0 تعليق
732 المشاهدات

الحصبة والإعاقة البصرية



الكاتب : د. هداية الابيض

 

 

يشير برنامج الوقاية من كف البصر التابع لمنظمة الصحة العالمية إلى أن عدد المكفوفين في العالم يقترب من 45 مليون شخص يعيش نحو 90% منهم في بلدان العالم الثالث. كما يشير أيضاً إلى مجموعة من الأسباب المرضية التي تعتلي قائمة الأسباب المؤدية إلى كف البصر وهي الساد أو كثافة العدسة البلورية للعين CATARACT، الحثر أو التراخوما TRACHOMA، الزرق أو ارتفاع ضغط العين GLAUCOMA، نقص الفيتامين أ، الحوادث، وغيرها.. ومن الجدير بالذكر أن الغالبية العظمى من هذه الأسباب المؤدية إلى كف البصر يمكن الوقاية منها وتجنبها.

ما هي الحصبة؟

الحصبة مرض يعرفه الناس جميعاً، يصيب الأطفال خاصة، سريع العدوى والانتشار، ظل إلى وقت ليس ببعيد من أكثر الأمراض الفيروسية التي تحصد أرواح الأطفال في معظم بلدان العالم، والتي تترك لديهم إعاقات دائمة.

ينتقل فيروس الحصبة إلى الطفل الذي لم يتلق اللقاح أو التطعيم اللازم ضد الحصبة من خلال الذرات المتطايرة عند سعال وعطاس الأشخاص الحاملين لهذا الفيروس، فتحدث العدوى، وعندها يمر الفيروس بطور حضانة يمتد بين أسبوع أو أسبوعين بعدها تبدأ أعراض وعلامات الحصبة بالظهور.

تأخذ حرارة الطفل المصاب بالارتفاع فيصاب بحمى وتعرق، نزلة أنفية بلعومية، احمرار في العين وعطاس وسعال مع تخضم في العقد اللمفاوية وما هي إلا أيام حتى يظهر الطفح الجلدي الخاص بالحصبة والذي ينتشر في الوجه ثم الصدر والبطن.

يحتاج الطفل المصاب بالحصبة إلى الراحة في الفراش، وتناول السوائل والتغذية المناسبة مع ضرورة تخفيض درجة الحرارة المرتفعة ومراجعة أقرب مركز صحي.

مضاعفات الحصبة

يمكن أن تؤدي الحصبة إلى:

 

  • ـ وفيات الأطفال المصابين وخاصة الأطفال الرضع.
 

  • ـ أمراض تؤدي إلى إعاقات بصرية، سمعية وحركية وغيرها.

فعلى صعيد وفيات الأطفال في العالم والناجمة عن مرض الحصبة، فإن عددها يقدر قبل تطبيق لقاح الحصبة على نطاق واسع بحوالي سبعة ملايين طفل كل عام، وأخذت هذه الأعداد في الهبوط تدريجياً مع انتشار برنامج التلقيح أو التطعيم ضد الحصبة حتى وصلت إلى مليون حالة وفاة في العام 1990.

وهكذا يتبين أن المجتمع الإنساني قد استطاع أن يخطو خطوات رائدة في مجال الوقاية من الحصبة كأحد الأسباب المهمة لوفيات الأطفال، وهذا يرجع إلى العديد من الجهود المبذولة على صعيد الفرد والأسرة والمجتمع.

الحصبة والإعاقة البصرية

يتوطن سوء التغذية المسبب للعمى في معظم أنحاء آسيا وفي بؤر متناثرة من أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط، وأفريقيا، وهو يؤدي إلى نقص متزايد في الفيتامين «أ» لدى الطفل، الأمر الذي يقود إلى حدوث جفاف في ملتحمة العين، وتلين في القرنية، يأخذ في الازدياد تدريجياً، فتظهر كثافات وعتمات في القرنية قد تودي ببصر الطفل نهائياً إذا لم يقدم العلاج في الوقت المناسب.

تزداد الحصبة شدة وانتشاراً في المجتمعات الفقيرة والمزدحمة، وعند الأطفال ناقصي التغذية، وأثناء الإصابة بها تزداد حاجة الجسم المصاب للفيتامين «أ» لا سيما عند الطفل الذي يعاني من سوء تغذية وإسهالات، ويزداد اضطراب الجهاز المناعي لديه، وهكذا تسرع الحصبة وتؤدي إلى حدوث جفاف الملتحمة والقرنية وحدوث الكثافات التي تودي بالبصر.

وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن غالبية حالات العمى أثناء الطفولة في أفريقيا يعود إلى مرض الحصبة، وهذه الحالات جميعها يمكن الوقاية منها وتجنبها إذا ما تمت مكافحة حالات سوء التغذية ونقص فيتامين «أ» بالإضافة إلى تطبيق اللقاح أو التطعيم ضد الحصبة على جميع الأطفال.

يذكر أن فيتامين «أ» يكثر في بعض الخضراوات والفواكه والكبد والبيض ومشتقات الحليب وغيرها.

الكفاح ضد مرض الحصبة

دعت الأخطار التي تسببها الحصبة على حياة الأطفال وسلامتهم المجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود المبذولة خلال العقود الماضية من أجل الوقاية من الحصبة ومضاعفاتها والإعاقات الناجمة عنها، وبالفعل قطعت معظم بلدان العالم أشواطاً كبيرة في هذا المجال، وهذا يعود إلى تطبيق برامج الرعاية الصحية الأولية التي تتضمن:

 

  • رعاية الأمومة والطفولة، وهي تشمل برنامج تغذية الطفل وبرنامج التلقيح أو التطعيم الشامل EXPANDED PROGRAM OF IMMUNIZATION، ومن ضمنه لقاح الحصبة الذي يعطى للطفل في الشهر العاشر والخامس عشر من عمره، ثم جرعة داعمة فيما بعد.
 

  • صحة البيئة وتوفير المياه النظيفة والصالحة للشرب في متناول الناس.
 

  • برنامج التثقيف الصحي لتوعية أفراد الأسرة والمجتمع.
 

  • برنامج مكافحة الاسهالات وغيرها.

وقد بلغ الاهتمام العالمي ذروته في مؤتمر القمة العالمي من أجل الطفل والذي عقد عام 1990 بحضور ممثلين عن 150 دولة بمن فيهم 71 من رؤساء الدول أو رؤساء الحكومات، وكان من ضمن القرارات والأهداف التي تبنتها وأقرتها جميع حكومات العالم تقريباً ما يتعلق بمرض الحصبة وهو أن يتم في نهاية عام 1995 تخفيض حالات الحصبة بنسبة 90% وتخفيض وفيات الحصبة بنسبة 95% وذلك بالمقارنة مع مستويات ما قبل التحصين.

وفي هذا المجال يبقى للأسرة دورها المهم أيضاً في الوقاية من الحصبة ومضاعفاتها وذلك عن طريق الالتزام ببرنامج التلقيح أو التطعيم الشامل لأطفالهم والمراجعة الدورية للمراكز الصحية.

 

 

 

المصدر : المنال رؤية شاملة لمجتمع واع

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3592 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 3921 0
خالد العرافة
2017/07/05 4518 0