0 تعليق
1729 المشاهدات

مدونة مسافر .. شؤون القصّر وما بين النقيضين بقلم الكاتب \ عدنان عبدالله العثمان



4 – زكاة القصّر – حسبة ضايعة

 

• الزكاة تستحق على القيمة الفعلية.
قصة حزينة من مسلسل حبس المال وربما الضياع المحاسبي لدى هيئة القصر، التي طالت الزكاة. فرغم وضوح قواعد احتساب الزكاة، فإن المسألة يشوبها الغموض، وآمل أن أكون مخطئاً، إلا أنني أعتمد في حجتي على المعطيات المحاسبية التي تحت يدي وتقرير ديوان المحاسبة.
فالهيئة تزكّي وفقاً لحساباتها على الرصيد الدفتري للقاصر، وليس على القيمة الفعلية للأموال التي تحت يدها بصندوق الاستثمار الجماعي. فالرصيد الدفتري 163 مليون دينار، بينما القيمة الفعلية للأموال تقارب 438 مليوناً، إضافة إلى 44 مليوناً نقداً لعام 2012.
ويبقى السؤال: هل يزكى عن القيمة الفعلية للأموال أو القيمة الدفترية؟ وعند سؤال أهل الاختصاص، فالجواب هو أن الزكاة تستحق على القيمة الفعلية، يعني في هذه الحالة الهيئة تخرج زكاة أقل من الفرض. ولكن إن نظرنا لموجودات الصندوق، لاتّضح تضمنه سلة متنوعة من الاستثمارات المالية والعقارية، ومنها ما يزكى منه، ومنها ما لا زكاة عليه، فسهم بيت التمويل الذي يمثل عصب استثمارات الهيئة بنسبة لا تقل عن %70، وهو لا زكاة عليه، وعدا ذلك فالجلّ الأعظم من المتبقي عقارات لا زكاة عليها. وفي هذه الحالة تكون الهيئة قد أخرجت زكاة أعلى من الفرض، حسبة ضايعة! ولكن الأدهى والأمر من ذلك هو عدم صرف كامل الزكاة وترحيلها إلى أعوام لاحقة. فرصيد الزكاة المتراكم حسب ما جاء بتقرير ديوان المحاسبة بلغ مليوني دينار، فلماذا تصر الهيئة على حبس الزكاة؟ ألم يكن هذا الموضوع من محاور استجواب سابق؟ وكيف لها أن تستثمر أموال الزكاة؟! وللتوضيح، فبين يدي تقرير خبرة لإحدى القضايا القديمة المرفوعة بهذا الشأن، جاء فيه رد الهيئة على حبس الزكاة بأنها لم تجد مستحقاً لها. وأقول يا للعار، شؤون القصر لم تجد مستحقاً للزكاة! فما بال 15 ألف قاصر، أجميعهم أغنياء؟ وإن كان، هل خلت الكويت من الفقراء؟ وإن كان، هل خلا الوطن العربي الإسلامي من الفقراء؟ أو أن الهيئة تعيش في عهد الخليفة الأموي عمر بن عبدالعزيز! والأعجب، أين ذهب بيت الزكاة؟ ولماذا لا يحول هذا الفائض إليه؟ أليس مدير عام الهيئة عضواً في مجلس إدارة بيت الزكاة بحكم منصبه؟ وأليست هي رسالة واضحة من المشرّع بوجوب تحويل الزكاة إلى بيت الزكاة؟

«والله حرام حتى الزكاة ما سلمت من الحبس».
الواضح أن فكر الهيئة قائم على حبس المال، فهل هذا الحبس عام أم خاص؟
خلونا نشوف ما يدمع العين بكنز علي بابا في المقالة المقبلة من هذه السباعية الحزينة.

 

 

المصدر : جريدة القبس

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3598 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 3928 0
خالد العرافة
2017/07/05 4522 0