0 تعليق
759 المشاهدات

أنظمة الحاسب الآلي ودورها في مساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة



الكاتب : د. محمد مرسى محمد مرسى

 

شهد العالم خلال الفترة الأخيرة تطوراً سريعاً في تكنولوجيا الحاسبات، وقد أسهمت هذه التكنولوجيا في امكانية تعويض الفقد عند الأشخاص ذوي الإعاقة مما يقلل من درجة الفقد المصاحبة للإعاقة.

والواقع أن اعاقتي الصمم والكفف تمثلان الجزء الأكبر من الإعاقات في الوطن العربي، لذا فقد تم البدء ببرنامج للهندسة التأهيلية لمساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة المتحدثين باللغة العربية وذلك باستخدام أساليب التكنولوجيا الحديثة.

والهدف الأساسي من هذا البرنامج هو مساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة على عيش حياة طبيعية قدر الإمكان عند طريق توفير خدمات الاتصال والتعليم.

سوف نستعرض في هذا المقال ثلاثة أنظمة تعتمد على الحاسب الآلي، وقد تم تصميم أولها للحصول على نص مطبوع للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، أما الثاني فقد تم ابتكاره للأشخاص البالغين من ذوي الإعاقة السمعية ويمكن عن طريقه عرض صور لليد اليسرى واستخدام الأصابع في عملية الهجاء، وسوف نستعرض كذلك نظاماً لتدريب الأطفال الصم على الكلام.

أجهزة مساعدة للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية

الأشخاص ذوو الإعاقة البصرية بحاجة مستمرة للاطلاع على ما يقدمه المجتمع من معلومات مدونة وكتب دراسية، ولكن العدد المتاح من مثل هذه الكتب والنصوص والمجلات الدورية في صورة طباعية ملائمة لهؤلاء الأشخاص قليل جداً، مما يجعل الشخص من ذوي الإعاقة البصرية معتمداً على المبصر ليقرأ له أو لها.

لذلك فإنه لابد من وجود نظام طباعة لتوفير المطبوعات بطريقة برايل لهؤلاء الأشخاص لمدهم بفرص متكافئة من التعليم والعمل والاطلاع أسوة بباقي أفراد المجتمع، بالإضافة إلى توفير أجهزة مساعدة كذلك لمن يعانون من صعوبات في القراءة كضعاف البصر والمكفوفين ممن لديهم صعوبات أخرى في القراءة.

وقد تم في هذا المجال تصميم نظامين بطريقة برايل، الأول نصف أوتوماتيكي والثاني أوتوماتيكي، ويمكن استخدام هذا النظام كوسيلة للاتصال بين الشخص من ذوي الإعاقة البصرية والشخص العادي، كما يمكن استخدامه في مراحل التعليم الأولية لتعليم حروف الهجاء وتهجية الكلمات العربية.

طابعة برايل نصف أوتوماتيكية

يقوم هذا النظام بترجمة النص المكتوب باللغة العربية أو الانجليزية إلى نص مكتوب بطريقة برايل. ويعتمد هذا النظام على ادخال هذا النص يدوياً إلى جهاز الحاسب الشخصي باستخدام طريقة حرف إلى حرف، وفيها يتم ابدال كل حرف في النص المدخل بمثيله في طريقة برايل أو باستخدام الاختصارات في الترجمة.

وحيث أن الحركات الصوتية وعلامات التشكيل في اللغة العربية عبارة عن أحرف صغيرة تكتب تحت أو فوق الحروف الساكنة فإن النظام يقوم بترجمة هذه العلامات إلى طريقة برايل المناظرة. وفي بعض الحالات الخاصة عندما يطلب من الكفيف قراءة النص بالتشكيل كما في تلاوة القرآن الكريم فإنه يتم وضع علامات التشكيل بعد كل حرف، أما في الحالات الأخرى فتوضع العلامات فوق الحروف.

طابعة برايل الأوتوماتيكية

تختلف عن الطابعة السابقة في طريقة ادخال النص إلى الحاسب الشخصي، ففي هذا النظام تقوم الآلة بقراءة النص المكتوب والتعرف عليه وبذلك يتم ادخاله إلى الحاسب، وقد تم تصميم آلة للتعرف على النص المكتوب بدرجة 99% على مستوى الحرف. ومن الممكن استخدام برنامج التصحيح الهجائي الذي أنتج أخيراً ليحسن درجة التعرف قبل ترجمة النص المتعرف عليه بواسطة آلة التعرف على حروف برايل.

أجهزة مساعدة للأشخاص ذوي الإعاقة السمعية

تعتمد القابلية للكلام واستخدام اللغة على اسمع اعتماداً كلياً، لذلك فإنه إذا فُقد السمع بعد تعلم الكلام تبقى القدرة على الكلام مع انخفاض ملحوظ في جودته، ومن ثم فإن الأطفال الصم بالولادة لا يمكنهم تعلم الكلام لأنهم غير قادرين على سماع أصواتهم.

