0 تعليق
327 المشاهدات

الإلقاء ومحاضرة لمركز الارتقاء بنادى الصم



[B]الإلقاء، يا لها من مهارة جديرة بالاهتمام لمن أراد التعليم والتأثير والتغيير والنصح والإقناع ومساعدة الآخرين، فإنها خير معين لمسيرته التوعوية والتنموية والخطابية، ويا حبذا لو يتم تعليم هذه المهارة للطلاب والطالبات في المدارس حتى تنفعهم فيما بعد في حياتهم المستقبلية، ومن يحب أن يتعلم فن الخطابة، فعليه بالقراءة والاستماع والحفظ والتدريب في هذا الفن حتى يصقل هذه المهارة، وكذلك عليه أن يقرأ في كتب الأدب واللغة القديمة، نذكر منها على سبيل المثال: «وحي القلم» للرافعي، و«البيان والتبيين» للجاحظ، و«الإمتاع والمؤانسة» لأبي حيان، و«لسان العرب» لابن منظور، وغيرها من الكتب التراثية. ولعل من المهم أن نذكر أهمية لغة البدن في التأثير على المستمعين بعد ما عُملت دراسة في هذا الأمر: فجاءت النسبة الكبيرة للغة الجسد، وهي كالتالي: لغة الجسد %55، ونبرات الصوت %38، والموضوع %7، وبعد هذا ينبغي التركيز على الإشارة، كلغة العيون، ولغة اليد، وطريقة المشي، وغيرها من الحركات، والجدير بالذكر أن أفصح العرب محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام استخدم لغة البدن عندما أراد أن يخبرنا عن الساعة، فقال في الحديث: «بُعثت أنا والساعة كهاتين» وقرن بين أصبعيه الشريفتين السبابة والوسطى، فلا يكفي للمرء من التزود بالعلم من دون تمكنه وممارسته لفن الإلقاء. وبالمناسبة، دعيت لإلقاء محاضرة توعوية «للصم»، وكم كانت سعادتي غامرة بأن أكون الملقي لهذه الفئة المنسية في المجتمع من ذوي الاحتياجات الخاصة، التي ينبغي على المجتمع والمؤسسات ككل الدعم المادي والمعنوي لها، نرجع الى صلب الموضوع، اخترت عنوانا لهذه المحاضرة «فن الاستمتاع بالحياة»، وهذا كان بعد تفكير طويل حول ماذا أحدثهم، كونهم من أصحاب الإعاقة ولا يسمعون ولا يتكلمون، وبعد الاختيار والإعداد والتحضير للمادة بـ«الداتا شو»، لم أنس حتى الهدايا التشجيعية من كتب وكتيبات منوعة لإهدائها لهم من خلال توجيه بعض الأسئلة الثقافية اليهم، حتى أدخل على نفوسهم الفرحة والسعادة، ولقد كانت تجربة جميلة وممتعة بالنسبة لي، وقد كان بجانبي طوال الوقت مترجم الإشارة الأستاذ المحترم يوسف الراشد، وفي النهاية تم تكريمي من مركز الارتقاء «للصم»، ولله الحمد والمنة لاقى ذلك اليوم استحسان الحضور، وإن دعيت في المستقبل لألقي كلمة تحفيزية أو إرشادية أو توعوية فلن أتردد بتاتاً، لجميع ذوي الاحتياجات الخاصة، وغيرهم من الأفراد، والمؤسسات، وجمعيات النفع العام. ومن ناحية أخرى، يعتبر الصمم أصعب من العمى من حيث فقد العضو والنعمة، فقد جاءت الكثير من الآيات في القرآن الكريم بتقديم السمع على البصر، ويدل هذا على أن التقديم ذو فائدة وحكمة عظيمة، ولقد ذكر الشيخ محمد متولي الشعراوي -رحمه الله- عدداً من الحكم، منها: 1 ــ أن السمع أول عضو يؤدي وظيفته في الدنيا، فالطفل ساعة الولادة يسمع عكس العين فإنها لا تؤدي مهمتها لحظة مجيء الطفل إلى الدنيا. 2 ــ أن الأذن لا تنام، فالإنسان عندما ينام يسكن فيه كل شيء إلا سمعه، وإنك إذا أردت أن توقظ النائم ووضعت يدك قرب عينيه فإنه لا يحس، ولكنك إذا أحدثت ضجيجاً بجانب أذنه فإنه يقوم من نومه فزعاً. والشيء الذي لا ينام أرقى في الخلق من الشيء الذي ينام، فالأذن لا تنام أبداً منذ ساعة الخلق. 3 ــ أن العين تحتاج إلى نور حتى ترى، وبالتالي فإن العين لا ترى في الظلام، ولكن الأذن تؤدي مهمتها في الليل والنهار، في الضوء والظلام. [/B]

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3609 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 3946 0
خالد العرافة
2017/07/05 4528 0