0 تعليق
441 المشاهدات

أغذية المسنين .. خضراوات وفواكه وكثير من الماء



في تلك المرحلة المتقدمة من العمر التي يشتعل فيها الرأس شيبا ..تنخفض كفاءة أعضاء وأجهزة الجسم وتقل الشهية للطعام ويصعب المضغ وتزداد الإصابة بالعلل والأمراض، فيضعف السمع والبصر وتسقط الأسنان وينحني الظهر ويظهر الضعف ويحتاج معها المسن إلى رعاية غذائية خاصة وأطعمة تناسب تلك المتغيرات التي أصابته وتعوض ذلك الوهن الذي ألم به، وتساعده في مكافحة معاناة الشيخوخة والتقليل من آلامها.
ولقد حدد خبراء التغذية عدداً من الأغذية المناسبة لكبار السن والتي يجب أن تراعي انخفاض كفاءة الجهاز الهضمي وضعف القلب والعضلات والعظام وفقد الأسنان، ناصحين بضرورة أن تكون الوجبات الغذائية للمسنين غنية بالبروتينات والفيتامينات والأملاح المعدنية وفقيرة بالطاقة والدهون مع الإكثار من الفواكه والخضراوات والألبان والسوائل وإنضاج تلك الأطعمة جيدا.
في هذا التحقيق نستعرض آراء عدد من المتخصصين في تحديد الأغذية المناسبة للمسنين والتي تراعي حالتهم الصحية والمتغيرات التي لحقت بهم في تلك المرحلة المتقدمة من العمر.
تقول الدكتورة حنان الغندور، أستاذة التغذية العلاجية بالمركز الإقليمي للأغذية، أن كبر السن ليس مرضا، ولا توجد عملية فحص تحدد العمر البيولوجي للإنسان، ومن ثم فان تغذية المسنين تعتمد على الشكل الخارجي.
وهناك بعض التغيرات تحدث داخل جسم في مرحلة الشيخوخة ولدى كبار السن من أبرزها انخفاض كفاءة أجهزة الجسم ما يؤدي إلى تغير في الحالة الغذائية والاحتياجات الغذائية، ويؤثر في حدوث تلك التغيرات العوامل الوراثية والغذائية والحالة الاجتماعية والنفسية والمحيط البيئي.
وفي مرحلة الشيخوخة يحدث بطء في معدلات التمثيل الغذائي، وترتفع نسبة الإصابة بالسمنة في بعض الحالات، وينخفض إفراز اللعاب بشكل يؤثر على عملية المضغ وينتج عن ذلك سوء هضم، وقلة امتصاص للعناصر الغذائية، كما ينخفض إفراز حمض الهيدروكلوريك بالمعدة والإنزيمات الهاضمة وإنزيمات الأمعاء وإفراز العصارة الصفراوية، ويؤدي ذلك إلى سوء هضم وامتصاص للدهون وتكون للغازات ونقص في الحديد والفيتامينات وغثيان وحرقان في المعدة والحلق والمريء.
ويصاب كبار السن بتغيرات فموية كثيرة منها التهابات في الغشاء المخاطي الفموي، وجفاف الحلق وضمور في عظام الفم وفقد للأسنان يما يؤدي إلى كفاءة انخفاض الجهاز الماضغ وسوء الهضم وانخفاض امتصاص المواد الغذائية وصعوبة تناول اللحوم والأغذية الغنية بالبروتينات رغم تزايد احتياجات الجسم في مرحلة الشيخوخة للبروتينات، وينتج عن ذلك الاصابة بالأنيميا وقلة مقاومة العدوى والإصابة بالإمساك نتيجة قلة النشاط الجسماني وقلة نشاط المعدة والأمعاء.
كما أن انخفاض كفاءة الحواس في مرحلة كبار السن كحاستي الشم والتذوق يؤدي إلى فقدان الشهية وقلة تناول الأطعمة. وان انخفاض كفاءة الأعضاء والأجهزة الجسمانية وفي مقدمتها الجهاز الهضمي عند كبار السن يشير إلى صعوبات كثيرة في تغذية المسنين وتلبية احتياجاتهم الغذائية.
ويجب أن يراعى في غذاء المسنين أن يكون غنيا بالبروتينات والأملاح المعدنية والألياف والسوائل، وفقيرا بالدهون ومتوسطاً في بالنشويات مع مراعاة الكمية التي تكفي إمداد جسم المسن بحاجاته للطاقة وفق حالته الصحية والجسمانية.
وتشدد أستاذة التغذية على ضرورة الاستعانة بالاستشارة الغذائية في بعض الحالات مثل الاصابة بالسمنة وممارسة الرياضة البدنية والتعرض لأشعة الشمس وتحديد تفاعل الأدوية مع الأغذية وفق الحالة المرضية وحالات الدعم بالهرمونات والفيتامينات والأملاح المعدنية.
وتقدم الغندور مقترح بوجبات غذائية ليوم كامل للمسنين، تختلف فيه تلك الوجبات بين الرجال والنساء، فبالنسبة للرجال تقترح تناول كأسين من الماء الدافئ ثم كوب شاي باللبن وثمرة فاكهة في الإفطار، أما الغداء فيقتصر قطعة لحمة مشوية وطبق سلطة خضراء وطبق متوسط للخضار وثمرة فاكهة فيما يشمل العشاء على قطعة جبن متوسطة ونصف رغيف وثمرة طماطم، أما فيما يخص وجبات النساء كبار السن فتقترح الغندور تناول 2 كوب ماء دافئ ثم كوب شاي باللبن ونصف رغيف وطبق فول مدمس وبيضة في الإفطار، ثم كوب لبن بين الوجبات في العاشرة صباحا، أما الغداء فيشمل طبق أرز صغيراً وطبقاً أخر للخضار وقطعة لحم متوسطة وطبق سلاطة وثمرة فاكهة، فيما يقتصر العشاء على كوب زبادي وقطعة جبن صغيرة ورغيف بلدي وربع خسة.

