0 تعليق
2938 المشاهدات

العدوانى : بعد إغلاق «مكتب الإنماء الاجتماعي» زاد الضغط على «مركز سالم العلي» لعلاج صعوبات النطق



وصفت المتخصصة في صعوبات التعلم في اللغة الانجليزية بكلية التربية الاساسية الدكتورة امل العدواني التأتأة بانها احد انواع اضطرابات الكلام عند الطفل او الشخص البالغ مثل التلعثم وتكرار الحرف الاول مرات عدة ثم الانطلاق في الكلام مع نوع من الانفعال والاجهاد والتعب، وقالت ان الحالات المتقدمة من التأتأة تصاحبها تغيرات جسمية وحركات في الوجه مع الاحمرار والتعرق واشارات باليدين وتحديق العين بشكل معين وهذه كلها مؤشرات للاب او للمعلم التربوي لكي يلاحظ ان الطفل لديه مشكلة التأتأة او اضطرابات الكلام.
وفي تفاصيل اكثر قالت د.العدواني: هناك دراسة اجريت أخيراً في ألمانيا لمتخصص في التلعثم يدعى دكتور زوما وجد ان التأتأة عند الحالات التي عالجها في المستشفى اسبابها وراثية من الآباء والامهات بنسبة %75 وان المسؤول عنها الجانب الايسر من الدماغ وهو المسؤول عن الكلام والنطق فدائما هذه الالياف مرتبطة بالاتصال وتشوش على الاعصاب المسؤولة عن النطق.

