0 تعليق
631 المشاهدات

تقييم إدراك المعلمين لاستثارة دافعية التلاميذ ذوي الإعاقة



الكاتب : أ. د. محمد احمد صالح الامام

 

نحو التعلم من وجهة نظر المعلمين

تعتبر الدافعية القوة المحركة التي تجعل الفرد يبذل الجهد والنشاط اللازم لحدوث التعلم لذلك يجب على المعلم أن يمتلك المهارات اللازمة لإثارة الدافعية للتعلم لدى التلاميذ من ذوي الإعاقة، فالمعلم سوف يجد عادة في غرفة الصف بعض التلاميذ الذين يفتقدون الدافع للتعلم نتيجة لانهم يحملون تاريخا طويلا من الفشل أو عدم الشعور بالرضا الذاتي، وافتقار بعضهم إلى الدافعية يؤدي إلى حدوث مشكلات عديدة تواجه المعلمين أثناء عملية التدريس والتي تتمثل في أن يصبح الاتصال بين المعلم وتلاميذه اكثر صعوبة بالإضافة إلى انخفاض مستوى الانتباه والتركيز لدى التلاميذ وعدم تحقيق المناخ التعليمي الجيد داخل حجرة الدراسة وهذا في حد ذاته يزيد التوتر بين المعلم وتلاميذه من ذوي الإعاقة.

وكل هذه المشكلات تجعل عملية التعليم عملا روتينياً بغيضاً لدى المعلم مما يؤدي إلى شعوره بالضيق بالإضافة إلى أن أولياء الأمور يلقون باللوم على المعلمين من أنهم لا يحثون أبناءهم بالدرجة الكافية للتعلم ويؤكدون أنه ليس هناك تعلم بدون دافعية الأمر الذي يدفع بعض المعلمين إلى التبرير بأن التلاميذ من ذوي الإعاقة هم أصلا خاملون لا يرغبون في التعلم وهذه إمكاناتهم فنحن نعمل على قدر استعداداتهم…!

وبالتالي تكثر المشكلات وتتفاقم إذا لم يدرك المعلم سبب الصعوبات التي يواجها تلاميذه، والسبب الحقيقي وراء انخفاض مستوى الدافعية لديهم قد يرجع إلى أن هؤلاء التلاميذ يشعرون بالدونية والنظر إليهم بعين الشفقة لا بعين الأمل والتفاؤل مما قد يعيق حدوث تقدم تدريجي في مستوى التعلم حيث يرجع إلى أن هؤلاء التلاميذ وذويهم يتوقعون حدوث ارتفاع في مستوى تعلمهم أسبوعاً بعد أسبوع وشهراً بعد شهر، والواقع إن هذا صعب تحقيقه من الناحية العملية على المدى القصير وهو ما يؤدي مع مرور الوقت إلى إحساس التلميذ بعدم التقدم في مستوى تعلمه وإحساس أسرته كذلك بهذا مما يكمل دائرة الانهزامية والإحباط وبالتالي تنخفض دافعيته للتعلم وخاصة في ظل عدم وجود مناهج خاصة بمختلف فئات الإعاقة مما يؤثر سلبا في النهاية على مستوى الدافعية.

كما أنه من الصعب تحقيق تقدم ملحوظ ما لم توجد مجموعة من المهارات التي يجب أن يتحلى بها المعلمون لاشعار التلاميذ بأهميتهم كأن يشعر التلاميذ من ذوي الإعاقة بأن ما يعرض عليهم من خبرات له وظيفة ملموسة في حياتهم اليومية وهذا ما يتبلور لدى المعلم في وضوح أهداف الدرس، والاستفادة أيضا من مبدأ التعزيز أثناء عملية التدريس مما يمكن المتعلم من الاحتفاظ بالدافعية اللازمة لبذل النشاط العقلي والبدني والانفعالي لحدوث عملية التعلم حيث أن التعزيز اللفظي يعتبر أكثر تلاؤماً لطبيعة التلميذ الكفيف، والتعزيز غير اللفظي مع التلميذ الأصم حيث يتضمن تعبيرات الوجه والإشارات وحركة الرأس والجسم، وكلاهما يتلاءم مع طبيعة الإعاقة العقلية وضعف السمع، وتعتقد مني الحديدي بأن لدى المكفوف كما لدى كل الأشخاص ذوي الإعاقة مشكلة في دافعيتهم، ويعبر عن هذه المشكلة من خلال اعتماديته ومفهومه الضعيف لذاته، لذا فمن الضروري التركيز على النشاطات التي يقوم بها التلميذ من ذوي الإعاقة بصفة عامة ووضع خبرات ناجحة لديه تساهم في بناء دافعيته ولكي تستمر وتتطور الدافعية لدى التلاميذ من ذوي الإعاقة فإن ذلك يعتمد بالدرجة الأولى على خبرات النجاح التي يحصلون عليها، وأيضا من المهارات التي يجب أن يتحلى بها معلمو التلاميذ ذوي الإعاقة مراعاة اهتمامات وميول واستعدادات التلاميذ عند التخطيط للأنشطة التعليمية ويجب أن يطلع المعلم تلاميذه على مدى تقدمهم في عملية التعلم لان معرفة التلميذ بمدى تقدمه وما يحققه من نجاح يؤدي إلى زيادة دافعيته لتحقيق المزيد في ظل اعتبارات خاصة في العملية التربوية كأن يشجع تلاميذه على المشاركة في الأنشطة بكافة أنواعها ويعرضهم لخبرات تعليمية تتيح الفرص لجذبهم نحو التعلم، وعليه أيضا أن يبحث عن الأنشطة التي تؤدي إلى تغيير البنية المفاهيمية للتلاميذ وعليه فإن التفاعل الذي يحدثه المعلم بينه وبين التلاميذ بعضهم بعضاً من خلال إجراء الأنشطة يتطلب جهداً إضافياً من المعلم ولا غني عن ذلك إذا أردنا أحداث التغيير الإيجابي المرغوب نحو التعلم عند هذه الفئة من التلاميذ حيث أنها في حاجة إلى كفايات تربوية وممارسات تدريسية.

وحقيقة الأمر أن المعلم هو أكثر متغيرات العملية التعليمية أهمية، لأنه يملك القدرة على إحداث التغيرات المرغوبة في سلوك تلاميذه أكثر من أي متغير آخر، ونحن لا ننكر أن استثارة دافعية التلاميذ ذوي الإعاقة للتعلم تشترك فيها مجموعة من العوامل كالبيئة التعليمية وما يتوفر فيها من تسهيلات تسهم في زيادة دافعية التلاميذ للتعلم، وكمحتوى المنهج المدرسي ودرجة علاقته بما يحتاجه التلاميذ فعلاً، ولطريقة التدريس أهميتها حيث أن تفاعل هذه العوامل يؤدي إلى زيادة دافعية التلاميذ نحو التعلم دون أن نغفل الدور الحيوي والأساسي الذي يجب أن يقوم به المعلم.

 

 

المصدر : المنال رؤية شاملة لمجتمع واع

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3592 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 3921 0
خالد العرافة
2017/07/05 4518 0