رعاية غذائية
تؤكد الدكتورة فريال إسماعيل أستاذة الصناعات الغذائية بكلية الزراعة جامعة القاهرة أن المسنين بحاجة إلى رعاية غذائية خاصة جدا نظرا لحدوث تغيرات عدة جذرية في أسلوب حياتهم فكبير السن في اغلب الأحوال تزداد حاجاته للبروتينات والفيتامينات والأملاح المعدنية للحفاظ على العضلات والوقاية من الأمراض .
وتشير الدكتورة إسماعيل إلى 7 متغيرات تؤثر في تغذية المسنين تتمثل أولا في انخفاض كفاءة القلب في ضخ الدم وقلة ترشيح المواد غير المرغوبة في الدم عن طريق الكلى وتصلب الشرايين وارتفاع نسبة الكولسترول،وثانيا قلة كمية اللعاب نتيجة لانخفاض كفاءة الغدد اللعابية بما يؤدي لصعوبة البلع وتذوق الأطعمة، وثالثا قلة كفاءة الهضم نتيجة ضعف عضلات المعدة والأمعاء وانخفاض العصارات والإنزيمات الهاضمة.
ورابعا هشاشة العظام وتعرضها للكسر وصعوبة التئامها نتيجة نقص عنصر الكالسيوم، وخامسا انخفاض مستوى التمثيل الغذائي ومعدلات احتراق الأطعمة وسادسا فقد الأسنان وما يصاحبه من صعوبة مضغ الطعام وسابعا أمراض الشيخوخة الشائعة مثل ضعف التركيز وانخفاض قدرة البصر ورعشة اليد والإرهاق وضعف العضلات
وتشدد الدكتورة إسماعيل على ضرورة مراعاة تلك العوامل والمتغيرات في إعداد الوجبات الغذائية للمسنين التي يجب أن تنخفض فيها كميات الطاقة 10 في المئة عن الشخص العادي مع زيادة مصادر البروتينات والأملاح المعدنية والفيتامينات وتنويع مصادر الأطعمة واستخدام المجموعات الغذائية الأربعة وهي الخضراوات والفواكه والنشويات ومنتجات الألبان واللحوم والأسماك.
ويراعي إعداد أطعمة سهلة المضغ والبلع مثل الشوربة والعصائر الطبيعية وطهي الطعام جيدا واستخدام وسائل الطهي المناسبة مثل السلق والطهي في الفرن بدلا من التحمير والشواء.
وفي بعض الحالات يحتاج المسن إلى تناول وجبات متعددة ولكنها قليلة الكمية لتجنب سوء الهضم مع ضرورة توفير الكميات المناسبة من السوائل المغذية مثل العصائر والمياه والحليب مع تجنب الإكثار من الشاي والقهوة التي تنبه الجهاز العصبي وتسبب الأرق.
ويفقد بعض المسنين الشهية للطعام ويفقد بعضهم القدرة على الإحساس بالجوع، وهو ما يتطلب رعاية أسرية خاصة وتقديم الأطعمة لهم بطريقة سهلة وجذابة ومعاونتهم في تناول الغذاء.
ويجب الإكثار في الوجبات الغذائية للمسنين من الخضراوات والفواكه ومنتجات الألبان والسوائل واللحوم البيضاء والأسماك والاعتدال في النشويات وتجنب الدهون والأطعمة الدسمة، من خلال خمس وجبات يومية قليلة الحجم والكمية.