ثلاثة أنواع

واضافت: التأتأة والتلعثم لدينا في الكويت اسميها «الصناعة الوالدية الكويتية» واذا راجعناها نقول ان الاب ربما عاش في بيئة «تسكيت» ونهي ورفض او ربته الخادمة لفترة طويلة ولا يتكلم الا القليل وكان انعزاليا نوعا ما وهذا يسمى تلعثم معتدل ولفترات معينة.
واردفت: علميا.. هناك انواع من التلعثم: طبيعي من عمر سنتين الى اربع سنوات ويسمى «تلعثم نمائي»، وهناك تلعثم معتدل من ست سنوات الى ثماني سنوات ويستمر لمدة ثلاث سنوات، وهناك التلعثم الدائم وهذا به المشكلة لانه اذا بدأ الطفل بالتلعثم في المرحلة الاولى «من سنتين الى اربع سنوات».
فيمكن معالجة المشكلة تلقائيا ودون أي تدخل، وعن طريق اختلاطه مع الاطفال، واكثر من نسبة %70 من المتأتئين يعالجون تلقائيا.
اما التلعثم الدائم «من اربع سنوات الى ثماني سنوات» فهذا يحتاج الى علاج لان الطفل هنا يبدأ من بعد السنتين بتكوين الجمل الطويلة ويفترض ان تفهم الجملة، ولكن من «اربع الى ثماني سنوات» تكون الاشكالية لدى الطفل لانه يواجه بعض الصعوبات الضغوط عليه فالمعلم ملتزم بكم المناهج والوالدين لا يعطون أي اهتمام ومن لديه تلعثم دائم يحتاج الى من يسمعه و«يصبر عليه» فالاب يجب ان يسمع والام يجب ان تفهم ان التأتأة هي حالة نفسية وعليها ان تدربه بعض التدريبات مثل التنفس وعدم الضغط عليه وعدم تصدير القلق له والا زادت التأتأة وتفاقم الامر سواء كان في البيت أو في المدرسة، وفي بعض الاحيان تصدر منه بعض التصرفات لكي لا يواجه أي مساءلة فهناك من يعتذر بخروجه من الفصل لكي يذهب الى الحمام او يسقط القلم على الارض أو يختلق أي شيء حتى لا يُسأل ولا يُحرج امام الطلاب، واذا استمر الطالب في هذه الاشياء فحتما سوف يظل في حلقة مفرغة ولا ينفع معه العلاج لان لا أم ولا اب ولا حتى معلم يفهم أو يستطيع ان يتعامل معه فيظل الامر «صناعة والديه» وان لم نجد تربويا يفهم تلك الحالة ولم نجد الاب والام ليتفاعلا معها ويعطيا الطفل بالا بأن هذه مجرد فترة وسوف تمر ولكن تحتاج الى طولة بال وتفهم خصوصا من الام.
< سألناها.. ماذا عن بعض المواقف التي تواجه الطالب المتلعثم خصوصا عندما يُسمع الآيات القرآنية أو القصائد أو اثناء الامتحان الشفهي؟! - اذا تم علاج «التأتأة النمائية» التي بالغالب تكون من عمر سنتين الى اربع للطفل يستطيع ان يتكلم وتصدر منه جمل وليس كلمات ففي خلال هذا العمر ان لم يتجاوز الطفل التأتأة فهنا لابد ان يخضع الطفل للعلاج ان لم يتحسن تلقائيا ومن دون تدخل خارجي فهي حتما سوف تؤثر في سلوكه في المدرسة ان لم يعالج منها. وزادت: عندما يلتحق الطفل المتأتئ بالمدرسة ويواجه موقفا معينا فمن الممكن ان يواجه موقفا معينا وتجده لا يريد ان يتكلم لكي لا يحرج أو يضحك عليه أحد فنجده يدور في حلقة مفرغة وينعزل انعزالا اجتماعيا طوعيا وليس قصريا من احد معين. واردفت: هناك بعض البيئات تولد هذه التأتأة بحيث انهم يقولون له «لا تتكلم إلا باذن» أو «اسكت ولا تتكلم لكي لا تحرجنا»!! ولو ان الام والاب وضعوا الطفل في بيئة اهمالية ودون اهتمام فلابد ان هذه المشكلة ستكبر مع الطفل في المستقبل وقد يواجه اضطرابات تشل بعض الامور في حياته، ولهذا انا اوجه رسالة للمعلمين والتربويين انهم ليسوا مجرد معلمين بل يجب ان يفهموا شخصيات الاطفال ولا يضغطوا عليهم وخصوصا ان اقبل الطفل على فترة الاختبارات النهائية، وانا اجزم كتربوية لفترة طويلة ان وزارة التربية لم تؤهل كثيراً من المعلمين والمعلمات لمواجهة هذه المشكلة والمشكلات الاخرى منها العلاج التربوي وعلاج التأتأة وعلاج صعوبات التعلم وكثير منها في بدايتها ولم يعرف أي أحد من المعلمين كيف يتعامل مع هذه الشريحة من الطلبة فتزيد معهم وترجع اليهم اذا كبروا. علاج «نمائي» واضافت: في الكويت كان لدينا سابقا مكتب الانماء الاجتماعي وهو الذي يعالج الناس في علاج النطق والتلعثم وبعدما أغلق هذا المكتب وتحولت الناس إلى مركز سالم العلي والمركز أصبح فيه ضغط بسبب كثرة الحالات ولم يعد يكفي ويوفي وأصبحت الحالات لديه كثيرة والمواعيد طويلة، وبات الكل يتجه إلى المراكز الخاصة والتي هي تعالج مقابل دفع أموال، ولا يعلم عن مدى كفاءة تلك المراكز وشهادات الخبرة التي لديها، وأنا شخصيا أرى أن تلك الحالات تحتاج إلى علاج عصبي وعلاج نمائي وعلاجات معينة في دول متقدمة بحيث أن يتعلم كيف يتنفس وكيف يقف وكيف يسحب الهواء وتحريك عضلات الوجه حتى يرتاح ويستطيع أن تخرج من فمه الكلمات بسهولة ويسر، فمن يعاني من هذه المشكلة وهو كبير في السن يستطيع أن يخضع لدورات معينة مع خبراء وأساتذة، أما بالنسبة للأطفال فهم يحتاجون إلى جلسات خاصة وبرامج