0 تعليق
848 المشاهدات

المدارس الحكومية تحقق إنجازات مهمة في برنامج الدمج



[B]
تلعب "مدرسة الازدهار للتعليم الأساسي بولاية السيب بعُمان"، وغيرها من المدارس، دورا مهما في عملية "دمج الطفل ذوي الاحتياجات الخاصة" في صفوف طلابها من الأسوياء، بعدما استوعبت وخلال (4) سنوات الماضية مجموعة طيبة من "فئة ذوي الاحتياجات الخاصة"، على مستوى "متلازمة داون وذوي الاحتياجات الخاصة" والتي أثلجت صدور أولياء الأمور وجعلتهم يتنبهون إلى أهمية أن يعيش طفلهم مرحلة "التمكين" الاجتماعي على مستوى المعرفة على وجه الخصوص والحياة بشكل عام.

هذا ما عبر عنه "أولياء أمور طلبة" الدمج، والمسؤولون عنهم في الاحتفال الختامي الذي أقيم مؤخرا لبرنامج الدمج في مدرسة الازدهار للتعليم الأساسي بالتعاون مع المدارس المطبقة لبرنامج الدمج في مسقط وقسم التربية الخاصة بالمديرية العامة للتربية والتعليم بمسقط، وذلك برعاية مدير مكتب الإشراف التربوي بولاية السيب حمد الحبسي، وبحضور كل من مدير دائرة البرامج التعليمية سالم الهوتي، ورئيسة قسم التربية الخاصة بالوزارة زيانة المسكرية، وأولياء أمور طلبة الدمج والمسؤولين بمكتب الإشراف والمدارس.

تأكيد دعم ومساندة

وقد تضمن برنامج الحفل فقرات متنوعة كان من بينها "كلمة لمديرة مدرسة الازدهار" نادية السنيدية قالت فيها: إن العناية بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة يعد مؤشرا من المؤشرات التي يقاس بها مدى تقدم المجتمعات، وأخذت المجتمعات في تبني الاتجاه الاندماجي الذي يعني المساواة والمشاركة الكاملة من خلال مفهوم مجتمع للجميع. وأشارت السنيدية إلى أن السنوات الأخيرة شهدت المناداة بضرورة تحقيق الإجراءات اللازمة لحماية ذوي الاحتياجات الخاصة من التمييز بينهم وبين نظرائهم "الأسوياء" وتمكينهم من الوصول إلى الاستفادة من مختلف الأنشطة والخدمات المتوافرة في المجتمع على أساس تحقيق تربية تقوم على (الوصل لا الفصل)..، ويأتي حفلنا هذا الختامي انطلاقا من مبدأ تكافؤ الفرص للجميع وتحقيقا لرسالة هادفة وهي "دمج ذوي الاحتياجات الخاصة" في المجتمع من خلال بناء علاقات ناجحة بين الطلاب ومختلف شرائح المجتمع بخاصة طلاب المدارس باعتبارهم المستقبل المشرق الذي يضع فيه الجميع آمالهم للنهوض بالمجتمع من مختلف الجوانب، وأيضا هذا الحفل يعد مناسبة طيبة لتأكيد دعم ومساندة هذه الفئة والعمل على تعزيزهم، ولتوفير بيئة مواتية لهم تمكنهم من النجاح لإبراز ما لديهم من طاقات وقدرات. ومن ضمن فقرات الحفل أيضا تم عرض للباوربوينت عن الدمج في مدرسة الازدهار خلال الأربع سنوات الفائتة، وعرض رياضي لطلاب الدمج لمدرسة الازدهار، وكذلك تقديم أنشودة الألوان لطلاب الدمج لمدرستي الازدهار والمنهل، بعدها جاءت فقرة لقاء مع ولي أمر أحد طلاب الدمج والذي كان سعيدا بهذا البرنامج والذي أتاح له كوالد رؤية الأبعاد النفسية الإيجابية على ابنه والذي عرف طريق مشاركة أقرانه الأسوياء في المدرسة الحكومية. بعد ذلك تنوعت الفقرات بين أوبريت لمدرسة البراعة، وعرض للباوربوينت عن الأنشطة التربوية، ومشهد تمثيلي لطلاب مدرسة قريات، وأنشودة عن المهن لطلاب مدرستي الازدهار والمنهل، واختتم الحفل بتجوال الحضور في المعرض المصاحب والذي تم من خلاله عرض لوحات رسم لطلاب مدرسة الازدهار.