الطعام الصحي
يحدد الدكتور اشرف عبد العزيز، عميد كلية الاقتصاد المنزلي بجامعة حلوان، بعض القواعد التي يجب مراعاتها في تغذية كبار السن أهمها التقليل من كمية الأطعمة الغنية بالطاقة وتناسبها مع الجهد المبذول من قبل المسن وزيادة تناول الأغذية الغنية بالألياف والفيتامينات والكالسيوم ومراعاة التنوع في الأطعمة و الإكثار من تناول الحبوب ومنتجاتها والخضر والفاكهة وخفض كميات الملح والسكر وتناول ثمانية أكواب من السوائل يوميا.
وهناك عوامل تؤثر على الحالة الغذائية لكبار السن، ففقدان الأسنان يؤدي إلى الإقبال على أغذية معينة والإعراض عن أطعمة أخرى في مقدمتها الخبر والخضر والفواكه، بما يؤدي إلى عدم الحصول على احتياجات الجسم من العناصر الغذائية اللازمة، كما ينخفض في الشيخوخة معدل الكالسيوم في الجسم ويؤدي إلى نقصان في الكتلة العظمية وانحناء في القامة، ومن ثم يجب زيادة تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم للحفاظ على معدلاته الطبيعية في الجسم مع التقدم في السن.

نقص الفيتامينات والكالسيوم
تحذر الدكتورة مها العطار استشاري التغذية العلاجية من عدم تناول المسنين للغذاء الصحي ومعاناتهم من نقص فيتامين د والكالسيوم مؤكدة ضرورة التعرض للشمس وتناول الكميات المناسبة من الألبان لتعويض احتياجات كبار السن من تلك العناصر الغذائية اللازمة
وتشير العطار إلى أن تناول الكميات المناسبة من فيتامين (د) والكالسيوم يؤدي تحسن قدرات المسنين على المشي واعتدال حالتهم المزاجية وتحسين وظائف القلب في حين أن نقص هذا الفيتامين والكالسيوم يؤدي إلى الشعور بالإرهاق والهزلان والضعف العام وآلام العضلات والتقلصات الشديدة. وتنصح كبار السن بتناول كوبين من البن منزوع الدسم يوميا والخضراوات والفواكه بشكل مستمر والبقول كمصدر للطاقة والبروتينات.

 

 

المصدر : ثروت البطاوى – القاهرة \ جريدة السياسة

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3592 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 3923 0
خالد العرافة
2017/07/05 4518 0