0 تعليق
438 المشاهدات

الطالبات المتفوِّقات.. رغم الإعاقة البصرية



هن فئة من مكفوفي البصر يجسّدن الحلم بمستقبل مشرق، وقلوبهن مفتوحة على الطوحات والآمال، يتمتعن بقدرات عالية ومهارات في المجالات العلمية والإبداعية، ويرين التكريم حافزاً ومشجعاً لمتابعة تفوقهن ويحلمن بمساندة مواهبهن، ليساهمن في بناء المجتمع، ويصبحن عناصر فاعلة وإيجابية قادرة على العطاء والإنتاج.
التقت بعض المتفوقات المكفوفات وشاركتهن فرحة التفوق، واستطلعت آراءهن حول أبرز السلبيات والعوائق التي تعترضهن دراسياً.
الطالبات المتفوقات يطالبن بضرورة تطوير الأجهزة والأدوات التعليمية الخاصة بالمكفوفات في مدارس التربية الخاصة، بما يتناسب وظروفهن ويواكب الحداثة، منتقدات افتقار المناهج الدراسية الى طريقة برايل الخاصة بهذه الفئة، حيث إنهن يخضعن لأداء الامتحانات العادية، مثل أقرانهن المبصرات، الأمر الذي يؤثر فيهن نفسياً ويسبب لهن نوعاً من التوتر وعدم التركيز، لا سيما أنهن يضطررن الى الاستعانة بمدرسات ليكتبن بالنيابة عنهن. وتمنّت المتفوقات أن يلتحقن بالجامعات التي تناسب أحلامهن وطموحاتهن، حيث أبدت كل منهن استياءها من الكليات والمجالات المحدودة، والتي تنحصر في نطاق محدد، والتي تفرض عليهن فرصا وظيفية لا تواكب الطموح، وفي ما يلي التفاصيل:
بداية، أعربت المتفوقة حوراء العنزي في مدرسة النور المشتركة – بنات (الصف العاشر) عن سعادتها بهذا التفوق، وقالت «على الرغم أن التفوق والنجاح الدراسي سمة شخصيتي، إلا أن لهما مذاقاً خاصّاً وسعادة لا توصف».

عوامل النجاح
وذكرت أن من أبرز العوامل التي ساعدتها على التفوق هو تشجيع الأهل وتوفير البيئة المناسبة، «فضلاً عن طموحي في دراسة علم النفس، إلى جانب التنافس بينها وبين زميلاتها من أسرار نجاحي»، مؤكدة أن الاعتماد على النفس ومساعدة والدتها لها بحكم عملها في السلك التدريسي كانا لهما أيضا دور كبير في المحافظة على مستواها.
وتمنت العنزي تطوير التعليم بالنسبة الى فئة المكفوفين، فضلاً عن تزويد مدارسهم بأدوات تعليمية جديدة وحديثة تعينهم على تلقي تعليمهم بيسر من دون أي عوائق، مثل جهاز «البرايل سنس» و«البرونتو» وهو جهاز ناطق مزود بلغة برايل، بحيث يتم وضع المناهج عليه بصيغة ملفات ببرنامج «الوورد»، ويتم من خلاله تصفح الكتب ودراسة المواد بسلاسة.

«برايل سنس»
وأشارت العنزي إلى مشكلة تواجه خريجي الثانوية العامة المقبلين على القبول الجامعي، حيث لا توفر الجامعات جهاز برايل سنس للطلبة المكفوفين، علماً بأنه جهاز مكلف تصل قيمته الى 2000 دينار، وهو غير متوافر لكثير من الطلبة، آملة توفيره لتسهيل الدراسة على هذه الفئة، منتقدة في الوقت ذاته محدودية التخصصات والقبول الجامعي للطلبة المكفوفين، بخلاف الدول الأخرى التي وصفتها بــ «المتفتحة» في الأمور المتعلقة بذوي الإعاقة البصرية.

مجالات محدودة
وأضافت العنزي ان توظيفهم محصور في مجالات محددة، منها التدريس والشؤون، «وهذا يؤثر نفسياً فينا من حيث الإقبال على دراسة التخصصات التي نرغب في الالتحاق بها».

