0 تعليق
475 المشاهدات

رأينا الموت.. وإعاقتنا أقل ثمن للوطن



الأعياد الوطنية فرصة لتكريس الولاء والانتماء، وتعريف الأجيال الصاعدة بتضحيات أبناء الوطن، دفاعاً عن تراب الكويت، فضلاً عن نضالهم المستميت في مواجهة طغيان الغزو العراقي الغاشم.

ففي الوقت الذي يواصل فيه الكويتيون احتفالاتهم بالذكرى الـ53 لاستقلال البلاد والـ23 للتحرير ومرور ثمانية أعوام على تولي سمو أمير البلاد مقاليد الحكم، تتجلى أسمى معاني البذل والعطاء والتضحية بالدماء من أجل الوطن، وكان لا بد من تسليط الضوء على ذوي الاحتياجات الخاصة الذين تصدوا للغزو العراقي الغاشم وأصيبوا بإعاقات جسدية، وصفوها بأنها أقل ما يقدم للوطن الذي نفديه بأرواحنا ونبذل في سبيل حريته الغالي والنفيس.

من أبناء الكويت من فقد بصره أثناء الغزو، ومنهم من فقد يديه ورجليه وأصبح قعيداً عن الحركة، هؤلاء المناضلون المضحون باحوا بذكرياتهم عن هذه الفترة المريرة، وكيف تصدوا مع فرق الدفاع الشعبي للمعتدين على تراب الوطن، وواجهوا جحافل الغزو بكل شجاعة وجسارة ولم ترهبهم آلة القتل، مؤكدين أن إصاباتهم الجسدية التي خلفت إعاقات دائمة وسام شرف على صدورهم، فالأرواح كلها فداء لعيون الكويت.

وبالعودة إلى ذكريات الغزو العراقي والتحرير وما خلّفته من إعاقات غيّرت مجرى حياة العديد من أصحابها وحوّلت آلامهم إلى ذكرى ملازمة لهم لا يمكن نسيانها على مر الزمان، القبس التقت بنماذج عاشت هذه الذكريات واستعرضت تجاربهم ودروسهم من هذه الحقبة، وفيما يلي التفاصيل:

متعب الفضلي من ذوي الإعاقة البصرية، وهو أصغر أسير، فقد بصره إثر إخراجه من الحاضنة من قبل العراقيين فور احتلالهم الكويت واستيلائهم على تجهيزات المستشفيات والمراكز الصحية، وبينها حاضنات الأطفال، وأدى ذلك إلى ولادته ناقص النمو.

معاناة وألم

وتابع الفضلي: بعد الولادة حاولت والدتي أن تأخذني غير أن المستشفى رفض، واستشهد والدي واضطرت والدتي للرحيل إلى السعودية، وبعد عودتها بحثت عني عن طريق الصليب الأحمر، ووجدتني عند امرأة عراقية أخذتني من العراق، وبعدها توجهت إلى إيران ثم عدت مجدداً إلى العراق، وعن طريق الصليب الأحمر رجعت إلى الكويت، حيث كان عمري، حينذاك، سنة وشهرين، ومن بعدها فوجئت الوالدة بأنني أصبت بعمى كلي.

إعاقة حركية

وفي قصة أخرى للبطولة والفداء تجسد ملحمة وطنية بطلها علي خليفة الذي تعرض للإعاقة الحركية وهو في ريعان شبابه، حيث كان يبلغ من العمر 23 عاماً إبان الغزو، وأصيب بطلق ناري اخترق ظهره، مما أدى إلى إصابته بالشلل النصفي.

مأساة

ورغم هذه المأساة التي غيّرت مجرى حياته رأساً على عقب، لا سيما أن إعاقته تمثل حادثاً عرضياً، فإن الابتسامة لم تفارقه، إيماناً منه بقضاء الله وقدره، ونجح بامتياز في تجاوز محنته والتعايش مع ظروفه والتأقلم مع وضعه الجديد، معتبراً إعاقته وسام شرف من أجل الكويت، فترابها أغلى من أرواحنا، مشيراً إلى أنهم رأوا الموت بأعينهم ونجوا منه بأعجوبة.

وأشار خليفة إلى أنه كان يعمل عسكرياً في وزارة الداخلية، غير أنه تقاعد طبياً بسبب إعاقته، لافتاً إلى نقص الاهتمام، حينذاك، في ما يتعلق بتوظيف ذوي الإعاقة، حتى ولو في الوظائف الإدارية أو الأعمال المكتبية، ولكن هذا الاهتمام تزايد في الوقت الحالي بهذه الفئة من جميع النواحي.

مطالب

وسرد خليفة أبرز مطالبه، وتتمثل في تطبيق قانون ذوي الإعاقة الجديد 2010/8، وعدم انتهاك مواقفهم، فضلاً عن تعبيد الممرات بما يتناسب وظروفهم الصحية، منتقداً عدم الاهتمام بتشجيع الموهوبين من ذوي الإعاقة وتنمية مواهبهم وهواياتهم الفنية والرياضية، امتثالاً بالدول الأخرى.

أما علي الشمري، فقال: لقد فقدت أطرافي أثناء الغزو، ورأيت الموت بأم عيني، لكن كل هذا يهون فداء للوطن.

غصة

اشتكى عدد من ذوي الاحتياجات الخاصة من بعض المضايقات التي تعرّضوا لها أثناء الاحتفال بالأعياد الوطنية، ومن ذلك عدم مراعاة ظروفهم واختطاف مواقفهم، فضلا عن رش مستهترين الماء عليهم، مشددين على ضرورة رفع الوعي المجتمعي بحقوقهم وأوضاعهم.

[IMG]http://im63.gulfup.com/hw6ve.gif[/IMG]
علي الخليفة

[IMG]http://im63.gulfup.com/zcGXY.gif[/IMG]
متعب الفضلي

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3601 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 3938 0
خالد العرافة
2017/07/05 4523 0