0 تعليق
802 المشاهدات

المعاق الذهني والاحتفال بيومه العالمي بقلم الاستاذ \ جاسم الرشيد البدر



من الطبيعي ان اقامة مناسبة عالمية للمعاق الذهني تدل بشكل لا لبس فيه على اهمية الاهتمام بهذة الشريحة الكبيرة.. ومن الطبيعي ايضا ان اهتماما صادرا من منظمة عالمية هو اهتمام بعيد عن المجاملات، ولذلك يجب ان يؤخذ على محمل الجد. وما نراه الآن ان هذا الاهتمام يتذبذب بين الجد احيانا وبين عدم الجد احيانا اخرى نتيجة اسباب كثيرة ويتحمل ايجابياتها وسلبياتها جهات كثيرة.. فبعض الاسباب تعتبر منطقية بحكم التطور وسنة الحياة في حين ان بعض الاسباب هي كما يقال عند اخواننا بمصر بحكم «لعب عيال» او عند الكويتيين «بربسة»، وهو ما لا يجب ان يكون في مجال التعامل مع البشر.
نعم نفهم اننا بدولة لا زالت تسعى للتطور والنواقص فيها توجد في كل مناحي الحياة، وهي سلبيات تقابلها كثير من الايجابيات. معادلة نرجو ان ينحاز الزمن والظروف فيها لمصلحة المعاق الذهني بصورة متسارعة.
ان اوضاع المعاق الذهني في الكويت كما في دول كثيرة ومنها دول اوروبية تمر بتناقضات تؤثر في انسانيته، ففي الكويت مثلا نجد الدولة تقدم الكثير من الامتيازات المادية والتعليمية والصحية وتطرح قانونا متطورا وترخص لجمعيات نفع عام تؤدي بصفة عامة اعمال تطوعية كثيرة كما يوجد وعي عند الكثير من اولياء الامور.
ومن ناحية اخرى، تظهر امور عرضية تتمثل في ان نفس الدولة وهي الكويت تغفل عن انشاء ناد رياضي وهو مطلب صحي واجتماعي وتثقيفي متفق عليه بالقانون ومتفق عليه عالميا.. كما ان الدولة ترخص لجمعيات ولا تقدم لها الدعم اللازم لتحقيق اهدافها.. ونجد جمعيات مرخصة تبذل قصارى جهدها وتنجح في نواح كثيرة و لا تنجح بتكوين تواصل في ما بينها لربط قضايا المعاقين. وتبعدها عن بعضها قضايا ثانوية في حين توجد قضايا رئيسية لتجتمع حولها.. ونجد اولياء امور يسعون للقضايا المهمة وتشعر الدولة والمجتمع بقضايا الابناء وتقدر اي جهد يبذل لمساعدة ابنائهم ونجد اولياء امور لا يساعدون ابناءهم ولا يدعمون من يساعد ابناءهم.. يكون عندهم تصيد الاخطاء اكثر من الاقتراحات النافعة وتقديم المعونة. منهم كاف خيره وشره ومنهم المجتهد ومنهم من يركز على قضايا شخصية وتشتيت الافكار ونقل صور مشوشة تجعل الدولة في حيرة وتعطي انطباعا بان الخلافات الشخصية هي الموضوع الاهم وكأن قضايا المعاقين الرئيسية قد انتهت. ومنهم من يمثل دعما حقيقيا لا تشوبه الخلافات. ومع ان هذه امور طبيعية في كل المجتمعات لان البشر خطاؤون اينما وجدوا… الا ان انعكاس ذلك على المعاق الذهني يكون مضاعفا لان صاحب العلاقة وهو المعاق الذهني لا يشعر بما يدور حوله لانه لم يختر سبل حياته ولم يختر من يدافع عنه ومن يتخذ عنه القرار. ويبدو ان مصيره واقع تحت مجال الصدف.. فان تكالب على الدفاع عنه من يشعر بالمسؤولية الكاملة مضحيا باهتماماته وواضع نصب عينه مصلحة المعاق فسوف تتحسن ظروفه. وان كان من يدافع عنه واقع تحت تأثير دوافع ضيقة وغير متعاون وليس له القدرة بالعمل الا في الظروف التي يجب ان يفصلها حسب رغبته فان انعكاس ذلك سوف يقع على المعاق.
وبالمناسبة، فان جناح الكويت في معرض اكسبو المقام بايطاليا منذ فترة والى الآن تميز بانه جناح الدولة التي نالت شرف شهادة العمل الانساني، وزائروه يقدرون بعشرة آلاف زائر يوميا. ونفس الدولة وهي الكويت شطبت رياضيا من مشاركة ابنائها من ذوي الاعاقة الذهنية من بطولة عالمية وبطولتين اقليميتين هذا العام والعام الماضي ولم يجد هذا الخبر حتى من يناقشه او يتداوله داخل الكويت بعد ان كانت الكويت تحصد عشرات الميداليات بابطالها بكل الالعاب الخاصة بالاعاقات الذهنية! هذا وقد كان من المشاركين بمعرض اكسبو لاظهار الاهتمام بذوي الاعاقة جمعية كويتية من الجمعيات الكثيرة التي تخدم ذوي الاعاقة بالكويت، وهي الجمعية الكويتية لاولياء امور المعاقين.. وفريق اهلي من الفرق الكثيرة المنتشرة بالكويت لخدمة هذه الفئة وهو فريق رحلة الامل البحرية. شاركت بايام قليلة من ايام المعرض نرجو ان يسعى مثلها الكثير للمشاركة.
اللهم سخر للمعاق كل من يقدر ويثمن كل عمل يخدمه ودع الناس يروا ويقدروا ما يبذله المتطوعون لاجلهم.. وابعد اللهم الناس عن روح الكراهية واجعل الجميع متحابين في خدمة هذه الفئة الضعيفة.
جاسم الرشيد البدر*
* ولي أمر لابن من متلازمة الداون

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3589 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 3910 0
خالد العرافة
2017/07/05 4513 0