ولقد أوضحت الخبرة في مجال التأهيل أنه يلزم الفصل بين البرامج التأهيلية للأشخاص الصم البالغين والأطفال الصم، لذلك فقد تم تصميم نظامين مختلفين أحدهما للصم البالغين والآخر للأطفال الصم.

والحقيقة أن الصمم للشخص المولود به يسبب عائقاً يمنعه من الاتصال بالعالم، ذلك لأنه لم يتمرن على الكلام، ولذلك فهو غير قادر عليه ومن ثم لا يمكنه الاتصال بالأشخاص من حوله، وهذا يعني عدم حصوله على فرص التعليم والعمل المتاحة ذاتها للأشخاص غير الصم.

وهذا الوضع يفترض ايجاد طريقة أخرى تحمل بين ثناياها اللغة لهؤلاء الأشخاص، وبالفعل فقد تم في إحدى الشركات المصرية تصميم نظام لعرض إشارات خاصة لليد اليسرى لتمثيل كل حرف من أحرف الهجاء في اللغة العربية وعددها 28 حرفاً.

وللعلم فإن الأطفال الصم يختلفون عن البالغين في وجود بعض البقايا السمعية لديهم يمكن الاستفادة منها في تعلم نطق الأصوات المختلفة. ومن أجل مساعدة الأطفال الصم على الكلام لابد من مدهم بالمعلومات التي لا يمكن ايصالها لهم عن طريق السمع بل عن طريق حاسة أخرى من الحواس مثل اللمس والبصر، فمثلاً يمكن استخدام عرض خاص على شاشة الحاسوب الشخصي يمثل بعض خصائص الكلام للمقارنة والشرح. وقد تم في مركز متخصص في فرنسا انتاج جهاز يمد المستخدم بتغذية عكسية عن طريق البارامترات الصوتية المعروضة على شاشة الجهاز، وفي إحدى الشركات المصرية تم تعريب وتطوير هذا النظام لاستخدام مع اللغة العربية.

وقد قدمت إحدى الشركات المتخصصة في مجال الحاسب الآلي برنامج الكلام المرئي لمساعدة الأشخاص المعاقين سمعياً وكلامياً على فهم الكلام المسموع ويتيح هذا البرنامج السمع بالعين عن طريق عرض أشكال وخصائص الصوت للمتكلم في صورة تسمح بتعديل وتمييز المنطوق. ويمكن استخدامه كوسيلة لتعليم الكلام وتخفيف عيوب النطق، وقد تم في مصر اجراء التعديلات اللازمة في هذا النظام وتجربته لاستخدامه مع اللغة العربية .

الميرافون ثورة في عالم الهواتف للأشخاص ذوي السمع الضعيف

يعمل هذا الهاتف على إصدار ذبذبات صوتية مباشرة تخترق الجمجمة وتتجاوز نظام السمع التقليدي، ويتم وضع سماعة الهاتف على مناطق استراتيجية في الرأس وتنتقل الذبذبات منها إلى مركز استيعاب الحديث في الدماغ.

ويستطيع مستخدمو الجهاز الاستماع بوضوح إلى الأصوات الساكنة وما وراءها الشبيهة بالهواتف المزودة بمكبرات الصوت.

أما كيف يتم هذا، فالصوت عادة يمر عبر الأذن الخارجية إلى الوسطى فالداخلية فالعصب السمعي، إلا أن العملية تختلف مع (ميرافون) فالذبذبات الصوتية تخترق الجمجمة مباشرة إلى العصب السمعي، لذا يجب وضع السماعة على منطقة الدماغ فوق أو تحت الأذن وليس على الأذن كالأشخاص الآخرين.

يحتوي الميرافون على مصباح يضيء عندما يرن الهاتف ومفتاح للتحكم بالصوت والرنين بالإضافة إلى المميزات الأخرى التي تتمتع بها بقية الهواتف.

أما مميزاته الخاصة الأخرى التي يستطيع جميع أفراد العائلة الاستفادة منها فأهمها أن بالإمكان استخدامه في ظروف تكثر فيها الأصوات كالمواقع الإنشائية ومحطات الكهرباء والمصانع، فإن لم يكن المستخدم ضعيف السمع فإن الجهاز سيتعدى الذبديات الصوتية وسوف يعمل بالطريقة التقليدية.

 

أنظمة الحاسب الآلي ودورها في مساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة

أنظمة الحاسب الآلي ودوره

 

 

 

المصدر : المنال رؤية شاملة لمجتمع واع

 

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3592 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 3923 0
خالد العرافة
2017/07/05 4518 0