريق التشجيع والترغيب والابتعاد عن تلقين المعلومات وعن الترهيب.
5

  • جعل الطفل يشارك في العملية العلاجية بحيث تكون مشاركته فعالة.

مبررات العلاج الطبيعي المبكر

1

  • قابلية التعلم واستقبال المعلومات تكون أكبر.
2

  • بقاء الجسم خالياً من التشوهات والتقلصات غير المرغوبة.
3

  • خلو جسم الطفل من التصلب العضلي.
4

  • خفة وزن الطفل يسهل من العملية العلاجية.
5

  • تعلم الحركة بشكل سليم من بداية العمر يحول دون اكتساب الطفل مهارات ومنعكسات حركية مرضية.
6

  • مشاعر الأمومة تكون أكثر قوة.

الأشياء التي تؤثر في نجاح العملية العلاجية

 

  • تعاون الأهل.
 

  • كثافة وشمولية التمارين.
 

  • الحالة المرضية.

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3563 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 3883 0
خالد العرافة
2017/07/05 4489 0