0 تعليق
657 المشاهدات

التمارين تخفف أعراض الباركنسون



لم تعتبر كلير هاكيت وهي اختصاصية تغذية متقاعدة، نفسها {أضحوكة} مطلقاً.
لكن هذه المرأة، التي تبلغ من العمر 77 سنة وهي أم لسبعة أولاد، تشارك مرتين في الأسبوع في صف لركوب الدراجة الهوائية في مركز UHealth للرشاقة والصحة غرب وسط مدينة ميامي. كذلك تسير على آلة المشي، وتشارك في صفوف لليوغا في مركز Y، فضلاً عن استمتاعها بصفوف لليوغا والعلاج بالموسيقى في المنتزه المحلي. وإضافة إلى ذلك، اشترت كيساً جديداً، كيس ملاكمة. تخبر هاكيت: {لطالما أحببت الملاكمة}.
من الممكن إعادة كل هذا النشاط إلى سبع سنوات مضت، حين شخَّص الأطباء إصابة هاكيت بمرض باركنسون، وهو اضطراب عصبي يؤثر في نحو 1.5 مليون أميركي، وفق المؤسسة الوطنية لمرض باركنسون. ومن أعراض هذا الداءالذي لا علاج شافياً له فقدان خلايا الدوبامين العصبية في جذع الدماغ.
فيما يتقدَّم داء باركنسون، تتراجع المهارات الحركية وغير الحركية لدى المريض، ما يؤدي إلى تصلب، اضطرابات في الوقوف والمشي، رعشة، وتراجع معرفي. وقد نجح مرضى مشهورون، أمثال المدعية العامة الأميركية السابقة جانيت رينو، المغنية لندا رونستاد، الممثل مايكل جاي. فوكس، بطل الملاكمة محمد علي، ولاعب كرة القاعدة البارز بن باتريك الذي شُخصت حالته في سن الثانية والعشرين، في تسليط الضوء على هذا المرض وتعزيز الوعي.
يشير الخبراء إلى أن هاكيت تحقق إنجازاً في نشاطها المتزايد. فقد أظهرت دراسات أخيرة، بما فيها دراسة عيادة كليفلاند في أوهايو التي نُشرت عام 2008، أن مرضى باركنسون حظوا بتراجع بنسبة 35% في الأعراض بعد المشاركة في صف لركوب الدراجة الهوائية. كذلك كشفت دراسة أجراها عام 2012 باحثون في قسم علوم التمرن في جامعة كانط الحكومية، أن الرياضة وعلاجات الحركة تعود بالفائدة على مرضى باركنسون. لكنَّ الباحثين والعلماء لم يتوصلوا بعد إلى توافق بشأن أسلوب التمرن الأفضل وحدته.
يقول الدكتور كارلوس سينجر، مدير قسم مرض باركنسون واضطرابات الحركة في كلية ميلر للطب في جامعة ميامي: {تدعم كل هذه المعلومات ما نروج له نحن كمؤسسة من علاج فيزيائي وتمارين كجزء من توصياتنا اليوم لمرضانا}.
يضيف سينجر: {تشكل ممارسة التمارين موضوعاً يشهد الكثير من النقاش في علم الأعصاب عموماً، وعلم الأعصاب المرتبط بمرض باركنسون خصوصاً. نتوصل في الآونة الأخيرة إلى أدلة تؤكد أن التمارين تحدث فارقاً كبيراً لأنها تبطئ تقدم المرض، فضلاً عن أنها مفيدة للجسم وللمقدرات المعرفية. فهي تساعد على التفكير بوضوح أكبر والتمتع بذاكرة أقوى}.
نتيجة لذلك، تكون نصيحة الطبيب: تحرك.
يتابع سينجر: {يبدو أن ممارسة التمارين تطلق أحد البروتينات الطبيعية، ويُدعى عامل النمو. وللأخير أهمية كبيرة لأنه يجعل الخلايا العصبية في دماغنا أقوى ويعزز الوصلات بينها.
وعلى هذا الأساس تستند إحدى النظريات التي تفسر فوائد ممارسة التمارين هذه}.

الدراجة الهوائية

نظراً إلى حماسة المجتمع الطبي تجاه هذه النتائج حتى اليوم، عقدت المؤسسة الوطنية لداء باركنسون في الولايات الأميركية المتحدة شراكة مع مركز UHealth للرشاقة والصحة بغية إعداد صف {ممارسة رياضة الدراجة الهوائية لمحاربة باركنسون} في هذا المركز الطبي في ميامي. يعتمد الصف على دراجات هوائية ثابتة. وبخلاف دراسة كليفلاند، التي استخدمت دراجات هوائية ذات مقعدين يتشارك في قيادتها المريض مع مشرف عليه ويحدد الأخير سرعة القيادة ووتيرتها، يقدِّم صف {ممارسة رياضة الدراجة الهوائية لمحاربة باركنسون} في UHealth دراجات فردية شبيهة بما نراه عادةً في صالات الرياضة. ويستطيع المرضى، الذين يخضعون لإشراف مدربين، ركوب الدراجة وفق وتيرتهم الخاصة وأخذ استراحة متى يشاؤون.
انطلق صف «ممارسة رياضة الدراجة الهوائية لمحاربة باركنسون» ضمن إطار برنامج تجريبي مدته ثلاثة أشهر في يناير، وشمل نحو 15 مريضاً وعدداً قليلاً من العاملين في المجال الطبي الذين يتولون رعايتهم.
تشير بريتاني ديكسون، خبيرة في اللياقة الصحية في هذا المركز إلى أن الهدف {تحسين نوعية حياة مَن يعانون مرض باركنسون}. وتضيف: {شهدنا بعض التحسن. خضع هؤلاء المرضى لاختبارات وفحوص قبل بدء البرنامج وبعده، وشعروا بتحسن. شملت التحسنات قدرة أكبر على أداء الحركات، فضلاً عن تنامي القوة البدنية. يشعر مرضى باركنسون في كثير من الحالات أنهم معزولون وحدهم. إلا أن العمل ضمن مجموعة مماثلة يعود عليهم بفوائد التواصل الاجتماعي أيضاً}.
كانت هاكيت، تلك الأم التي تعيش في بالميتو باي، من المشاركين في برنامج اختباري مدته 10 أسابيع، وقد انضمت أيضاً إلى الرنامج الحالي الذي بدأ في أواخر يونيو. تخبر هاكيت: {بما أنني أعاني مرض باركنسون، ساهمت التمارين الرياضية في التخفيف من أعراضي. صرت أقوى وأكثر طاقة وحيوية. كنت أواجه صعوبات في المشي بسبب باركنسون والتعب، إلا أن التمارين ساعدتني كثيراً}.
صار زوجها بوب، الذي لا يعاني هذا المرض، ينضم إليها في هذه الصفوف في الآونة الأخيرة. وتؤكد هاكيت أن عائلتها متأثرة جداً ببرنامج تمرنها والنتائج التي تحققها.
تذكر: {يعتقدون حقاً أن هذا ممتاز. لم أظن مطلقاً أنني قد أتمكن من ذلك، فضلاً عن أنني أستمتع به. لا أقول إن هذا أمر سهل. على العكس، يشكِّل تحدياً كبيراًْ.

 

 

 

المصدر : هاورد كوهين \ جريدة الجريدة

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3599 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 3930 0
خالد العرافة
2017/07/05 4523 0