0 تعليق
4282 المشاهدات

«المعجزة» الأسترالي نيكولاس فوجسيك يسطر أروع قصص النجاح من دون أطراف



[IMG]http://www.alamal.com.kw/contents/myuppic/04f11746a693a4.jpg[/IMG]

[B]من غير أيد، وبشبه رجل واحدة لا يتجاوز طولها السنتيمترات، ضرب الشاب الأسترالي نيكولاس فوجسيك نموذجا صارخا في قدرة الإنسان على تغلب ظروف الحياة، والانتقال من خانة اليأس والإحباط بوسيلة العمل والاجتهاد إلى محطات النجاح والتميز رغما عن كل الظروف.

نيكولاس فوجسيك الذي يبلغ من العمر 27 عام ، ، يدير اليوم شركتين دفعة واحدة، ويتداول في أكبر البورصات العالمية، وألقى حوالي 5 آلاف محاضرة في 28 بلدا حول العالم، والأهم من ذلك كله أنه أثر إيجابا في حياة الكثير من المعاقين والأصحاء على حد سواء.

وقال فوجسيك في المحاضرة التي حملت عنوان «الإرادة والمشاعر الإنسانية ليس لهما وطن» ان التعامل مع المعاقين مختلف من دولة إلى أخرى، بل من منطقة إلى أخرى، مشيرا إلى أن زيادة الوعي بهذه المسألة ضرورة في كل مكان بالعالم ومن بينها الولايات المتحدة الأميركية التي يقيم فيها.

وأضاف أنه يحاول مع الآخرين مساعدة الناس على تعلم كيفية التعامل مع المعاقين بصورة سليمة، مبينا أن منهجا علميا وضع لهذا الغرض يدرس اليوم في العديد من الجامعات الأميركية.

وعاد المحاضر إلى طفولته فقال «كان من الصعب على الجميع تخيل نوعية الحياة التي سأعيشها، لم يسبق لأطبائي أن شاهدوا مثل إعاقتي، ولم يتصوروا أبدا ما الذي يمكنني فعله، آمنت دائما بأن للجميع أوقاتا سيئة وأخرى حسنة، اليوم أستطيع كتابة 43 كلمة بالدقيقة على الكمبيوتر، وأجيد السباحة، وأفعل الكثير مما لم يكن احد يتخيله».

واستدرك «كنت أول معاق يدخل مدرسة عادية في أستراليا عام 1990، بعد أن أصرت والدتي على ضرورة دمج المعاقين بنظرائهم الأصحاء، وكنت حينها لا أدرك الحكمة من كوني معاقا، ولكني اليوم أؤمن بأن لكل شيء حكمة، وحتى لو لم نعرفها في حينها فإننا سنعرفها لاحقا».

وشدد على أنه لا يمكن للمرء معرفة ما يمكنه تحقيقه حتى يجرب بنفسه ويحاول في ذلك، مستطردا ان هناك الكثير من العلاجات الطبية التي تخفف الآلام وتجعل حياة المعاقين أفضل.

وعبر عن سعادته بإقرار البرلمان الكويتي أخيرا قوانين خاصة بفئة المعاقين، مؤكدا أنه يشجع الجميع على استخدام حياته أو قصته أو أي ما يتعلق فيه لخدمة قضية المعاقين في الكويت وتحسين أوضاعهم.

ولفت إلى أن النقود لا يمكنها شراء كل شيء في هذه الحياة، وعلينا عدم التحدث فقط مع الجالسين على الكراسي المتحركة وتوعيتهم، بل علينا مخاطبة أولياء أمورهم والمجتمع بصوت جماعي مؤثر.

وذكر أن الخوف وعدم الإقدام على التجربة هو أكبر أنواع الإعاقات، والشجاعة تتمثل بالاستمرار والتقدم في ظل وجود الخوف وليس غيابه، مشيدا بدور والديه الداعم والمشجع له على العطاء والحياة طوال عمره، لا سيما في الفترات التي كان يحبطه فيها الآخرون.

ودعا أولياء أمور المعاقين إلى عدم الخجل منهم والخروج من البيت من دونهم وتركهم يعيشون بوحدة تضرهم، منوها إلى أهمية عدم النظر إلى الآخرين نظرة دونية عندما لا يعرفون كيفية التعامل مع المعاق، بل علينا إنارتهم وتعليمهم الطريقة السليمة، فما يمكننا التحكم فيه هو ردود أفعالنا لا ردود أفعال الآخرين، وفق تعبيره.

وطالب بتفعيل الشراكات الاجتماعية المعنية بالمعاقين وتعاونها في ما بينها بمختلف دول العالم، مبينا أن البعض قد يشعر بفقدان أطرافه رغم وجودها لأنه لا يستخدمها بشكل سليم ومثمر، ولا يعرف المرء قيمة ما يملكه من نعم حتى يفقدها، ولكن الأمل هو ما لا يجب فقده أبدا.

وأشار إلى أننا جميعا نؤمن بوجود الله الذي يتحكم بكل شيء وله حكمة في كل شيء، مضيفا «رأيت عميا يبصرون.. وصما يسمعون.. لا يمكنكم تخيل أو توقع ما قد يحدث.. وقد منحني الله أكثر من الأطراف.. فقد منحني الأمل والتخطيط والإيمان بمستقبل أفضل مهما حدث».

وذكر أن أميركيا اسمه فيل كان قدوته وملهمه في القدرة على العطاء، حيث تمكن الشاب الذي لم يكن قادرا سوى على تحريك رأسه من تأسيس موقع على الانترنت واختراع وسيلة تواصل مع الآخرين، ما جعله يتساءل «إذا كان فيل قادرا على تحريك رأسه فقط وفعل كل ذلك، فماذا يمكنني فعله وأنا الذي أنعم بأكثر منه».