مرافقات للامتحان
وعددت العنزي المشاكل التي تعترضهم في مدارس التربية الخاصة، منها صغر حجم المباني، إلى جانب طريقة امتحانات الثانوية العامة بالنسبة الى المكفوفين، لا تختلف عن أقراننا المبصرين، حيث لا توفر الوزارة امتحانات «برايل»، الأمر الذي يدعونا الى الاستعانة بمرافقات من أعضاء الهيئة التدريسية لتعيننا على الكتابة، وهو ما يؤثر نفسيا في الطلبة من ذوي الإعاقة البصرية.
ومن جانبها، أبدت زميلتها المتفوقة فاطمة داوود السلمان (من ذوي الإعاقة البصرية) سعادتها الفائقة من هذا النجاح الذي حصدته، مثمنة دور الأسرة وجهود المعلمات في تحقيق هذا التفوق.
وانتقدت السلمان نظام الامتحانات، حيث إنها غير مزودة بطريقة «برايل» الخاصة بالمكفوفين، فضلاً عن تأخير الكتب، ناهيك عن أن أعضاء الهيئة التدريسية لا يجيدون طريقة برايل لتدريس الطلبة.

كليات محدودة
وتابعت السلمان في سرد الهموم والمشاكل التي تعترض هذه الفئة، من حيث الكليات المحدودة في نطاق المجالات الأدبية، فقط وليس العلمية، خصوصا أن ثمة من الطلبة من لديهم ميول علمية ويرغبون في الالتحاق بكليات تراود طموحهم، مطالبة بفتح المجالات العلمية أمام المكفوفين وتطوير الآلات والأجهزة الخاصة بالتعليم.

الدمج التعليمي
اعتبرت السلمان أن الدمج التعليمي سلاح ذو حدين: له سلبيات وإيجابيات، حيث على الرغم أنه يسهم في التأقلم والتكيف مع الطلبة الأسوياء، فضلا عن التعرف على ثقافات الفئات الأخرى من ذوي الإعاقة، إلا أن أعضاء الهيئة التدريسية لا تعير اهتماما بهذه الفئة، ولا تراعي الفروق الفردية، وبالتالي فهو يظلم فئات عن أخرى. ولم يختلف رأي المتفوقة أسيل العنزي (كفيفة) عن زميلاتها وبطريقتها، أعربت عن فرحتها العارمة وثمرة اجتهادها، مشيدة بدور الأسرة في توفير الجو والبيئة المناسبة لتحقيق التفوق والإنجاز.

الطالب في المكان غير المناسب
وقالت العنزي ان طموحها يتوجه لدراسة القانون، ولكن ثمة حائلاً يعترض هذا الأمل، ألا وهو أنه عند تخرجهم في هذه الكلية، فإنهم لا يعملون في المكان الذي يتناسب ودراستهم، أي في مجال القانون، بالإضافة إلى انعدام تعاون أعضاء هيئة التدريس الأكاديمي وظروفهم، «لذا اتجه هذا الطموح الى دراسة التاريخ، لشغفي بهذا المجال وانجذابي إليه».

مشاكل تعليمية
ولخصت العنزي المشاكل التعليمية التي تواجه هذه الفئة في عدة نقاط، منها: عدم قدرة بعض المعلمات على التكيف والتأقلم مع الطلبة المكفوفين، فهم غير متدرّبات وغير مؤهلات في تدريسنا بالطريقة الخاصة بنا، إلى جانب عدم تطور الأجهزة، فهي قديمة لا تواكب التطور والحداثة، فضلاً عن عدم توفير أوراق البرايل للطباعة، كما أن الامتحانات غير مطبوعة بطريقة «برايل»، مما يؤدي الى توتر الطلبة، لا سيما أننا نستعين بالمدرِّسات ليكتبن لنا.

جولة ميدانية
ناشدت الطالبة حوراء العنزي وزير التربية النظر إلى أوضاع هذه الفئة في مدارس التربية الخاصة، وحل المشاكل الدراسية، من خلال القيام بجولة ميدانية على هذه المدارس، كما بالمدارس العادية.

قوانين.. ولكن!
تمنّت الطالبة أسيل العنزي أن يتطور ويرتقي التعليم لذوي الإعاقة البصرية، حيث لدينا قوانين تكفل لنا هذا الشيء، ولكن لا يوجد تطبيق، مشيدة بتجارب الدول الخليجية وتطورها في الأمور والمجالات المتعلقة بالمكفوفين.

دورات
أشادت الطالبات بالدورات التدريبية التي توفرها المدرسة لأعضاء الهيئة التدريسية وأولياء الأمور، ممن لا يجيدون طريقة «برايل».

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3605 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 3943 0
خالد العرافة
2017/07/05 4526 0