0 تعليق
407 المشاهدات

مدارس الكويت الخاصة.. مفخرة الكويت المنسية بقلم الكاتب طلال العرب



مدارس الكويت الخاصة مفخرة الكويت يجب دعمها من جميع المختصين في الدولة.. فمطلوب الدعم السريع!

شخصياً لم أدخل وأطلع على الداخل للمدارس الخاصة إلا في الاسبوع الفائت، فكل معرفتي كانت حول حفلات الأعياد الوطنية المجيدة، التي كانت تحوز اعجاب كل من حضرها او شهدها، والتي كانت تعكس سابقاً، الوجه الحقيقي المشرق والراقي للكويت.

هذه المرة، وبصفتي رئيسا للجمعية الكويتية لمساعدة الطلبة، دخلت الى هذا الصرح الحضاري، الذي لا يزال يعد كأحد مفاخر الكويت التعليمية والتأهيلية لذوي الاحتياجات الخاصة، التي كانت فعلا قبلة ومحط اعجاب كل من زارها واطلع على انجازاتها لما يقارب الستة عقود.

تأسست مدارس الكويت الخاصة قبل استقلال الكويت، في عهد أمير الكويت المرحوم الشيخ عبدالله السالم الصباح رائد الكويت الحديثة وأبو استقلالها ودستورها، وكان المرحوم الشيخ عبدالله الجابر الصباح في ذلك الوقت هو الذراع التعليمية والتربوية للحكومة الكويتية، طيب الله ثرى الجميع، فقد تم في سنة 1955، افتتاح أول مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة من المكفوفين تحت اسم مدرسة النور، ثم افتتح معهد الأمل للصم والبكم في سنة 1959، وفي سنة 1965، أي بعد الاستقلال، اصدرت وزارة التربية قانون رقم 11 الذي نصت المادة الرابعة منه على الزام ذوي العاهات البدنية او الحسية، كالسمعية والبصرية والعقلية، بالانتظام في مدارس التعليم والتربية الخاصة ما داموا قادرين على متابعة الدراسة فيها، تبع ذلك افتتاح مزيد من المدارس لذوي الاحتياجات، من بنين وبنات، الى ان بلغ عددها اليوم ثماني عشرة مدرسة.

هذه المعاهد ذات الخصوصية التأهيلية الانسانية، التي كانت تتسم بالرؤى العربية بلا تحديد، احتضنت طلابا وطالبات معاقين منتمين إلى مختلف الاقطار العربية دون استثناء، تحولت هذه المعاهد في زمن الاحتلال العراقي للكويت، الى موقع لمرابطة الفرقة 15 من القوات الخاصة العراقية، فحولوا مرافقها الى مراكز للتعذيب والاستخبارات، وقبل انسحابها من الكويت قامت القوات الغازية بتدمير اجزاء كاملة منها، حيث تم توثيق تلك الجرائم من قبل منظمة اليونيسكو، والمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم والمنظمة العربية للثقافة والعلوم.

ومع ان وزارة التربية كانت حريصة على سرعة بناء ما دمره الاحتلال، فإنه من المؤسف ان هناك معدات اصبحت الآن متقادمة في تلك المعاهد، وهي تحتاج الى تجديد لتواكب مستلزمات العصر، الأمر الآخر، الذي يدعو الى الاسف، ويستدعي تدخلاً سريعاً هو ان هناك أجهزة متوقفة عن العمل بسبب نقص الصيانة أو انعدامها، والمشكلة تكمن بانه لا يسمح لإدارة هذه المدارس بتصليحها إلا عن طريق ورش بعينها، وهذه الورش تطالب بأسعار خيالية، مستغلة هذا الوضع الشاذ.

كما ان هناك اعمالا يدوية قام بها الطلبة لا يستفاد منها، بسبب منع الوزارة من بيعها، فما الضير من ان تقيم الوزارة معرضا سنويا لأعمال الطلبة تشجيعاً لهم، وجني فائدة مالية من بيعها على الجمهور ليستفاد من ريعها؟

نشد على أيدي القائمين على هذه المعاهد، فهم فعلا جنود مجهولون، لا يعرف مدى تضحياتهم ومعاناتهم في عملهم الا من اطلع على انجازاتهم وتفانيهم في عالم لا يفهمه الا من عانى الاحتياجات الخاصة، فمهمتهم ليست سهلة، وهم يستحقون كل تقدير، ولا نعتقد بأن وزير التربية الاخ الدكتور نايف الحجرف سيبخل عليهم بلفتة تشد من أزرهم وتعينهم على مهمتهم الإنسانية النادرة.

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3751 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4124 0
خالد العرافة
2017/07/05 4667 0