وأكد أنه من السهل إنفاق مليون دينار على المتعة الوقتية كالجنس والمخدرات والكحول وغيرها، ولكن لا يمكن لأي مبلغ أن يشتري الراحة والطمأنينة الداخلية، داعيا الحاضرين إلى الارتقاء فوق السحاب ليروا الشمس الحقيقية والاقتداء بالصقر الذي يفرد جناحيه ويرتفع كلما أتت العاصفة.

وكشف أنه مر في مراحل عصيبة جدا من حياته، حيث حاول الانتحار بإلقاء نفسه في البانيو عندما كان في العاشرة رغم دعم والديه، إلا أنه تراجع عن الفكرة بعد أن استوعب خطورتها وأثرها على من حوله، معتبرا قراءته لقصة رجل أعمى عندما بلغ 15 عاما نقطة تحول كبيرة في حياته.

فقد
«لن تشعروا بقيمة الشيء حتى تفقدوه»، قالها نيكولاس وهو يتكلم عن شبه رجل يملكها، حيث أصيبت ذات مرة واضطر إلى إراحتها لثلاثة أسابيع، مستدركا أن الأمل هو أهم ما يجب عدم فقده.

معاناة
لفت المحاضر إلى أن مراهقا عمره 14 عاما في الكويت قد يعاني أكثر مما يعاني فاقد الأطراف مثله بسبب التفكك الأسري والعيش في بيت لا يسوده التناسق، داعيا إلى تماسك الأسرة واحتضانها لأبنائها المراهقين تحديدا حتى لا يشعروهم بأنهم ليسوا ذوي قيمة يوما ما.

الزواج
أوضح المحاضر أنه كان يتساءل سابقا «كيف يمكنني أن أتزوج وأنا لا أملك يدا أمسك بها يد زوجتي؟ ولا يمكنني حتى حمل أطفالي في حال ولدوا»، مشيرا إلى انه يدرك اليوم جيدا أن الزوجة تحتاج لمن يمسك قلبها لا يدها، لذا فما أحتاجه قلب مليء بالحب والحنان وليس أطرافا.

تثقيف
شددت رئيسة جمعية أولياء أمور المعاقين الكويتية رحاب بورسلي على ضرورة تثقيف الأطفال الأصحاء من قبل أولياء أمورهم بوجود أطفال مختلفين عنهم في المجتمع تلافيا لنظرتهم السلبية إليهم، معتبرة أن في الكويت العديد من «النيكولاسيين» الذين يحتاجون الدعم ورفعوا راية الكويت عاليا في الكثير من المحافل الدولية.

محو أمية
اعتبرت راعية الحدث الشيخة باسمة مبارك عبد الله الصباح أن المحاضرة تمثل نوعا من محو الأمية لدى العامة في فن التعامل مع المعاقين ومشاعرهم الإنسانية الراقية، مؤكدة أننا جميعا لدينا نوع من الإعاقة في حياتنا، وفي النهاية المعاق إنسان له الحق في الحياة والعمل وغيرها.

الإعاقة ذاتها
روى نيكولاس قصة مؤثرة جدا عن طفل لم يتجاوز السنوات الثلاث ويعاني إعاقته ذاتها، حيث قال: أحضره لي الأب أمام 3 آلاف من الجمهور، واعتقد أنه لا يمكنه استخدام الكرسي المتحرك، ولكن أتدرون ما المعجزة ؟ لقد استخدمه خلال 5 دقائق فقط!

واستدرك أن هذا الطفل يعاني تماما الإعاقة ذاتها التي أعانيها، ولا يمكنكم تصور شعوري عندما زغزغت قدمي قدمه الصغيرة، وقد قال الأطباء لوالديه كما سبق أن قالوا لي، بأنه لا يمكنه فعل شيء في حياته، ولكني أقولها له بكل ثقة بأنه يمكنه فعل الكثير.

واستطرد «سافر والداي من أستراليا للالتقاء بوالديه، وأنا أشكر الله كثيرا الذي خلقني بهذه الصورة وجعلني قدوة حية له لأعطيه حافزا ونموذجا».

لعنة
قال نيكولاس ان الولايات المتحدة الاميركية ليست دولة مثالية مليئة بالذهب كما يعتقد البعض، فلدى بعض الأميركيين ثقافة أن أي طفل يولد معاق يمثل لعنة على القرية بأكملها ويجب قتله.

وروى اجتماعه مع أهل قرية توقع فيه حضور 300 شخص فقط، ولكنه فوجئ بوصول العدد إلى 10 آلاف، حيث حضرت فيه أم مع طفلها المعاق فتساءل الكثيرون «لماذا لم يقتلها أحد بعد؟! »، فما كان مني إلا أن احتضنته وعملت على تغيير فكرتهم، واليوم أنا سعيد جدا لأنه لم يقتل أي طفل معاق بعدها في تلك القرية.

الوالدان
حرص المحاضر كثيرا على ذكر فضل والديه عليه في حياته، فكرر ذكرهما خلال المحاضرة أكثر من عشر مرات.

صعوبات
ذكر المحاضر أنه لم يحصل على دعم من الحكومة الأسترالية لاستكمال تعليمه، إلا أن إحدى مؤسسات المجتمع المدني تكفلت بذلك، وهو ما يبين أهمية دورها.

وتطرق إلى بعض المواقف الصعبة خلال حياته الدراسية، شاكرا كل من ساعده على تجاوزها لاسيما معلمه الذي كان يساعده حتى في قص الورق.

[/B]

[IMG]http://www.alamal.com.kw/contents/myuppic/04f1170f0447f2.jpg[/IMG]

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3563 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 3882 0
خالد العرافة
2017/07/05 4488 0