ثمرة جهود

وحول هذه الفعالية والتي تشكل رؤية مختلفة لأهمية "دمج" الطفل المعوق في المدارس الحكومية تقول سكينة العجمية مساعدة مديرة مدرسة الازدهار للتعليم الأساسي: كل حفل ختامي خلال الأربع سنوات الماضية من عملية الدمج والتي تبنتها مدرسة الازدهار للتعليم الأساسي تشكل بالنسبة لنا ثمرة جهود تتواصل لأجل تحقيق هدف الدمج والتي حدد له فصول (الموسيقى، والرياضة، والفنون التشكيلية، ومصادر التعليم)، هذا إلى غير وجود معلمات خاصات ومنهج تابع لقسم التربية الخاصة بتنفيذ خطط فردية ودراسية لكل طالب، والتي أسهمت في دعم هذه العملية. والحقيقة ففكرة الدمج في المدارس الحكومية أثبتت برغم التحديات والصعوبات التي لا تخلو منها أي عملية تجريبية أنها فاعلة ولها إيجابياتها على مدى الأيام وهي فكرة أيضا فتحت مجالا للتفاعل بين جانب الطفل ذوي الاحتياجات الخاص، والطفل السوي وأولياء أمور الطرفين لتكون عملية الدمج بابا من أبواب تفعيل "حق" ذوي الاحتياجات الخاصة ليتقاسموا الحياة مع البقية. وتوضح العجمية أن مسألة انتقال طلاب الدمج واردة بحسب ظروف الطالب الاجتماعية، وبحسب مستوى الطالب الجيد بخاصة وأصبح هناك أكثر من مدرسة تنوي تبني هذه العملية في صفوفها في المستقبل وهذه صورة طيبة للوعي بأهمية دمج فئة ذوي الاحتياجات الخاصة بالمدارس الحكومية لبناء لبنة تمنح الثقة للمستقبل القادم كغيرها من فئات المجتمع على وجه العموم.

وترى رئيسة مجلس الأمهات في مجلس الأمهات بمدرسة الازدهار للتعليم الأساسي فضيلة العدوية أن أهمية هذا الدمج تأتي من مبدأ الإيمان بقدرات أطفال "ذوي الاحتياجات الخاصة" وإعطائهم فرصة إطلاق هذه القدرات، والتعرف على غيرهم من الأسوياء وتبادل الأفكار والحياة العامة، هذا إلى غير إعطاء أولياء الأمور أيضا فرصة الثقة لخروج أبنائهم من عالمهم المحدود إلى عالم أرحب وعلى وجه الخصوص أولياء الأمور الذين لم يتعودوا على خوض هذه التجربة خوفا من عدم تقبل الطفل للعالم الآخر كونه تعود على أجواء مختلفة تشبه حالته، ومجرد أن يقرر ولي الأمر السعي من أجل دمج ابنه- ابنته في هذه المدارس يعد اقتحاما وتغلبا على التحديات والصعوبات التي يستشعرها في السابق، وكذلك وصوله للوعي المطلوب في هذا الجانب.

أما نورة الحوسنية وإحدى الأمهات السعيدة بعملية دمج ابنتها تقوى في المدرسة الحكومية فتقول: ابنتي "تقوى" تدخل عامها الثالث لعملية الدمج، وهي تعيش في مرحلة جيدة بعد التقدم الطيب الذي وصلت إليه فقد كانت لديها تشوهات في عملية النطق وكنت أتمنى أن تنال ابنتي حق التعلم في مدرسة حكومية لتختلط مع غيرها من الأسوياء وها هي اليوم تستطيع ممارسة حياتها في مسألة النطق بشكل مرضٍ والحمد لله.

مؤكدة الحوسنية أن التدخل المبكر لدمج لذوي الاحتياجات الخاصة لابد وأن تفعل حتى تستطيع هذه الفئة نيل حظ طيب من التعليم والتأقلم، لأنني أرى أن "طفل الاحتياجات الخاصة" لن ينال التقدم في حياته وهو مركون في دار للاحتياجات الخاصة، لأنه لا يجد من يختلف عنه؛ وبالتالي فلن يجد من يحفزه ليتقدم وبطبيعة الحال أي طفل كان دائما يعيش مرحلة التقليد لأقرانه على حسب البيئة التي يتعايش معها، ومن وجهة نظري الشخصية أؤيد "التدخل المبكر" لدمج ذوي الاحتياجات الخاصة لمنحهم بداية جديدة في الحياة.

يذكر أن برنامج الدمج يعد اسلوبا تربويا يضمن لطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة حقهم في الحصول على التعليم عن طريق الانتقال بهم من المؤسسات الخاصة ووضعهم في بيئات تعليمية أكثر انفتاحا، وأقل تقييدا لحرياتهم، بحيث تساعدهم على الحياة مع أقرانهم الأسوياء بالفرص والأساليب المتاحة نفسها. [/B]

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3599 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 3931 0
خالد العرافة
2017/07/05 4523 0