معينة لكي تعالج تلك المشكلة وبالتعاون مع الوالدين والمعلمين الذين يساهمون في العلاج وطبعا بمساعدة الشخص المتخصص لكي يتكلم معه بسلاسة. < هل ترين أن المعلمين بحاجة للحصول على دورات ليستطيعوا التعامل مع المتلعثمين؟! - كوني تربوية أطلب من وزارة التربية عقد تلك الدورات فنحن بحاجة إليها في الكويت، ولابد أن يكون لدينا مراكز عدة وليس مركزا واحدا للنطق بل في كل منطقة تعليمية أناس متخصصون أو مركز تخصصي يعالج من الطلبة الذين يعانون من هذه المشكلة في التعليم العام، فالتعثر في الكلام يشكل عبئاً كبيراً في مراحل التعليم سواء كان لأسباب وراثية أو لأسباب أخرى نفسية أو بيئية فلذلك نحتاج أن يكون المعلم مؤهلا من قبل كلية التربية أو جامعة الكويت أو حتى الجامعات الخاصة بحيث أن يكون هناك كورسات عامة في صعوبات التعلم وفن التخاطب لكي يعرفوا كيف الطالب يهيأ كمعلم، لأن طلبة التأتأة ليسوا متخلفين بالعكس فكثير من كبار الناس في العالم كانت لديهم التأتأة ولكن الفن هو في كيفية التعامل مع هذه المشكلة، فلذلك المعلمون ملزمون بتعلم كيفية التعامل مع الطالب إن كانت التأتأة تحاصره في حياته وخاصة في استخراج التأتأة في أحرف (أ- أو- إي) فحينما يلاحظ المدرس تلك الخصلة عند الطالب يجب أن يتركه يعبر ويصبر عليه سواء المعلم أو الوالدان من دون أن يُحرج من بل الآخرين. الطريقة اللحنية < هل يجب الالتفات لهذه المشكلة منذ الصغر؟ - التلعثم يبدأ منذ الصغر إن كان وراثياً بإصابة الفصين من المخ سواء كان الفص الأيمن أو الفص الأيسر، فالفص الأيمن هو المسؤول عن الكلام والأيسر مسؤول عن الغناء والتلحين، وثبت علمياً أن المتأتئين إن أرادوا أن يتفوقوا فعليهم أن يتعلموا دروسهم ومحفوظاتهم بطريقة لحنية، والدليل على ذلك هناك كثير من المغنيين يغنون ولكن حينما تقابلهم لا تجد لديهم أسلوبا في صف الكلمات لأن لديهم تراجعا نفسيا فلذلك تجدهم تلقائيا ونفسيا يتأتئون، فبقدر ما يعطي المعلم لحنا أو تونا للطالب فحتما سوف يتعلمه بسهولة، فلذلك قد يواجه الكبير تلك المشكلة وخاصة بين الذكر والأنثى، فالذكر يخاف من الفشل، والأنثى تخاف من الرفض الاجتماعي، فالرفض أمر طبيعي قد يتغير بتغير الزمان والمكان ولكن الفشل صعب أن يتحول ويجعل الإنسان نفسه ناجحا بسهولة، فلذلك الشباب يخافون من الفشل وأما البنات فيخفن من الرفض والإحراج الاجتماعي. =============== ألبرت أينشتاين وجون بايدين وبروس ويلس عانوا بسبب «التأتأة»! في معرض حديثها قالت د.أمل العدواني ان التأتأة مشكلة لكن ليست صعبة بل هي في الغالب عصبية أو نمائية أو وراثية ولكن تقف عثرة امام النجاح، فنائب الرئيس الامريكي جون بايدين لديه هذه المشكلة، والعالم البرت أينشتاين كانت لديه هذه المشكلة وداروين مارلين ايضا كانت تعاني من هذه المشكلة وايضا بروس ويلس لديه هذه المشكلة، فهي تحدث لأي شخص ولكن المشكلة في كيفية فهمنا لها والتعامل معها ونحن بحاجة الى بث الثقة بداخل اولادنا وتشجيعهم والتفهم من جانب الشخص التربوي، وعلينا الا نضغط على مريض التأتأة خصوصا في مراحله الدراسية الاولى «الابتدائي الى الخامسة»، فإذا تفهمنا حاجات هذه الفئة وشجعناها فحتما سوف يسهل علينا علاجها وتخطيها تلك الازمة. =============== الطفل يقلد أمه «المتلعثمة»! هل تلعثم الأم نفسها في الكلام أو وجود خلل ما في طريقة كلامها ممكن أن ينتقل للطفل؟! سؤال وجهناه إلى ضيفة ملف الأسبوع فقالت: لاشك في أن رغبة الطفل في التقليد تكون شديدة خاصة في السنوات الأولى من عمره وبالتالي فإن تقليده للأم أو غيرها في التلعثم في الكلام أمر وارد ولكن يتوقف الموقف على ردة فعل المحيطين به، فهو الذي يساعد على ترسيخ الأمر أو رفض هذا السلوك منه خاصة إذا كان الطفل لديه تواصل لغوي جيد ومفهوم. وأكملت: والعلاج يعتمد على تقييم وتحديد نوع وشدة التأتأة وفقاً لاختيارات كلامية يقوم بها اخصائي النطق على سبيل المثال (تكرار حرف الباء 20 مرة مثلا كم ثانية يستغرق الطفل فيها) وهنا نستطيع أن نحدد سرعة تواتر الكلام عنده، ومن ثم نبدأ في تحديد طرق العلاج، فهناك مدرستان أو مجموعتان كطرق للعللاج الأولي «التحدث بطلاقة أكثر» و«التأتأة بسهولة أكثر»، وأحياناً كثيرة دمج هاتين المجموعتين يكون قياساً أكثر في علاج الكثير من الحالات. هناك تدريبات تنفس يحرص المتخصص في علاج النطق على اتباعها مع الطفل حسب احتياجه، فمثلا يأخذ شهيق عميق ويخرج زفير بطيء ويبدأ بتلفظ الكلمة بسهولة.

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3609 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 3946 0
خالد العرافة
2017/07/05 4528 0